كما لو كان بالقلب دفين، حقدا و ضغين، في لحظة طيش عبثية

مدرسة الغزالي

:: عضو منتسِب ::
كما لو كان بالقلب دفين
حقدا و ضغين
في لحظة طيش عبثية
أخذوا الريشة
و على لوحة غدر زيتية
خلدوك في زهر العمر
يا أما حيرت الدنيا
حين لتاج الحرية
أهديتي آلافا و ملايين
تفانت، أنامل غيلان برية
في رسمها، برؤوس خناجر و سكاكين
بعد شهور و سنين
بتفان، و بكل روية
جاءت في أبها حلل
و أقدر أعمال فنية
و حين اكتملت
ما بخلوها شعوب البشرية
كما لو كان بالقلب دفين
حقدا و ضغين
في لحظة طيش عبثية
أطبق صمت
صم الأسماع
و عم الكرة الأرضية
و أشعل شيبا
كل رضيع و بنين
جاءوا لرؤية شقراء فاتنة حورية
فإذا باللوحة تصرخ آهات و جنون
آثار امرأة، على اللوحة بادية
كما لو خرجت من لحد أقوام أزلية
غطتها أتربة النسيان
منذ قرون و قرون
لحمها منهوش بأنياب
ضمائر عدمية
و على ذراعيها تحمل أيتاما
ترضع من صدرها آثار دمار
لسنين خرقاء عبثية
شعر يحجب شمس الدنيا
كغيمة مطر شتوية
عينان هالهما جرح الجراح
غارتا كهف الأسية
و شموا على جسمها المنهار
خارطة الأحقاد الهمجية
ففاضت منه أنهار دماء
فجرت ميازيبا و عيون
لتأخذ الأبصار
بألوانها الحمراء القانية
فكانت بحمرتها
للوحة أجمل خلفية
كما لو كان بالقلب دفين
حقدا و ضغين
في لحظة طيش عبثية
عملا و لا الأعمال الفنية
هذا الذي أبكى كل الجفون
و تاه بأشهاد المأساة المنسية
بين رفوف الذكريات
و أوراق الشتات
تفتش عن وصف لها
و لها تبحث للمأساة سميا
حين كلت تمزقك
إربا إربا أياديهم
و ما كلت أياديك تناجيهم
أخذتي تمزقينها أوهامهم الوهمية
و خرجت من اللوحة ناسية
لكل الأحقاد يا حزني
كما لو كان بالقلب دفين
حقدا و ضغين
في لحظة طيش عبثية
نظروا إليك
فإذا دموع الموءودة
تبكي على شفتيك
حين سالت على خديك
ففاضت على كأس الأوجاع بمرارة
أحسوا انكسارا
و احتضرت
و اشتعلت أرواحهم نارا
حينما امتصوا من ضرعك
كل ما فيه
و ما تركوا لكي
غير القبور مزارا
و أذاقوك مكان الحب سميا
سمعوا من صمتك
صراخ الأبرياء
بعدما احترقتي
بصبر الأنبياء
تنادي و تنادي
و أعناقهم صوب السماء
أين لكم من الله نجيا
لماذا استهوت أياديكم
خراب الديارا
لماذا تركتم عيون البراءة
تهيم حيارا
لماذا قتلتم فيهم أحلامهم
و ألبستموهم مآزر حقد و نارا...
كتبوها و رحلوا لكم..
هات البكائية
و مازالت أصواتهم..أناتهم
تتطاير من حولهم، كسهام نارية
حتى أصروا على دفنهم و أوجاعهم
تحت التراب إصرارا
ضنوا أنهم دفنوا العارا
صفحة الجنون
ستبقى لأجيال ستأتي بعدهم
شاهدا و أمارة
لأن التاريخ خلدهم
على ألواح جبال صخرية
كما لو كان بالقلب دفين
حقدا و ضغين
في لحظة طيش عبثية
طويتي صفحة الجراح
دونما تمزيق
رغم أن المصاب
ضربة سكين على الظهر
عميق عميق
و الفاعل من بني جلدتك
تباهى بجرمه ليلا نهارا
و الأسف بعد الذي فات
إن كان
بلا أثر، كلمات سرمدية
كما لو كان بالقلب دفين
حقدا و ضغين
في لحظة طيش عبثية
كل ذاك أنكي قناعة
ساعة الحق..
ستدق يوما..
و لو بعد ألف ألف ساعة
فقد علمها التاريخ لنا..
مرارا مرارا..
فتلك من سنن الكون القطعية
كما لو كان بالقلب دفين
حقدا و ضغين
في لحظة طيش عبثية
كلمتهم عينيك
و أنت شامخة
كنخلة صحراء
على قدميك
لكم رب السماء
رغم طعنة الغدر
و غدر الوفاء
لكم دموعي نداء
لأحضان محمية
لكم صمتي دواء
لأهواء مرضية
لكم شمسي ضياء
لظلمة أفئدة صماء صماء
عودوا عودوا
فلكم دقات قلبي قنديلا
لكم أنفاسي
نسائم نيسان عليلة
و لكم حياتي عمرا بديلا
صعقتهم كلماتها
نبع الحنان
كصاعة من السماء رعدية
حين أحسوا أن الخطب جلل
و أن الذي اقترفوا
طلقات قاتلة نارية
عندها عرفوا
أن حضنك وحده يحميهم و يحمينا
و أن الفلك التي خرقوا
تؤويهم و تؤوينا
و أن الجرم الذي اقترفوا
سيبقى مدى الدهر
وصمة عار أبدية
كما لو كان بالقلب دفين
حقدا و ضغين
في لحظة طيش عبثية
صرخت حينها بملء ما فيا
لو انكي من جنس البشرية
لكنت أنا نسيا منسيا
أغشاني دمعك في اليوم
عشرات المرات و زيادة
أنساني أحزاني
حينما كفنها بقش الأكفان
ألهمني صبرك صبرا
غطى عورة صبري، لبس الإرادة
به أبقى بلا كلل، أعد نجوم الأكوان
عفوك هز كياني
ألحقني بكي حين رماني
جزيرة ألف ليلة و ليلة
نحكي حكياها فرادا
به الدنيا صرت أراها و لا أزهى
بأزهى الألوان
ساد حبكي وطني
و زادني على وطن الحب سيادة
و أعطاهم درسا
كيف أن حبك
صرخة إيمان
حين أبدلتهم
مكان الرشاش
غصن زيتون
و قصة حب وردية
كما لو كان بالقلب دفين
حقدا و ضغين
في لحظة طيش عبثية
أنا ظلك في كل مكان
على كف يديك كالشمعة
تذوب و تحترق
لتنهي لكي ليل الأحزان
و اجعليني من سهم الرماة
عليك صدرية
سنحكي يوما في الأمان
تحت شجر الرمان
ستنحني لكي أغصان
ستهديك أحلى الثمر
تلك الأغصان
و لكيها أغصاني
من حر الأشواق
فوق سماك شمسية
ضعي يديك على صدري
سألهب كفيك
دفئا و حنان
ألقي السمع على قلبي
سيسمعك عذب الألحان
فرجاءا
ابتسمي
كفاك حزنا بعد الآن
انطلقي
و اخترقي طوق الأحزان
حباك الله من دون الأوطان
بأنهار دماء الشهداء
طيبة مسكا و زكية
فكانت لكي يا جزائر
عمر ثان
كما لو كان بالقلب دفين
حقدا و ضغين
في لحظة طيش عبثية..

 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom