حضارة العقل والعمل ونتائجهما ...

أسير الحب

:: عضو فعّال ::
أوفياء اللمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

اصدقائي ..هدا موضوع اطرحه هنا من باب اسكات النفس فقط ...

سأبدا ولن اطيل عليكم :

لماذا نجحت بعض الشعوب و ارتقت الى أعلى الدرجات بينما تخلفت شعوب أخرى؟

بالتأكيد توجد عوامل كثيرة منها.

- -- الابتعاد عن الخرافة.

تبنى المنهج العلمى فى البحث و ادارة شئون الحياة.

انتهاج الديمقراطية.

المساواة و العدل بين الناس و خضوعهم لسلطة القانون.

و لكني أود ان أشير لعامل اخر هام و حيوى جدا فى سبيل ارتقاء

الشعوب و الأفراد ألى و هو "النقد الذاتى".

الشعوب التى تتقدم و تتطور هى الشعوب التى لديها القدرة أكثر من غيرها على

المكاشفة و المحاسبة ، القادرة على انتقاد حاضرها و مراجعة و تقييم ماضيها.

هى تلك الشعوب التى لم تعتبر زعمائها و رموزها الوطنية فوق النقد و المحاسبة و المسألة

أياً كان موقعهم و بطولاتهم و انجازاتهم.

نحن للأسف فى منطقتنا العربية لدينا الكثيرمن المحرمات و الخطوط الحمراء التى لا نريد الاقتراب منها و

لدينا نزعة فى تمجيد الماضى و رموزه أياً كانت سقطاته, و نخشى فتح ملفات حاسمة تحدد مصير أمتنا و

مصير ومستقبل الأجيال القادمة.

لقد رفع هتلر ألمانيا الى السماء فى لحظة معينة و لكنه سرعان ما هوى بها الى الحضيض

فى لحظة تالية مخلفاً وراءه دماراً و خراباً فى كل أنحاء العالم.

لكن كيف نهض الألمان؟

بالتأكيد نهضوا بالعمل و عدم الاستسلام للهزيمة..

و لكن بالاعتراف بجرائم النازية و عدم التنصل منها..

بتحمل مسئولية هتلر و جرائمه و عدم السماح بتكرار هذا النموذج مرة أخرى.

لم يخرج أحد يقول هذه ليست ألمانيا

و هتلر لا يعبر عن الشعب الألمانى !!!

لأن هذا هراء لا معنى له و لا قيمة من وراءه..

هتلر رجل ألمانى أراد أن يرفع شأن ألمانيا و استخدم فى حربه جنود و شعب

ألمانى لتحقيق ما يؤمن به من أحقية شعبه فى سيادة العالم و السيطرة عليه ، فمن العبث

القول بأن هتلر لا يمثل ألمانيا !!!!

النجاح و الأمجاد لا تأتى بادعاء البطولة فى الوقت الذى نعانى فيه من شتى انواع

الفشل.

و كما قال جبران خليل :" قد كفانا من مساء يدعى ان نور الصبح من آياته."

حينما نحاول أن نرفع أنفسنا و نجمل الواقع نتباعد عن الحقيقة و يتباعد عنا الازدهار و البركة.

و لكن عندما نعترف بحقيقة أوضاعنا و فساد موقفنا فاننا نضع أرجلنا على

بداية الطريق الصحيح للنجاح.

حال الشعوب من حال الأفراد..

فى كثير من الأحيان تكون الهزيمة و الفشل عوامل حاسمة فى استعادة الزمام و بداية جديدة نحو صحوة

الأمة و بناء مستقبلها.

و لكن هذا لا يأتى الا بالاعتراف و الاقرار بالحقيقة و القيام باصلاح شامل و اجتثاث

مسببات التخلف و الخراب لمجتمعاتنا.

لتكن ثورة ضد الذات..

تسمح بنقد ماضينا و تراثنا و تقييم التاريخ و الرموز و الزعامات.

هذا هو طريق الاصلاح .. وهذا هو السبيل للنجاح.

وفي الاخير اريد رايكم من فضلكم ......................... وشكرا
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom