التفاعل
87.7K
الجوائز
5K
- تاريخ التسجيل
- 19 سبتمبر 2009
- المشاركات
- 51,256
- الحلول المقدمة
- 1
- آخر نشاط
- الجنس
- أنثى

جروحٌ أحدثها الزّمن !
جرح،يجرحُ بمعنى ترك أثرًا على قلب شخصٍ ما !
تعالوا أُحدثكم ولنستخلص العبرة معًا.
صديقٌ لي وهو يُحدّثني عن أيام الثانوية بعد أن:
" صَدَرَتْ عَنْهُ تَنْهِيدَةٌ مِلْؤُهَا الأَ لَمُ " : إخْرَاجُ نَفَسٍ بَعْدَ مَدِّهِ بِتَأوُّهٍ مَشْحُونٍ بِالألَمِ . "
قال: هل تعرفين معنى أن تتبعك أعينُ الناس بنظرات الأسف والشفقة!.
طبعا لا
ولاتعرفين أيضا شعور أن تعيشي مُراهقة كمراهقتي التي عشتها !
نعم تابع.... أفرغ مافي داخلك..
صديقي هذا ياسادة
كانت له شخصية ضعيفة،كان الجميع يسخر منه، داخل القسم وخارجه
ولم يكن يستطع الدّفاع عن نفسه !
ذنبه الوحيد أنه كان طويل القامة ! خجولا ،لايُؤذي أحدا ،ولايقوى على ردّ الكلام.
حدث وأن حلّ العام الدراسي الجديد ،وبالتحديد في السنة الأولى ثانوي
كان أستاذ اللغة العربية يشرح الدرس
وإذا به ينعتُه بـــ : أنتَ أيها العملاقُ النائم
أجِب عن السؤال !
احمرّ وجه الفتى وتلعثم في كلامه وأًصيب بخجل واحراج
أعاد الأستاذ : ألم أقل لك إنك عملاقٌ نائم !
ضحك الجميع ،ومنذ تلك اللحظة صار اسمه العملاق النائم !
انتشر الاسم داخل وخارج القسم وفي المؤسسة وحتى في الشارع
وصار الجميع يلقبونه بالعملاق النائم ويسخرون منه كلما سمحت لهم الفرصة.
تصورا الجرح الذي رُسم على قلب ذاك الشاب !
على مدى ثلاث سنوات استمرّت معاناته....

حمل الشاب تلك الطعنات داخله ومضى، ليُتمم دراسته الجامعية حيث
وعد نفسه بأن يُغيّر شخصيته إلى الأحسن ويجتهد ويثابر
وبالفعل صار طبيبا !
فكلمة العملاق النائم تلك
وسخرية زملاءه منه كانت كفيلة أن تكون حافزا جعله يخرج من عقدته وينمّي شخصيّته ليستطيع مواجهة المجتمع اللئيم .
لو حلّلنا الحالة لوجدنا العوامل المتسببة :
-شاب ضعيف الشخصية في أوج مراهقته
-مراهقون يسخرون ويضحكون +أستاذ ألصق اسم العملاق النائم على الفتى
=جرح وألم وحاولة احباط وتحطيم شخصية شاب في فترة جدّ حرجة من عمره.
الحلول الممكنة :
كان ب امكان الأستاذ معالجة حالة الشاب دون جعل الجرح جرحين
كان بإمكانه نهي التلاميذ عن السخرية وتشجيع الفتى على الخروج من حالته التي تسبب فيها المجتمع من حوله فدوره كمُربي أكبر من أن يكون هو من يسخر من التلميذ !
حكم السخرية في الدين :
السخرية و الاستهزاء من المحرمات في حق من يتأذى به لما فيه من التحقير و الاستصغار للمؤمن ، و أما من جعل نفسه مسخرة و يظل فرحاً من أن يسخر به فلا يحرم ذلك ،
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خير منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن، ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب، بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان، ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون } ،
فلعل الذي تسخر به استصغاراً له يكون خيراً منك حقيقة و واقعاً .
والسخرية في مجتمعنا الجزائري موجودة بكثرة في المجتمع
وخاصة في المؤسسات التعليمية :down:
العبرة المستخلصة :
السخرية من الغير لاتُربحنا سوى الذنوب التي تُضاف في ميزان سيئاتنا
وأن الذي تسخر منه ربما ستحطمه وتحطم حياته
مثل هذا الشاب الذي تحدثت عنه في الموضوع
تعذب في مراهقته ولو لم يشدّ الهمّة أيام الجامعة لما خرج من معضلته
فقد استعمل السخرية كحافز له ليصبح طبيبا يفيد المجتمع
لكن مهما حصل يبقى الجرح الدفين داخل القلب لن يندثر !
فاحترس أيها المسلم قبل أن تُؤذي أخاك المسلم
فتُحاسَب وتُدمّر حياة شخص أو أشخاص
والسلام عليكم.
آخر تعديل بواسطة المشرف: