قراازة مرااد
:: عضو منتسِب ::
التفاعل
54
الجوائز
2
- تاريخ التسجيل
- 11 ديسمبر 2014
- المشاركات
- 31
- آخر نشاط

بسم الله الرحمن الرحيم
عقيدة التوحيد
مقدمة
في فضائل التوحيد
سَلِّمْ عَلَى القَوْمِ الَّذِينَ هُـُم هُـــــــــمُ -- أَهْلُ الدِّيَانَةِ وَالتُّقَى فَيُسَلِّمُــــــــوا
فَأُلاءِ أَصْحَابِي وَأَهْلُ وَلاَيَتِــــــــي-- فَلَكَمْ دَعَوْتُ لَهُمْ وَكَمْ أَتَرَحَّـــــــمُ
أَهْلُ الجَمَاعَةِ إِنْ سَأَلْتَ لِحَالِهِــــــمْ -- فِي النَّاسِ إِذْ حَادُو وَيَوْمَ تَقَسَّمُوا
الصَّابِرِينَ لأمْرِهِ مُذْ أُعْلِمُــــــــــوا -- أَنَّ الَّذِي كَتَبَ الأُجُورَ سَيُعْظِـــــمُ
المُمْسِكِينَ بِحَبْلهِ وَطَرِيقِـــــــــــــــهِ-- وَالصَّادِعِينَ بِأَمْرِهِ مَا حُكِّمُـــــوا
تَوْحِيدُهُ بِالغَيْبِ ذَاكَ دِثَارُهُـــــــــــمْ -- وَشِعَارُهُمْ وَالقَصْدُ حَيْثُ تَيَمَّمُــوا
حَقُّ الرَّحِيمِ عَلَى العِبَادِ كَـَــذَا رُوِي-- وَجَزَاؤُهُ الجَنَّاتُ مِنْـــهُ سَتُقْسَــــمُ
عَهْدًا مِنَ الدَّيَّانِ أَلْزَمَ نَفْسَـــــــــــــهُ-- لاَ قَوْلَ أَفَّاكٍ لِرَبِّهِ يُلْــــــــــــــزِمُ
وَلَهُ بَرَى الثَّقَلاَنِ ,عَنْهُ سَيُسْأَلُــــــوا-- وبِهِ سُمُوُّ القَدْرِ لَيْتَكَ تُكْـــــــــرَمُ
إِرْثُ الخَلِيلِ وَدِينُ كُلِّ مُنَبَّـــــــــــــإٍ --وَعَلَيْهِ جَاءَتْ كُتْبُ رَبِّكَ تُرْسَــــمُ
مِنْهُ الحَيَاةُ وَفِيهِ مَوْتُكَ أُلْزِمَـــــــــتْ-- فِيهِ الوَلاَءُ كَذَا البَرَاءُ مُحَتَّــــــــمُ
سَبَبُ الشَّفَاعَةِ وَالجِنَانُ بِهِ بَـــــــدَتْ -- مَيْسُورَةً تُقْضَى كَـــذَاكَ وَتُسْلـــمُ
فصل
في توحيد القصد والطّلب
قَدْ حَقَّقُوهُ لَهُ بِأَقْسَامٍ غَـــــــــــــــدَتْ -- قَصْــــــدًا وَفِعْلاً أَوْ مَعَارِفَ تُعْلَمُ
فَالأَوَّلُ الإِخْلاَصُ صِدْقًا فِي الدُّعَــا-- أَعْنِي العِبَادَةَ فِي المَعَاجِمِ تُفْهَــــمُ
وَبِحَدِّهَا المَشْهُورِ ذُّلُكَ طَاعَــــــــــةَ ---حُبًّا وَتَعْظِيمًا وَرَبُّكَ أَعْظَـــــــــمُ
]خَوْفًا رَجَاءً وَالتَّوَكُّلُ تَـــــــــــــارَةً--- ذَبْحًا وَنَذْرًا رَاكِعِينَ وَصُــــــــوَّمُ
بَلْ كُلُّ مَا يَرْضَى العَزِيزُ بِكَسْبِــــهِ ---قَوْلاً وَفِعْلاً ظَاهِرًا أَوْ يُكْتَــــــــــمُ
وَهُوَ المُرَادُ إِذَا نَطَقْتَ بِأَشْهَـــــــــدُ--- أَنَّ الإِلَهَ هُوَ العَلِيُّ المُنْعِــــــــــــمُ
وَشُرُوطُهَا تِلْكَ الشَّهَادَةُ أَرْبَـــــــــعٌ--- وَثَلاَثَةٌ تُتْلَى عَلَيْكَ وَتُنْظَــــــــــــمُ
عِلْمٌ وَإخْلاَصٌ يَقِينُكَ قَدْ تَــــــــــــلاَ ---حُبٌ قَبُولٌ صَادِقٌ يَتَكَلَّـــــــــــــــمُ
ثُمَّ انْقِيَادُكَ بَعْدَ قَوْلِكَ قَدْ أَتَـــــــــــى --فَرْضًا أَكِيدًا لاَزِمًا يَتَحَتَّـــــــــــــُم
أَرْكَانُهَا نَفْيٌ وَإثْبَاتٌ فَـــــــــــــــــلاَ--- يَشْقَى المُحَقِّقُ رُكْنَهَا أَوْ يَنْـــــــدَمُ
إِذْ كُلُّ مَنْ يَلْقَى العَلِيمَ بِضِدِّهَــــــــا--- فَهُوَ الشَّقِيُّ الجَاهِلِيُّ المُغْـــــــــرَمُ
فكَعَابِدِ الأَوْثَانِ مَنْ هُوَ مِثْلُـــــــــــهُ ---عَبَدَ القُبُورَ وَبِالصُّخُوِر مُتَيَّــــــــمٌ
وَالمُسْتَغِيث مِنَ الغُيُوبِ وَحَالُـــــــهُ --- كَالرّاهبِ المَفْزُوعِ بَلْ هُوَ أَحْــزَمُ
وَكَطَامِعٍ فِي العَالَمِينَ وَقَدْ يَــــــرَى--- عَجْزَ الوَرَى عَمَّا يُبِينُ وَيُبْهِــــــمُ
وَكطَالِبٍ يَرْجُوا الشَّفَاعَةَ طَامِعًـــــا --- لَكِنَّهُ لِشُرُوطِهَا لاَ يَعْـــــــــــــــزِمُ
فَهِيَ الَّتِي لاَ تَنْبَغِـــــــــــــي إِلاَّ إِذَا ---رَضِيَ الخَبِيرُ عَنِ الجَمِيعِ فَتُغْنَـــمُ
أَعْنِي الشَّفِيعَ كَذَا المُشَفِّعَ ذَاَتــــــــهُ --- فَضْلاً إِذَا أَذِنَ الغَنِيُّ الأَكْـــــــــرَمُ
وَسُؤَالُهَا مِنْ غَيْرِهِ فَهُوَ الَّـــــــــذِي--- أَرْدَى القُرُونَ الأَوَّلِينَ فَيَحْـــــــرُمُ
فصل
في توحيد المعرفة والإثبات
ثُمَّ التَّفَرُّدُ بِالأَوَامِرِ ثَانِيًــــــــــــــــــا ---خَلْقًا وَمُلْكًا وَالمُعَطِّلُ مُرْغَــــــــــمٌ
وَدَلِيلُ رَبِّكَ فَهْوَ مَفْطُورٌ كَـــــــــــذَا ---عَقْلٌ وَحِسٌ قَبْلَ ذَاكَ مُقَــــــــــــدَّمٌ
وَالشَّرْعُ يُغْنِينَا فَكَمْ مِنْ آيَــــــــــــــةٍ ---للهِ تُتْلَى فِي الكِتَـابِ وَتُرْسـَـــــــــمُ
وَكَذَاكَ أَوْصَافُ الكَرِيمِ فَإِنَّــــــــــــهُ--- يُدْعَى الإِلَهُ بِمَا قَضَتْهُ وَيُوسَـــــــمُ
من غَيْرِ تَفْوِيضٍ وَغَيْرِ تَمَثُّــــــــــلٍ--- ضَلَّ الطَّرِيقَ مُفَوِّضٌ وَمُجَسِّـــــــمٌ
وَبغَيْرِ تَعْطِيلٍ وَفَهْمِ مُحَــــــــــــرِّفٍ --- وَبِغَيْرِ تَكْيِيفٍ إِذَا مَا يُوهَـــــــــــــمُ
وَاحْكُمْ بِكُفْرِ مُؤَوِّلٍ لَمَّا خَــــــــــــلاَ --- تَأْوِيلُهُ عَنْ وَجْهِ مَعْنًى يُعْلَـــــــــــمُ
ثُمَّ البَقِيَةُ لاَ يَشُكُّ بِكُفْرِهِـــــــــــــــمْ ---بَرٌ تَقِيٌ أَوْ بَغِيٌ مُسْلِــــــــــــــــــــمٌ
هَذَا وَفَصْلُ خِطَابِهِمْ أَنْ أَلْزَمُــــــوا --- إِثْبَاتَهَا كَالذَّاتِ نَهْجًا يُرْسَـــــــــــــمُ
وَالقَوْلُ فِي بَعْضِ الصِّفَاتِ فَإِنَّــــــهُ ---كَالقَوْلِ فِي بَاقِي الصِّفَاتِ لَدَيْهِـــــمُ
أَفْعَالَ كَانَتْ لِلْمَشِيئَةِ تَتْبَــــــــــــــعُ--- أَوْ وَصْفَ ذَاتٍ مُطْلَقًا لاَ يُعْــــــــدَمُ
خَبَرِيَّةً جَاءَتْ وَذَاتَ مَعَانِـــــــــــيَ --- لِجَلاَلِ قَدْرٍ أَوْ كَمَالٍ يُحْكَـــــــــــــمُ
أَسْمَاءُهُ الحُسنَى فَلاَ تَخْفَى كَــــــذَا--- إِحْصَاءُ عَدِّهِ باطـــلٌ يُتَجَشَّــــــــــمُ
وَجَمِيعُهَا مُشْتَقَّةً أَلْفَاظُهَــــــــــــــــا ---وَلَهَا دَلاَئِلُ ضِمْنَهَا أَوْ تَلْـــــــــــزَمُ
فَلِذَاكَ كَانَ الوَصْفُ أَوْسَعَ حَيِّـــــزًا --- بَلْ كَانَ في الأَخْبَارُ مَا هُوَ أَجْسَــمُ
فَهِيَ الَّتِي فِي أَصْلِهَا قَدْ أُنْشِئَــــــتْ --- مِنْ غَيْرِ نَصٍ أَوْ دَلِيلٍ يُحْكَــــــــــمُ
وَتَوَسُّعُ الجُهَّالِ فِي الإِخْبَارِ قَــــــــدْ ---يُزْرِي بِعِقْدِ المُسْلِمِينَ وَيَكْلَــــــــــمُ
فَعَلَيْكَ بِالأَثَرِ العَتِيقِ فإَنَّـــــــــــــــهُ ---عَمَّا قَلِيلٍ مَا سِوَاهُ سَيُنْقَــــــــــــــــمُ
فصل
في الإيمان بالملائكة
ثُمَّ المَلاَئِكَةُ الكِرَامُ فَقَدْ أَتَــــــــــــى --- فِي الذِّكْرِ أَنَّهُمُ عِبَادٌ أُلْهِمُــــــــــــوا
تَقْوَى العَظِيمِ وَفِعْلَ أَسْبَابِ الهُــدَى ---وَعَنِ الذُّنُوبِ جَمِيعِهَا قَدْ أُلْجِمُـــــوا
وَالخَلْقُ مِنْ نُورٍ تَلأْلأَ فِي الدُّجَـــى ---وَلَهَا جَنَاحٌ قَدْ يُزَالُ وَيُعْـــــــــــــدَمُ
لَمَّا تَشَبَّهُ بِالرِّجَالِ فَقَدْ أَتَـــــــــــــى--- جِبْرِيلُ فِي صُوَرٍ لِدِحْيَةَ تُرْقَــــــــمُ
وَالحَافِظُ اخْتَارَ المَقِيلَ بِأَنَّـــــــــــهَا--- تُزْوَى فَتَخْفَى عِنْدَ ذَاكَ وَتُضمَـــــمُ
فصل
في الإيمان بالكتب
وَالكُتْبُ تُتْلَى فِي مَعَانِيهَا الهُـــــدَى--- رُشْدًا وَخَيْرًا لِلأَنَامِ وَمَغْنَـــــــــــــمٌ
وَجَمِيعُهَا مِنْ عِنْدِ خَلاَّقِ الـــــوَرَى--- صِدْقًا وَعَدْلاً لِلْعِبَادِ وَأَنْعُـــــــــــــمٌ
وَاعْمَلْ بِمَا شَرَعَتْ فَذَاكَ المُبْتَغَــى--- وَاتْلُ الكِتَابَ تَكُنْ أَمِيرًا يُخْـــــــــدَمُ
فصل
في لإيمان بالرّسل
وَاللهُ أَرْسَلَ رُسْلَهُ بَيْنَ الـــــــوَرَى --- وَأَمَدَّهُمْ جِبْرِيلُ وَحْيًا يَعْصِــــــــــمُ
بِهِدَايَةً لِلنَّاسِ ثُمَّ لِيُنْفِـــــــــــــــــذُوا ---حُجَجَ الإلَهِ عَلَى العِبَادِ وَيُعْلِمُــــــوا
مَعْنَى البِشَارَةِ وَالمُرَادَ بِكَوْنِهِـــــــمْ --- خَيْرَ العَوَالِمِ لَوْ لأَمْرِهِ أَسْلَمُـــــــــوا
ثُمَّ النَّذَارَةُ مِنْ أَسَالِيـــــــــبِ الرَّدَى --- لِيُنِيبَ قوْمٌ عَـنْ هُــــدَاهُ فَيُرْحَمُــــوا
مِفْتَاحُهُمْ نُوحٌ بِلاَ شَكٍ عَلَــــــــــــى--- أَنَّ المُحَمَّدَ لِلرِّسَالَةِ يَخْتِــــــــــــــــمُ
تَصْدِيقُ إِخْبَارٍ لَهُمْ فَرْضٌ كَمَــــــــا --- أَنَّ العُقُولِ عَلَيْـهِ لاَ تَتَقَـــــــــــــــدَّمُ
فصل
في الإيمان باليوم الآخر
واللهُ يَبْعَثُ خَلْقَهُ بَعْدَ الــــــــــرَّدَى ---جَسَدًا وَرُوحًا لِلحِسَابِ فَيَقْدُمُـــــــوا
غُرْلاً حُفَاةً بَلْ عُرَاةٌ كُلُّهُـــــــــــــم ---فِي يَوْمِ عَيْشٍ خَالِدٍ لاَ يُخْــــــــــرَمُ
يَوْمٌ يَشِيبُ الطِّفْلُ مِنِ سَكَرَاتِـــــــهِ--- وَيَشِبُّ فِي الهَوْلِ الرَّضِيعُ وَيُفْطَـــمُ
وَالأَرْضُ تُبْسَطُ كَالأَدِيمِ َفلاَ تَــرَى ---فَجًّا عَمِيقًا أَوْ رُبًا تَسْتَأْكِـــــــــــــــمُ
وَالكُتْبُ تَنْشُرُ صِدْقَ أَعْمَالُ الوَرَى--- رُشْدًا وَبِرًّا قَدْ حَوَتْهُ وَمَأْثَــــــــــــمُ
فَالنَّارُ تَنْظُرُ مَنْ أُمِدَّ كِتَابَــــــــــــهُ ---بِشِمَالِهِ خَلْفَ الظُّهُورِ فَتَهْجُــــــــــمُ
والآخِذِينَ الكُتْبَ بِالأَيْمَانِ فِــــــــي--- دَارِ الخُلُودِ السَّرْمَدِيِّ يُنَعَّمُــــــــــوا
ثُمَّ النِّقَاشُ عَلَى الحِسَابِ فَإِنـَّـــــــهُ --- عَيْنُ الرَّدَى, كَمْ لِلْمَحَاسِنِ يَهْـــــــدِمُ
وَالعَرْضُ خَيْرٌ لِلْعِبَادِ فَكَمْ بِـــــــــهِ --- دَخَلَ الجِنَانَ أَخُ الخَطِيئَةِ يَبْسِـــــــمُ
وَمَوَازِنُ الأَعْمَالِ تُنْصَبُ لِلْقَضَــــا ---وَلَهَا لِسَانٌ وَالشِّفَاهُ تَكَلَّـــــــــــــــــمُ
وَكَذَا القِصَاصُ فَعِنْدَ رَبِّكَ يُقْتَضَـى--- بِالقِسْطِ لِلْمَظْلُومِ مِمَّنْ يَظْلِـــــــــــــمُ
وَالجِسْرُ يُنْصَبُ بِالجَحِيمِ تجُـــوزُهُ ---أَهْلُ الَمَكارِمِ كَالبُرُوقِ تُجَـــــــــرْذِمُ
وَالفَاسِقُ المَحْرُومُ يَسْقُطُ مَتْنُــــــــهُ ---فِي قَعْرِ نَارٍ بِالحِجَارَةِ تُضْــــــــرَمُ
وَجِنَانُ رَبِّي كَمْ حَوَتْ مِنْ نِعْمَــــةٍ --- بَلْ إِنَّهَا لِلْخَيِّرَاتِ الجُرْثُــــــــــــــــمُ
فِيهَا مِنَ الحُورِ الحِسَانِ كَوَاعِــــبٌ --- مَقْصُــورَةٌ وَالقَلْبُ فِيهِ مُتَيَّــــــــــــمٌ
فِيهَا الفَوَاكِهُ قَدْ دَنَتْ لِقِطَافِهَـــــــــا ---مِنْ غَيْرِ جُهْدٍ فِي الأَسِرَّةِ تُقْضَــــــمُ
أَنْهَارُ مِنْ عَسَلٍ مُصَفَّى سُخِّــــرَتْ --- بِالخَمْرِ قَدْ ثَجَّ الغَدِيرُ البَجْــــــــــوَمُ
وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا الحَرِيرُ مُرَصَّعًـــــــا --- بِالدُّرِّ وَاليَاقُوتِ نِعْمَ الهِنْـــــــــــــدَمُ
وَغِرَاسُهَا التَّكْبِيرُ وَالتَّهْلِيـُـــل وَالْ ---حَمْدُ المُسَبَّحُ كَانَ ذَاكَ البُرْعُـــــــــمُ
وَمَنَازِلٌ فِيهَا اللآلِئُ وَالثَّــــــــــرى--- مِسْكٌ يَفُوحُ وَزَعْفَرَانٌ يَخْتِـــــــــــمُ
خُدَّامُهُمْ فِيهَا الغُلاَمُ إِذَا قَضَــــــــى --- قَبْلَ البُلُوغِ ابْنُ الكِرَامِ المُسْلِــــــــمُ
وَالنَّارُ تَأْتِى الكَافِرِينَ يَسُوقُهَـــــــا--- غِلَظٌ شِدَادٌ بِالأَزِمَّةِ تُخْطَــــــــــــــمُ
وَالنَّاسُ فِي دَارٍ تَظُمُّ نَزِيلَهَــــــــــا--- فَتُدَكُّ فِي الضِّيقِ الضُّلُوعُ وَتُحْطَــمُ
فِيهَا العَذَابُ السَّرْمَدِيُّ مُضَاعَفًــــا--- لاَ خَيْرَ يَرْجُوا مَنْ صَلَتْهُ جَهَنَّــــــمُ
وَشَرَابُهُمْ فِيهَا الحَمِيمُ يَغُصُّهُـــــــمْ --- وَطَعَامُهُمْ قَيْحٌ فَبِئْسَ المَطْعَـــــــــــمُ
وَلِبَاسُهُمْ قَطِرَانُ يَغْشَى وَجْهَهُـــــمْ --- وَلَهِيبُ نَارِ لِلْجُلُودِ مُسَـــــــــــــــوَّمُ
وَنَعِيمُنَا فِي القَبْرِ حَقٌّ مِثْلَمَــــــــــا --- فِيهِ العَذَابُ وَإِنْ نَفَاهُ المُجْــــــــــرِمُ
وَشَرَائِطُ المِيعَادِ تَسْبِقُ يَوْمَــــــــهُ ---وَبِوَقْعِهَا قَبْلَ القِيَامَةِ يُجْــــــــــــــزَمُ]
فصل
في الإيمان بالقضاء والقدر
وَبِحَظِّكَ المَقْدُورِ أَيْقِنْ فَالَّــــــــذِي ---خَلَقَ الوَرَى يَقْضِي القَضَاءَ وَيُحْـكِمُ
وَبِعِلْمِهِ المَاضِي وَمَا يَخْفَى وَمَـــــا--- تَأْتِي السِّنُونُ وَمَا بِنَفْسِكَ تَكْـتُـــــــمُ
وَالكُلُّ فِي أُمِّ الكِتَابِ مُسَطَّــــــــــرٌ--- قَبْلَ الوُجُودِ فَلاَ يَفُوتُ المُبْـــــــــرَمُ
وَجَمِيعُ مَا تَبْغِي فَإِنَّ وُقُوعَـــــــــهُ--- بِيَدِ العَلِيِّ مَتَى يَشَاءُ وَيَعْــــــــــــزِمُ
وَالفِعْلُ خَلْقٌ لِلْقَدِيرِ وَإِنَّــــــــــــــهُ--- صُنْعُ العَبِيدِ وَكَسْبُهُمْ إِذْ أَقْدَمُــــــــوا
فصل
في مسائل الإيمان
إِيمَانُنَا المَعْقُودُ يَنْقُصُ تـَــــــــــارَةً --- وَيَزِيدُ طَوْرًا إِنْ أَطَعْتَ وَيَعْظُـــــــمُ
وَالقَوْلُ رُكْنٌ وَالفِعَالُ فَإِنَّهَـــــــــــا --- أُخْتُ اليَقِينِ بِذَاكَ قَالَ الدَّيْلَــــــــــــمُ
وَالمُرْجِئُ الأَفّاكُ يَزْعُمُ أَنَّهَـــــــــا--- عَبَثًا تُرَامُ وَفِي المَوَازِنِ تُعْـــــــــــدَمُ
وَالفَاسِقُ المِلِّيُّ فَاحْكُمْ أَنَّـــــــــــــهُ--- يَرِدُ الجَحِيمَ وَفِي الخِتَامِ سَيُرْحَـــــــمُ
وَلَقَدْ يُكَفِّرُ جُرْمَهُ عَمَلٌ مَضَــــــى--- إِنَّ الفَضِيلَةَ لِلرَّذَائِلِ تَهْـــــــــــــــــدِمُ
وَالعَفْوُ مَرْجُوٌّ فَرَبُّكَ قَدْ قَضَــــــى --- أَنَّ العِقَابَ عَلَيْهِ لاَ يَتَقَــــــــــــــــــدَّمُ
وَالخَارِجِيُّ بِضِدِّ ذَلِكَ قَــــــدْ رَأَى--- سَبْقَ العَذَابِ كَأَنَّ رَبَّهُ يَأْضِــــــــــــمُ
وَالوَعْدُ يَلْزَمُ وَالوَعِيدُ فَــــــذَاكَ لاَ --- يُرْجَى سِوَاهُ لِمَنْ عَلاَهُ المَأْثَـــــــــــمُ
ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَــى --- مَا دَامَ رَبُّكَ بِالهِدَايَــــــــةِ يُلْهَـــــــــمُ
وَالآلِ وَالصَّحْبِ الكِرَامِ فَإِنَّنَــــــــا--- نُبْدِي الثَّنَاءَ عَلَى الجَمِيعِ وَنُكْـــــــرِمُ
نظم : أبو عبيد الله مراد قرازة
مقدمة
في فضائل التوحيد
سَلِّمْ عَلَى القَوْمِ الَّذِينَ هُـُم هُـــــــــمُ -- أَهْلُ الدِّيَانَةِ وَالتُّقَى فَيُسَلِّمُــــــــوا
فَأُلاءِ أَصْحَابِي وَأَهْلُ وَلاَيَتِــــــــي-- فَلَكَمْ دَعَوْتُ لَهُمْ وَكَمْ أَتَرَحَّـــــــمُ
أَهْلُ الجَمَاعَةِ إِنْ سَأَلْتَ لِحَالِهِــــــمْ -- فِي النَّاسِ إِذْ حَادُو وَيَوْمَ تَقَسَّمُوا
الصَّابِرِينَ لأمْرِهِ مُذْ أُعْلِمُــــــــــوا -- أَنَّ الَّذِي كَتَبَ الأُجُورَ سَيُعْظِـــــمُ
المُمْسِكِينَ بِحَبْلهِ وَطَرِيقِـــــــــــــــهِ-- وَالصَّادِعِينَ بِأَمْرِهِ مَا حُكِّمُـــــوا
تَوْحِيدُهُ بِالغَيْبِ ذَاكَ دِثَارُهُـــــــــــمْ -- وَشِعَارُهُمْ وَالقَصْدُ حَيْثُ تَيَمَّمُــوا
حَقُّ الرَّحِيمِ عَلَى العِبَادِ كَـَــذَا رُوِي-- وَجَزَاؤُهُ الجَنَّاتُ مِنْـــهُ سَتُقْسَــــمُ
عَهْدًا مِنَ الدَّيَّانِ أَلْزَمَ نَفْسَـــــــــــــهُ-- لاَ قَوْلَ أَفَّاكٍ لِرَبِّهِ يُلْــــــــــــــزِمُ
وَلَهُ بَرَى الثَّقَلاَنِ ,عَنْهُ سَيُسْأَلُــــــوا-- وبِهِ سُمُوُّ القَدْرِ لَيْتَكَ تُكْـــــــــرَمُ
إِرْثُ الخَلِيلِ وَدِينُ كُلِّ مُنَبَّـــــــــــــإٍ --وَعَلَيْهِ جَاءَتْ كُتْبُ رَبِّكَ تُرْسَــــمُ
مِنْهُ الحَيَاةُ وَفِيهِ مَوْتُكَ أُلْزِمَـــــــــتْ-- فِيهِ الوَلاَءُ كَذَا البَرَاءُ مُحَتَّــــــــمُ
سَبَبُ الشَّفَاعَةِ وَالجِنَانُ بِهِ بَـــــــدَتْ -- مَيْسُورَةً تُقْضَى كَـــذَاكَ وَتُسْلـــمُ
فصل
في توحيد القصد والطّلب
قَدْ حَقَّقُوهُ لَهُ بِأَقْسَامٍ غَـــــــــــــــدَتْ -- قَصْــــــدًا وَفِعْلاً أَوْ مَعَارِفَ تُعْلَمُ
فَالأَوَّلُ الإِخْلاَصُ صِدْقًا فِي الدُّعَــا-- أَعْنِي العِبَادَةَ فِي المَعَاجِمِ تُفْهَــــمُ
وَبِحَدِّهَا المَشْهُورِ ذُّلُكَ طَاعَــــــــــةَ ---حُبًّا وَتَعْظِيمًا وَرَبُّكَ أَعْظَـــــــــمُ
]خَوْفًا رَجَاءً وَالتَّوَكُّلُ تَـــــــــــــارَةً--- ذَبْحًا وَنَذْرًا رَاكِعِينَ وَصُــــــــوَّمُ
بَلْ كُلُّ مَا يَرْضَى العَزِيزُ بِكَسْبِــــهِ ---قَوْلاً وَفِعْلاً ظَاهِرًا أَوْ يُكْتَــــــــــمُ
وَهُوَ المُرَادُ إِذَا نَطَقْتَ بِأَشْهَـــــــــدُ--- أَنَّ الإِلَهَ هُوَ العَلِيُّ المُنْعِــــــــــــمُ
وَشُرُوطُهَا تِلْكَ الشَّهَادَةُ أَرْبَـــــــــعٌ--- وَثَلاَثَةٌ تُتْلَى عَلَيْكَ وَتُنْظَــــــــــــمُ
عِلْمٌ وَإخْلاَصٌ يَقِينُكَ قَدْ تَــــــــــــلاَ ---حُبٌ قَبُولٌ صَادِقٌ يَتَكَلَّـــــــــــــــمُ
ثُمَّ انْقِيَادُكَ بَعْدَ قَوْلِكَ قَدْ أَتَـــــــــــى --فَرْضًا أَكِيدًا لاَزِمًا يَتَحَتَّـــــــــــــُم
أَرْكَانُهَا نَفْيٌ وَإثْبَاتٌ فَـــــــــــــــــلاَ--- يَشْقَى المُحَقِّقُ رُكْنَهَا أَوْ يَنْـــــــدَمُ
إِذْ كُلُّ مَنْ يَلْقَى العَلِيمَ بِضِدِّهَــــــــا--- فَهُوَ الشَّقِيُّ الجَاهِلِيُّ المُغْـــــــــرَمُ
فكَعَابِدِ الأَوْثَانِ مَنْ هُوَ مِثْلُـــــــــــهُ ---عَبَدَ القُبُورَ وَبِالصُّخُوِر مُتَيَّــــــــمٌ
وَالمُسْتَغِيث مِنَ الغُيُوبِ وَحَالُـــــــهُ --- كَالرّاهبِ المَفْزُوعِ بَلْ هُوَ أَحْــزَمُ
وَكَطَامِعٍ فِي العَالَمِينَ وَقَدْ يَــــــرَى--- عَجْزَ الوَرَى عَمَّا يُبِينُ وَيُبْهِــــــمُ
وَكطَالِبٍ يَرْجُوا الشَّفَاعَةَ طَامِعًـــــا --- لَكِنَّهُ لِشُرُوطِهَا لاَ يَعْـــــــــــــــزِمُ
فَهِيَ الَّتِي لاَ تَنْبَغِـــــــــــــي إِلاَّ إِذَا ---رَضِيَ الخَبِيرُ عَنِ الجَمِيعِ فَتُغْنَـــمُ
أَعْنِي الشَّفِيعَ كَذَا المُشَفِّعَ ذَاَتــــــــهُ --- فَضْلاً إِذَا أَذِنَ الغَنِيُّ الأَكْـــــــــرَمُ
وَسُؤَالُهَا مِنْ غَيْرِهِ فَهُوَ الَّـــــــــذِي--- أَرْدَى القُرُونَ الأَوَّلِينَ فَيَحْـــــــرُمُ
فصل
في توحيد المعرفة والإثبات
ثُمَّ التَّفَرُّدُ بِالأَوَامِرِ ثَانِيًــــــــــــــــــا ---خَلْقًا وَمُلْكًا وَالمُعَطِّلُ مُرْغَــــــــــمٌ
وَدَلِيلُ رَبِّكَ فَهْوَ مَفْطُورٌ كَـــــــــــذَا ---عَقْلٌ وَحِسٌ قَبْلَ ذَاكَ مُقَــــــــــــدَّمٌ
وَالشَّرْعُ يُغْنِينَا فَكَمْ مِنْ آيَــــــــــــــةٍ ---للهِ تُتْلَى فِي الكِتَـابِ وَتُرْسـَـــــــــمُ
وَكَذَاكَ أَوْصَافُ الكَرِيمِ فَإِنَّــــــــــــهُ--- يُدْعَى الإِلَهُ بِمَا قَضَتْهُ وَيُوسَـــــــمُ
من غَيْرِ تَفْوِيضٍ وَغَيْرِ تَمَثُّــــــــــلٍ--- ضَلَّ الطَّرِيقَ مُفَوِّضٌ وَمُجَسِّـــــــمٌ
وَبغَيْرِ تَعْطِيلٍ وَفَهْمِ مُحَــــــــــــرِّفٍ --- وَبِغَيْرِ تَكْيِيفٍ إِذَا مَا يُوهَـــــــــــــمُ
وَاحْكُمْ بِكُفْرِ مُؤَوِّلٍ لَمَّا خَــــــــــــلاَ --- تَأْوِيلُهُ عَنْ وَجْهِ مَعْنًى يُعْلَـــــــــــمُ
ثُمَّ البَقِيَةُ لاَ يَشُكُّ بِكُفْرِهِـــــــــــــــمْ ---بَرٌ تَقِيٌ أَوْ بَغِيٌ مُسْلِــــــــــــــــــــمٌ
هَذَا وَفَصْلُ خِطَابِهِمْ أَنْ أَلْزَمُــــــوا --- إِثْبَاتَهَا كَالذَّاتِ نَهْجًا يُرْسَـــــــــــــمُ
وَالقَوْلُ فِي بَعْضِ الصِّفَاتِ فَإِنَّــــــهُ ---كَالقَوْلِ فِي بَاقِي الصِّفَاتِ لَدَيْهِـــــمُ
أَفْعَالَ كَانَتْ لِلْمَشِيئَةِ تَتْبَــــــــــــــعُ--- أَوْ وَصْفَ ذَاتٍ مُطْلَقًا لاَ يُعْــــــــدَمُ
خَبَرِيَّةً جَاءَتْ وَذَاتَ مَعَانِـــــــــــيَ --- لِجَلاَلِ قَدْرٍ أَوْ كَمَالٍ يُحْكَـــــــــــــمُ
أَسْمَاءُهُ الحُسنَى فَلاَ تَخْفَى كَــــــذَا--- إِحْصَاءُ عَدِّهِ باطـــلٌ يُتَجَشَّــــــــــمُ
وَجَمِيعُهَا مُشْتَقَّةً أَلْفَاظُهَــــــــــــــــا ---وَلَهَا دَلاَئِلُ ضِمْنَهَا أَوْ تَلْـــــــــــزَمُ
فَلِذَاكَ كَانَ الوَصْفُ أَوْسَعَ حَيِّـــــزًا --- بَلْ كَانَ في الأَخْبَارُ مَا هُوَ أَجْسَــمُ
فَهِيَ الَّتِي فِي أَصْلِهَا قَدْ أُنْشِئَــــــتْ --- مِنْ غَيْرِ نَصٍ أَوْ دَلِيلٍ يُحْكَــــــــــمُ
وَتَوَسُّعُ الجُهَّالِ فِي الإِخْبَارِ قَــــــــدْ ---يُزْرِي بِعِقْدِ المُسْلِمِينَ وَيَكْلَــــــــــمُ
فَعَلَيْكَ بِالأَثَرِ العَتِيقِ فإَنَّـــــــــــــــهُ ---عَمَّا قَلِيلٍ مَا سِوَاهُ سَيُنْقَــــــــــــــــمُ
فصل
في الإيمان بالملائكة
ثُمَّ المَلاَئِكَةُ الكِرَامُ فَقَدْ أَتَــــــــــــى --- فِي الذِّكْرِ أَنَّهُمُ عِبَادٌ أُلْهِمُــــــــــــوا
تَقْوَى العَظِيمِ وَفِعْلَ أَسْبَابِ الهُــدَى ---وَعَنِ الذُّنُوبِ جَمِيعِهَا قَدْ أُلْجِمُـــــوا
وَالخَلْقُ مِنْ نُورٍ تَلأْلأَ فِي الدُّجَـــى ---وَلَهَا جَنَاحٌ قَدْ يُزَالُ وَيُعْـــــــــــــدَمُ
لَمَّا تَشَبَّهُ بِالرِّجَالِ فَقَدْ أَتَـــــــــــــى--- جِبْرِيلُ فِي صُوَرٍ لِدِحْيَةَ تُرْقَــــــــمُ
وَالحَافِظُ اخْتَارَ المَقِيلَ بِأَنَّـــــــــــهَا--- تُزْوَى فَتَخْفَى عِنْدَ ذَاكَ وَتُضمَـــــمُ
فصل
في الإيمان بالكتب
وَالكُتْبُ تُتْلَى فِي مَعَانِيهَا الهُـــــدَى--- رُشْدًا وَخَيْرًا لِلأَنَامِ وَمَغْنَـــــــــــــمٌ
وَجَمِيعُهَا مِنْ عِنْدِ خَلاَّقِ الـــــوَرَى--- صِدْقًا وَعَدْلاً لِلْعِبَادِ وَأَنْعُـــــــــــــمٌ
وَاعْمَلْ بِمَا شَرَعَتْ فَذَاكَ المُبْتَغَــى--- وَاتْلُ الكِتَابَ تَكُنْ أَمِيرًا يُخْـــــــــدَمُ
فصل
في لإيمان بالرّسل
وَاللهُ أَرْسَلَ رُسْلَهُ بَيْنَ الـــــــوَرَى --- وَأَمَدَّهُمْ جِبْرِيلُ وَحْيًا يَعْصِــــــــــمُ
بِهِدَايَةً لِلنَّاسِ ثُمَّ لِيُنْفِـــــــــــــــــذُوا ---حُجَجَ الإلَهِ عَلَى العِبَادِ وَيُعْلِمُــــــوا
مَعْنَى البِشَارَةِ وَالمُرَادَ بِكَوْنِهِـــــــمْ --- خَيْرَ العَوَالِمِ لَوْ لأَمْرِهِ أَسْلَمُـــــــــوا
ثُمَّ النَّذَارَةُ مِنْ أَسَالِيـــــــــبِ الرَّدَى --- لِيُنِيبَ قوْمٌ عَـنْ هُــــدَاهُ فَيُرْحَمُــــوا
مِفْتَاحُهُمْ نُوحٌ بِلاَ شَكٍ عَلَــــــــــــى--- أَنَّ المُحَمَّدَ لِلرِّسَالَةِ يَخْتِــــــــــــــــمُ
تَصْدِيقُ إِخْبَارٍ لَهُمْ فَرْضٌ كَمَــــــــا --- أَنَّ العُقُولِ عَلَيْـهِ لاَ تَتَقَـــــــــــــــدَّمُ
فصل
في الإيمان باليوم الآخر
واللهُ يَبْعَثُ خَلْقَهُ بَعْدَ الــــــــــرَّدَى ---جَسَدًا وَرُوحًا لِلحِسَابِ فَيَقْدُمُـــــــوا
غُرْلاً حُفَاةً بَلْ عُرَاةٌ كُلُّهُـــــــــــــم ---فِي يَوْمِ عَيْشٍ خَالِدٍ لاَ يُخْــــــــــرَمُ
يَوْمٌ يَشِيبُ الطِّفْلُ مِنِ سَكَرَاتِـــــــهِ--- وَيَشِبُّ فِي الهَوْلِ الرَّضِيعُ وَيُفْطَـــمُ
وَالأَرْضُ تُبْسَطُ كَالأَدِيمِ َفلاَ تَــرَى ---فَجًّا عَمِيقًا أَوْ رُبًا تَسْتَأْكِـــــــــــــــمُ
وَالكُتْبُ تَنْشُرُ صِدْقَ أَعْمَالُ الوَرَى--- رُشْدًا وَبِرًّا قَدْ حَوَتْهُ وَمَأْثَــــــــــــمُ
فَالنَّارُ تَنْظُرُ مَنْ أُمِدَّ كِتَابَــــــــــــهُ ---بِشِمَالِهِ خَلْفَ الظُّهُورِ فَتَهْجُــــــــــمُ
والآخِذِينَ الكُتْبَ بِالأَيْمَانِ فِــــــــي--- دَارِ الخُلُودِ السَّرْمَدِيِّ يُنَعَّمُــــــــــوا
ثُمَّ النِّقَاشُ عَلَى الحِسَابِ فَإِنـَّـــــــهُ --- عَيْنُ الرَّدَى, كَمْ لِلْمَحَاسِنِ يَهْـــــــدِمُ
وَالعَرْضُ خَيْرٌ لِلْعِبَادِ فَكَمْ بِـــــــــهِ --- دَخَلَ الجِنَانَ أَخُ الخَطِيئَةِ يَبْسِـــــــمُ
وَمَوَازِنُ الأَعْمَالِ تُنْصَبُ لِلْقَضَــــا ---وَلَهَا لِسَانٌ وَالشِّفَاهُ تَكَلَّـــــــــــــــــمُ
وَكَذَا القِصَاصُ فَعِنْدَ رَبِّكَ يُقْتَضَـى--- بِالقِسْطِ لِلْمَظْلُومِ مِمَّنْ يَظْلِـــــــــــــمُ
وَالجِسْرُ يُنْصَبُ بِالجَحِيمِ تجُـــوزُهُ ---أَهْلُ الَمَكارِمِ كَالبُرُوقِ تُجَـــــــــرْذِمُ
وَالفَاسِقُ المَحْرُومُ يَسْقُطُ مَتْنُــــــــهُ ---فِي قَعْرِ نَارٍ بِالحِجَارَةِ تُضْــــــــرَمُ
وَجِنَانُ رَبِّي كَمْ حَوَتْ مِنْ نِعْمَــــةٍ --- بَلْ إِنَّهَا لِلْخَيِّرَاتِ الجُرْثُــــــــــــــــمُ
فِيهَا مِنَ الحُورِ الحِسَانِ كَوَاعِــــبٌ --- مَقْصُــورَةٌ وَالقَلْبُ فِيهِ مُتَيَّــــــــــــمٌ
فِيهَا الفَوَاكِهُ قَدْ دَنَتْ لِقِطَافِهَـــــــــا ---مِنْ غَيْرِ جُهْدٍ فِي الأَسِرَّةِ تُقْضَــــــمُ
أَنْهَارُ مِنْ عَسَلٍ مُصَفَّى سُخِّــــرَتْ --- بِالخَمْرِ قَدْ ثَجَّ الغَدِيرُ البَجْــــــــــوَمُ
وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا الحَرِيرُ مُرَصَّعًـــــــا --- بِالدُّرِّ وَاليَاقُوتِ نِعْمَ الهِنْـــــــــــــدَمُ
وَغِرَاسُهَا التَّكْبِيرُ وَالتَّهْلِيـُـــل وَالْ ---حَمْدُ المُسَبَّحُ كَانَ ذَاكَ البُرْعُـــــــــمُ
وَمَنَازِلٌ فِيهَا اللآلِئُ وَالثَّــــــــــرى--- مِسْكٌ يَفُوحُ وَزَعْفَرَانٌ يَخْتِـــــــــــمُ
خُدَّامُهُمْ فِيهَا الغُلاَمُ إِذَا قَضَــــــــى --- قَبْلَ البُلُوغِ ابْنُ الكِرَامِ المُسْلِــــــــمُ
وَالنَّارُ تَأْتِى الكَافِرِينَ يَسُوقُهَـــــــا--- غِلَظٌ شِدَادٌ بِالأَزِمَّةِ تُخْطَــــــــــــــمُ
وَالنَّاسُ فِي دَارٍ تَظُمُّ نَزِيلَهَــــــــــا--- فَتُدَكُّ فِي الضِّيقِ الضُّلُوعُ وَتُحْطَــمُ
فِيهَا العَذَابُ السَّرْمَدِيُّ مُضَاعَفًــــا--- لاَ خَيْرَ يَرْجُوا مَنْ صَلَتْهُ جَهَنَّــــــمُ
وَشَرَابُهُمْ فِيهَا الحَمِيمُ يَغُصُّهُـــــــمْ --- وَطَعَامُهُمْ قَيْحٌ فَبِئْسَ المَطْعَـــــــــــمُ
وَلِبَاسُهُمْ قَطِرَانُ يَغْشَى وَجْهَهُـــــمْ --- وَلَهِيبُ نَارِ لِلْجُلُودِ مُسَـــــــــــــــوَّمُ
وَنَعِيمُنَا فِي القَبْرِ حَقٌّ مِثْلَمَــــــــــا --- فِيهِ العَذَابُ وَإِنْ نَفَاهُ المُجْــــــــــرِمُ
وَشَرَائِطُ المِيعَادِ تَسْبِقُ يَوْمَــــــــهُ ---وَبِوَقْعِهَا قَبْلَ القِيَامَةِ يُجْــــــــــــــزَمُ]
فصل
في الإيمان بالقضاء والقدر
وَبِحَظِّكَ المَقْدُورِ أَيْقِنْ فَالَّــــــــذِي ---خَلَقَ الوَرَى يَقْضِي القَضَاءَ وَيُحْـكِمُ
وَبِعِلْمِهِ المَاضِي وَمَا يَخْفَى وَمَـــــا--- تَأْتِي السِّنُونُ وَمَا بِنَفْسِكَ تَكْـتُـــــــمُ
وَالكُلُّ فِي أُمِّ الكِتَابِ مُسَطَّــــــــــرٌ--- قَبْلَ الوُجُودِ فَلاَ يَفُوتُ المُبْـــــــــرَمُ
وَجَمِيعُ مَا تَبْغِي فَإِنَّ وُقُوعَـــــــــهُ--- بِيَدِ العَلِيِّ مَتَى يَشَاءُ وَيَعْــــــــــــزِمُ
وَالفِعْلُ خَلْقٌ لِلْقَدِيرِ وَإِنَّــــــــــــــهُ--- صُنْعُ العَبِيدِ وَكَسْبُهُمْ إِذْ أَقْدَمُــــــــوا
فصل
في مسائل الإيمان
إِيمَانُنَا المَعْقُودُ يَنْقُصُ تـَــــــــــارَةً --- وَيَزِيدُ طَوْرًا إِنْ أَطَعْتَ وَيَعْظُـــــــمُ
وَالقَوْلُ رُكْنٌ وَالفِعَالُ فَإِنَّهَـــــــــــا --- أُخْتُ اليَقِينِ بِذَاكَ قَالَ الدَّيْلَــــــــــــمُ
وَالمُرْجِئُ الأَفّاكُ يَزْعُمُ أَنَّهَـــــــــا--- عَبَثًا تُرَامُ وَفِي المَوَازِنِ تُعْـــــــــــدَمُ
وَالفَاسِقُ المِلِّيُّ فَاحْكُمْ أَنَّـــــــــــــهُ--- يَرِدُ الجَحِيمَ وَفِي الخِتَامِ سَيُرْحَـــــــمُ
وَلَقَدْ يُكَفِّرُ جُرْمَهُ عَمَلٌ مَضَــــــى--- إِنَّ الفَضِيلَةَ لِلرَّذَائِلِ تَهْـــــــــــــــــدِمُ
وَالعَفْوُ مَرْجُوٌّ فَرَبُّكَ قَدْ قَضَــــــى --- أَنَّ العِقَابَ عَلَيْهِ لاَ يَتَقَــــــــــــــــــدَّمُ
وَالخَارِجِيُّ بِضِدِّ ذَلِكَ قَــــــدْ رَأَى--- سَبْقَ العَذَابِ كَأَنَّ رَبَّهُ يَأْضِــــــــــــمُ
وَالوَعْدُ يَلْزَمُ وَالوَعِيدُ فَــــــذَاكَ لاَ --- يُرْجَى سِوَاهُ لِمَنْ عَلاَهُ المَأْثَـــــــــــمُ
ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَــى --- مَا دَامَ رَبُّكَ بِالهِدَايَــــــــةِ يُلْهَـــــــــمُ
وَالآلِ وَالصَّحْبِ الكِرَامِ فَإِنَّنَــــــــا--- نُبْدِي الثَّنَاءَ عَلَى الجَمِيعِ وَنُكْـــــــرِمُ
نظم : أبو عبيد الله مراد قرازة