رد: خاطرة بدت لي بمناسبة عيد الحب المزعوم.
أخي و حبيبي في الله نجيب غفر الله لي و له جميع الذنوب و كافة الزلل.
سامحني إن قسي قلمي أو جفا خلقي، لكن و الله ما أردت إلا النصح لي و لك و لجميع اخواني الكرام، سيما و قد أخذت العهد بعد أن نجاني الله من الضلال المبين ألا أكون خائنا لهذا الدين، و لعل من شكر نعمة الله علي دلالة الناس على سبيل الهداية الحقة التي من تذوق لذتها و عاش سعادتها و أرتشف من معينها و سقي من زلالها العذب شربة هنية ألهته عن كل هوى أو شهوة و نزوة، و لتعلم أخي أن أعظم ما في هذا الدين من معنى هو الحب لكن أي حب؟
أنت تعلم اليوم أن كثيرا من الناس غرقى في أغوار بحار مدلهمة تتلطمها أمواج من الضلال و تغشها ظلمات بعضها فوق بعض، تشارف الهلاك أين لا مغيث لها إلا الله و ليس لها من منجي سواه، أدمنت الحب و عشقت الصور ولازمت السكون و الذلة و رضيت بالهوان و الصغار لمخلوق من البشر لا يملك لنفسه و لا لغيره نفعا و لا ضرا إلا ما ملكه الله و أذن له فيه، أسرها الهوى و قيدها الجهل بحقيقة وجودها و غاية خلقها و دورها في هذا الكون العظيم و الوجود الفسيح الذي أوجده الله لعباده و جعل كل شيء فيه بمقدار، شغلتها الأماني الكاذبة و الظنون الخائبة و المشاعر الدخيلة التي أفسدت فطرتها السليمة، و خرمت أصل عقدها الصحيح و أفسدت فكر عقلها الصريح فقيدتها بسلاسل من العواطف الجياشة أورثت عبادات قلبية على نحو الخشوع و الخضوع و الخوف و الرجاء مع حب و ثناء و تعظيم و ذلة، وَجَبَ ألا تكون على صورة من العبودية إلا للرب الخالق، المتفضل الرازق، الحسيب الرقيب الإله الحق الذي ليس للقلوب الموحدة معبود سواه، فكل حبها له فهي تحبه و تحب ما يحبه و تحب كل عمل يقربها من حبه، لذلك فهي توالي أوليائه و تعادي أعدائه، وتحب أمره تلزمه و كما تبغض ما يبغضه، خاصتا ما تعلق من العبادات بالقلب تعلقا مباشرا، و لامس منها البطن ملامسة من غير حائل و أعظمها الحب و ما أدرك ما الحب.
يقول ابن القيم رحمه الله :
واعلم أن أنفع المحبة على الإطلاق وأوجبها وأعلاها وأجلها محبة من جبلة القلوب على محبته وفطرت الخليقة على تأليهه ،وبها قامت الأرض والسموات ،وعليها فَطَر المخلوقات، وهي سر شهادة أن لا إله إلا الله ، فإن الإله هو الذي تألهه القلوب بالمحبة والإجلال والتعظيم والذل له والخضوع والتعبد ، والعبادة لا تصح إلا له وحده ، والعبادة هي كمال الحب مع كمال الخضوع والذل ، والشرك في هذه العبودية من أظلم الظلم الذي لا يغفره الله ، والله سبحانه يُحب لذاته من سائر الوجوه ،وما سواه فإنما يحب تبعا لمحبته .
وقد دل على وجوب محبته سبحانه :
- جميع كتبه المنزلة، ودعوة جميع رسله أجمعين ، وفطرته التي فطر عليها عباده ، وما ركب فيها من العقول ، وما أسبغ عليهم من النعم ، فإن القلوب مفطورة مجبولة على محبة من أنعم عليها وأحسن إليها ؛ فكيف بمن كل الإحسان منه ، وما بخلقه جميعهم من نعمة فمنه وحده لا شريك له كما قال تعالى:(وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون)النحل 53.
- وما تعرَّف به إلى عباده من أسمائه الحسنى وصفاته العلا،وما دلت عليه آثار مصنوعاته من كماله ونهاية جلاله وعظمته .
والمحبة لها داعيان : الجلال ، والجمال .
والرب تعالى له الكمال المطلق من ذلك ؛ فإنه جميل يحب الجمال ،بل الجمال كله له ، والإجلال كله منه ؛فلا يستحق أن يُحب لذاته من كل وجه سواه : قال الله تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه).
والولاية أصلها الحب ؛ فلا موالاة إلا بحب ،كما أن العداوة أصلها البغض.
والله ولي الذين آمنوا وهم أولياؤه ؛ فهم يوالونه بمحبتهم له ، وهو يواليهم بمحبته لهم ؛ فالله يوالي عبده المؤمن بحسب محبته له .
ولهذا أنكر سبحانه على من اتخذ من دونه أولياء ؛ بخلاف من والى أولياءه ؛فإنه لم يتخذهم من دونه ، بل موالاته لهم من تمام موالاته .
وقد أنكر على من يُسوّى بينه وبين غيره في المحبة ، وأخبر أن من فعل ذلك فقد اتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله . قال تعالى(ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله). وأخبر عمن يُسوِّي بينه وبين الأنداد في الحب أنهم يقولون في النار لمعبوديهم (تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين).
وبهذا التوحيد في الحبِّ أرسل الله سبحانه جميع رسله ، وأنزل جميع كتبه ، وأطبقت عليه دعوة جميع الرسل ـ عليهم الصلاة والسلام ـ من أولهم إلى آخرهم ،ولأجله خلقت السموات و الأرض ،والجنة والنار ،فجعل الجنة لأهل هذا التوحيد ، والنار للمشركين به وفيه .
وقد أقسم النبي أنه :" لا يؤمن عبد حتى يكون هو أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين "
فكيف بمحبة الرب جل جلاله ؟ !
وقال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : " لا ؛ حتى أكون أحب إليك من نفسك "(2 ) أي لا تؤمن حتى تصل محبتك ليّ إلى هذه الغاية .
وإذا كان النبي أولى بنا من أنفسنا بالمحبة ولوازمها، أفليس الرب جل جلاله وتقدست أسماؤه وتبارك اسمه وتعالى جدُّه ولا إله غيره أولى بمحبة عباده من أنفسهم ؟! وكل ما وصل منه إلى عبده المؤمن يدعوه إلى محبته و محبة ما يحبه ، وكراهة ما يكرهه .
فعطاؤه ومنعه ، ومعافاته وابتلائه ، وقبضه وبسطه ، وعدله وفضله ، وأماتته وإحياؤه ، ولطفه وبره ، ورحمته وإحسانه ،وستره وعفوه ، وحلمه وصبره على عبده ، وإجابته لدعائه، وكشف كربه، وإغاثة لهفته ،وتفريج كربته ؛ من غير حاجة منه إليه ، بل مع غناه التام عنه من جميع الوجوه ، كل ذلك داع للقلوب إلى تألهه ومحبته ، بل تمكينه عبده من معصيته ، وإعانته عليها، وستره حتى يقضي وطره منها ، وكلاءته وحراسته له ،وهو يقضي وطره من معصيته ؛ وهو يعينه ويستعين عليها بنعمه : من أقوى الدواعي إلى محبته .
فلو أن مخلوقاً فعل بمخلوق أدنى شيء من ذلك ؛لم يملك قلبه عن محبته ؛ فكيف لا يحب العبد بكل قلبه وجوارحه من يحسن إليه على الدوام بعدد الأنفاس مع إساءته؛ فخيره إليه نازل ، وشره إليه صاعد ،يتحبب إليه بنعمه ،وهو غني عنه ، والعبد يتبغض إليه بالمعاصي ،وهو فقير إليه ؛ فلا إحسانه وبره وإنعامه عليه يصده عن معصيته ، ولا معصية العبد ولؤمه يقطع إحسان ربه عنه ؟!
فألأم اللؤم تخلف القلوب عن محبة من هذا شأنه وتعلقها بمحبة سواه !!
وأيضا : فكل من تحبه من الخلق أو يحبك إنما يريدك لنفسه وغرضه منك ،والرب سبحانه وتعالى يريدك لك ، فكيف لا يستحيي العبد أن يكون ربه له بهذه المنـزلة ؛وهو معرض عنه ، مشغول بحب غيره؛وقد استغرق قلبه محبة ما سواه ؟!
وأيضا : فكل من تعامله من الخلق : إنْ لم يربح عليك ؛لم يعاملك ،ولابد له من نوع من أنواع الربح ،والرب تعالى إنما يعاملك لتربح أنت عليه أعظم الربح وأعلاه فالدرهم بعشرة أمثاله إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، والسيئة بواحدة وهي أسرع شيء محوا.
وأيضا : فهو سبحانه خلقك لنفسه وكل شيء خلق لك في الدنيا والآخرة فمن أولى ...(يتبع)
( 1) أخرجه البخاري (15) ومسلم (44) من حديث أنس رضي الله عنه .
(2 ) أخرجه البخاري (6632) من حديث عبد الله بن هشام رضي الله عنه
شكرا لك اخي على هد النصح
و كما سبقت و قلت أحب مواضيعك كلها مميزة
و أدام الله هدا الابداع في كلانك و نصحك
و عفى عني و عن جميع المسلمين
ان الله يعلم ما بصدور
هناك الكثير من يتصور نجيب في طريق أخر
أو بالاحرى هم في واد و نجيب في واد أخر
أقيم بواجباتي الاسلامية كأي مسلم
و أقرء القرأن في بعض الاحيان و اعترف انني مقصر من ناحية كتاب الله تعالى
الدي ادا اتبعناه عشنا أحلى حياة
هي مواقف جد صعبة اصطدمت بها فهزتني و لم استطيع النهوض مجددا و ربما تسأل
نفسك و تقول ما الدي اصدمت به أو ما الدي قهرك الى حد هدا الحزن و الغم كل هدا
ألخصه لك من كلام الله و ستفهم القصة لأن الله سبحانه وتعالى و هبك دالك
يقول الله تعالى و لا تلبسوا الحق بالباطل و لاتكتمون الحق و أنتم تعلمون.
صدق الله العظيم و يقول في أغلب السور التي نزلت على عباده
ان الساعة لا ريب فيها
لاكن يا أخي الكريم من يدكر هدا الكلام و من يخشى على نفسه من يوم الهلاك
قد هلكوني و ألسوني الباطل و لم أجد حتى من يقول لهم ان الله ينهي عباده عن هده
الاشياء.
هناك من يؤمن بالموت و لا يؤمن بالحساب حتى عرفت من مبعض الجهلاء اننا سوف نموت
فحسب لا يوجد شيء بعد الموت.
أنا دائما أقول اللهم لا تجعلني ظالما لأنني ظلمت و أعرف جيدا معنى الظلم
و معانات المظلوم في حياته.
أقول لك قد كتب الله لي أن أقرء هد الموضوع و أن أدخل في نقاش معك و هدا شرف لي
لأنك و بكل بساطة سبقتني و قدمت لي النصائح و الهداية
اللهم اجعلني في طريقك المستقيم
و هدا الكلام كله موجه الى من لا يعرف نجيب و يتهمه بالعصيان و كثرة الدنوب الخ.
فمرة أخرى أشكرك و أتمنى لك بالهناء و عمل الخير كما اردت دائما.
دمت في رعاية الله