آثار الانفعالات السارة والهادئة

حفيدة الخنساء

:: عضو فعّال ::
أوفياء اللمة
آثار الانفعالات السارة والهادئة

المقالة مستدلة من كتاب دراسات اسلامية في علم نفس النمو


m7_84315.jpg



الانفعالات السارة تزود الانسان والطفل خصوصاً بالبهجة والاهتمام والتحفز، وتزوده بالحيوية والتفاعل الإيجابي مع نفسه وأسرته ومجتمعه، فينظر الى الحياة نظرة تفاؤل فيتحرك ليبني ويعمّر ويتسامى نحو الكمال.

والانفعالات السارة المعتدلة تزيد الخيال خصوبة، وتنشط التفكير، فتتدفق المعاني والأفكار في يسر وسرعة لتساهم في تنضيج وترشيد العمليات العقلية، وهي عامل مساعد في حركة التفكير لمساهمتها في تنشيط عمليات التذكر والحفظ والابتكار وعموم الاستدلال.
والانفعالات السارة تبسط النفس وتثير النشاط كما جاء في قول الامام علي (ع): «السرور يبسط النفس ويثير النشاط»([1]).
ولأهمية الانفعالات السارة أكدت التعاليم والارشادات الاسلامية على إدخال السرور على القلوب بأي وسيلة مشروعة، ولهذا نجد أن بعض الروايات تشجع على المزاح المعتدل والدعابة المتوازنة.
عن أنس بن مالك قال: إن كان رسول الله (ص) ليخالطنا حتى إنه كان ليقول لأخ لي صغير: يا أبا عمير ما فعل النغير([2]).
وقال (ص): «إني لأمزح ولا أقول إلا الحق»([3]).
وقال الامام علي (ع): «ان هذه القلوب تملّ كما تملّ الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة»([4]).
وقال الامام محمد الباقر (ع): «ان الله عزّ وجل يحب المداعبة في الجماعة بلا رفث»([5]).
وأكدت التعاليم الدينية عموماً والإسلامية خصوصاً على إشاعة المحبة والعطف والشفقة والرحمة والتآزر والتآلف والتعاون لكي يكون السرور والبهجة حاكمة على الانفعالات والمشاعر المتنوعة، فالسرور يهذّب الفكر ويهذّب الإرادة ويجعل الطفل منفتحاً على الحياة والمجتمع يتقبل المفاهيم والقيم الصالحة ويتأثر بدعوات الإصلاح والتغيير، ولا نجانب الحقيقة ان قلنا بدور الانفعالات السارة في ترسيخ الإيثار ونكران الذات داخل النفس والجوارح الباطنية.
ويرى علماء النفس ان «السرور غذاء للنفس، لأنه يساعد على الهضم، فيحفظ الشباب ويطيل العمر»([6]).
وذكرت المجلة «آبوته كن او مشاو» الخاصة بعلوم الأدوية الألمانية: إن التفاؤل والبشاشة والضحك تعد من أهم أسباب طول العمر لدى الأفراد، وأشارت المجلة الى نتائج أبحاث اثنين من أخصائيي جامعة هارفارد، وقالت: ان توماس برلز ومارغري سيلفر اخضعا مجموعة من المسنين في مدينة بوسطن ممن تبلغ أعمارهم المائة عام الى الدراسة وراقبا بدقة نظامهم الغذائي، وقد استغرب الباحثان حينما رأيا بأن أي من هؤلاء لم يعر أهمية تذكر للنظام الغذائي أو الرياضة طوال أعمارهم المديدة بيد أنهم كانوا متفائلين ومرحين في حياتهم، ويواجهون المشاكل بروح متفائلة ويقابلون الآخرين بالبشاشة وطلاقة الوجه، وأكدت المجلة نقلاً عن الأطباء والباحثين بأن الفرح وخفة الروح وطلاقة الوجه في المسنين تعتبر من أهم أسباب طول العمر لديهم([7]).
ولأهمية الانفعالات السارة ينبغي الاهتمام بالأطفال اهتماماً حقيقياً يجعلهم يستشعرون السرور والبهجة، ويتحقق ذلك بإشعارهم بالمحبة وإحاطتهم بالحنان والرأفة، وكذلك إشباع جميع حاجاتهم المشروعة مادية أو روحية، لكي يكونوا في تفاؤل وحيوية ونشاط عملي يجعلهم صالحين للبناء والاعمار وتغيير الواقع نحو الأفضل، والمساهمة في جميع الأعمال والنشاطات التي تحقق السعادة والرفاهية للفرد وللمجتمع، ونؤكد القول على ضرورة الاهتمام بالأطفال لأنهم رجال المستقبل الذين يديرون حركة المجتمع في جميع جوانب الحياة.
 
توقيع حفيدة الخنساء
رد: آثار الانفعالات السارة والهادئة

جزاكي الله خيرااااااا ……♥
 
توقيع *فاطمة الزهرة*
رد: آثار الانفعالات السارة والهادئة

شكرا على المرور
 
توقيع حفيدة الخنساء
رد: آثار الانفعالات السارة والهادئة

السلام عليكم .
شكرا على الموضوع طبعا السعادة سر من اسرار الحياة السعيدة و الهنية و شفاء نفسي لكل مرض سواء بدني او نفسي طبعا .

 
توقيع أم لينة
رد: آثار الانفعالات السارة والهادئة

بالتأكيد
شكرا لكِ على مروركِ الطيب
ردك يسعدني دوما
 
توقيع حفيدة الخنساء
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom