- الأوسمة
- 2
يوم التنادي بسطيف .. شبيه يوم الحساب
بسم الله ..لقد كان حشدا كبيرا .. اجتمعنا في قاعة كبيرة للمحاضرات.. امتلأت عن آخرها ننتظر نتائج الفحص الطبي لأبنائنا المشاركين في مسابقة أشبال الأمة ..بعد انتظار دام ساعات طوال ..وبدأت المناداة تقريبا في حدود الساعة الثانية ..
وبدا حضرات العقيد .. بالمناداة على المقبولين الناجحين ..
كان عدد التلاميذ المشاركين كبيرا جدا .. وعدد المناصب .. مئة فقط ..
فحبست الأنفاس .. وتسمرت الأقدام .. واشرأبت الأعناق نحو المنصة .. وكل نداء من قبل حضرات العقيد على اسم تخفق له قلوبنا ..
كان بجانبي كهل من مدينة قالمة .. لم يستقر له قرار في مجلسه .. وكان الجمر تحته .. قال لي ..انظر هذا حالنا اليوم فما بالك بالغد .. يقصد يوم القيامة .. يوم التناد ..
واستمر النداء على الأولياء لمدة قاربت الساعة او زيادة .. لكنها مرت كأنها ساعات ثقيلة ..
فترى وجوها مسرورة مستبشرة ..وهي التي تمت المناداة عليها وهي قلة ..والباقية وهي الكثرة .. عابسة ..مكسورة الخاطر ..في غالبها ..
وقد طار جليسي فرحا حينما سمع النداء باسم ولده .. فقام مسرعا ولم أر له أثرا ..
وفي المساء ..تفرق الجمع والحشد الكبير ..وما بقي في الثكنة الا التلاميذ المقبولين .. في انتظار المسابقة الكتابية ..
يقول الله تعالى حكاية عن مؤمن آل فرعون)) وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }[غافر : 32 - 33] .
من اسماء يوم القيامة .. يوم التناد .. وسمي بذلك لكثرة التنادي فيه ، والتنادي هو : رفع الصوت وظهوره .
وتسمية يوم القيامة بيوم التناد يدل على أهمية تلك النداءات وخطورتها وكثرتها وتنوع أغراضها وأسبابها .. من اهمها :
النداء للبعث والحساب ، وهو النداء العظيم المهول الذي يدعى فيه الناس للجزاء على أعمالهم قال تعالى - : {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} [ق : 41 - 42] .
والنداء لأخذ الكتاب اما باليمين ان كان من السعداء ، واما باليسار ان كان من الأشقياء.. قال تعالى : )) فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا إنه كان في أهله مسرورا إنه ظن أن لن يحور بلى إن ربه كان به بصيرا((. .
جعلني الله وإياكم من المقبولين .. من الوفد المكرمين ..
العمدة .. يحييكم .. دمتم معافين .. 20/08/2015
آخر تعديل:
