التفاعل
7.2K
الجوائز
1.3K
- تاريخ التسجيل
- 16 جانفي 2009
- المشاركات
- 5,960
- آخر نشاط
- الأوسمة
- 1

تمهيد
مشروعية العيد وتحقيقه لحاجات النفوس
مشروعية العيد وتحقيقه لحاجات النفوس
لمَّا كانت النفوس مجبولة على حُب الأعياد ومواسم الأفراح بما جعل الله في القلوب من التشوُّق إلى العيد والسرور به والاهتمام بأمره، لِمَا يجد فيه الناس من الاجتماع والراحة واللذَّة والسرور ما هو معلوم، حتى بات معظَّمًا لدى عموم الناس على اختلاف مِلَلِهِم لتعلُّق تلك الأغراض به، فقد جاءت شريعة الإسلام بمشروعية عيدي الفطر والأضحى.
وشَرَعَ الله فيهما من التوسعة وإظهار السرور ما تحتاجه النفوس، وهذا من رحمة الله تعالى بهذه الأُمَّة المحمدية، خاصةً وأنهما عيدان مشروعان مباركان يحبهما سبحانه، بخلاف أعياد الأمم الأخرى التي لم يشرعها الله، بل هي من جملة مبتدعاتهم.
روى أبو داود والنسائي وغيرهما بسند صحيح عن أنس رضي الله عنه قال: قَدِم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرًا منهما: يومَ الفطر والأضحى»([1]).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: واستنبط منه كراهة الفرح في أعياد المشركين والتشبه بهم.
أقول: وهذا يوضح ما في مشاركة بعض المسلمين في أعياد اليهود والنصارى من الخطأ الواضح، فقد جاءت النصوص الصريحة التي فيها التحذير الشديد من ذلك.
روى الإمام البيهقي رحمه الله في «سننه»([2]) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: «لا تعلَّموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم، فإن السُّخْطَةَ تنزل عليهم». قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إسناده صحيح.
وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الإجماع على تحريم مشاركة الكفار في أعيادهم، وأن ولاة المسلمين من الخلفاء الراشدين ومَنْ بَعْدَهم كانوا يُولُون هذا الأمر حقَّه من المتابعة والرعاية، ويحاذرون من وقوع فرد من المسلمين في شيء من المشاركة للكفار في أعيادهم.
http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=78#_ftnref1([1]) «سنن أبي داود» (1134). «سنن النسائي» (3/179).
http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=78#_ftnref2([2]) ج9/ ص234.