القصف الكيميائيّ للعراق بأمرٍ من تشرشل

أشرف بويكا النازي

:: عضو منتسِب ::
إنضم
1 ديسمبر 2015
المشاركات
16
نقاط التفاعل
22
النقاط
3
منذ 82 عاماً، قام الإنجليز باختبار أسلحتهم الكيميائيّة في العراق. فبحسب تقريرٍ نشرته صحيفة الحياة، يعود تاريخ استعمال أسلحة الدمار الشامل في العراق (والذي أبدت القوّات الأمريكيّة والبريطانيّة خشيتهما من استعمال العراق له، وعلى أثر هذه الخشية الزائفة تمّ توفير مقدّمات احتلال العراق في العام 2003) إلى بدايات القرن العشرين. وهو الزمان الذي كانت فيه السلطات الإنجليزيّة تدافع فيه بشدّة عن استعمال هذا النوع من الأسلحة. وفي العام 1919، قال العميد آرثر هاريس، المعروف بـ (المحارب): إنّ العرب والأكراد يعرفون الآن ما يعنيه القصف الحقيقيّ، فخلال 45 دقيقة نستطيع تدمير قرية وقتل أو جرح ثلث سكّانها.

في ذلك الوقت، عمدت قيادة القوّات الإنجليزيّة في الشرق الأوسط، والتي لم تتوانَ عن بذل أيّ جهدٍ في سبيل قمع المعارضين للاحتلال الإنجليزيّ في تلك المنطقة، عمدت إلى تجربة أسلحتها الكيميائيّة على العرب الذين قاوموا ذلك الاحتلال بشدّةٍ آنذاك. وكان ونستون تشرشل، وزير الحرب والطيران الإنجليزيّ في تلك المرحلة، قد أعلن دعمه لهذه الأسلحة، من خلال سماحه باستخدامها ضدّ العشائر العراقيّة. وتتابع استعمال الغازات القاتلة في العام 1920. كما عمدت القوّات الجوّيّة البريطانيّة في العام 1925 على استخدام هذه الأسلحة مجدّداً لقمع أهالي مدينة السليمانيّة العراقيّة.

وكان الإنجليز يردّون على كلّ أعمال التوتّر التي تواجههم داخل العراق بالهجمات الكيميائيّة التي كان يشنّها الجيش البريطانيّ في الجنوب، وبغارات القصف الجوّيّ التي تشنّها القوّات الجوّيّة الملكيّة البريطانيّة في كلٍّ من الشمال والجنوب. وفي بيانٍ صدر عن قيادة تلك القوّات ورد: أنّه عندما نهضت القبائل العراقيّة لاسترجاع حقوقها، كان لا بدّ لنا من إرسال كلابنا الحربيّة إليهم لضمان عودة الأمن والاطمئنان إليهم!! وفي الواقع، فإنّ ما جرى هو: استهداف بريطانيّ للقرى الترابيّة والحجريّة العراقيّة الآمنة، بالقصف، وإلقاء القنابل اللّيليّة، والقذائف الثقيلة، والقذائف ذات الكبسولات التأخيريّة (التي تشكّل خطورةً بالغةً على أرواح الأطفال خاصّةً)، وكلّ ذلك جرى في ظلّ رئاسة إنجلترا لمنظّمة الأمم المتّحدة.

تشرشل: "إنّني أؤيّد بشدة استخدام الغازات السامّة لترويع القبائل غير المتمدّنة".

وفي البداية، تمّ إرسال القوّات الجوّيّة الملكيّة البريطانيّة إلى العراق لقمع انتفاضة العرب والأكراد، والمحافظة على الذخائر النفطيّة المكتشفة، والمحافظة على أمن المستوطنين اليهود في فلسطين، وإبعاد العراق عن السيطرة التركيّة.
وكان تشرشل تحديداً مصرّاً آنذاك على استخدام الأسلحة الكيميائيّة، وكان يحثّ دائماً على اختبار هذه الأسلحة وتجربتها ضدّ العرب الذين يخلقون التوتّرات والأزمات ضدّ الاستعمار البريطانيّ، وقد أعلنها بكلّ صراحةٍ عندما قال: "إنّني أؤيّد بشدة استخدام الغازات السامّة لترويع القبائل غير المتمدّنة", الأمر الذي يعكس ما كان لديه من خشيةٍ وخوف من أولئك الثوّار العرب، ألجأه إلى استخدام الغازات السامّة لقمعهم وخنق صوتهم.

وفي هذا الإطار، بدأت الهجمات البريطانيّة على القرى والأرياف العراقيّة وقال هاريس قائد سرب الطائرات البريطانيّة: "إنّ العرب والأكراد يعرفون الآن ما يعنيه القصف الحقيقيّ، فخلال 45 دقيقة نستطيع تدمير قرية وقتل أو جرح ثلث سكّانها، وكلّ ذلك بالاستفادة من 4 أو 5 آليّات، وبهذه الطريقة سوف لن يبقى لهؤلاء مجال لفعل شيء، بل ولا حتى للهروب والفرار".

ومن الأساليب التي اعتمدها الإنجليز آنذاك في مواجهة العراقيّين: إمطار أفراد القبائل بوابلٍ من النيران ومحاصرتهم بالقصف والقذائف للحؤول دون فرارهم من التلوّث الكيميائيّ، وهو ـ هذا الأسلوب ـ ما أدّى إلى مقتل الآلاف من العراقيّين.

:regards01:
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top