نيزك النجاة للكاتبة فاطمة الزهراء بطوش

الحرف الجميل

:: عضو منتسِب ::
-(لا أحد يملي علي ما يجب فعله). -(إلا هي..) ثم تمتمت :(طبعا فهي ساقطة شقراء أجادت اللعب بك).
ثم استطردت: (لم صرت هكذا؟ لم تعد تهتم لأمري منذ سافرت معنا لهذا الفضاء(.
قال متوددا:(أيتها المجنونة أنت زوجتي وهي مجرد طبيبة للطاقم..).
قالت بتهكم:( أكان لابد من سفرها معنا ليتها لم ترافقنا؟).
-(عدنا لنفس..ألا..)
يقاطعهما حضورها:(مرحبا..جئت أخبرك أيها الرائد أننا دخلنا محورا خطيرا..قد يجعلنا نفقد الشعور..لذا يجب ارتداء البذلة البيضاء و ..)
قالت الزوجة ساخرة: (ههههه..يا الله فليخبرني احد أهذه طبيبة أم رائد فضاء أم؟.أنت مجرد سائحة فضائية..لا تنس أنك تسببت في موت اثنين من رواد فضاء هاته السفينة بتدخلك الغبي فيما لا يخصك.).
قال غاضبا : (واصلي هكذا حتى تصلي بعلاقتنا إلى نفق مسدود.. ربما علينا الفصل فيها عند عودتنا إلى الحياة المدنية).
أجابت وهي تهم بالانصراف:( فلنفصل في الأمر الآن..سألقي بنفسي حال مرور النيزك علينا وبلا بذلة النجاة).
ساد بينه وبين الطبيبة فترة من الصمت ثم استطرد:(أرجو أن لا تؤاخذيها..إنها تمر بأوقات عصيبة..اعتقد أنها تشتاق لحياتها المدنية ). أجابت بتصنع: (لا تهتم..أتفهم ذلك).
*****
فجأة شعرا بفقدان السيطرة على السفينة..تساءلت الطبيبة في خوف عما يحدث. حاول الرائد شرح ما يحدث:(أعتقد أن السفينة تدور حول المحور الطولي..والجاذبية تنعدم فيها..أو ربما أحدهم فتح بابها).
واصل مذعورا:(تلك المجنونة..اعتقد أنها ذهبت خارج السفينة). أجابته:(أتظن أن تصل بها الحماقة إلى تنفيذ تهديدها .( لم يحدث وان تجاهل أية كلمة تفوهت بها..ربما للنساء حدسهن السابق لأوان ما سيحدث . ركض في أرجاء السفينة وهو ينادي عليها مذعورا..وصل إلى باب السفينة ومخيلته في الحالة المؤلمة التي ستكون عليها وجسمها يسبح في الفضاء اللانهائي..سبقته عبراته قبل وصول قدميه إلى الباب..
*****
عاد إلى غرفة التحكم..أخرج بذلة الفضاء ..كان من واجبه أن يحميها.. أن لا يسمح لها بالخرج..كان عليه أن يلزمها بالبقاء داخل غرفة القيادة..شعر بتأنيب ضمير قاتل..لم يستطع التحكم في دموعه​
قالت الطبيبة غير مصدقة: (هل ستخرج بمفردك؟).​
أجاب بحسم:( نعم..ما عليك سوى مراقبة الشاشة الكبيرة..وأعلميني إذا ما رأيت أي شيء).​
قالت بقلق: (لكن قانون الملاحة الجوية يقضي أن لا يخرج أي شخص من السفينة دون رفيق..أنت تعلم أننا قد نصطدم بالنيزك في أي وقت)​
قال بإصرار: (التي في الخارج هي زوجتي..وأنت تخبرينني ترهات قانون الملاحة الجوية).​
أشار إليها أن تراقب الشاشة..فجأة لمحا نقطة بيضاء خارج السفينة تتطاير..طلب من مرافقته أن تكبر الصورة..فيما واصل الاتصال عن طريق القمر الاصطناعي وراح ينادي:(من أنت في الخارج عرف بنفسك من فضلك).​
-(لعلها هي) قالت الطبيبة.
أكدت الزوجة ذلك بصوت بكائها..
ارتجف الزوج : (حبيبتي تمسكي جيدا بحبل النجاة أنا آت إليك).
قالت يائسة: (لا لا تخرج أرجوك أنا أرى كرة ملتهبة تتجه صوبي..أظنه النيزك..ابتعدا..ولتعيشا سعيدين).
أغمضت عينيها مستسلمة..شعرت بضغط داخل البذلة أفقدها التركيز.. ثم أغمي عليها.
. . فتحت عينيها،مسحت نظرة خاطفة على أرجاء المكان التي هي فيه.. كان وجهه أول ما رأته.سألت:( ما حل بالنيزك؟).
أجاب مبتسما :( كان ذاك نيزك النجاة..لقد انحرف عن مساره في اتجاه مغاير..ثم خرجت وأعدتك إلي..لكن ما حيرني كيف خرجت وأنت بك خوف مرضي من السباحة في الجو؟).
قالت وهي تعانق ذراعه:(لكن خوفي من خسارتك تجاوز كل مخاوفي من هذا الفضاء،ولعل النيزك فهم ذلك لذا غير مساره عني). :regards02:بقلم فاطمة الزهراء بطوش

 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom