التفاعل
1.8K
الجوائز
743
- تاريخ التسجيل
- 22 جوان 2011
- المشاركات
- 2,580
- آخر نشاط
- تاريخ الميلاد
- 17 فيفري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:
وإذا ما قد أثبت المسلمون كروية الأرض، فإنه ينسب إلى الخليفة العباسي المأمون (ت 218هـ/ 833م) أنه أوَّل مَنْ قام بمحاولة لقياس أبعاد الكرة الأرضيَّة، حيث جاء بفريقين من علماء الفلك والجغرافيا، فريق برئاسة سند بن علي[14]، وفريق بقيادة علي بن عيسى الأسطرلابيّ[15](ويقال: إن رئاسة أحد الفريقين كانت لبني موسى بن شاكر) واتفق معهما أن يذهبا إلى بقعتين مختلفتين على الدائرة العظمى من محيط الأرض شرقًا وغربًا، ثم يقيسا مقدار درجة واحدة من خطوط الطول (التي تبلغ 360 خطَّ طول). ويحكي ابن خلِّكان[16] أن كل فريق اختار بقعة واسعة مسطَّحة، ورَكَز في مكانٍ منها وتدًا، واتخذ النجم القطبي نُقطةً ثابتةً، ثم قاس الزاوية بين الوتر وبين النجم القطبي والأرض، ثم سار شمالاً إلى مكان زادت فيه تلك الزاوية، وقاس كل فريق المسافة بين الوتدين، وكانوا يقيسون المسافات على الأرض بحبال يشدُّونها على الأوتاد[17].
والعجيب أن النتائج جاءت دقيقة وقريبة مما توصَّل إليه العلم المعاصر؛ فقد أخذ المأمون متوسط قياس الفريقين، فوجده 56.66 ميلاً تقريبًا، والذي توصَّل إليه العلم المعاصر هو 56.93 ميلاً، وعلى قياس المأمون هذا فإن محيط الأرض يبلغ 20.400 ميل، أي حوالي: 41,248كم، ومن خلال مقارنة هذه القيمة مع القيمة التي قيست بواسطة الأقمار الصناعية في العصر الحديث، وهي 40.070 كم، يتَّضح أن نسبة الخطأ في قياسات فريق المأمون لم تتجاوز (3 %)!! وهو أمر جديرٌ بالتقدير[18].
وكان كتاب جغرافيا بطليموس من الكتب الأساسيَّة التي اعتمد عليها المسلمون في إرساء قواعد علمهم، وهو يكاد يكون الكتاب الوحيد الذي تناولوه في هذا الموضع من تراث السابقين مع كتاب مارينوس الصوري[19] الأقل أهمية[20].
مقتبس :
كان المسلمون يحسبون موعد ومكان الكسوف بدقة ... في حين كان الاوربيون يصرخون ويختبؤون ظنا منهم أن الغول قد ابتلع الشمس 
الخليفة المأمون وقياس أبعاد الأرض
وإذا ما قد أثبت المسلمون كروية الأرض، فإنه ينسب إلى الخليفة العباسي المأمون (ت 218هـ/ 833م) أنه أوَّل مَنْ قام بمحاولة لقياس أبعاد الكرة الأرضيَّة، حيث جاء بفريقين من علماء الفلك والجغرافيا، فريق برئاسة سند بن علي[14]، وفريق بقيادة علي بن عيسى الأسطرلابيّ[15](ويقال: إن رئاسة أحد الفريقين كانت لبني موسى بن شاكر) واتفق معهما أن يذهبا إلى بقعتين مختلفتين على الدائرة العظمى من محيط الأرض شرقًا وغربًا، ثم يقيسا مقدار درجة واحدة من خطوط الطول (التي تبلغ 360 خطَّ طول). ويحكي ابن خلِّكان[16] أن كل فريق اختار بقعة واسعة مسطَّحة، ورَكَز في مكانٍ منها وتدًا، واتخذ النجم القطبي نُقطةً ثابتةً، ثم قاس الزاوية بين الوتر وبين النجم القطبي والأرض، ثم سار شمالاً إلى مكان زادت فيه تلك الزاوية، وقاس كل فريق المسافة بين الوتدين، وكانوا يقيسون المسافات على الأرض بحبال يشدُّونها على الأوتاد[17].
والعجيب أن النتائج جاءت دقيقة وقريبة مما توصَّل إليه العلم المعاصر؛ فقد أخذ المأمون متوسط قياس الفريقين، فوجده 56.66 ميلاً تقريبًا، والذي توصَّل إليه العلم المعاصر هو 56.93 ميلاً، وعلى قياس المأمون هذا فإن محيط الأرض يبلغ 20.400 ميل، أي حوالي: 41,248كم، ومن خلال مقارنة هذه القيمة مع القيمة التي قيست بواسطة الأقمار الصناعية في العصر الحديث، وهي 40.070 كم، يتَّضح أن نسبة الخطأ في قياسات فريق المأمون لم تتجاوز (3 %)!! وهو أمر جديرٌ بالتقدير[18].
وكان كتاب جغرافيا بطليموس من الكتب الأساسيَّة التي اعتمد عليها المسلمون في إرساء قواعد علمهم، وهو يكاد يكون الكتاب الوحيد الذي تناولوه في هذا الموضع من تراث السابقين مع كتاب مارينوس الصوري[19] الأقل أهمية[20].
منقول