التفاعل
44
الجوائز
677

بعد سنين طويلة وقفت في نفس المرآة
نفس المرآة التي كانت تجلس أمامها و هي صغيرة
و نفسها التي كانت تتحدث أمامها كثيرا مع ألعابها
و نفسها التي كانت تبكي أمامها
أخذت تتفرس في ملامحها
فلاشيء تغير
نفس الصورة التي كانت عليها قبل ثمان سنين
سوى تجاعيد باهتة تحت العينين
براءتها هي نفسها
صدقها هو نفسه
عفويتها كذلك هي نفسها التي تميزت بها في أيام صباها
لم تتمالك نفسها و إذا بعينيها تراقصان في أوج حزنها دموعها
و كأن تلك الدموع أبت إلا أن تغازل عينيها مدى الحياة
تساءلت أي ذنب ارتكبته إن كان مكتوبا في قدرها الشقاء
و أي ذنب اقترفه قلبها النقي عندما أحبت زوجا مخادعا
فقلبها الطاهر يهوى و يحب بصدق
و لكنه كذلك عندما يكره فهو يكره بصدق و إخلاص كذلك
فمن عبث بمشاعرها هي أبدا لن تسامحه
لأنها تعلم علما يقينا أن قلبها قلب نادر في زمن كثر فيه الغدر و المصالح
أخذت تتأمل صورتها في المرآة
ثم جثت على الأرض باكية
و بعدها استجمعت قوى قد تشتت مع مخاوفها
و أخرجت من حقيبتها أحمر شفاه
لتكتب به كلمتها الأخيرة لزوجها
آسفة سأرحل
ولا تنسى أبدا أنك من علمتني الخداع
من تأليف : مريم باباعمي
نفس المرآة التي كانت تجلس أمامها و هي صغيرة
و نفسها التي كانت تتحدث أمامها كثيرا مع ألعابها
و نفسها التي كانت تبكي أمامها
أخذت تتفرس في ملامحها
فلاشيء تغير
نفس الصورة التي كانت عليها قبل ثمان سنين
سوى تجاعيد باهتة تحت العينين
براءتها هي نفسها
صدقها هو نفسه
عفويتها كذلك هي نفسها التي تميزت بها في أيام صباها
لم تتمالك نفسها و إذا بعينيها تراقصان في أوج حزنها دموعها
و كأن تلك الدموع أبت إلا أن تغازل عينيها مدى الحياة
تساءلت أي ذنب ارتكبته إن كان مكتوبا في قدرها الشقاء
و أي ذنب اقترفه قلبها النقي عندما أحبت زوجا مخادعا
فقلبها الطاهر يهوى و يحب بصدق
و لكنه كذلك عندما يكره فهو يكره بصدق و إخلاص كذلك
فمن عبث بمشاعرها هي أبدا لن تسامحه
لأنها تعلم علما يقينا أن قلبها قلب نادر في زمن كثر فيه الغدر و المصالح
أخذت تتأمل صورتها في المرآة
ثم جثت على الأرض باكية
و بعدها استجمعت قوى قد تشتت مع مخاوفها
و أخرجت من حقيبتها أحمر شفاه
لتكتب به كلمتها الأخيرة لزوجها
آسفة سأرحل
ولا تنسى أبدا أنك من علمتني الخداع
من تأليف : مريم باباعمي