لا تسألوا عن كل شيئ في الدين.

دعاء الجنات

:: عضو متألق ::
أوفياء اللمة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين :
أما بعد :
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام ، الذي أخرجنا من ظلمات الشرك والجهل إلى نور الحق ، سبحانه ماعبدناه حق عبادته
-لربما احترتم من عنوان الموضوع (لا
تسألوا عن كل شيئ في الدين) سأشرح لكم بعد إذن الله ما أقصد ، لأني أصبحت أرى بعض الناس تمادت أسئلتهم ويخفونها وراء "سؤال في الدين" ، يسئلون عن كل كبيرة وصغيرة حتى أصبحوا يتسائلون في ذات الله تعالى ويتسائلون عن أدق مسائل الدين التي لم يتطرق لها الكتاب والسنة ، قال تعالى (...فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ * بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) :النحل 44
بمعنى أن تسأل عن دينك الحقيقي خاصة إن لم تعلم أمر صلاتك وصيامك وكيفية زكاتك ومسائل الطلاق والزواج ، وغيرها من المسائل الدينية ،لكن ليس كما نرى عند البعض كل يوم يسأل ألف سؤال ويدخل الشيخ في متاهات لا خروج منها ، فليس هذا هو ديننا الحنيف فهو دين يسر وليس تعقيد ، وإذا عقدت دينك فهذا من عمل الشيطان أعاذنا الله من شره لكي يتعبك في دينك، وليبين لك أن الديانات الأخرى أسهل من دينك, فجل محور حديثي بما يتعلق عن
الوسواس الذي يصيب الانسان المؤمن ويتركه ينتقل من شيخ إلى شيخ ويتصفح المواقع الالكترونية الخاصة بالفتوى.. فالمفروض أن يشتغل بدينه وعبادته كما قال تعالى (إذا فرغت فانصب *وإلى ربك فارغب)سورة الشرح فهو العكس يشغل جميع أوقاته في الأسئلة ، وكلما يسأل شيخ شك بأنه مخطأ ، خاصة الذين لهم وسواس في العبادة والطهارة كل هذا ليصدهم الشيطان عن ذكر الله وعن الصلاة
----------
سبحان الله ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق (

إن الحلال بين وإن الحـرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعـلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه ومن وقع في الشبهات وقـع في الحرام... )رواه البخاري ومسلم
هذا حديث عظيم يبعدك عن تعقيد دينك الحنيف الذي جاء لليسر لا ليعسر ، لكن الفتاوي عكس ذلك ، فهناك شخص يسأل أحد الشيوخ ويقول : هل يجوز لي ان أشرب الخمر كأس واحد فقط (((ما كثيره حرام فقليله حرام))) ولكن بربكم هل هذا أمر يحتاج لفتوى؟؟
وهناك من يسألون
أشباه المشاييخ ليفتوا لهم أمور ما أنزل الله بها من سلطان ثم يقول ،خلاص أنا سألت الشيخ وهو أجابني! ألم يقل لك النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن الحلال بين والحرام بين؟؟ اسأل ما شئت من الشيوخ فالحرام يبقى حرام والحلال يبقى حال قال تعالى
سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62) الأحزاب
-أنا ما آلمني أن هناك امرأة بلغ بها السؤال حتى سألت احد الشيوخ عن الطريقة الصحيحة للغسل داخل بيت الخلاء-أكرمكم الله- على ما اظن بها وسواس طهارة. لكن ان تسأل الشيخ وتشرح له الطريقة وتصف له جميع عورتها فهذا ... ما أنزل الله به من سلطان ، فلمذا نترك الشيطان يتلاعب بنا كما يتلاعب الطفل الصغير بالكرة؟؟ ألهذا الحد وصلنا؟ ديننا الحنيف أرفع من أن تسأل عنه عن أمور تافهة ، فالإيمان مقره القلب والروح قبل أن يكون أفعال ومالصلاة ومالعبادة إلا صورة عن ما في قلبك وروحك لله قال تعالى (۞ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14)الحجرات .
-فالايمان الحقيقي هو ما وقر في القلب وصدقه العمل ، وإن سألتم شيئا عن أمر دينك فاسألوا من تثقون بهم ثم امضوا قدما ، ولا تتركوا الشيطان أعاذنا الله منه يدخله في متاهات لا خروج منها ،فديننا دين يسر لا دين عسر وتعقيد

وفي الأخير إن أحسنت فمن الله وان أسأت فمن نفسي ومن الشيطان
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
 
آخر تعديل:
توقيع دعاء الجنات
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أحسن الله إليك أختي الكريمة، و خلاصة الموضوع أن الانسان ليس له أن يتنطع في السؤال و يترك الوسواس يذهب به في كل مجال حتى يخرجه عن طوق الشرع ثم العقل، لكن أن يسأل الانسان عن مسألة و إن بسطت في أعيننا بحكم عدم إطلاعه على حكمها فهذا يُعَلَم و لا تثريب عليه و لا حرج يلحقه إن سأل عنها، و كذلك المسائل التي تتعلق بها صحة صلاة المرء أو صيامه أو حجه مما هو متعلق بالطهارة كمن عنده سلس بول أو ريح أو من كانت عادتها مضطربة كحال المستحاضة؛ فهذا و هذه ليس لهم إلا السؤال والاستفسار عما لا بد لهم من علمه ليعرفوا كيف السبيل الى صحة عباداتهم المتنوعة، أما المسائل الدقيقة التي لم يكلفوا بها و التي هي من إملائات الذهن لا من تقريرات الشرع و التي تدخل بالمرء في متاهات لا منتهى لها إلا عند حدود العجز و الخبل ، و المسائل التي تسامح فيها الشرع و جعلها على السعة، و المسائل التي تدع المرء يخوض فيما لم يخوله الشرع الحكيم الخوض فيه و كفاه مؤنته بما ورد في الكتاب و السنة من شأن ربوبية الله و أسمائه و صفاته الحسنى، و عالم الغيب بما فيه عالم الجن و الملائكة و اليوم الأخر و كل ما كان مغيبا عن المرء لا يشاهده، فهذه الأصل الكف عنها و عدم الافتئات فيها و الاكتفاء بما ورد و صح به النص فيما يخص المعتقد الذي به يصح دين المرء أو يفسد.
يبقى تنبيه في مسألة استفتاء القلب و كيف يكون ذلك، و ممن يكون ذلك، و هذا تفصيل نافع نقلته من بعض مواقع الفتوى لنفاسته.
عن وابصة بن معبد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : (جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ نَعَمْ فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِنَّ فِي صَدْرِي وَيَقُولُ يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ) .


وهو من أحاديث الأربعين النووية ، وقد حسنه النووي والمنذري والشوكاني ، وحسنه الألباني لغيره في "صحيح الترغيب" (1734) .


وقد جاءت أحاديث أخرى تدل على ما دل عليه حديث وابصة ، فعن النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ) رواه مسلم (2553) .


وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْبِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ ، وَالْإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَلَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ ، وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ) رواه أحمد (29/278-279) طبعة مؤسسة الرسالة ، وصححه المحققون بإشراف الشيخ شعيب الأرنؤوط . وقال المنذري : "إسناده جيد" انتهى . "الترغيب والترهيب" (3/23) ، وكذلك قال الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (1/251) ، والشيخ الألباني في "صحيح الترغيب" (2/151) .


ثانياً :


يخطئ كثير من الناس في فهم هذا الحديث ، حيث يجعلونه مطية لهم في الحكم بالتحليل أو التحريم على وفق ما تمليه عليهم أهواؤهم ورغباتهم ، فيرتكبون ما يرتكبون من المحرمات ويقولون : (استفت قلبك) !! مع أن الحديث لا يمكن أن يراد به ذلك ، وإنما المراد من الحديث أن المؤمن صاحب القلب السليم قد يستفتي أحداً في شيء فيفتيه بأنه حلال ، ولكن يقع في نفس المؤمن حرج من فعله ، فهنا عليه أن يتركه عملاً بما دله عليه قلبه .


قال ابن القيم رحمه الله :


"لا يجوز العمل بمجرد فتوى المفتي إذا لم تطمئن نفسه ، وحاك في صدره من قبوله ، وتردد فيها ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : (استفت نفسك وإن أفتاك الناس وأفتوك) .


فيجب عليه أن يستفتي نفسه أولا ، ولا تخلصه فتوى المفتي من الله إذا كان يعلم أن الأمر في الباطن بخلاف ما أفتاه ، كما لا ينفعه قضاء القاضي له بذلك ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذه ، فإنما أقطع له قطعة من نار) .


والمفتي والقاضي في هذا سواء ، ولا يظن المستفتي أن مجرد فتوى الفقيه تبيح له ما سأل عنه إذا كان يعلم أن الأمر بخلافه في الباطن ، سواء تردد أو حاك في صدره ، لعلمه بالحال في الباطن ، أو لشكه فيه ، أو لجهله به ، أو لعلمه جهل المفتي ، أو محاباته في فتواه ، أو عدم تقيده بالكتاب والسنة ، أو لأنه معروف بالفتوى بالحيل والرخص المخالفة للسنة ، وغير ذلك من الأسباب المانعة من الثقة بفتواه ، وسكون النفس إليها" انتهى .


"إعلام الموقعين" (4/254) .


وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :


"أي : حتى وإن أفتاك مفتٍ بأن هذا جائز ، ولكن نفسك لم تطمئن ولم تنشرح إليه فدعه ، فإن هذا من الخير والبر ، إلا إذا علمت في نفسك مرضا من الوسواس والشك والتردد فلا تلتفت لهذا ، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما يخاطب الناس أو يتكلم على الوجه الذي ليس في قلب صاحبه مرض" انتهى .


"شرح رياض الصالحين" (2/284) .


فالذي يستفتي قلبه ويعمل بما أفتاه به هو صاحب القلب السليم ، لا القلب المريض ، فإن صاحب القلب المريض لو استفتى قلبه عن الموبقات والكبائر لأفتاه أنها حلال لا شبهة فيها !


وفي هذا قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله :


"(الإثم ما حاك في نفسك) أي : تردد وصرت منه في قلق (وكرهت أن يطلع عليه الناس) لأنه محل ذم وعيب ، فتجدك متردداً فيه وتكره أن يطلع عليك الناس .


وهذه الجملة إنما هي لمن كان قلبه صافياً سليماً ، فهذا هو الذي يحوك في نفسه ما كان إثماً ، ويكره أن يطلع عليه الناس .


أما المُتَمَرِّدون الخارجون عن طاعة الله الذين قست قلوبهم فهؤلاء لا يبالون ، بل ربما يتبجحون بفعل المنكر والإثم ، فالكلام هنا ليس عاماً لكل أحد ، بل هو خاص لمن كان قلبه سليماً طاهراً نقياً ، فإنه إذا هَمَّ بإثم وإن لم يعلم أنه إثم من قبل الشرع تجده متردداً يكره أن يطلع الناس عليه ، فهذا علامة على الإثم في قلب المؤمن" انتهى .


"شرح الأربعين النووية" (صـ 294 ، 295) .


و الله أعلى و أعلم و الله الموفق للخير و السداد.
 
آخر تعديل:
توقيع ابو ليث
أما المسائل الدقيقة التي لم يكلفوا بها و التي هي من إملائات الذهن لا من تقريرات الشرع و التي تدخل بالمرء في متاهات لا منتهى لها إلا عند حدود العجز و الخبل ، و المسائل التي تسامح فيها الشرع و جعلها على السعة، و المسائل التي تدع المرء يخوض فيما لم يخوله الشرع الحكيم الخوض فيه و كفاه مؤنته بما ورد في الكتاب و السنة منشأن ربوبية الله و أسمائه وصفاته الحسنى، و عالم الغيب بما فيه عالم الجن و الملائكة و اليوم الأخر و كل ما كان مغيبا عن المرء لا يشاهده، فهذه الأصل الكف عنها و عدم الافتئات فيها و الاكتفاء بما ورد و صح به النص فيما يخص المعتقد الذي به يصح دين المرء أو يفسد.
  • والله العظيم ما كتبته أعلاه هو ما كنت أود قوله ولقلة حيلتي وضعفي لم أستطيع ايصال المعلومة فقط وصفت الفكرة فديننا الإسلامي دين سهل ويسير وجاء ليسهل للناس حياتهم وكل من أراد تعقيد الدين وادخال الفتنة والشك فهو يبغي في الأرض الفساد ،فالحمد لله على نعمة الدين.
 
توقيع دعاء الجنات
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom