سلسلة أثر و تعليق 64 (حسن العمل)

ابو ليث

:: عضو مَلكِي ::
أوفياء اللمة
حسن العمل

قال الحسن البصري رحمه الله: « إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَحْسَنَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ ، فَأَحْسَنَ الْعَمَلَ ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ أَسَاءَ الظَّنَّ بَرَبِّهِ ، فَأَسَاءَ الْعَمَلَ ». حلية الأولياء لأبي نُعيم (2/144).
كيف يكون المضيع المفرِّط محسنًا الظن بربه !! وهو عن ربه ومولاه شارد ، وعن طاعته مبتعد ، وعن أبواب رحمته ومغفرته معرض، بل محسن الظن بربه حقا هو من عرف ربه بصفات كماله، ونعوت جلاله، وكرمه وإحسانه، وجوده وامتنانه، ورحمته وغفرانه، وعرف نفسه بتفريطها وتقصيرها فأخذ يجاهد لتستقيم على الطاعة وحسن العمل .
 
توقيع ابو ليث
3332.jpg


bark-all-2.gif


على الخالقِ سُبحانه وتقدس: (( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )).
 
و فيك بارك الله إلياس.
 
توقيع ابو ليث
و هل يقترن حسن الظن بالتقصير اخي اباليث
 
توقيع الامين محمد
لا... أبدا، إلا من سولت له نفسه و غره شيطانه بحسن الظن برحمة الله و عفوه و مغفرته، و سعة فضله وواسع تجاوزه و حلمه، فاجترء على التقصير و التفريط في حقه عز و على، و لو إستعمل هذا حسن الظن في محله و فهمه حق فهمه لكان له حادي على طريق الحق و حاثا له على زيادة الاجتهاد و متابعة العمل و مباشرته و ترك التسويف و طول الأمل، و هذا من مداخل الشيطان على الانسان بل من أخطرها و أكثرها وقوعا، وصرفا للناس عن الوجبات و جرا لهم إلى المحرمات، و هنا عندما يكون الرجاء بالمعنى الذي سلف حاملا على التقصير إنبغى للمرء أن يحضر معه الخوف الرادع عن التقصير و المعصية معا، الذي يزع النفس عن غيِّها، و يدعوها أن ترعوي و تؤي إلى ذكر ربها و طاعته قبل أن يحل بها غضبه و عقابه و أليم عذابه، و لذا وجب على المؤمن أن يكون في طاعته و إلتزامه أوامر الله، وإجتناب نواهيه و البعد عن معاصيه، محضرًا الحب الذي هو الأصل و الذي هو بمثبة الرأس من البدن، فيؤدي جميع ما أمر به إلتزما و تركا حبا لله و ذلا له و هذا معنى العبودية ، و هذه العبودية لتصح و لتصل بصاحبها إلى صلاح الشأن المورث للرضوان لا بد لها من أصلين عظيمين يحضرهما المرء عند كل أحواله، و هما الخوف و الرجاء، على أنه قد يُغَلِب الخوف على الرجاء إذا الرجاء حاملا على التفريط و التقصير و الاجتراء على ترك أمر العلي الكبير، و مقارفة المعاصي سواء الصغير منها و الكبير، القليل منها و الكثير، و يغلب الرجاء إذا خشي القنوط من رحمة الله التي وسعت السموات و الأرض.
 
آخر تعديل:
توقيع ابو ليث
جزاكم الله خيرا على هذه السلسلة المفيدة بأجزائها
في ميزان حسناتكم
 
توقيع ثَسْكُورْثْ نَثْدُوكْلِي
12353187_453783651489617_2052085246_n.jpg


روى أَبو مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: فَيَعْمَلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَوْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: فَيُعِينُ ذَا الحَاجَةِ المَلْهُوفَ، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: فَيَأْمُرُ بِالخَيْرِ،أَوْ قَالَ: بِالْمَعْرُوفِ، قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: فَيُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ فَإِنَّهُ لَهُ صَدَقَةٌ

%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9_%D8%A5%D8%AA%D9%82%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84.jpg
 
لا... أبدا، إلا من سولت له نفسه و غره شيطانه بحسن الظن برحمة الله و عفوه و مغفرته، و سعة فضله وواسع تجاوزه و حلمه، فاجترء على التقصير و التفريط في حقه عز و على، و لو إستعمل هذا حسن الظن في محله و فهمه حق فهمه لكان له حادي على طريق الحق و حاثا له على زيادة الاجتهاد و متابعة العمل و مباشرته و ترك التسويف و طول الأمل، و هذا من مداخل الشيطان على الانسان بل من أخطرها و أكثرها وقوعا، وصرفا للناس عن الوجبات و جرا لهم إلى المحرمات، و هنا عندما يكون الرجاء بالمعنى الذي سلف حاملا على التقصير إنبغى للمرء أن يحضر معه الخوف الرادع عن التقصير و المعصية معا، الذي يزع النفس عن غيِّها، و يدعوها أن ترعوي و تؤي إلى ذكر ربها و طاعته قبل أن يحل بها غضبه و عقابه و أليم عذابه، و لذا وجب على المؤمن أن يكون في طاعته و إلتزامه أوامر الله، وإجتناب نواهيه و البعد عن معاصيه، محضرًا الحب الذي هو الأصل و الذي هو بمثبة الرأس من البدن، فيؤدي جميع ما أمر به إلتزما و تركا حبا لله و ذلا له و هذا معنى العبودية ، و هذه العبودية لتصح و لتصل بصاحبها إلى صلاح الشأن المورث للرضوان لا بد لها من أصلين عظيمين يحضرهما المرء عند كل أحواله، و هما الخوف و الرجاء، على أنه قد يُغَلِب الخوف على الرجاء إذا الرجاء حاملا على التفريط و التقصير و الاجتراء على ترك أمر العلي الكبير، و مقارفة المعاصي سواء الصغير منها و الكبير، القليل منها و الكثير، و يغلب الرجاء إذا خشي القنوط من رحمة الله التي وسعت السموات و الأرض.
بارك الله فيكم و جزاك الله عنا كل خير أخي أباليث
 
توقيع الامين محمد
و فيك بارك الله محمد.
 
توقيع ابو ليث
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom