موقف العلامة ابن باديس من الحزبيات و الإنتخابات

Skor m@k

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:

إليك أيُّها القارئ المنصف هذه النقولات من كلام علماء الجمعية الصريح في التحذير من الحزبيات حتى تكون على بينة من موقفهم رحمهم الله .

قال الشيخ ابن باديس في وصية لطلبته في المسجد الأخضر بقسنطينة ألقى كلمة يبين فيها عدم انتهاج الجمعية للسياسة :
" اتقوا الله! ارحموا عباد الله! اخدموا العلم بتعلّمه ونشره، تحمَّلوا كل بلاء ومشقة في سبيله، ولْيَهُن عليكم كل عزيز، ولْتَهُن عليكم أرواحكم من أجله. أما الأمور الحكومية وما يتصّل بها فدعوها لأهلها، وإياكم أن تتعرَّضوا لها بشيء ''[1].

و انظر ماذا قال لما تفطن لما يحاك للمسلمين:'' حُوربت فيكم العُروبة حتى ظُنّ أن قد مات منكم عِرْقُها، ومُسخ فيكم نُطقُها، فجئتم بعد قرن، تَصْدَحُ بلابِلُكم بأشعارها فتثير الشعور والمشاعر، وتهدر خطباؤُكم بشقاشقها، فتدكُّ الحصونَ والمعاقلَ، ويهز كتَّابكم أقلامها، فتصيب الكِلَى والمفاصل.

وحورب فيكم الإسلام حتى ظُنّ أن قد طُمست أمامكم معالمُه، وانتُزعت منكم عقائدُه ومكارمُه، فجئتم بعد قرن، ترفعون عَلَم التوحيد، وتنشرون من الإصلاح لواء التجديد، وتدعون إلى الإسلام، كما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم ، لا كما حرَّفه الجاهلون، وشوّهه الدّجّالون، ورضيه أعداؤه.

وحورب فيكم العلمُ حتى ظُن أن قد رضيتم بالجهالة، وأخلدتم للنذالة، ونسيتم كل علم إلا ما يَرْشَحُ به لكم، أو ما يمزج بما هو أضرُّ من الجهل عليكم، فجئتم بعد قرن ترفعون للعِلم بناءً شامخاً، وتشيِّدون له صرحاً سامقاً، فأسستم على قواعد الإسلام والعروبة والعلم والفضيلة جمعيتَكم هذه؛ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
وحوربت فيكم الفضيلة، فسِمْتُم الخسف، ودُيِّثتم بالصَّغار حتى ظُن أن قد زالت المروءة والنجدة، وفارقَتْكم العزّة والكرامة، فَرَئِمْتُم الضَيْم، ورضيتم الحَيْف، وأعطيتم بالمَقَادة، فجئتم بعد قرن تنفُضون غبار الذّل، وتُهَزْهِزون أسس الظلم، وتُهَمْهِمون هَمْهَمَة الكريم المحنَّق، وتُزَمْجِرون زمْجَرَة العزيز المهان، وتطالبون مطالبة من يعرف له حقًّا لا بدّ أن يعطاه أو يأخذه "[2]

و قال في كلمة تكتب بماء العيون لا بماء الذهب : " وبعدُ، فإننا اخترنا الخطة الدينية على غيرها، عن علم وبصيرة وتمسكاً بما هو مناسب لفطرتنا وتربيتنا من النصح والإرشاد، وبثّ الخير والثبات على وجه واحد والسير في خطّ مستقيم، وما كنّا لنجد هذا كله إلا فيما تفرَّغنا له من خدمة العلم والدين، وفي خدمتهما أعظم خدمة، وأنفعها للإنسانية عامة.
ولو أردنا أن ندخُل الميدان السياسي لدخلناه جهراً، ولضربنا فيه المثل بما عُرف عنا من ثباتنا وتضحياتنا، ولقُدنا الأمّة كلها للمطالبة بحقوقها، ولكان أسهل شيءٍ علينا أن نسير بها على ما نرسمه لها، وأن نَبْلغ من نفوسها إلى أقصى غايات التأثير عليها، فإن مما نعلمه، ولا يخفى على غيرنا أن القائد الذي يقول للأمّة:
إنّك مظلومة في حقوقك، وإنّني أريد إيصالكِ إليها ، يجد منها ما لا يجد من يقول لها: إنّك ضالة عن أصول دينك، وإنّني أريد هدايتَك ، فذلك تلبِّيه كلها، وهذا يقاومه معظمُها أو شطرُها.وهذا كله نعلمه، ولكنّنا اخترنا ما اخترنا لما ذكرنا وبيَّنا، وإنّنا ـ فيما اخترناه ـ بإذن الله لَمَاضون، وعليه متوكِّلون "[3]

نظرة الشيخ ابن باديس للإنتخابات و التحزب و آثارهما السيئة على الأمة :
قال رحمه الله عند زيارته مدينة أم البواقي:'' قد رأيت في عدة بلدان سوء أثر الإنتخابات بالفرقة التي تركتها بين المسلمين ، و لكن أقبح مظهر رايته منها هو مظهر هاته البلدة ، فهي على حزبين متعاديين متقاطعين ، و قد شملت هذه الفرقة طلبة العلم الذين ينتظر منهم إزالتها ، فكانوا من صلاتها ! و يقول هؤلاء الطلبة أنهم لو سعوا في الصلح و اظهروا تسامحا مع العدو لنبذهم قومهم و ربما آذوهم ، و هم لا يستطيعون تحمل الأذى في سبيل الله ''[4]



[1]:آثار الإمام ابن باديس (4/98).
[2]:البصائر (رقم83/ رجب ـ 1356هـ).
[3]:جريدة الصراط السَّوي (15/4) رمضان ـ 1352هـ.
[4]: انظر الآثار(2/302).
 
توقيع Skor m@k
جزاك الله خيرا و جعلها في ميزان حسناتك
بارك الله فيك و نفع بك
 
توقيع ضآحكة مستبشرة
السلام عليكم
وفيك بركة وجزاك الله خيرا ايضا
 
توقيع Skor m@k
لعرض هذا المحتوى، يتوجب عليك الموافقتك على تعيين ملفات تعريف الإرتباط (الكوكيز) للطرف الثالث. لمزيد من المعلومات، الرجاء زيارة صفحة ملفات تعريف الإرتباط.
 
توقيع Soumia hadj mohammed
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom