أوَّلُ شَوَاهِدِ السَّائِرِ إلى اللَّهِ والدَّارِ الآخِرَةِ /للامام ابن القيم رحمه الله

*حزن النبلاء*

:: عضو متألق ::
أوفياء اللمة
تعلقي بكلام ابن القيم يدفعني ان اشارككم ما استطيبه ،، فعفوا

« أوَّلُ شَوَاهِدِ السَّائِرِ إلى اللَّهِ والدَّارِ الآخِرَةِ :

أن يَقُوم بهِ شاهِدٌ مِنَ الدُّنيا وحَقارَتِها ، وقِلَّةِ وفائِها ، وكثرَةِ جَفائِها ، وخِسَّةِ شُرَكائِها ، وسُرعَةِ انقِضائِها ،

ويَرَى أهلَها وعُشَّاقَها صَرعَى حَولَها ،
قَد بَدَعَتْ بهم ، وعَذَّبَتهُم بأنوَاع العَذاب ، وأذاقَتهُم أمَرَّ الشَّرابِ ، أضحَكَتهُم قَليلًا ، وأبكَتهُم طَويلًا ،

سَقَتهُم كُؤُوسَ سُمِّهَا ، بَعدَ كُؤُوسِ خَمرِهَا ، فَسَكِرُوا بِحُبِّهَا ، ومَاتُوا بِهَجرِهَا.

فَإذا قامَ بِالعَبدِ هَذا الشَّاهِدُ مِنها :

تَرَحَّلَ قَلبُهُ عَنها ، وسافَرَ في طَلَبِ الدَّارِ الآخِرَةِ ،
وحِينَئِذٍ يَقومُ بِقَلبِهِ شَاهِدٌ مِنَ الآخِرَةِ ودَوامِها ،

وأنَّها هِيَ الحَيَوانُ حَقًّا ، فأهلُها لا يَرتَحِلُونَ مِنها ، ولا يَظْعَنُونَ عَنها ،

بَل هِيَ دارُ القَرارِ ، ومَحَطُّ الرِّجالِ ، ومُنْتَهَى السَّيْرِ ، وأنَّ الدُّنيا بالنِّسبَةِ إليها كَما قالَ النَّبِيُّ - ﷺ - :

"
مَا الدُّنيا في الآخِرَةِ إلا مِثلُ مَا يَجْعَلُ أحَدُكُم إصْبَعَهُ في اليَمِّ فَليَنْظُر بِمَا يَرْجِع ؟ ".

وقالَ بَعضُ التَّابِعين :
ما الدُّنيا في الآخِرَةِ إلا أقَلُّ مِن ذَرَّةٍ واحِدَةٍ في جِبالِ الدُّنيا ».
11419067_1611140752503673_571715534_n.webp

ابنُ القَيِّم - رَحِمَهُ اللَّه -.
[ مدَارِجُ السَالِكيْن || ٣ / ٢٣٥ ]
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom