التفاعل
16.5K
الجوائز
3.1K
- تاريخ التسجيل
- 9 جوان 2013
- المشاركات
- 7,462
- آخر نشاط
- الوظيفة
- دكتورة صيدلانية
- الحالة الإجتماعية
- عزباء
- العمر
- 25 إلى 30 سنة
- الجنس
- أنثى
- الأوسمة
- 24

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الآونة الأخيرة، لاحظ الكثيرون تغيّرًا كبيرًا في شكل الفراولة المتوفرة في الأسواق؛ حيث أصبحت بعض الحبات بحجم كف اليد تقريبًا، وهو حجم غير مألوف مقارنة بما اعتدنا عليه. ورغم أن شكلها قد يبدو جذّابًا، إلا أن مذاقها غالبًا ما يكون باهتًا أو حتى حامضًا، ما يدفعنا للتساؤل: ما الذي تغيّر؟

السبب في هذا التغيّر يعود في الغالب إلى الاستخدام المكثف للأسمدة الكيميائية من قبل بعض الفلاحين. هذه الأسمدة تُسرّع دورة نمو النبات، فتجعل ثمرة الفراولة التي تحتاج عادةً من 4 إلى 6 أسابيع لتنضج، تنمو في وقت أقصر بكثير. كما أن لها تأثيرا خطيرا على صحتنا حيث أنها مواد مسرطنة وتخل بالتوازن الهرموني.
كما أن تسريع النمو له ثمن آخر. فعندما لا تأخذ النبتة وقتها الكافي، لا تستطيع تحويل كمية كافية من الأحماض العضوية إلى سكّريات، ما يجعل طعم الفراولة أقل حلاوة أو حتى خاليًا من المذاق تمامًا. كما أن المركّبات الطيّارة التي تمنح الفراولة رائحتها ومذاقها المميز، لا تتكوّن بالشكل الطبيعي. هذا بالإضافة إلى النقص في الفيتامينات والمعادن التي تحتاج إلى وقت لتتركّز داخل الثمرة.
والنتيجة؟ ثمرة تبدو مثالية من الخارج، لكنها تفتقر إلى الطعم والفائدة الغذائية. لقد غيّرت الزراعة الصناعية علاقتنا بالغذاء، خصوصًا عندما أصبحنا نستهلك الفواكه والخضروات خارج مواسمها الطبيعية. فمن المهم أن نتساءل لا فقط عن شكل ما نأكله، بل عن جودته وقيمته، لأن الغذاء الحقيقي لا يُقاس بالحجم، بل بما يقدّمه لأجسامنا من نفع.
ما الحل؟

الحل ليس سحريًا، لكنه ممكن. أولًا، علينا أن نعود لاستهلاك الفواكه في مواسمها الطبيعية، فمثلًا الفراولة يكون طعمها أطيب وأغنى في فصل الربيع، لا عندما تُجبر على النمو خارج وقتها.
ثانيًا، من الأفضل أن نختار المنتجات الطبيعية أو العضوية، حتى وإن لم يكن شكلها مثاليًا، فهي غالبًا أكثر فائدة وأطيب نكهة.
ثالثًا، من المهم أن ندعم الفلاحين الذين يزرعون بضمير ويحترمون الأرض والنبات، وذلك بشراء منتجاتهم وتشجيعهم على الاستمرار.
رابعًا، لا يجب أن نحكم على الفاكهة من شكلها فقط. ليس كل ما يبدو كبيرًا ولامعًا يكون لذيذًا أو مفيدًا. علينا أن نثق أكثر في ذوقنا وخبرتنا.
وأخيرًا، حين يزيد وعي المستهلك، يصبح هناك ضغط إيجابي يدفع الفلاحين والجهات المسؤولة إلى تقليل استخدام المواد الكيميائية والعودة إلى الزراعة السليمة.
دمتم في رعاية الله وحفظه ^^