التفاعل
10.9K
الجوائز
1.5K
- تاريخ التسجيل
- 5 جانفي 2017
- المشاركات
- 4,356
- آخر نشاط
- الوظيفة
- مزال ما كتبهاش ربي
- الجنس
- أنثى
- الأوسمة
- 26

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من
"قلم لم يعد يكتب"
إلى
"نعم هكذا هي الحياة .."
رحلتي هنا في هذا العالم الافتراضي مجرد كلمات لها أرقام تحتسب , نعود و الألم يتحكم في أحاسيسنا , نفقد شخصياتنا , نعود لكي نخلد ذكرى من قد أحببناهم و لا زلنا على ذلك العهد لم نتغير ..
و
رحلتي في الواقع خذلان و فقدان القدرة على المواجهة , ها نحن يا أخي نستمع لأحاسيسنا من خلال حريتك المسلوبة و كلانا يكتب على الورق حتى لا يمسكنا أحد , و ندعي أننا لا نهتم ببعضنا البعض و لكن كل شيء كذبة أخرى .. سنعيشها لأجل أن يهدأ الالم الذي داخلنا , و لكنني في نفس اللحظة اعيش مع خيالي عتابا لك , أنتظرك كل يوم و لكن حبي لي لا يقتل اللوم و صوت العتاب ..
رحلتي في الواقع قبل أن أكتب لك رسالة , كلها لحظات أكذب فيها على أمي وعائلتي لكي أحمل وثائقا لا معنى لها إذا لم تكن لك أكتافك تحمل نجمة وزير , أو يكون لديك أموال لا تستطيع حملها في حقيبتك . نعم هكذا تتكلم الحياة , و إن كنت تعرف كل هذا فإنك لا تعلم شيئا عن محاولاتي التي جلبت بها لنفسي الغباء و النصب من الثعالب التي في الخارج ,
أتدري نظرة القاضي لبطاقة هويتي كيف كانت ..؟ كأنه فتح لي ذلك الباب لأجل أن يقول لي : "لا داعي للعودة مجددا .. وانظري حولك الجميع يأتي لفائدة أن يدفع لأجل حرية من يحبه .."
رحلتي بين من يريد ان يستمع لقصة وجودي في هذا المكان , و لكن لا أحد يقدم مساعدة لك , نعم إنها الحياة يا ناس يريدونك ان تكون "رخيصا تقدم نفسك لغريزتهم الحيوانية .. " ., لكنني يا ناس قبل أن ينفجر غضبي على هؤلاء قد عشت و سمعت منهم قصص دين و حياء و قضية شرف و اخلاق , من أين يخرج لي هؤلاء البشر ..؟
نعم إنها الحياة يا ناس .. ارتدي ما شئت من ثياب , كن كما شئت , في مثل هذه المواقف انت مجرد عملة ترخص و فقط , تحدث مع من أردت كن مواطنا صالحا و اصرخ كما يصرخ أهل غزة لن تحرك الضمائر ..
لقد وقع القلم مني يا خي , لقد ضاع مني الأمل , خسرت بعضا من الدنانير كانت في حقيبتي , كنت احسب أن الحلول موجودة عندما أقف بلا خوف و بكل جرأة , كنت احسب أنها قواعد الحياة الحقيرة التي قالت يوما : "المرأة" , لكنها لا تنال شيئا بكرامتها بل لكل شيء ثمن لم نكن نعلمه , لقد ساوموها و هي في العشرين و في الثلاثون من عمرها و حتى في الخمسون أرادوا منها مقابلا . فادفعي بالتي هي معروفة أو لا توجد منحة لهذا ..
شكرا لكم جميعا لأنكم جعلتم منا غرضا عابرا لا حبا صادقا , شكرا لأنكم وضعتم وعودا لحمايتنا لكنها كلها كاذبة و صدقتها العقول التي دائما تهين كرامتنا . .
ها نحن يا أخي نكتب و لا نصدق أننا فعلا نحب بعضنا البعض , فلماذا كنا نفشل في أن نعبر عن مشاعرنا قبل أن تبعدنا الحياة عن بعض ..؟ فنشتاق لأن نستطيع البوح بكل مشاعرنا بكل وضوح , و ينتهي الأمر بأن نحمي بعضنا البعض وقت الحاجة فلا نخاف عندما يحاصرنا العالم بأكمله , لكن اين نحن من هذا , فنحن لا نتعلم ,, ؟
اكتب يا قلمي فدمعي سقيت به قبر أخي رحمه الله , ذلك المكان الذي لا افقد أثره أبدا , و بكيت عتابا لمن جعلني أفقد نفسي فلا أجد ملجأ غيرك يا من رحل عن الحياة و لم يرحل عن قلبي , بكيت فقلت لربما يسمعني و أنا ألمس ترابه الذي تفوح منه رائحة يده التي أمسكني بها لاخر مرة , و كانت اخر مرة أمسكه فيها , ليتني أطلت ذلك .. يا ليتني ..
شكوتك بعد الله , عن أمي التي لم يعد حضنها دافئا , تركتني في لحظاتي ضعفي , تعاتبني و تجرحني , هكذا تفعل بي , تذهب عند والدنا الذي أفعل لأجله كل شيئ , أتخلى عن نفسي ولا أتخلى عنه , فتخبره بأنني سيئة لأنني عبرت عن ألمي كإنسان له الحق في أن يتألم و ان يبكي , لقد أصبح البكاء هنا صعبا , فتركت خلفي كل فتاوي علماء الدين و جئت لقبرك باكية بائسة , أنفجر هنا غضبا و لوما و اترك دموعي تحدثك كيفما تشاء , لا مكان لي , لا أحد يسمعني , الجميع يحتقر ألمي و يرى دموعي لا معنى لها , فأين بي بهذا القلب المنكسر ..؟
إن كنت تسمعني فإنني أعتذر منك لأنني أخبرك أننا لم نعد عائلة , و أنني جئت عندك لأخبرك أنني أصبح قاسية شيئا فشيئا , و أنني أتخلى عن وعودي لك , فسامحني لأنني أهرب , سامحني لأنني لا أستطيع أن أكون ما أردته ..
سامحني يا خويا ...
Tama Aliche
الصحافية الساخرة