التفاعل
35.4K
الجوائز
5.2K
- تاريخ التسجيل
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 28,086
- الحلول المقدمة
- 1
- آخر نشاط
- الجنس
- ذكر
1
- الأوسمة
- 54
احتراق الروح وصناعة الأمل
في محراب الكتابة، يولد الكاتبُ بين صرخة المعنى ووجع الصمت، لا يعرف سكونًا ولا يذوق استقرارًا. إنّها رحلته الأبدية؛ قبسٌ من نورٍ وذَرّةُ رمادٍ من نار، يتأرجح وجوده على حافة الضوء والظلال، بين وهج الحضور ونشوة الكلمة، وظلمة الغياب وعجز الحرف عن التعبير. هو المسافر الذي عانقَ الحرف ليغفر للعالم خطاياه، وارتضى أن يحترق ليضيءَ للآخرين الطريق.
هو العابرُ بين ممكنٍ ومحال، وعينه في الأفق وقلبه حافيٌ على الشوك، بحثًا عن سماءٍ تليق بأحلامه وكلمة صدقٍ لم تُدنّسها خناجر الخيانة. يكتب ليُبرّئ نفسه من ثِقل الكتمان، وليتطهر بالبوح، فالحرف عنده صلاةٌ صامتةٌ تُؤدَّى على محراب الوعي.
حياة الكاتب معركة نبيلة، سلاحها الفكر، وميادينها الورق. مركبه فضاء الفكرة الرحب، ووطنه الكلمة، ومركبه الحلم.
ليس القلم أداةً من حبرٍ وخشب، بل روحًا تسكنه ولسانًا للضمير حين ينعقد الكلام. إنه الرفيق الأمين الذي يختزن ضمير الوعي، فيشقّ عتمة الجهل ويزرع بذور الحقيقة. هو السيفُ الهادئ الذي لا يريق دمًا، بل يوقظ العقول ويفتح نوافذ البصيرة.
الأسود لونُه، لأنّه يرى فيه سرّ العمق، واحتواءَ النور في رحم الظلام. والأوراق البيضاء هي أرضُه الطاهرة، يدوّن عليها معاركه الداخلية، وينقش فيها خلاصاته كمن يكتب وصيته للدهر.
كل ما يخطّه ليس زينةً لغوية، بل نبض حيّ وشظايا من ذاته. يكتب ليُطهّر نفسه أولاً، ثم ليُضيء بقايا النور في الآخرين. كلماته تُضمّد الجراح، وتُحوّل الألم إلى معرفة، واليأس إلى طريق جديد، مُهديًا للعالم من وجعه دواءً ومن حزنه رجاءً.
حين يكتمل الدوران، ينسحب الكاتب إلى وحدته وعزلته، حيث السكون ملاذ والصمت صديق وفيّ. هناك، في عزلةٍ تشبه الاحتراق، تُشعل في داخله نيران الخلق. تتلظّى نفسه بين الورق، وتذوب حروفه كما تذوب الشمعة لتمنح الآخرين ضوءها، خالطًا الحبر بالدمع والألم بالحلم، حتى تصير كلماته مرآةً لروحه المنهكة.
من رمادِ هذا الاحتراق، ينهض النور. وحين تكتمل الجملة، يولد الأمل من بين الرماد، فيتحوّل احتراقه إلى إشراق وعزلته إلى عطية. كأنّ الكاتب يُقدّم نفسه قربانًا للجمال، ليبقى ما يكتبه للآخرين وعدًا بأنّ الألم يمكن أن يتحوّل إلى ضوء، وأنّ الكتابة هي أبهى أشكال المقاومة ضد العدم.
هكذا يظلّ الكاتب نبيَّ كلمته، يحملُ مشعلَه في ليلٍ طويل، يسعى لأن يترك في دروب الآخرين أثرَ ضوءٍ صغير، مذكّرًا بأنّ الكتابة ليست مهنةً، بل قدرٌ مقدّس، واحتراقٌ جميل لا يُطفئه إلّا الخلود.
في محراب الكتابة، يولد الكاتبُ بين صرخة المعنى ووجع الصمت، لا يعرف سكونًا ولا يذوق استقرارًا. إنّها رحلته الأبدية؛ قبسٌ من نورٍ وذَرّةُ رمادٍ من نار، يتأرجح وجوده على حافة الضوء والظلال، بين وهج الحضور ونشوة الكلمة، وظلمة الغياب وعجز الحرف عن التعبير. هو المسافر الذي عانقَ الحرف ليغفر للعالم خطاياه، وارتضى أن يحترق ليضيءَ للآخرين الطريق.
هو العابرُ بين ممكنٍ ومحال، وعينه في الأفق وقلبه حافيٌ على الشوك، بحثًا عن سماءٍ تليق بأحلامه وكلمة صدقٍ لم تُدنّسها خناجر الخيانة. يكتب ليُبرّئ نفسه من ثِقل الكتمان، وليتطهر بالبوح، فالحرف عنده صلاةٌ صامتةٌ تُؤدَّى على محراب الوعي.
حياة الكاتب معركة نبيلة، سلاحها الفكر، وميادينها الورق. مركبه فضاء الفكرة الرحب، ووطنه الكلمة، ومركبه الحلم.
ليس القلم أداةً من حبرٍ وخشب، بل روحًا تسكنه ولسانًا للضمير حين ينعقد الكلام. إنه الرفيق الأمين الذي يختزن ضمير الوعي، فيشقّ عتمة الجهل ويزرع بذور الحقيقة. هو السيفُ الهادئ الذي لا يريق دمًا، بل يوقظ العقول ويفتح نوافذ البصيرة.
الأسود لونُه، لأنّه يرى فيه سرّ العمق، واحتواءَ النور في رحم الظلام. والأوراق البيضاء هي أرضُه الطاهرة، يدوّن عليها معاركه الداخلية، وينقش فيها خلاصاته كمن يكتب وصيته للدهر.
كل ما يخطّه ليس زينةً لغوية، بل نبض حيّ وشظايا من ذاته. يكتب ليُطهّر نفسه أولاً، ثم ليُضيء بقايا النور في الآخرين. كلماته تُضمّد الجراح، وتُحوّل الألم إلى معرفة، واليأس إلى طريق جديد، مُهديًا للعالم من وجعه دواءً ومن حزنه رجاءً.
حين يكتمل الدوران، ينسحب الكاتب إلى وحدته وعزلته، حيث السكون ملاذ والصمت صديق وفيّ. هناك، في عزلةٍ تشبه الاحتراق، تُشعل في داخله نيران الخلق. تتلظّى نفسه بين الورق، وتذوب حروفه كما تذوب الشمعة لتمنح الآخرين ضوءها، خالطًا الحبر بالدمع والألم بالحلم، حتى تصير كلماته مرآةً لروحه المنهكة.
من رمادِ هذا الاحتراق، ينهض النور. وحين تكتمل الجملة، يولد الأمل من بين الرماد، فيتحوّل احتراقه إلى إشراق وعزلته إلى عطية. كأنّ الكاتب يُقدّم نفسه قربانًا للجمال، ليبقى ما يكتبه للآخرين وعدًا بأنّ الألم يمكن أن يتحوّل إلى ضوء، وأنّ الكتابة هي أبهى أشكال المقاومة ضد العدم.
هكذا يظلّ الكاتب نبيَّ كلمته، يحملُ مشعلَه في ليلٍ طويل، يسعى لأن يترك في دروب الآخرين أثرَ ضوءٍ صغير، مذكّرًا بأنّ الكتابة ليست مهنةً، بل قدرٌ مقدّس، واحتراقٌ جميل لا يُطفئه إلّا الخلود.