التفاعل
3.1K
الجوائز
193
- تاريخ التسجيل
- 19 سبتمبر 2021
- المشاركات
- 897
- آخر نشاط
- الوظيفة
- طبيبة
- الجنس
- أنثى
- الأوسمة
- 7
من قسنطينة… اللؤلؤة المفقودة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
طابَت أوقاتكم، وتفتّحت قلوبكم للبوح.
هذه ليست حكاية عابرة،
بل أثرٌ قديم قرّر أن ينهض من ذاكرةٍ بعيدة،
ليقصّ عليكم سبب تعلّقي بهذا المكان،
وسرّ أوّل خيطٍ شدّني إلى اللمة دون أن أدري.
أعيروني قلوبكم لحظات…
فالقصص التي تُروى بالقلب، لا تُفهم إلا به.
قبل أعوامٍ طويلة، ربما أكثر من عشر سنوات،
كنتُ تلميذةً صغيرة في المرحلة المتوسطة،
أحمل في حقيبتي كتبًا أكثر مما أحتمل،
وأحمل في قلبي شغفًا لا يعرف الاكتفاء.
كنت أقرأ كل ما تقع عليه يدي:
روايات، خواطر، مجلات…
كأنني أبحث عن نفسي بين السطور.
إلى أن جاء يوم…
وكان ديسمبر كعادته،
باردًا في الطقس، دافئًا في الذكريات.
في مساءٍ شتويّ، أمسكت هاتفي أبحث عن شيءٍ ألوذ به من برد الأيام،
عن كلماتٍ تشبه المدفأة،
تقرّب القلب من نفسه.
وهناك…
وقعت عيني على عنوانٍ بسيط،
لكنه طرق روحي طرقًا خفيفًا عميقًا:
"أنثى تحمل قلب طفلة".
كان منشورًا في منتدى اللمة الجزائرية.
دخلت، وبدأت أقرأ…
لا بعيني فقط،
بل بكل ما فيّ من دهشة.
أسلوبٌ هادئ، بسيط،
لكنه كان يشبهني.
كلماتٌ لا تصرخ،
لكنها تصل.
عشت مع مريم سطرًا سطرًا،
ضحكت حين ضحكت،
وبكيت دون أن أدري متى بدأت دموعي.
كانت تكتب ما لم أستطع يومًا قوله،
وتنطق بأشياءٍ كانت تسكنني في صمت.
أنهيت المدونة ذات الستة والعشرين صفحة،
ثم عدت إليها…
ومرة أخرى…
حتى صارت بعض جُملها تسكن ذاكرتي.
بعدها، دخلت إلى حسابها:
@لؤلؤة قسنطينة .
فوجدت روحًا هادئة،
عقلًا ناضجًا سابقًا لعمره،
وخلقًا ينساب بين الكلمات دون ادّعاء.
ثم… انقطعت.
غابت فجأة،
كأن الضوء أُطفئ دون إنذار.
بحثت عنها،
لا لأنني أعرفها،
بل لأن بعض الأرواح تُعرف دون لقاء.
ولم أجد سوى دعواتٍ كانت تكتبها لأمها المريضة الصابرة،
ففهمت أن الغياب أحيانًا
ليس هروبًا…
بل انشغالٌ بالألم.
قلت يومها:
لماذا لا أسجّل في المنتدى؟
لعلّني أجد خبرًا،
أثرًا،
طمأنينةً صغيرة.
وكنت أعلم أنها صديقة لـ @ليليا مرام و @سكون الفجر .
حين سجّلت سنة 2021،
لم أكن أبحث عن مشاركة،
ولا عن حضور،
كنت أبحث عن مريم فقط.
وحين لم أجدها،
انسحبتُ كما جئت،
لكن طيف كلماتها ظلّ يرافقني.
ثم عاد الحنين…
ذلك الحنين الذي لا يُستأذن.
عدت أطرق أبواب المنتدى من جديد،
لا بحثًا عن اللؤلؤة فقط،
بل لأن بعض الأماكن
تصبح جزءًا من الحكاية.
ربما غابت لؤلؤة قسنطينة،
لكن اللؤلؤ لا يضيع…
هو فقط يختبئ في الأعماق،
منتظرًا من يؤمن بقيمته.
وها أنا هنا،
أكتب لا لأجد جوابًا،
بل لأقول:
إن بعض الكلمات تُنقذنا دون أن تعلم،
وإن بعض الغياب
يترك حضورًا لا يُمحى.
شكرًا لكل من مرّ من هنا بقلبه،
وشكرًا للّمة…
لأنها كانت يومًا
جسرًا بين طفلةٍ تقرأ،
وإنسانةٍ تكتب الآن.
آخر تعديل: