التفاعل
24
الجوائز
1.2K
- تاريخ التسجيل
- 2 أفريل 2007
- المشاركات
- 7,106
- آخر نشاط

[font=arial (arabic)]تنبثق الأرض من الأرض كرها وقسرا ثم تسير الأرض فوق الأرض تيها وكبرا.. وتقيم الأرض من الأرض القصور والبروج والهياكل, وتنشيء الأرض في الأرض الأساطير والتعاليم والشرائع, ثم تمل الأرض أعمال الأرض فتنسج من هالات الأرض الأشباح والأوهام والأحلام, ثم يراود النعاس الأرض فتنام نوما هادئا عميقا أبديا, ثم تنادي الأرض قائلة للأرض أنا الرحم.. أنا الميلاد والقبر وسأبقي رحما وقبرا حتي تضمحل الكواكب وتتحول الشمس إلي رماد.
كثيرا ما تأملت هذه الكلمات لجبران خليل جبران, وكثيرا ما أحسست أمامها بتتابع الصور ودورة الحياة, والحق أن الحياة سر عجيب, وكلما تأمل الإنسان هذا السر وحدق في وجهه زاد السر احتجابا عن العقل, والعقل قارب للنجاة في محيط الحياة ولكنه ليس أداة لكشف أسرار الحياة.
إن العقل مسئول عن كل اكتشافات الإنسان, وهو مسئول عن معرفة القوانين التي تحكم الحياة, ولكن هذه القوانين شئ وسر الحياة ذاتها شيء آخر.
وتشبه الحياة قطعة من الألماس لها آلاف الأوجه, وكل وجه منها يعكس لونا يختلف عن اللون الذي يعكسه الوجه الآخر.. إن عالم الطبيعة مثلا لا يري من الحياة إلا قوانين الطبيعة, وعالم الكيمياء لا يهتم إلا بتركيب المواد وتفاعلها حين تلتقي, والفلاح لا يعنيه من الحياة إلا أن تصح الأرض وتنضج البذور تحت الشمس, والموسيقي لا ينصت إلا للنغم المتصاعد من الكون الداخلي في مشاعره, وكل واحد فيهم يري الحياة من جانب ويتعامل معها من نفس الجانب.
وليس هناك جانب صحيح وجانب خطأ.. كل ألوان الألماسة صحيحة, وليس هناك لون أفضل من لون, بل إن الألماسة تزداد قيمة كلما تباينت وتناقضت ألوان الأسطح المختلفة فيها, ولكن قلب الألماسة ذاته سر يمتنع علي الناظر.. سر أصله التراب, وأعجب ما في الحياة هو الإنسان. أفليس هو الرحلة من التراب إلي الله.. أليست هذه عظمته الإنسانية وضعفه في الوقت ذاته؟!
[/font]
كثيرا ما تأملت هذه الكلمات لجبران خليل جبران, وكثيرا ما أحسست أمامها بتتابع الصور ودورة الحياة, والحق أن الحياة سر عجيب, وكلما تأمل الإنسان هذا السر وحدق في وجهه زاد السر احتجابا عن العقل, والعقل قارب للنجاة في محيط الحياة ولكنه ليس أداة لكشف أسرار الحياة.
إن العقل مسئول عن كل اكتشافات الإنسان, وهو مسئول عن معرفة القوانين التي تحكم الحياة, ولكن هذه القوانين شئ وسر الحياة ذاتها شيء آخر.
وتشبه الحياة قطعة من الألماس لها آلاف الأوجه, وكل وجه منها يعكس لونا يختلف عن اللون الذي يعكسه الوجه الآخر.. إن عالم الطبيعة مثلا لا يري من الحياة إلا قوانين الطبيعة, وعالم الكيمياء لا يهتم إلا بتركيب المواد وتفاعلها حين تلتقي, والفلاح لا يعنيه من الحياة إلا أن تصح الأرض وتنضج البذور تحت الشمس, والموسيقي لا ينصت إلا للنغم المتصاعد من الكون الداخلي في مشاعره, وكل واحد فيهم يري الحياة من جانب ويتعامل معها من نفس الجانب.
وليس هناك جانب صحيح وجانب خطأ.. كل ألوان الألماسة صحيحة, وليس هناك لون أفضل من لون, بل إن الألماسة تزداد قيمة كلما تباينت وتناقضت ألوان الأسطح المختلفة فيها, ولكن قلب الألماسة ذاته سر يمتنع علي الناظر.. سر أصله التراب, وأعجب ما في الحياة هو الإنسان. أفليس هو الرحلة من التراب إلي الله.. أليست هذه عظمته الإنسانية وضعفه في الوقت ذاته؟!
[/font]