مساعده

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

مروة

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
15 سبتمبر 2007
المشاركات
5,266
نقاط التفاعل
3
النقاط
317
الموضوع : كتابه خطبة
كلفت في مناسبه بالقاء خطبة على حشد من الناس اختر موضوعا تربويا ثم اكتب فيه خطبة مؤثرة
انا محتاجه ليه في اقرب وقت
وشكرا مقدما
 

تفضلي أختي مروة بعض من النماذج
ان شاء الله تفيدكـ .......




السلام عليكم
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .....وبعد:

مدير/ة مدرستنا "هنا ضعي اسم مدرستكم"
أمهاتي المدرسات
أهالي الطالبات،
أيها الحفل الكريم،

في مثل هذا الشهر من كل عام يقام احتفال للمتخرجين الجدد من هذه المدرسه (كما يمكنك وضع اسم مدرستك هنا ايضاً)،
وفي مثل كل احتفال تستمعون الى خطاب التخرج،
وفي كل خطاب لا بد طبعاً، وقبل كل شيء من تقديم التهاني للطالبات النجباء بنجاحهن،
والتهاني للأهل لما بذلوه من تضحيات ليؤمنوا العلم والمعرفة لبناتهم.
والتهاني للمدرسة التي سهرت على توفير التربية الصالحة لمن وضعوا الثقة بها واختاروها لتنشئة أجيالهم المتلاحقة.
كما لا بد من التذكير بمجموعة من النصائح والارشادات التي يَجْمُلُ ان تتسلّح بها الطالبة وهي تستعد للاطلالة على مرحلة جديدة من حياتها.
وأيّ ضير في التأكيد المستمر على القيم والفضائل وعلى ثوابت الحق والخير!!!
فمن هذا المنطلق أقول لأخواتي الطالبات:
كونوا بارّين باهلكم وأوفياء لمدرستكم وصالحات في مجتمعكن ومميزات في وطنكن،
اخترن المهنة التي تحبونها والتي بنفس الوقت تؤمن لكن مجال العمل بكرامة واكتفاء،
تسلحن بالقيم والمثل العليا ولا تحدن عن الصراط المستقيم،
تعلقوا بكل ما هو حق وعدل وخير،
تطلعوا الى الجودة والنوعية لا الى العدد والكمية،
ركزوا على العمق والارتفاع لا على السطحية والاستسهال،
لا ترضوا بما هو عادي ورتيب ومبتذل، بل تسلحوا بالطموح والنظر الى الأعالي،
ولتكن أهدافكم كبيرة وغاياتكم نبيلة ووسائلكم شريفة،
كونوا أحراراً، واحترموا حرية السوى، واعترفن بحق الآخر بان يكون له رأي مغاير لرأيكن،

فيا أيها الأعزاء،
كم هي أحلامكم كبيرة وكم هي متنوعة طموحاتكم،
وأعرف ان بينكم من يتوق للانخراط ذات يوم في الشأن العام،
والانسان الناجح في الحياة هو الذي يعرف ان يحدد الهدف ويعرف بنفس الوقت ان يختار السبيل الى تحقيقه،
لتكن الغاية ساميةً والوسيلة كذلك،
لا تتنازلوا عن مبادئكم وقناعاتكم من أجل تحقيق مصالح ذاتية والاّ كنتم وصوليين.
اقرنوا القول بالفعل والوعد بالتنفيذ،
ليكن ايمانكم بربكم عظيماً وايمانكم بوطنكم عميقاً وثقتكم بأنفسكم راسخة،
هنيئاً لمدرستكم وعائلتكم ولكم تحيتي ومحبتي وأجمل تمنياتي لمستقبل زاهر ومشرق.

مديرنا أو مديرتنا الغاليه...
مدرساتنا البجلاء...
أفراد اسرنا الأعزاء...

لقد ضحيتم بالكثير من أجل أن نصل إلى هذا اليوم , نجاحنا نجاح لكم ، وتكريمنا تكريماً لجهودكم.
لقد منحتونا القدرة للتحدي، والشجاعة للتفوق.
لقد كنتم دائماً وأبداً حاضرون لأجلنا؛ أعطيتمونا الإيمان واليقين في لحظات ضعفنا وشكنا بأنفسنا.
لأجل كل هذا نحن ، خريجوا دفعه (مثلاً 1428هـ) نشكركم من أعماق القلب والروح.

 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله القائل"وان ليس للانسان الا ماسعى" الذي جعل الاعمال بخواتيمها..والصلاة والسلام على من لانبي بعده..

ايتها المتسابقات لحفظ القران..الحافظات لكتاب الفرقان..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. اما بعد..

قال تعالى"كتب انزلنه اليك مبرك ليذكروا ءاياته ويتذكر اولوا الالبب"
سؤال يوجه اليكم..ماهو فضل القرا؟وماهو جزاء حافظ القران؟

ففضل القران ..عصمة لكل مسلم..وبه نجاحه وفلاحه..وقيام دينه ودنياه..وسعادته في اولاه واخراه..
وكل حرف بقراءته يضاعف من حسنه لعشر حسنات..
وقيل فيه..

ان هذا القران مفتاح القلوب..
وربيع النفس مصفاة الذنوب..
وبه بان الطريق لمن يتوب..
منجيا يوم القيامة فاحفظوه..

وحافظه يلبس والديه تاج الكرامة..ويحشر مع السفرة الكرام البررة..ويقال له "اقرا وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فان منزلتك عند اخر اية تقراها"
وقيل فيه..

وحافظ القران جزاءه عظيم..
يحشر مع السفرة البررة الكرام..
ويلبس والديه بامر من الكريم..
تاجا يرفعهن لاعلى المقام..
فتعلموا من ذو القلب السليم..
من الرسول محمد خير الانام..

الا يكفيكم هذا الجزاء العظيم؟! والفضل الكريم؟! فقد امرنا الله بقراءة القران وتدبره..فالاجدر علينا طاعة الله وحفظه..

انتن ايتها الفتيات..
انه الان يضرب بكم المثل الاعلى ..والقدوة الكبرى..لفتيات لايعين في دينهن شيئا سوى اعمال لاتضر ولاتنفع..ولاتقل ولاترفع.. فالواجب عليكن توعيتهن وايقاظ من في غفلتهن..

نعود للحث الان..

في هذا الحفل الكريم سيتم تكريم الطالبات المتميزات الحافظات المتفوات المعينات على حفظ كتاب الله وترتيله..فهنيئا لكن على قدرتكن لحفظ القران..وتميزكن ليشار اليكن بالبنان..

واخيرا..

رفعكن الله درجة علاوة على درجاتكم.. وجعل ذلك في موازين حسناتكم..
واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين..والصلاة والسلام على رسول الله الامين
 
لدي بعض الخطب أختي مروة وهذه احداها.بسم الله الرحمن الرحيم نمَاذِجُ مِنَ التربيـَةِ الـنـَّبَوِيـَّةِ الحَمْدُ للهِ الذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالحَقِّ رَسُولاً، وأَرْسَلَهُ إِلَى الفَضِيلَةِ دَاعِياً ودَلِيلاً، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، إِمَامُ الأَنْبِيَاءِ والمُرْسَلِينَ، وقُدْوَةُ المُرشِدِينَ والمُرَبِّينَ، -صلى الله عليه وسلم- وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الذِينَ أَتْقَنُوا عَلَى يَدَيْهِ فَنَّ التَّرْبِيَةِ، وعَرَفُوا بِالقُرآنِ مَعنَى التَّزكِيَةِ، صَلاَةً وَسَلاَماً دَائمَيْنِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبادَ اللهِ : إِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وخَيْرَ الهَدْيِ هَدْيُ نَبِيِّهِ ومُصطَفَاهُ، فَاتَّقُوا اللهَ -رَحِمَنِي اللهُ وإِيَّاكُم-، فَفِي التَّقوَى صَلاَحُ دِينِكِمْ ودُنْيَاكُم، ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً))(1)، وتَفَيَّؤُوا -مَعَاشِرَ المُسلِمينَ، وجُمُوعَ الآبَاءِ والمُربِّينَ- ظِلاَلَ المَدْرَسِةِ النَّبَوِيَّةِ، -عَلَى صَاحِبِها أَفْضَلُ صَلاَةٍ وأَزكَى تَحِيَّةٍ- فَهِيَ مَدْرَسةُ الأَخْلاَقِ والفَضَائِلِ، وتَربِيَةُ المَحامِدِ والشَّمَائلِ، حَيْثُ المَنْهَجُ الرَّائعُ البَدِيعُ، وأُسلُوبُ التَّرقِيَةِ الرَّاقِي الرَّفِيعُ، فَقَدْ كَانَ -صلى الله عليه وسلم- خَيْرَ مُرَبٍّ وأَفْضَلَ مُرْشِدٍ، أَتْقَنَ فِي تَربِيَتِهِ العَمَلَ والخِطَابَ، وفَتَحَ لِطُلاَّبِ القِمَمِ كُلَّ مَسْلَكٍ وبَابٍ، والمُتَتَبِّعُ لِمَنْهَجِهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي التَّربِيَةِ يَجِدُ أَنَّهُ اهتَمَّ بِبِنَاءِ الأَجْسَامِ وتَربِيَتِها، وبِصَقْلِ الأَذْهَانِ وتَنْمِيَتِها، فَقَدِ اهتَمَّ اهتِماماً عَالِياً بِالتَّربِيَةِ الجَسَدِيَّةِ، وأَرشَدَ إِرشَاداً وَاضِحاً إِلَى العِنَايَةِ بِاللِّيَاقَةِ البَدَنِيَّةِ، فَوَجَّهَ أَتْبَاعَهُ إِلَى الغِذَاءِ الصِّحِّيِّ المُفِيدِ، وَفْقَ مَنْهَجٍ وَسَطٍ سَدِيدٍ، فَنَهاهُمْ عَنِ الأَطْعِمَةِ الضَّارَّةِ، وأَمَرَهُمْ بِالاعتِدَالِ فِي تَنَاولِ الأَغْذِيَةِ النَّافِعَةِ السَّارَّةِ، قَالَ تَعالَى فِي وَصفِهِ: ((الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))(2)، وَعَنْهُ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ: ((مَا مَلأَ ابنُ آدَمَ وِعَاءً شَرَّاً مِنْ بَطْنِهِ، بِحَسْبِ ابنِ آدَمَ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ فَاعِلاً لاَ مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وثُلُثٌ لِنَفَسِهِ))، وهُوَ مِصْدَاقٌ لِقَولِ اللهِ تَبَارَكَ وتَعَالَى: ((يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ))(3)، بَلْ إِنَّ المُتَتَبِّعَ لِسُنَّةِ الرَّسُولِ -صلى الله عليه وسلم- يَجِدُ إِرشَادَاتٍ دَقِيقَةً فِي عَمَلِيَّةِ التَّغْذِيَةِ، بَهَرَتِ العِلْمَ الحَدِيثَ بِنَتَائِجِها، وأَوصَى بِهَا الأَطِبَّاءُ لِعظَمِ فَوائِدِها. أيُّهَا المُسلِمُونَ : إِنَّ قُوَّةَ الجَسَدِ هَدَفٌ مِنْ أَهدَافِ التَّربِيَةِ فِي الإِسلاَمِ، لِذَا جَاءَتْ نُصُوصُهُ حَاثَّةً عَلَى كُلِّ مَا يُسَاعِدُ عَلَى القُوَّةِ الجَسَدِيَّةِ، ويَصقُلُ الطَّاقَةَ البَدَنِيَّةَ، فَقَدْ جَعَلَها القُرآنُ رَدِيفَةً فِي المَدْحِ لِلْمَلَكَةِ العِلْمِيَّةِ، قَالَ تَعالَى فِي شَأْنِ طَالُوتَ الذِي اختَارَهُ مَلِكاً عَلَى قَوْمِهِ: ((قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ))(4)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((المُؤمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وأَحَبُّ إِلَى اللهِ تَعالَى مِنَ المُؤمِنِ الضَّعِيفِ، وفِي كُلٍّ خَيْرٌ، اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ واستَعِنْ باِللهِ ولاَ تَعْجِزْ))، وَكَانَ مِنْ هَدْيِهِ -صلى الله عليه وسلم- حَثُّ أُمَّتِهِ عَلَى النَّافِعِ مِنَ الأَلْعَابِ، فَالرِّيَاضَةُ وَسِيلَةٌ لِتَحقِيقِ الصِّحَّةِ والقُوَّةِ البَدَنِيَّةِ لأَفْرَادِ الأُمَّةِ، وَمَرْغُوبَةٌ بِحَقٍّ عِنْدَمَا تُؤدِّي إِلَى هَذِهِ النَّتَائِجِ، وَلَقَدْ حَرَصَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى خَلْقِ رُوحِ المُنَافَسَةِ بَيْنَ أَصْحَابِهِ فِي الرِّيَاضَةِ النَّافِعَةِ، وفِي فَتْحِ أَبْوابِ المَعَارِفِ الوَاسِعَةِ، وهُوَ مَا يُسَمَّى اليَوْمَ بِنَشَاطِ المُسَابَقَاتِ، فَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ -أَيْ: يَستَبِقُونَ في الرَّمْيِ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ((اُرْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ؛ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِياً))، وَمِنْ لَطَائفِ هَدْيِهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي هَذَا المَجَالِ اهتِمَامُهُ بِهِ فِي نِطَاقِ أُسْرَتِهِ، فَعَنْ عَائشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْها- أَنَّها كَانَتْ مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِي سَفَرٍ، قَالَتْ: فَسَابَقْتُهُ فَسَبَـقْتُهُ عَلَى رِجْلِي، فَلَمَّا حَمَلْتُ الَّلحْمَ سَابَقْتُهُ فَسَبَقَنِي، فَقَالَ: ((هَذِهِ بِتِلْكَ))، وهُنَا يَظْهَرُ بُعْدٌ آخَرُ لِلرِّيَاضَةِ فِي الإِسلاَمِ، فَهِيَ مَعَ مَا فِيها مِنْ بِنَاءٍ وقُوَّةٍ لِلأَجْسَامِ، فَإِنَّها بِمَا يَتَخلَّلُها مِنَ المُلاَطَفَةِ تَبْعَثُ عَلَى الرَّاحَةِ والاستِجْمَامِ، وتَحقِيقِ التَّوازُنِ بَيْنَ مُتَطَلَّبَاتِ الإِنْسَانِ الرُّوحِيَّةِ والعَقلِيَّةِ والبَدَنِيَّةِ، كَمَا أَنَّها تُسْهِمُ فِي تَنْمِيَةِ الذَّوْقِ والمَوْهِبَةِ، وتُهَيِّئُ لِلإِبْدَاعِ والابْتِكَارِ، مِنْ هُنَا تَظْهَرُ أَهَمِّيَّةُ تِلْكَ المَوَاقِفِ العِلْمِيَّةِ فِي السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ، التِي تُسْهِمُ فِي تَفْعِيلِ الطَّاقَاتِ الذِّهنِيَّةِ، وخَلْقِ رُوحِ البَحْثِ فِي صُورَةٍ تَنَافُسِيَّةٍ، فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرةً لاَ يَسْقُطُ وَرَقُها، وهِيَ مِثْلُ المُسلِمِ؛ فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ؟ فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ البَادِيَةِ، وَوقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّها النَّخْلَةُ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَاستَحْيَيْتُ، فَقَالوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرنَا بِها، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: هِيَ النَّخْلَةُ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَحَدَّثْتُ أَبِي بِمَا وَقَعَ فِي نَفْسِي، فَقَالَ: لأَنْ تَكُونَ قُلْتَها أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي كَذَا وَكَذا))، وفِي رِوَايَةٍ أُخْرى: ((فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ هِيَ النَّخْلَةُ، ثُمَّ الْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا عَاشِرُ عَشْرَةٍ، أَنَا أَحْدَثُهُمْ -أَي أَصْغَرُهُمْ-))، إِنَّ الطَّالِبَ وهُوَ فِي مُقْتَبَلِ العِلْمِ قَدْ يَحُولُ الخَوْفُ والتَّردُّدُ والحَيَاءُ بَينَهُ وبَيْنَ السُّؤَالِ، لِذَا كَانَ مِنْ هَدْيِهِ -صلى الله عليه وسلم- تَشْجِيعُ أَصْحَابِهِ عَلَى طَرْحِ المُفِيدِ مِنَ الاستِفْسَارَاتِ، والثَّنَاءُ عَلَيْهِمْ بِأَطْيَبِ الكَلِمَاتِ وأَرَقِّ العِبَارَاتِ، تَشْجِيعاً لَهُم عَلَى طَلَبِ العِلْمِ، وحَثّاً عَلَى الاستِفَادَةِ والفَهْمِ، ولاَ شَكَّ أَنَّ لِذَلِكَ التَّرغِيبِ دَوْراً كَبِيراً فِي إِيجَادِ الحَمَاسَةِ لَدَى طَالِبِ العِلْمِ لِلتَّعلُّمِ، والاستِزَادَةِ مِنْ يَنَابِيعِهِ، بَل التَّفَوُّقِ عَلَى الأَقْرَانِ، وَبَذْلِ المَزِيدِ مِنَ الحِرْصِ والاجتِهادِ. أيُّها المُؤمِنُونَ : إِذَا كَانَتْ تِلْكَ بَعْضَ الأُسُسِ الرَّائِعَةِ فِي الهَدْيِ التَّربَوِيِّ النَّبَوِيِّ، فَإِنَّنَا نَجِدُ فِيهِ تَنَوُّعَ الأُسلُوبِ والطَّرِيقَةِ، التِي يَتِمُّ بِها إِيصَالُ المَعلُومَةِ وإِثْبَاتُ الحَقِيقَةِ، مَعَ اختِيَارٍ لِكُلِّ مَوقِفٍ مَا يُنَاسِبُهُ بِصُورَةٍ دَقِيقَةٍ، فَمِنَ التَّربِيَةِ بِالقِصَّةِ -كَمَا فِي قِصَّةِ أَصْحَابِ الأُخْدُودِ وقِصَّةِ الثَّلاَثَةِ الذِينِ آوَاهُمُ المَبِيتُ إِلَى غَارٍ فَدَعوا اللهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِهِم، وغَيْرِها- إِلَى التَّربِيَةِ بِالمِثَالِ لِيَسْهُلَ عَلَى طَالِبِ المَعْرِفَةِ فَهْمُها، فَعَنْهُ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ:((مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ والوَاقِعِ فِيَها كَمَثَلِ قَوْمٍ استَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ؛ فَكَانَ بَعْضُهُمْ أَسفَلَها وكَانَ بَعْضُهُمْ أَعلاَهَا، وكَانَ الذِينَ فِي أَسفَلِها إِذَا استَقوا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوقَهُمْ فَقَالُوا: لَو أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرقاً وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوقَنَا، فَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أََيْدِيهِمْ نَجوا ونَجوا جَمِيعاً، وإِنْ تَركُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً))، مَعَ مُرَاعَاتِهِ -صلى الله عليه وسلم- لِلْفُروقِ الفَرْدِيَّةِ بَيْنَ أَصْحَابِهِ، وحِرْصِهِ عَلَى إِشْبَاعِ نَهَمِ المَوهُوبِينَ مِنْهُم، وفِي هَذَا بَيَانٌ أَنَّ مَنْهَجَهُ العِلْمِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَائِمٌ عَلَى تَعلِيمِ مَا تَحتَاجُ إِلَيهِ الأُمَّةُ فِي جَمِيعِ مَجَالاَتِها الدِّينِيَّةِ والدُّنْيَوِيَّةِ، وهُوَ مَا يُسَمَّى فِي التَّربِيَةِ الحَدِيثَةِ بـ((مُرَاعَاةِ حَاجَةِ سُوقِ العَمَلِ)) فِي إِعْدَادِ البَرَامِجِ العِلْمِيَّةِ، والتَّخْطِيطِ لِلْمنَاهِجِ التَّربَوِيَّةِ، عَلَى أَنَّ اعتِنَاءَهُ -صلى الله عليه وسلم- بِتَربِيَةِ أُمَّتِهِ لَمْ يَكُنْ مُقْتَصِراً عَلَى فِئَةٍ مِنَ الفِئَاتِ، ولاَ مَحْصُوراً فِي طَبَقَةٍ مِنَ الطَّبَقَاتِ، فَكَانَ يُعلِّمُ الصَّغِيرَ والكَبِيرَ، والرَّجُلَ والمَرأَةَ، والذَّكِيَّ وضَعِيفَ الفَهْمِ، كَانَ يُعَلِّمُ النَّاسَ جَمِيعاً عَلَى مُختَلِفِ مُستَوَيَاتِهِمْ، وتَبَايُنِ طِبَاعِهِمْ وأَجنَاسِهِمْ، مَعَ تَنْوِيعٍ فِي صُوَرِ التَّعلِيمِ، فَتَارَةً يَكُونُ بِصُورَةٍ جَمَاعِيَّةٍ، ورُبَّما استَدْعَى الأَمْرُ أَنْ يَكُونَ بِصُورَةٍ فَرْدِيَّةٍ، فَفِي كَثِيرٍ مِنَ النُّصُوصِ نَقْرأُ: ((كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- جَالِساً مَعَ أَصْحَابِهِ))، ((وبَيْنَما كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-)) فَهَذَا أنْمُوذَجٌ لِلتَّعلِيمِ الجَمَاعِيِّ، وأَمَّا التَّعلِيمُ الفَردِيُّ فَنَماذِجُهُ كَثِيرَةٌ، ومِنْ ذَلِكَ مَا وَرَدَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ -رِضْوانُ اللهِ عَلَيْهِم-: ((أَوصَانِي -صلى الله عليه وسلم- بِكَذَا))، إِنَّها فَلْسَفَةُ التَّعلِيمِ لِلْجَمِيعِ، لِصَاحِبِ الخُلُقِ الرَّفِيعِ، والمَنْهَجِ الرَّبَّانِيِّ البَدِيعِ -صلى الله عليه وسلم- ، وَقَدْ نَالَتِ المَرأَةُ حَظَّاً وَاسِعاً مِنَ اهتِمَامِهِ، فَحِينَ صَلَّى العِيدَ -صلى الله عليه وسلم- اتَّجَهَ إِلَى النِّسَاءِ فَوَعَظَهُنَّ وأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، وتَجَاوَزَ الأَمْرُ استِغْلاَلَ اللقِاءَاتِ العَابِرَةِ، بَل الجَمِيعُ يَأْخُذُونَ حُقُوقَهُمْ مِنَ التَّعلِيمِ بِصُورَةٍ وَافِرَةٍ، فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- ((أنَّ النِّسَاءَ قُلْنَ لِرَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: اِجْعَلْ لَنَا يَوْماً مِنْ نَفْسِكَ، فَوَعَدَهُنَّ يَوْماً لَقِيَهُنَّ فِيهِ فَوَعَظَهُنَّ وأَمَرَهُنَّ))، سُبْحَانَ اللهِ! يَطْلُبْنَ مِنْ أَشْرَفِ الخَلْقِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْماً دِرَاسِيّاً خَاصّاً بِهنَّ، فَيُسَارِعُ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ- إِلَى تَلْبِيَةِ طَلَبِهِنَّ، ويُجِيبُ بِأَروَعِ أُسلُوبٍ عَلَى أَسئلَتِهِنَّ، مَا أَرفَعَ هَذَا الخُلُقَ فِي المُعَامَلَةِ، ومَا أَرَقَّ هَذَا الحَنَانَ الأَبَوِيَّ التَّربَوِيَّ، وَصَدَقَ اللهُ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى حِينَ قَالَ: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ))(5). أيُّها المُسلِمُونَ : إِنَّ استِعْمَالَ الوَسَائِلِ التَّعلِيمِيَّةِ مَبدأٌ مِنْ مَبَادِئ التَّعلِيمِ، وهُوَ مَنْهَجٌ مِنْ مَنَاهِجِ نَبِيِّنَا الكَرِيمِ -عَلَيْهِ مِنَ اللهِ أَفْضَلُ صَلاَةٍ وأَزكَى تَسلِيمٍ-، فَمَعَ نُدْرَةِ هَذِهِ الوَسَائِلِ فِي عَصْرِهِ، إِلاَّ أَنَّهُ أَجَادَ استِخْدَامَ المُتَاحِ مِنْهَا فِي نَهْيِهِ وَأَمْرِهِ، فَعَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَخَطَّ خَطَّاً مُستَقِيماً أَمَامَهُ فَقَالَ: ((هَذَا سَبِيلُ اللهِ))، وَخَطَّ خَطَّيْنِ عَنْ يَمِينِهِ وخَطَّيْنِ عَنْ شِمَالِهِ وَقَالَ: ((هَذَه سُبُلُ الشَّيْطَانِ))، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ فِي الخَطِّ الأَوسَطِ وتَلاَ: ((وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ))(6)، وَمَعَ هَذَا تَمَيَّزَ المَنْهَجُ التَّربَوِيُّ النَّبَوِيُّ بِالتَّدرُّجِ فِي التَّربِيَةِ والتَّعلِيمِ، والتَّتالِي فِي التَّهْذِيبِ والتَّقوِيمِ، وَفْقاً لِلْقُدُراتِ والحَاجَاتِ، فَالتَّربِيَةُ عَلَى تَرْكِ المَنْهِيَّاتِ، قَدْ تَحتَاجُ إلى مَراحِلَ مُتَعدِّدَةٍ وكَثِيرٍ مِنَ الأَوقَاتِ، وَكَذَلِكَ الأَمْرُ فِي أَدَاءِ الوَاجِبَاتِ، فَقَدْ كَانَ -صلى الله عليه وسلم- يُتِيحُ لِكُلِّ عِبَادَةٍ الوَقْتَ الكَافِيَ لِتَعلُّمِها، إِذِ العِبَادَاتُ تَخْتَلِفُ فِي المُدَّةِ اللاَزِمَةِ لإِتْقَانِها، حَتَّى ولَوِ احتَاجَ الأَمْرُ إلى مُدَّةٍ رُبَّما تَبْدُو طَوِيلَةً، فَإِتْقَانُ العِبَادَةِ هُوَ اللائِقُ بِمَنْزِلَتِها الجَلِيلَةِ. فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، واقتَدُوا بِنَبِيِّكُمْ فِي تَربِيَتِكُمْ لأَنْفُسِكُمْ وأَولاَدِكُمْ، تَهنأْ بِذَلِكَ حَيَاتُكُمْ، ويُصلِحِ اللهُ مُنقَلَبَكُمْ ومَآلَكُمْ. أقُولُ قَوْلي هَذَا وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لي وَلَكُمْ، فَاسْتغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
 
العفوية هي اجمل شيء فالعام الماضي كتبت خطبة طلب مني ان اتحدث على شخصية لها اثار على المجتمع فاخترت الاستاذة وكانت كلمات نابعة من القلب فحصلت على اعلى علامة
فتقبلي نصيحتي اختي ليس المهم جودة الخطبة فالمهم ان تكون نابعة منك
وتقبلي مني هذا التدخل وعذرا اذا اسئت لك
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top