عن عبد القادر الجزائري ... وآخرين :

... : ( إنه لما قامت بعثة عسكرية فرنسية بزيارة لمنطقة الأغواط الجزائرية العام 1349هـ / 1931م ، دُعيتْ ، بطلب من محمد الكبير ، لزيارة مدينة عين ماضي ، وألقى حسني سي أحمد ، نيابة عن محمد الكبير ، كلمةً جاء فيها : " إنه من الواجب علينا إعانة حبيبة قلوبنا فرنسا مادياً وأدبياً وسياسياً ، ولهذا فإني أقول – لا على سبيل المنّ والافتخار ، ولكن على سبيل الاحتساب والتشرف بالقيام بالواجب – إن أجدادي قد أحسنوا صنعاً في انضمامهم إلى فرنسا قبل أن تصل إلى بلادنا ، وقبل أن تحتل جيوشها الكريمةُ ديارنا ؛ ففي سنة 1838م كان جدي سيدي محمد الصغير قد أظهر شجاعةً نادرة في مقاومة أكبر عدوٍ لفرنسا الأمير عبد القادر الجزائري . ومع أن هذا العدو قد حاصر بلدتنا ، عين ماضي ، وشدد عليها الخِناق ثمانية أشهر ، فإن هذا الحصار انتهى بتسليم فيه شرف لنا نحن المغلوبين وليس فيه شرف لأعداء فرنسا الغالبين ، وذلك أن جدي أبَى وامتنع أن يرى وجهاً لأكبر عدو لفرنسا ، فلم يقابل الأمير عبد القادر . وفي سنة 1864م كان عمي سيد أحمد مهّد السبيل لجنود الدوك ( = الدوق ) دومال وسهّل لهم السير إلى مدينة بسكرة ، وعاونهم على احتلالها . وفي سنة 1881م كان المقدم ( = رتبة صوفية ) سي عبد القادر بن حميدة مات شهيداً مع الكولونيل فلاتين حيث كان يعاونه على احتلال بعض النواحي الصحراوية . وفي سنة 1894م طلب منا مسيو جول كوميون ، والي الجزائر العام ، أن نكتب رسائل توصية ، فكتبنا عدة رسائل ، وأصدرنا عدة أوامر إلى أحبابنا في بلاد الهكار ( = الطوارق ) نخبرهم بأن حملة فود ولامي الفرنسية هاجمة على بلادهم ، ونأمرهم بألا يقابلوها إلا بالسمع والطاعة ، وأن يعاونوها على احتلال تلك البلاد ، وعلى نشر العافية فيها . وبالجملة ، فإن فرنسا ما طلبت منا نفوذنا الديني إلا وأسرعنا ، بكل فرح ونشاط ، بتلبية وتحقيق رغائبها ، وذلك لأجل عظمة ورفاهية وفخر حبيبتنا فرنسا النبيلة " ) .
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top