- إنضم
- 20 ديسمبر 2014
- المشاركات
- 515
- نقاط التفاعل
- 653
- النقاط
- 31
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وآله وصحبه وسلم .
وبعد :
كم يفرح العبد إذا تاب على يديه مذنب ، ولكنه نَسي أو تناسى ذنوبه التي اقترفها في سالف زمانه ، يسعى لإصلاح غيره ، غافلا عن ذات نفسه ..
آه ، ثم آه ، ثم آه .. لهذه النفس.
يتوبُ على يدي قومٌ عصاةُ . . . أخافتهُم من الباري ذنوبُ
وقَلْبِي مُظْلِمٌ في طُولِ ما قَدْ . . . جَنَى فأنا على يَدِ من أتوبُ
كأنّي شمعةٌ ما بين قومٍ . . . تُضيءُ لهم ويُحرقُها اللَّهيبُ
موارد الظمآن لدروس الزمان (1/26)
آه ، ثم آه ، ثم آه ... من عدم الاتعاظ .
هذه موعظة للنفس بليغة ، سلسلة مستسيغة ، لو فقهتها ووقفت على ما فيها ، وتركت الغفلة عنها ، في ليلها ونهارها ، وفي حلها ترحالها ، وفي جميع أحوالها لرجوت نفعها ،وآمنت ضررها ، ولكنها الغفلة ..
آه ، ثم آه ، ثم آه .. من الغفلة .
ففي كتاب الزهد للإمام أحمد(1/83) (511) قال - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أبِي، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، أَخْبَرَنَا بَعْضُ الْمَشْيَخَةِ ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، دَخَلَ مَسْجِدَ دِمَشْقٍ، فَرَأَى نَقْشًا فِي حَجَرٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: مَا نَعْرِفُهُ فَقِيلَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ابْعَثْ إِلَى وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ فَإِنَّهُ يَقْرَأُ الْكُتُبَ كُلَّهَا فَبَعَثَ إِلَيْهِ، فَعَرَفَ الْكِتَابَ ، وَقَرَأَهُ، فَإِذَا فِيهِ: «ابْنَ آدَمَ، لَوْ رَأَيْتَ مَا بَقِيَ مِنْ أَجَلِكَ، لَزَهِدْتَ فِي طُولِ مَا تَرْجُو مِنْ أَمَلِكَ، وَإِنَّمَا تَلْقَى نَدَمَكَ، وَقَدْ زَلَّتْ قَدَمُكَ؛ فَأَسْلَمَكَ الْحَبِيبُ، وَوَدَّعُكَ الْقَرِيبُ، فَلَا أَنْتَ إِلَى أَهْلِكَ عَائِدٌ، وَلَا فِي عَمَلِكَ زَائِدٌ، فَاعْمَلْ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، قَبْلَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ» انتهى منه .
آه من الغفلة ، ثم آه للحسرة والندامة ، ثم آه من الخسارة يوم القيامة .
يا رجائي في بلائي . . . لا تُزل عني خيرك
أنت ربّي أنت حسبي . . . أنا لا أعبد غيرك
أنا الموحد عصيت سرا . . . أرجو رحمتك وعفوك
آه من قلة الزاد ، ثم آه من طول الوقوف يوم المعاد ؛ ثم آه ؛ وآه ؛ وآه من فضيحة من رب العباد.
أعوذ بِاللَّه من عدم الْإِخْلَاص ، أعوذ بِاللَّه من عدم الخلاص ، أعوذ بالله من هول يَوْم الْقصاص ، أعوذ بِاللَّه من ترك الاسْتقَامَة ، أعوذ بِاللَّه من الْعَذَاب والملامة ، أعوذ بِاللَّه من هول يَوْم الْقِيَامَة ، أعوذ بِاللَّه من الْحَسْرَة والندامة ، أعوذ بِاللَّه من الحرمَان وعدم الْكَرَامَة .
آه ،ما أعظم في القيامة الحسرة والندامة ، آه إن لم يتغمدني اللَّه بالرحمة والسلامة ، فسهِّل يا رب المجاز، ويسِّر لي الجواز، فقد حان حصادي وإن لم يصلح فسادي ، ولم يحصل رشادي ، فأنت حبي وملاذي ، فأحسن خاتمتي وبلغني مرادي ، سترك وعفوك أرجو وعليك اعتمادي .
اللهم صل على محمد خاتم النبيين وسيد العباد وآله وصحبه إلى يوم المعاد.
شيخ أبو بكر يوسف لعويسي
المصدر: منتديات نور اليقين
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وآله وصحبه وسلم .
وبعد :
كم يفرح العبد إذا تاب على يديه مذنب ، ولكنه نَسي أو تناسى ذنوبه التي اقترفها في سالف زمانه ، يسعى لإصلاح غيره ، غافلا عن ذات نفسه ..
آه ، ثم آه ، ثم آه .. لهذه النفس.
يتوبُ على يدي قومٌ عصاةُ . . . أخافتهُم من الباري ذنوبُ
وقَلْبِي مُظْلِمٌ في طُولِ ما قَدْ . . . جَنَى فأنا على يَدِ من أتوبُ
كأنّي شمعةٌ ما بين قومٍ . . . تُضيءُ لهم ويُحرقُها اللَّهيبُ
موارد الظمآن لدروس الزمان (1/26)
آه ، ثم آه ، ثم آه ... من عدم الاتعاظ .
هذه موعظة للنفس بليغة ، سلسلة مستسيغة ، لو فقهتها ووقفت على ما فيها ، وتركت الغفلة عنها ، في ليلها ونهارها ، وفي حلها ترحالها ، وفي جميع أحوالها لرجوت نفعها ،وآمنت ضررها ، ولكنها الغفلة ..
آه ، ثم آه ، ثم آه .. من الغفلة .
ففي كتاب الزهد للإمام أحمد(1/83) (511) قال - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أبِي، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، أَخْبَرَنَا بَعْضُ الْمَشْيَخَةِ ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، دَخَلَ مَسْجِدَ دِمَشْقٍ، فَرَأَى نَقْشًا فِي حَجَرٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: مَا نَعْرِفُهُ فَقِيلَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ابْعَثْ إِلَى وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ فَإِنَّهُ يَقْرَأُ الْكُتُبَ كُلَّهَا فَبَعَثَ إِلَيْهِ، فَعَرَفَ الْكِتَابَ ، وَقَرَأَهُ، فَإِذَا فِيهِ: «ابْنَ آدَمَ، لَوْ رَأَيْتَ مَا بَقِيَ مِنْ أَجَلِكَ، لَزَهِدْتَ فِي طُولِ مَا تَرْجُو مِنْ أَمَلِكَ، وَإِنَّمَا تَلْقَى نَدَمَكَ، وَقَدْ زَلَّتْ قَدَمُكَ؛ فَأَسْلَمَكَ الْحَبِيبُ، وَوَدَّعُكَ الْقَرِيبُ، فَلَا أَنْتَ إِلَى أَهْلِكَ عَائِدٌ، وَلَا فِي عَمَلِكَ زَائِدٌ، فَاعْمَلْ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، قَبْلَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ» انتهى منه .
آه من الغفلة ، ثم آه للحسرة والندامة ، ثم آه من الخسارة يوم القيامة .
يا رجائي في بلائي . . . لا تُزل عني خيرك
أنت ربّي أنت حسبي . . . أنا لا أعبد غيرك
أنا الموحد عصيت سرا . . . أرجو رحمتك وعفوك
آه من قلة الزاد ، ثم آه من طول الوقوف يوم المعاد ؛ ثم آه ؛ وآه ؛ وآه من فضيحة من رب العباد.
أعوذ بِاللَّه من عدم الْإِخْلَاص ، أعوذ بِاللَّه من عدم الخلاص ، أعوذ بالله من هول يَوْم الْقصاص ، أعوذ بِاللَّه من ترك الاسْتقَامَة ، أعوذ بِاللَّه من الْعَذَاب والملامة ، أعوذ بِاللَّه من هول يَوْم الْقِيَامَة ، أعوذ بِاللَّه من الْحَسْرَة والندامة ، أعوذ بِاللَّه من الحرمَان وعدم الْكَرَامَة .
آه ،ما أعظم في القيامة الحسرة والندامة ، آه إن لم يتغمدني اللَّه بالرحمة والسلامة ، فسهِّل يا رب المجاز، ويسِّر لي الجواز، فقد حان حصادي وإن لم يصلح فسادي ، ولم يحصل رشادي ، فأنت حبي وملاذي ، فأحسن خاتمتي وبلغني مرادي ، سترك وعفوك أرجو وعليك اعتمادي .
اللهم صل على محمد خاتم النبيين وسيد العباد وآله وصحبه إلى يوم المعاد.
شيخ أبو بكر يوسف لعويسي
المصدر: منتديات نور اليقين
