تحصيل الفائدة.. في الوصل بين طهران والقاعدة
منذ سنة تقريبا وتحديدا في ابريل من عام 2009 نشرت صحيفة الشرق الأوسط صورا المطلبين لدى أجهزة الأمن السعودية ، يعتقد أنهم عناصر في تنظيم القاعدة ، وكان على رأس هؤلاء المدعو صالح القرعاوي والمكنى * بنجم * ويعتبر القرعاوي طبقاً للمعلومات المتوافرة عنه «من أهم مقدمي التسهيلات والدعم المالي وتنسيق سفر عناصر ومطلوبين من التنظيم إلى الخارج، إلى جانب علاقته السابقة بـ«أبو مصعب الزرقاوي» من خلال دعمه بالمال وإرسال ما يحتاجه من الأشخاص» ويتواجد القرعاوي في إيران منذ سبتمبر 2006 ويتنقل بحرية كاملة هناك ...
وفي رسالة أيمن الظاهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة التي أرسلها إلى أبي مصعب الزرقاوي وأذاعتها قناة الجزيرة وردت عبارة لطيفة جدا .. ؟
يقول أيمن الظواهري مخاطبا الزرقاوي :
«هل تناسى الإخوة أن كلاً منا في حاجة إلى أن يكف أذاه عن الآخر في هذا الوقت الذي يستهدفنا فيه الأميركيون؟».
وفي هذا الكلام إشارة قوية إلى الكف عن استهداف إيران عسكريا من طرف عناصر القاعدة ، إن لم يكن أمرا صريحا بعدم التعرض لاستهداف مصالح إيران في العراق ، أو في داخل إيران عن طريق جماعة جند الله أو ما بات يعرف بجماعة عبد المالك ريغي فيما بعد إذا سلمنا بان هذا الاخير له صلة بالتنظيم ..
وقد تزامن هذا مع اعلان احد المسئولين الإيرانيين أن احد المطلوبين لدى الأمن المصري متواجد على الأراضي الإيرانية ، في إشارة إلى شوقي الاسلامبولي اخ خالد الاسلامبولي منفذ عملية المنصة التي أودت بحياة الرئيس المصري أنور السادات ، ولم يمضي وقت طويل حتى ورد خبر على الطريق السريع يفيد بان شوقي الاسلامبولي قد غادر الأراضي الإيرانية إلى وجهة غير معلومة ، طبعا لا نريد أن نسأل تلك الأسئلة الطلابية من نوع إلى أين غادر ..؟ وكيف غادر... ؟ ومتى ....؟ حتى لا يفقد موضوعنا بريقه
وقد ثبت بما لا تستطيع الاستخبارات الإيرانية أن تنفيه أن الشيخ سيف العدل أحد كبار تنظيم القاعدة كان يحضى بإقامة 05 نجوم في طهران تحت حراسة عناصر الحرس الثوري وحمايتهم.، وكان يعتقد في ذلك الوقت انه ورقة في يد عمائم طهران تسعى من خلالها إلى عقد صفقة بينها وبين الاستخبارات المركزية الأمريكية تنتهي بتسليم سيف العدل للقضاء الأمريكي..، مقابل ...ماذا ..؟ أنا صراحة لا اعلم فالمجوس في طهران لهم تصرفات عجيبة ..وبقي الحال ما هو عليه ولم يغادر سيف العدل إلا في أواخر شهر مارس من عام 2010 يعني منذ شهر تقريبا ،
وفي حديث لسيف العدل عن الزرقاوي وبطلب من موقع جهادي قال :
« طريق الإخوة الآمن كان قد أصبح من طريق إيران، بعد أن بدأت السلطات الباكستانية بالتشديد علينا وعلى حركتنا». ويقول سيف العدل في الشهادة نفسها: بدأنا بالتوافد تباعاً إلى إيران، وكان الإخوة في جزيرة العرب والكويت والإمارات، من الذين كانوا خارج أفغانستان قد سبقونا إلى هناك، وكان بحوزتهم مبالغ جيدة ووفيرة من المال، شكلنا حلقة قيادة مركزية وحلقات فرعية، وبدأنا باستئجار الشقق لإسكان الإخوة وبعض عائلاتهم».
وتشير التقارير الواردة من إيران أن هناك معسكرات للتدريب تضم كثيرا من عناصر القاعدة في محافظة خراسان بالقرب من الحدود الأفغانية يضم أكثر من 1500 مقاتل
يشرف على تدريبهم مسؤولون كبار في «القاعدة» والحرس الثوري، أو شبهات مماثلة بوجود معسكر في محافظة كرمنشاه أو غيرها يشرف عليه عناصر من «أنصار الإسلام».
وبعيدا عن إيران أشار الأستاذ أنور مالك المعارض الجزائري في حلقات متصلة على صفحات الشروق اليومي انه قابل أفرادا من الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر في سجن سركاجي لهم علاقة بخلية بلعيرج المغربية اخبروه أن هذا الأخير يتلقى أموالا من إيران لدعم النشاط المسلح في بلاد المغرب العربي وقد عرض ذلك على بعض العناصر في الجزائر ، كما سبق وان نشرت صحيفة الخبر خبرا مفاده أن أبو عبيدة الجزائري احد المسئولين في الجماعة الإسلامية في التسعينات تلقى تدريبات في جنوب لبنان على يد عناصر من حزب الله ثم تنقل إلى ايطاليا ومنها إلى العمل المسلح قبل أن يلقى عليه القبض في منتصف التسعينات في الجزائر ...
هذه جملة من الأخبار ، نتوقف عندها للحظات ويجب أن نعترف ابتداءا أننا لا نملك آليات التحليل السياسي الذي يمكننا أن نضع النقاط على الحروف لفهم الأحداث من حولنا ، ولكن لا يمنعنا هذا من الجلوس على رصيف الحياة في مقهى المدينة نقرأ ونكتب بشيء من الفضول في محاولة لا تستقيم على رجلين صحيحتين لإدراك الحقيقة
وحالنا كحال كثير عزة عندما يقول :
فصرت كذي رجلين رجل صحيحة
ورجل رمى فيها لزمان فشلت
فهل هو تقاطع المصالح إيمانا منا بان الطرفين - إيران والقاعدة – على خط التناقض العقدي المباشر ..؟
أم أن هناك في الخفاء وبيد صناع القرار شيء لا يجب أن يصل القارئ الجالس على مقهى المدينة في الحي الشعبي يقلب صفحات الجرائد والمجلات .. ويتسلى بحل الغاز العلاقات المتقاطعة .. عفوا الكلمات المتقاطعة ...؟
وهل يأتي اليوم الذي نسمع فيه عن تحالف بين القاعدة وإيران من اجل محاربة الشيطان الأكبر ....؟؟
وهل تستطيع إيران المجوسية أن ترفع يدها عن اضطهاد العرب وأهل السنة وإبادتهم وهدم مساجدهم وتشريدهم في صفقة سرية بينها وبين تنظيم القاعدة ..؟
وهذا فيصل القاسم يحييكم من منتدى اللمة الجزائرية
القسم السياسي
وطاب مساءكم
آخر تعديل: