التحولات الفكرية في ضوء وسائل الإعلام

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

عمار صادق

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 فيفري 2009
المشاركات
2,585
نقاط التفاعل
17
النقاط
77
تشهد مجتماعتنا في عصر العولمة سلسلة من حلقات التغيرات الفكرية التي تحققت في ظل إنفتاح وسائل الإعلام على مختلف الشعوب بمختلف ثقافاتها.

ومع بداية الإحتكاكـ بها استطاعت وسائل الإعلام أن تصل لنقطة مهمة وهي تعريف الفرد بالثقافات الأجنبية عليه، جاءت هذه الأفكار عن طريق التلفزيون والسينما ومن ثم انطلقت للمحاكات أي ملامسة الواقع الإفتراضي وهذا بعد دخول الأنترنت.

ولكن لم تقف التحولات في حد اقتناء الفرد ما يريد من مضامين إعلامية بل تعدتها أين أصبحت وسائل الإعلام ضرورة لإستمرار التحول، التحول المراد به دخول هوية الإنسان في مجتمعات غريبة عليه، فهنا تحديدا تفاقمت مشكلة الهجرة مثلا في مجتمعاتنا العربية بعد التأثر الشديد بالمجتمعات الأوربية والأمريكية.

ولكن ليس هذا ما أردنا التركيز عليه، بل الأهم هو التحول الفكري لدى الفرد العربي، الذي صار يسير في الإتجاه المخالف لمقوماته الإجتماعية وعاداته وتقاليده العربية وتوجهاته الإسلامية.

إن المخزون الثقافي الذي يتلقاه أفرد المجتمع العربي من نظرائهم الأجانب جعله يعيش عزلة فكرية، تدعوه للتحرر بأفكاره بعيد عن أفكار مجتمعه وهنا تكون عملية لغسل الأدمغة بطريقة غير مباشرة. -ربما يتلقاها البعض على أنها غرابة؟!-

ولكن الذي يلمح ظهور مصطلح "الليبرالية" يدرك قيمة هذا الكلام، لأن الليبرالية مستمدة من قيم الثورة الفرنسية السامية، فلا يوجد في حضارتنا هكذا مصطلح رغم أن البعض يعتقده بأنه نظرية فلسفية عربية.

فهذا من أبرز ما تفعله وسائل الإعلام بالفرد داخل مجتمعه المحافظ، ولأن وسائل الإعلام المعاصرة مسيرة ((مسيرة بمعنى لها جهاتها الخاصة بها التي تسهر على البث)) وليست مخيرة من قبل الشعوب فهي تركز على نقطة إعادة بناء الوعي والفكر وعولمت أخلاق الشعوب بمختلف الثقافات الأجنبية، حتى صرنا نتعامل بأمثال أمريكية وأخلاق أوربية ونتفاخر بصناعات ألمانية ودقة يابانية.

ولنكون على درجة من الوعي فوسائل الإعلام
لم تأثر فقط في التحولات الفكرية لدى المجتمعات العربية بل وحتى الأوربية مقارنة بما يشهده المجتمع الفرنسي متأثرا بطريقة العيش الأمريكية كمثال واضح..ولكن رغم هذا فإن المتلقي العربي من منابع وسائل الإعلام يكون التأثير عليه أكبر مما يكون على غيره بحكم كما ذكرنا سالفا مقوماته الإجتماعية التي تمثل [الدين، اللغة، العادات والتقاليد، التاريخ، الهوية...]
-
-

..إن هذا الموضوع يحتاج للكثير من الكلام ولا أريد إكمال الحديث حفاظا على عدم استغلال الفكرة لشخصي، ما أريده هو فتح باب المناقشة للإضافات اللامعة من قبلكم لأن أساس تبلور الأفكار هو تلاقيها أو تعارضها وأساس بناء الفكر هو النقاش الجاد والمفيد وأساس بناء الثقافة هو الإطلاع على المضمون والتعليق بما تملكه المؤهلات الشخصية..



حقوق النشر
كتبه: sharp1989
بتاريخ: 22/07/2011
منتدى اللمة الجزائرية






 
آخر تعديل:

طرح متكافيء مع مايحدث في يومياتنا ,و نقطه مهمه لطالما أشغلتني, التحولات -او بمعنى ادق التوحلات - وبهذا المسمى نصل إلى نصف الإجابه ,فالإلتزام بالهويه و الوطنيه والبعد عن مظاهر التمدن /التمعدن, تبقي المنطقه على قيمها و تاريخها واهم شيء دينها . في حين ان التوحل في طين الغرب يعطينا جيل بفكر قابل لتأثير من أي جهه غربيه ويرفض اي جهه دينيه او رأي عربي ,ان فكرنا في حالنا اليوم فأكثر مانسمعه من المرددون هي الحريه
نريد الحريه
انا حر فيما أفعل
اين الديمقراطيه ,
نحن في القرن الـ21
حرية التعبير ,
كل هذه العبارات نسمعها من غالبية الشباب/الشيَاب العرب,يعني انهم سمعوها -تأثروا بها - لايدركون مقاصدها ,
مانواجهه اليوم وماتتلقاه الناشئه من إعلام وصل إلى لب العقل العربي وهدم كل معاني القيم ,ورسخ الفراغ الثقافي و الإجتماعي ,لفصل المشاهد عن بيئته ,مثال من الواقع :
اليوم الشارع السعودي( يبحث) عن كل المظاهر الغربيه بنفسه ,لاينتظرها ابدا ,هو من يسعى لأن يكون كذلك , تخلى عن واقعه و عاش في كفن قاتله ,ويكن له كل الولاء والإنتماء .
الآن الضربه القويه التي اتوقعها هي ان يعلن العرب تمردهم على بيئتهم و طاعتهم التامه للصوت الغربي , في ظل غياب تام من المؤسسات التي تعنى بالفرد و تهتم بالمبدع وترفع من شأن القلم و تشجع الإختراع و ترقى بالتعليم وتنهض بالأمه وتلبي إحتياجات المواطن ,
نحتاج لمناعه فكريه أكثر من أي عامل آخر ,على المتلقي العربي ان يفكر فيما يتلقاه قبل دخوله الى رأسه لا أن يتلقى لكي يطبق فورا ,,
من المهم ان يتم توجيه العقل إلى عدم تتبع اي ناعق وتجاهل مركز السواد خلف الصوت!
الإتزان الإدراكي والقدره على تحليل الفكره و الصوت والمصدر الأساسي لكل دعوه تحمل مظاهر جديده هي من اهم العوامل التي تنمي الوعي وتؤسس قاعده قويه لفهم و توقع المستجدات ,,,
مايمر به العربي من يوميات ليست إلا هجره قسريه نحو التغريب هجره روحيه تذبذبيه و فكريه إضطرابيه مع بقاء نفس الملامح و الدماء ,,
فرغم كل هذه التحولات إلى انه لازال العربي يعيش على الهامش إعلاميا وعالميا ,
فلم ينل إلى أباطيل القوم !
 
لعلكما اسهبتما بمعقول لفظكما في الموضوع و لامستما كثيرا من خللنا
فقد باتت الامة العربية تابع جيبي في الزمن للدول الاجنبية فتعدى اغراؤها لنا جميل الوان ملصقات المعلبات الموجهة للاستهلاك الغذائي الى درجة الاغواء بزخرف فكري حتى مال كثير منا الى تلك الامة بيد اننا نحن خير امة اخرجت للناس
و من اهم ما استعانت به في دس مخططها التهديمي للفكر العربي وسائل الاعلام بكل انواعها، و لا احد ينكر ما لهذه الوسيلة من شديد تاثير فهو لا يرغمك عنفا و لا يجاهرك سخطا بل يدس افكاره وفق طرق مدروسة من قبل اخصائيين متمكنين في فن الاقناع خاصة بعد ما آلت اليه امتنا من تفكك فبتنا كحزمة العيدان المتفرقة كلما استفردوا بعود كسروه و انتقلوا لما بعده
و بعض من الخلل يكمن فينا حتى نكون عادلين واقعيين فوسائل الاعلام عندنا مهمشة اغلبها تابع للنظام لذلك نجدها بعيدة كل البعد عن الخوض في كثير قضايانا الشائكة العالقة الا وفق ما تمليه القرارات الفوقية بناقش هذا و لا تناقش ذاك

و يبقى في الاخير حسب وجهة نظري ان تحدياتنا يجب ان تكون مرفوعة بعزيمة قوية حتى ندرك ما فاتنا و نستعيد امجادنا و لعل اول ما يجب ان نقوم به هو اصلاح نظامنا التعليمي طبقا لمشروع اسلامي بعيد كل البعد عن كل تقليد فنعيد من منطلق كل بيت و تحت مسؤولية كل ولي زرع هويتنا الوطنية و اعتزازنا بانتمائنا لامتنا ثم بعد ذاك يصبح لا خوف علينا حتى ان اضفنا بعضا مما توصلوا اليه لدعم لمكتسباتنا المعرفية

قد اعاود هنا مرة اخرى فقد استأنست بالموضوع الجاد الهادف
بارك الله فيك
 
يوجد عدة ابواب قد نفتحها من هذا الملخص الذي طرحته أخ عمار لكن دعني أحاول القفز مباشرة الى طرح الحلول بما أن قضية الاعلام وتأثيره على تركيبة المجتمعات العربية هذا ما يهمنا .

وبما أن بعض المجمعات الاعلامية او المراكز الموجهة للعرب تخطيطا وقصدا تلعب دور جذاب وهدام في نفس الوقت . فلا بد أن نضع سد منيع او حاجز صد يتمثل في ما هو معروف الاعلام المضاد . وكما ان الاعلام الهدام أو المأثر سلبا له محركوه ورعاته فلا بد للاعلام المضاد من نشطاء وهؤلاء النشطاء هم الطبقة المثقفة الواعية والحريصة فعلا .

هذا باختصار فقط حتى اعين هذه النقطة المهمة في النقاش .
 
((كنا نأمل مناقشة عريضة للموضوع لنستخلص في الأخير الحلول))، لكن لا بأس بما أنكـ ذكرت نقطة الإعلام المضاد فهي كذلكـ نقطة محورية في الموضوع وسندرجها ضمن النقاش..

 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top