آغٍتْنْآمْ آلُعٌشُر آلُأځيُرة(ڛلُڛة رمْضآنْيُآتْ 2014)

آلُِحٍمدِ لُِلُِهـ آلُِڪرٍيم آلُِوُهـآبَ, منَّ عٍلُِينآ بَجٍميعٍ آلُِنعٍم حٍتے قٌآلُِ فُي ڪتآبَهـ آلُِڪرٍيم:


{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}1

وآلصلآة وآلسٍلآم عٍلے آلبشيِر آلنذيِر، وآلسٍرآجُ آلمنيِر؛ محمد بن عٍبد آللهـ آلصآدق آلأميِن محمد بن عٍبدآللهـ آلصآدق آلأميِن صلے آللهـ عٍليِهـ وعٍلے آلهـ آلأطٌهـآر وصحآبتهـ آلگرآم وسٍلم تسٍليِمآً گثيِرآً إلے يِوم آلديِن، أمآ بعٍد:




فُإن من نعٍم آلُِلُِهـ - تبَآرٍڪ وُتعٍآلُِے - عٍلُِے آلُِنآس أن جٍعٍلُِ فُي هـذَهـ آلُِدِنيآ منآسبَآت تضآعٍفُ فُيهـآ أجٍوُرٍ آلُِأعٍمآلُِ، وُترٍفُعٍ بَهـآ آلُِدِرٍجٍآت, وُمن تلُِڪ آلُِمنآسبَآت منآسبَة شُهـرٍ رٍمضآن آلُِمبَآرٍڪ, ذَلُِڪ آلُِشُهـرٍ آلُِذَي أنزْلُِ فُيهـ آلُِقٌرٍآن, وُوُرٍدِ فُي فُضلُِهـ أحٍآدِيث ڪثرٍ منهـآ حٍدِيث أبَي هـرٍيرٍة - رٍضي آلُِلُِهـ عٍنهـ -
قٌآلُِ: قٌآلُِ رٍسوُلُِ آلُِلُِهـ - صلُِے آلُِلُِهـ عٍلُِيهـ وُسلُِم -:

((إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين، ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة))2



وُفُي شُهـرٍ رٍمضآن عٍشُرٍ أوُآخـرٍ هـي أفُضلُِ من آلُِأيآم آلُِتي قٌبَلُِهـآ إذَ فُيهـآ لُِيلُِة آلُِقٌدِرٍ آلُِتي من قٌآمهـآ إيمآنآً وُآحٍتسآبَآً بَلُِغ دِرٍجٍآت عٍُلَُِآ, ڪيفُ لُِآ وُهـي خـيرٍ من ألُِفُ شُهـرٍ ڪمآ أخـبَرٍ رٍبَنآ - تبَآرٍڪ وُتعٍآلُِے - فُقٌآلُِ فُي ڪتآبَهـ آلُِڪرٍيم:

{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}3




وقآل رسٍول آللهـ - صلے آللهـ عٍليِهـ وسٍلم - گمآ فيِ حديِث أبيِ هـريِرة - رضيِ آللهـ عٍنهـ -:

((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه))4

فُيستحٍبَ فُيهـآ آلُِآجٍتهـآدِ لُِلُِفُوُزْ بَآلُِفُضلُِ آلُِعٍظًيم, وُلُِنآ فُي آلُِنبَي - صلُِے آلُِلُِهـ عٍلُِيهـ وُسلُِم - أسوُة حٍسنة فُقٌدِ ڪآن يجٍتهـدِ فُيهـآ أعٍظًم آجٍتهـآدِ ڪمآ جٍآء فُي حٍدِيث عٍآئشُة - رٍضي آلُِلُِهـ عٍنهـآ - قٌآلُِت: "ڪآن آلُِنبَي - صلُِے آلُِلُِهـ عٍلُِيهـ وُسلُِم - إذَآ دِخـلُِ آلُِعٍشُرٍ شُدِ مئزْرٍهـ، وُأحٍيآ لُِيلُِهـ، وُأيقٌظً أهـلُِهـ"5̲̣̥.



وُمن حٍڪمة آلُِلُِهـ - تبَآرٍڪ وُتعٍآلُِے - أنهـ جٍعٍلُِ هـذَهـ آلُِلُِيلُِة خـآفُية عٍلُِے ڪثيرٍ من آلُِنآس لُِأجٍلُِ أن يڪثرٍ آجٍتهـآدِ آلُِعٍبَآدِ فُي تحٍرٍيهـآ، وُ يقٌوُموُآ لُِيآلُِي آلُِعٍشُرٍ ڪلُِهـآ طُلُِبَآً لُِفُضلُِهـآ، فُتحٍصلُِ لُِهـم ڪثرٍة آلُِعٍملُِ، وُڪثرٍة آلُِأجٍرٍ فُعٍن عٍآئشُة - رٍضي آلُِلُِهـ عٍنهـآ -: أن رٍسوُلُِ آلُِلُِهـ - صلُِے آلُِلُِهـ عٍلُِيهـ وُسلُِم - قٌآلُِ:

((تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان))6




وعٍن آبن عٍبآسٍ - رضيِ آللهـ عٍنهـمآ - أن آلنبيِ - صلے آللهـ عٍليِهـ وسٍلم - قآل:

((التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى في خامسة تبقى))7.



وُمْنْ آلُأعٌمْآلُ آلُتْيُ ڪآنْ يُحآفُظً عٌلُيُہآ آلُنْبُيُ - صًلُے آلُلُہ عٌلُيُہ وُڛلُمْ - فُيُ ہڏہ آلُعٌشُر "آلُآعٌتْڪآفُ" لُحڊيُثُ عٌبُڊ آلُلُہ بُنْ عٌمْر - رضيُ آلُلُہ عٌنْہمْآ - قٌآلُ:

"ڪآنْ رڛوُلُ آلُلُہ - صًلُے آلُلُہ عٌلُيُہ وُڛلُمْ - يُعٌتْڪفُ آلُعٌشُر آلُأوُآځر مْنْ رمْضآنْ"8,




وُعٌنْ عٌآئشُة - رضيُ آلُلُہ عٌنْہآ - قٌآلُتْ:
"ڪآنْ رڛوُلُ آلُلُہ - صًلُے آلُلُہ عٌلُيُہ وُڛلُمْ - يُجتْہڊ فُيُ آلُعٌشُر آلُأوُآځر مْآ لُآ يُجتْہڊ فُيُ غٍيُرہ"9



وُہڏآ شُآمْلُ لُلُآجتْہآڊ فُيُ تْلُآوُة آلُقٌرآنْ، وُآلُصًلُآة، وُآلُڏڪر، وُآلُصًڊقٌة وُغٍيُر ڏلُڪ مْنْ آلُأعٌمْآلُ،
وُقٌڊ ڛئلُ آبُنْ تْيُمْيُة - رحمْہ آلُلُہ تْعٌآلُے - عٌنْ عٌشُر ڏيُ آلُحجة وُآلُعٌشُر آلُأوُآځر مْنْ رمْضآنْ أيُہمْآ أفُضلُ؟

فُأجآبُ: "أيُآمْ عٌشُر ڏيُ آلُحجة أفُضلُ مْنْ أيُآمْ آلُعٌشُر مْنْ رمْضآنْ، وُآلُلُيُآلُيُ آلُعٌشُر آلُأوُآځر مْنْ رمْضآنْ أفُضلُ مْنْ لُيُآلُيُ عٌشُر ڏيُ آلُحجة"10.




فُعٌلُے آلُإنْڛآنْ أنْ يُحرصً ڪلُ آلُحرصً عٌلُے آغٍتْنْآمْ ہڏہ آلُأيُآمْ آلُمْبُآرڪة، وُہڏہ آلُلُيُآلُيُ آلُفُآضلُة، وُألُآ يُفُرطُ فُيُہآ,
بُلُ يُڪثُر مْنْ قٌرآءة آلُقٌرآنْ لُأنْہ شُہر آلُقٌرآنْ, وُيُطُيُلُ آلُقٌيُآمْ, وُيُتْضرعٌ بُيُنْ يُڊيُ آلُڪريُمْ آلُرحمْنْ؛
فُيُڊعٌوُہ وُيُتْحرے أوُقٌآتْ إجآبُة آلُڊعٌوُآتْ وُبُځآصًة فُيُ آلُثُلُثُ آلُأځيُر مْنْ آلُلُيُلُ وُقٌتْ آلُنْڒٍوُلُ آلُإلُہيُ لُحڊيُثُ أبُيُ ہريُرة - رضيُ آلُلُہ عٌنْہ - أنْ رڛوُلُ آلُلُہ - صًلُے آلُلُہ عٌلُيُہ وُڛلُمْ - قٌآلُ:

((ينزل ربنا - تبارك وتعالى - كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له))11




وآلليِل هـو محرآب آلعٍآبديِن، ومثوے آلسٍآجُديِن، وروضة آلمخبتيِن آلذيِن يِنآجُون ربهـم - تبآرگ وتعٍآلے - بگلآمهـ، ويِسٍألون عٍطٌآءهـ، ويُِعٍَفِّرون جُبآهـهـم بذُل آلتوبة وعٍِزٍّ آلعٍبوديِة للهـ رب آلعٍآلميِن،
ويَِحْنون رؤوسٍهـم لجُبآر آلسٍمآوآت وآلأرض، وملگ آلملوگ، دموعٍهـم منهـمرهـ، وأيِديِهـم ضآرعٍة، وقلوبهـم وآجُفة، ونفوسٍهـم مولعٍة، يِرجُون آللهـ ويِخآفونهـ؛ مسٍتشعٍريِن فيِ ذلگ حآل نبيِهـم - صلے آللهـ عٍليِهـ وسٍلم - گمآ ثبت فيِ آلصحيِحيِن عٍن آلمغيِرة بن شعٍبة - رضيِ آللهـ عٍنهـ -

قآل: إن گآن آلنبيِ - صلے آللهـ عٍليِهـ وسٍلم - ليِقوم ليِصليِ حتے ترم قدمآهـ أو سٍآقآهـ, فيِقآل لهـ فيِقول:

((أفلا أكون عبداً شكوراً))12

قال الله - تعالى -: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}13.




نسأل الله - تبارك وتعالى - أن يعيننا على طاعته ورضاه
وأن يوفقنا لمتابعة نبينا سيد ولد آدم - صلى الله عليه وسلم -
ولا تنسوا اخواننا المسلمين المضطهدين في كل مكان من خير دعائكم

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.



1 سورة النحل (18).
2 رواه الترمذي برقم (682)؛ وابن ماجة برقم (1642)؛ وصححه ابن خزيمة في صحيحه برقم (1883)؛ والحاكم في المستدرك برقم (1532)، وقال:هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة؛ والألباني في صحيح الجامع برقم (759)؛ وفي صحيح ابن ماجة برقم (1331).
3 سورة القدر (1-5).
4 رواه مسلم برقم (760).
5 رواه البخاري برقم (1920)؛ ومسلم برقم (1174).
6 رواه البخاري برقم (1913).
7 رواه البخاري برقم (1917).
8 رواه البخاري برقم (1921)؛ ومسلم برقم (1171).
9 رواه مسلم برقم (1175).
10 الفتاوى الكبرى (2/477).
11 رواه البخاري برقم (1064)؛ واللفظ له، ومسلم برقم (758).
12 رواه البخاري برقم (1078)؛ ومسلم برقم (2819), و(2820).
13 سورة الأحزاب (21)..



​