من فضلكم اخوتي ...

Ahlem Sett

:: عضو مُتميز ::
إنضم
12 أفريل 2013
المشاركات
506
نقاط التفاعل
530
النقاط
36
السلام عليكم
كيف احوالكم اخوتي مع التحضير للبكالوريا
اريد مساعدة منكم
من لديه المقالات الجدلية التالية؟
1- هل نتائج الرياضيات مطلقة أم نسبية؟
2-هل يمكن تطبيق المنهج التجريبي على الظواهر الإنسانية؟
3-هل أصل الرياضيات عقلي أم تجريبي؟
بليييييييييييييز
من لديه هذه المقالات لا يبخلني
شكرا مسبقا
 
رد: من فضلكم اخوتي ...

و عليكم السلام

انا عندي باك سيونس و الله معندي علم بالفلسفة
ان شاء الله تلقاي لي من نفس اختصاصك و يساعدوك
و موفقة باذن الله
 
رد: من فضلكم اخوتي ...

السلام عليكم
هذي المقالة من النت ان شاءالله تفييدك
هل المفاهيم الرياضية مطلقة في اليقين أم نسبية؟
المقدمة (طرح المشكلة)
تعد الرياضيات كعلم مجرد من أهم المواضيع التي نالت حظها من الدراسة و الاهتمام ضمن مبحث فلسفة العلوم،و هي ذلك العلم الذي يهتم بدراسة المقادير القابلة للقياس،والمقدار القابل للقياس يسمى كما،والكم نوعان:متصل موضوعه الهندسة،ومنفصل موضوعه الحساب.وقد شكل موضوع نتائج الرياضيات محور نقاش وجدل بين الفلاسفة والعلماء، إذ أكد بعضهم أن نتائج الرياضيات يقينية ومطلقة في كل الأحوال باعتبار أنها علم مجرد، في حين أكد آخرون الرياضيات نسبية من حيث النتائج خاصة مع ما شهدته الرياضيات من تعدد الأنساق. وعليه ،هل يمكن أن وصف الرياضيات بالعلم اليقيني في كل الأحوال؟
التوسيع: (محاولة حل المشكلة)
أ- القضية: (المفاهيم الرياضية مطلقة في اليقين):يذهب أنصار الرياضيات الكلاسيكية (الإقليدية) للتأكيد على مسلمة أساسية مضمونها أن نتائج الرياضيات هي نتائج مطلقة في اليقين، انطلاقا من المبادئ التي تعتمدها وأساليب البرهنة التي لا تقبل الشك.
2- البرهنة:
* صدق المفاهيم الرياضية متوقف على اعتمادها فكرة البداهة، والبديهية هي قضية يقينية بذاتها لا تحتاج إلى برهان لأنها تدخل في نسيج الفكر البشري ، ومن أهم البديهيات التي اعتمدها إقليدس نجد "الكل أكبر من الجزء"، "طرح نسب متساوية من نسب متساوية يؤدي إلى الحصول على نسب متساوية حتما"
* أكد ديكارت على قيمة البداهة في بناء المنهج الرياضي ويتجلى ذلك من خلال قوله " لا أتقبل شيئا على أنه صحيح إلا إذا كان بديهيا"
* أكد سبينوزا أنه لا يمكن الشك في فكرة البداهة لأن الشك في البديهية يعني الشك في مبادئ العقل الفطرية، وما دام الجميع ملزم على الإيمان بصدق المبادئ العقل فإن الجميع ملزم بالتصديق بالبداهة، " البديهية هي معيار الصدق والكذب"
* صدق المفاهيم الرياضية مرتبط بطريقة التعريف الرياضي الذي اعتمده إقليدس، " التعريف التحليلي، التعريف التركيبي" والتعريف هو القول الشارح لمفهوم الشيء، يتم بذكر الخصائص الجوهرية للشيء. ومن بين التعريفات الرياضية نجد أن المثلث هو الشكل الناتج عن تقاطع ثلاث مستقيمات فيما بينها، والمستقيم هو مجموعة النقاط على استقامة واحدة، والنقطة هي ما ليس له طول ولا عرض ولا ارتفاع. والذي يثبت صدق المفاهيم الرياضية هو أنه لا أحد يتمكن من إبطال أي تعريف قدمه إقليدس.
* أكد باسكال صدق ومطلقية المفاهيم الرياضية من خلال قوله: "الهندسة هي الوحيدة من العلوم الإنسانية التي تنتج براهين معصوم من الخطأ".
* أصبحت الرياضيات لغة لكل العلوم قال أوغست كونت": "الرياضيات هي الآلة الضرورية لكل علم" وهذا يعني أن الفيزياء مثلا أرادت أن تعتمد المنهج الرياضي قصد بلوغ اليقين الذي حققته الرياضيات.
3- النقد: على الرغم من أهمية طرح هؤلاء إلا أنه لا يمكن التصديق بما ذهبوا إليه، لأن الرياضيات هي إبداع إنساني ومن غير المعقول أن ينتج العقل النسبي مفاهيم مطلقة، إن الرياضيات الكلاسيكية حتى وإن بدت يقينية فإن يقينها فقط منطقي " الانسجام بين المقدمات والنتائج" وهذا اليقين فنده الواقع الذي يتميز بالتغيير. تحطيم فكرة البداهة التي كانت معيارا لصدق المفاهيم الرياضية يمنحنا اعتقادا بأن للقضية تفسير آخر.
ب- نقيض القضية: (المفاهيم الرياضية نسبية في اليقين): يذهب أنصار الرياضيات المعاصرة للتأكيد على مسلمة أساسية مضمونها أن تطور العلوم فرض تأسيس القطيعة مع فكرة المطلقية أو اليقين الرياضي، لأن ظهور النسق الأكسيومي حطم فكرة البداهة وأصبحت كل القضايا وأصبحت كل القضايا الرياضية مجرد أوليات نسبية قابلة للنقاش وهذا ما جعل الرياضيات قادرة على مسايرة تطور العلم.
2- البرهنة:
* ظهور النسق الأكسيومي جعل من الرياضيات تتميز بتعدد الأنساق والتعدد يعني النسبية في اليقين وهذا ما أكده بولفان من خلال قوله: " إن كثرة الأنظمة في الهندسة لدليل على أن الرياضيات ليست فيها حقائق مطلقة". وهذا التعدد تجلى من خلال نسق العالم الروسي لو****يفيسكي الذي افترض المكان أنه مقعر ومن ذلك استنتج أنه من نقطة خارج المستقيم يمكن أن يمر عدد لا نهائي من المستقيمات الموازية، وأن مجموع زوايا المثلث أقل من زاويتين قائمتين. كذلك التعدد تجلى مع العالم الألماني ريمان الذي افترض أن المكان محدب ومن ذلك غير التعريف الذي قدمه إقليدس عن المستقيم حيث أكد أنه مجموعة من النقط تنتهي لتشكل دائرة. واستنتج أنه من نقطة خارج المستقيم لا يمكن أن نمرر أي مستقيم موازي، كما أن مجموع زوايا المثلث أكبر من 180 درجة. كذلك التعدد يتجلى من خلال نظرية المجموعات التي قدمها جورج كانتور الذي أثبت أن الجزء يمكن أن يساوي أو يكبر الكل. وهو بذلك حطم فكرة البداهة التي كانت تعد مقياسا لليقين في الرياضيات الكلاسيكية.
* أكد إدموند هسرل من خلال كتابه "تأملات ديكارتية" أن تطور العلم حطم فكرة البداهة التي تقوم عليها الهندسة الإقليدية.
* انتقد روبير بلانشي المبادئ الثلاث للهندسة الإقليدية حيث أكد أن التعريفات هي لغوية لا علاقة لها بالحقيقة الرياضية، ولا يمكن الحكم عليها أنها صادقة أو خاطئة، لأنها تصف المكان الهندسي كما هو موجود حسيا في الواقع وهي بذلك تشبه التعريفات في العلوم الطبيعية، كما انتقد أيضا من خلال كتابه الأكسيوماتيك فكرة البداهة فاعتبرها خاطئة (الكل أكبر من الجزء) إذ يقول: " لم تعد الرياضيات اليوم تتحدث عن المنطلقات الرياضية باعتبارها مبادئ بديهية لأنها في الحقيقة مجرد افتراضات نابعة لاختيار العقل الرياضي الحر"
إذا كانت الرموز الرياضية المعتمدة في حساب المساحات تقريبية فإنه من غير المعقول أن تكون النتائج الرياضية مطلقة = 22/7 =3,14 بالتقريب.
3- النقد: على الرغم من أهمية طرح هؤلاء إلا أنه لا يمكن التصديق بما ذهبوا إليه، لأنه إذا كان النسق الأكسيومي قد تجاوز النسق الإقليدي فلماذا لا زال الفكر الإنساني يعتمد الهندسة الإقليدية في البحث الحديث، إن تحطيم فكرة البداهة لا يعد تحطيما لقيمة ومطلقية الرياضيات، إنما تجاهلا لقيمة مبادئ العقل الفطرية، وما دامت تلك المبادئ صادقة تغير الزمان والمكان، فمن غير المعقول تحطيم فكرة البداهة.
ج- التركيب:كتوفيق بين الطرحين يمكن التأكيد أن المفاهيم الرياضية ليست مطلقة دوما كما أنها ليست نسبية بصفة دائمة، إنما هي يقينية من حيث المنهج وأساليب البرهنة، وهذا الصدق يفرضه الانسجام بين المبادئ والنتائج، وهي نسبية من حيث النتائج من جهة ثانية، إذ نجد المفاهيم الرياضية هي مطلقة إذا نظرنا إليها من زاوية الهندسة الإقليدية، ونسبية إذا نظرنا إليها من زاوية النسق الأكسيومي.
خاتمة: (حل المشكة)ختام القول يمكن التأكيد أن المفاهيم الرياضية تتميز بالدقة واليقين المطلق وهذا ما جعلها لغة لكل العلوم لأنها تعتمد مبادئ انطباق الفكر مع ذاته (الهوية، عدم التناقض والثالث المرفوع) كم أن الرياضيات علم تجردي لا يبحث عن صدقه من الواقع.

 
رد: من فضلكم اخوتي ...

هل المفاهيم الرياضية مطلقة في اليقين أم نسبية؟
المقدمة (طرح المشكلة)
تعد الرياضيات كعلم مجرد من أهم المواضيع التي نالت حظها من الدراسة و الاهتمام ضمن مبحث فلسفة العلوم،و هي ذلك العلم الذي يهتم بدراسة المقادير القابلة للقياس،والمقدار القابل للقياس يسمى كما،والكم نوعان:متصل موضوعه الهندسة،ومنفصل موضوعه الحساب.وقد شكل موضوع نتائج الرياضيات محور نقاش وجدل بين الفلاسفة والعلماء، إذ أكد بعضهم أن نتائج الرياضيات يقينية ومطلقة في كل الأحوال باعتبار أنها علم مجرد، في حين أكد آخرون الرياضيات نسبية من حيث النتائج خاصة مع ما شهدته الرياضيات من تعدد الأنساق. وعليه ،هل يمكن أن وصف الرياضيات بالعلم اليقيني في كل الأحوال؟
التوسيع: (محاولة حل المشكلة)
أ- القضية: (المفاهيم الرياضية مطلقة في اليقين):يذهب أنصار الرياضيات الكلاسيكية (الإقليدية) للتأكيد على مسلمة أساسية مضمونها أن نتائج الرياضيات هي نتائج مطلقة في اليقين، انطلاقا من المبادئ التي تعتمدها وأساليب البرهنة التي لا تقبل الشك.
2- البرهنة:
* صدق المفاهيم الرياضية متوقف على اعتمادها فكرة البداهة، والبديهية هي قضية يقينية بذاتها لا تحتاج إلى برهان لأنها تدخل في نسيج الفكر البشري ، ومن أهم البديهيات التي اعتمدها إقليدس نجد "الكل أكبر من الجزء"، "طرح نسب متساوية من نسب متساوية يؤدي إلى الحصول على نسب متساوية حتما"
* أكد ديكارت على قيمة البداهة في بناء المنهج الرياضي ويتجلى ذلك من خلال قوله " لا أتقبل شيئا على أنه صحيح إلا إذا كان بديهيا"
* أكد سبينوزا أنه لا يمكن الشك في فكرة البداهة لأن الشك في البديهية يعني الشك في مبادئ العقل الفطرية، وما دام الجميع ملزم على الإيمان بصدق المبادئ العقل فإن الجميع ملزم بالتصديق بالبداهة، " البديهية هي معيار الصدق والكذب"
* صدق المفاهيم الرياضية مرتبط بطريقة التعريف الرياضي الذي اعتمده إقليدس، " التعريف التحليلي، التعريف التركيبي" والتعريف هو القول الشارح لمفهوم الشيء، يتم بذكر الخصائص الجوهرية للشيء. ومن بين التعريفات الرياضية نجد أن المثلث هو الشكل الناتج عن تقاطع ثلاث مستقيمات فيما بينها، والمستقيم هو مجموعة النقاط على استقامة واحدة، والنقطة هي ما ليس له طول ولا عرض ولا ارتفاع. والذي يثبت صدق المفاهيم الرياضية هو أنه لا أحد يتمكن من إبطال أي تعريف قدمه إقليدس.
* أكد باسكال صدق ومطلقية المفاهيم الرياضية من خلال قوله: "الهندسة هي الوحيدة من العلوم الإنسانية التي تنتج براهين معصوم من الخطأ".
* أصبحت الرياضيات لغة لكل العلوم قال أوغست كونت": "الرياضيات هي الآلة الضرورية لكل علم" وهذا يعني أن الفيزياء مثلا أرادت أن تعتمد المنهج الرياضي قصد بلوغ اليقين الذي حققته الرياضيات.
3- النقد: على الرغم من أهمية طرح هؤلاء إلا أنه لا يمكن التصديق بما ذهبوا إليه، لأن الرياضيات هي إبداع إنساني ومن غير المعقول أن ينتج العقل النسبي مفاهيم مطلقة، إن الرياضيات الكلاسيكية حتى وإن بدت يقينية فإن يقينها فقط منطقي " الانسجام بين المقدمات والنتائج" وهذا اليقين فنده الواقع الذي يتميز بالتغيير. تحطيم فكرة البداهة التي كانت معيارا لصدق المفاهيم الرياضية يمنحنا اعتقادا بأن للقضية تفسير آخر.
ب- نقيض القضية: (المفاهيم الرياضية نسبية في اليقين): يذهب أنصار الرياضيات المعاصرة للتأكيد على مسلمة أساسية مضمونها أن تطور العلوم فرض تأسيس القطيعة مع فكرة المطلقية أو اليقين الرياضي، لأن ظهور النسق الأكسيومي حطم فكرة البداهة وأصبحت كل القضايا وأصبحت كل القضايا الرياضية مجرد أوليات نسبية قابلة للنقاش وهذا ما جعل الرياضيات قادرة على مسايرة تطور العلم.
2- البرهنة:
* ظهور النسق الأكسيومي جعل من الرياضيات تتميز بتعدد الأنساق والتعدد يعني النسبية في اليقين وهذا ما أكده بولفان من خلال قوله: " إن كثرة الأنظمة في الهندسة لدليل على أن الرياضيات ليست فيها حقائق مطلقة". وهذا التعدد تجلى من خلال نسق العالم الروسي لو****يفيسكي الذي افترض المكان أنه مقعر ومن ذلك استنتج أنه من نقطة خارج المستقيم يمكن أن يمر عدد لا نهائي من المستقيمات الموازية، وأن مجموع زوايا المثلث أقل من زاويتين قائمتين. كذلك التعدد تجلى مع العالم الألماني ريمان الذي افترض أن المكان محدب ومن ذلك غير التعريف الذي قدمه إقليدس عن المستقيم حيث أكد أنه مجموعة من النقط تنتهي لتشكل دائرة. واستنتج أنه من نقطة خارج المستقيم لا يمكن أن نمرر أي مستقيم موازي، كما أن مجموع زوايا المثلث أكبر من 180 درجة. كذلك التعدد يتجلى من خلال نظرية المجموعات التي قدمها جورج كانتور الذي أثبت أن الجزء يمكن أن يساوي أو يكبر الكل. وهو بذلك حطم فكرة البداهة التي كانت تعد مقياسا لليقين في الرياضيات الكلاسيكية.
* أكد إدموند هسرل من خلال كتابه "تأملات ديكارتية" أن تطور العلم حطم فكرة البداهة التي تقوم عليها الهندسة الإقليدية.
* انتقد روبير بلانشي المبادئ الثلاث للهندسة الإقليدية حيث أكد أن التعريفات هي لغوية لا علاقة لها بالحقيقة الرياضية، ولا يمكن الحكم عليها أنها صادقة أو خاطئة، لأنها تصف المكان الهندسي كما هو موجود حسيا في الواقع وهي بذلك تشبه التعريفات في العلوم الطبيعية، كما انتقد أيضا من خلال كتابه الأكسيوماتيك فكرة البداهة فاعتبرها خاطئة (الكل أكبر من الجزء) إذ يقول: " لم تعد الرياضيات اليوم تتحدث عن المنطلقات الرياضية باعتبارها مبادئ بديهية لأنها في الحقيقة مجرد افتراضات نابعة لاختيار العقل الرياضي الحر"
إذا كانت الرموز الرياضية المعتمدة في حساب المساحات تقريبية فإنه من غير المعقول أن تكون النتائج الرياضية مطلقة = 22/7 =3,14 بالتقريب.
3- النقد: على الرغم من أهمية طرح هؤلاء إلا أنه لا يمكن التصديق بما ذهبوا إليه، لأنه إذا كان النسق الأكسيومي قد تجاوز النسق الإقليدي فلماذا لا زال الفكر الإنساني يعتمد الهندسة الإقليدية في البحث الحديث، إن تحطيم فكرة البداهة لا يعد تحطيما لقيمة ومطلقية الرياضيات، إنما تجاهلا لقيمة مبادئ العقل الفطرية، وما دامت تلك المبادئ صادقة تغير الزمان والمكان، فمن غير المعقول تحطيم فكرة البداهة.
ج- التركيب:كتوفيق بين الطرحين يمكن التأكيد أن المفاهيم الرياضية ليست مطلقة دوما كما أنها ليست نسبية بصفة دائمة، إنما هي يقينية من حيث المنهج وأساليب البرهنة، وهذا الصدق يفرضه الانسجام بين المبادئ والنتائج، وهي نسبية من حيث النتائج من جهة ثانية، إذ نجد المفاهيم الرياضية هي مطلقة إذا نظرنا إليها من زاوية الهندسة الإقليدية، ونسبية إذا نظرنا إليها من زاوية النسق الأكسيومي.
خاتمة: (حل المشكة)ختام القول يمكن التأكيد أن المفاهيم الرياضية تتميز بالدقة واليقين المطلق وهذا ما جعلها لغة لكل العلوم لأنها تعتمد مبادئ انطباق الفكر مع ذاته (الهوية، عدم التناقض والثالث المرفوع) كم أن الرياضيات علم تجردي لا يبحث عن صدقه من الواقع.
 
رد: من فضلكم اخوتي ...

هل أصل المفاهيم الرياضية تعود إلى العقل أم إلى التجربة؟
السؤال : إذا كنت أمام موقفين يقول متعارضين يقول احدهما أن المفاهيم الرياضية في أصلها الأول صادرة عن العقل ويقول ثانيهما أنها صادرة عن التجربة مع العلم أن كليهما صحيح في سياقه ونسقه وطلب منك الفصل في الأمر لتصل إلى المصدر الحقيقي للمفاهيم الرياضية فما عساك أن تفعل؟
طرح المشكل:
منذ أن كتب أفلاطون على باب أكاديميته من لم يكن رياضيا لا يطرق بابنا. والرياضيات تحتل المكانة الأولى بين مختلف العلوم وقد ظهرت الرياضيات كعلم منذ القدم لدى اليونانيين.وهي تدرس الكم بنوعيه المتصل والمنفصل وتعتمد على مجموعة من المفاهيم .وإذا كان لكل شيء أصل .ولكل علم مصدر فما أصل الرياضيات وما مصدر مفاهيمها ؟فهل ترتد كلها إلى العقل الصرف الخالص, أم إلى مدركاتنا الحسية والى ما ينطبع في أذهاننا من صور استخلصناها من العالم الخارجي ؟ وبعبارة أخرى هل الرياضيات مستخلصة في أصلها البعيد من العقل أم من التجربة؟
عرض الأطروحة الأولى : أصل المفاهيم الرياضية يعود إلى العقل
يرى العقليون أن أصل المفاهيم الرياضية يعود إلى المبادئ الفطرية التي ولد الإنسان مزودا بها وهي سابقة عن التجربة لان العقل بطبيعته ,يتوفر على مبادئ وأفكار فطرية .وكل ما يصدر عن هذا العقل من أحكام وقضايا ومفاهيم ,تعتبر كلية وضرورية ومطلقة وتتميز بالبداهة والوضوح والثبات ومن ابرز دعاة هذا الرأي نجد اليوناني أفلاطون الذي يرى أن المفاهيم الرياضية كالخط المستقيم والدائرة .واللانهائي والأكبر والأصغر ......هي مفاهيم أولية نابعة من العقل وموجودة فيه قبليا لان العقل بحسبه كان يحيا في عالم المثل وكان على علم بسائر الحقائق .ومنها المعطيات الرياضية التي هي أزلية وثابتة , لكنه لما فارق هذا العالم نسي أفكاره ,وكان عليه أن يتذكرها .وان يدركها بالذهن وحده . ويرى الفيلسوف الفرنسي ديكارت أن المعاني الرياضية من أشكال وأعداد هي أفكار فطرية أودعها الله فينا منذ البداية وما يلقيه الله فينا من أفكار لا يعتريه الخطأ ولما كان العقل هو اعدل قسمة بين الناس فإنهم يشتركون جميعا في العمليات العقلية حيث يقيمون عليه استنتاجاتهم ويرى الفيلسوف الألماني "كانط" إن الزمان والمكان مفهومان مجردان وليس مشتقين من الإحساسات أو مستمدين من التجربة ,بل هما الدعامة الأولى لكل معرفة حسية
نقد الأطروحة الأولى
لا يمكننا أن نتقبل أن جميع المفاهيم الرياضية هي مفاهيم عقلية لان الكثير من المفاهيم الرياضية لها ما يقابلها في عالم الحس.وتاريخ العلم يدل على أن الرياضيات وقبل أن تصبح علما عقليا ,قطعت مراحل كلها تجريبية .فالهندسة سبقت الحساب والجبر لأنها اقرب للتجربة
عرض الأطروحة الثانية : أصل المفاهيم الرياضية هي التجربة
يرى التجريبيون من أمثال هيوم ولوك وميل أن المفاهيم والمبادئ الرياضية مثل جميع معارفنا تنشا من التجربة ولا يمكن التسليم بأفكار فطرية عقلية لان النفس البشرية تولد صفحة بيضاء .فالواقع الحسي أو التجريبي هو المصدر اليقيني للتجربة.وان كل معرفة عقلية هي صدى لادراكاتنا الحسية عن هذا الواقع .وفي هذا السياق يقولون (لا يوجد شيء في الذهن ما لم يوجد من قبل في التجربة )ويقولون ايضا (ان القضايا الرياضية التي هي من الأفكار المركبة ,ليست سوى مدركات بسيطة هي عبارة عن تعميمات مصدرها التجربة )ويقول دافيد هيوم ( كل ما اعرفه قد استمدته من التجربة) ففكرة الدائرة جاءت من رؤية الإنسان للشمس والقرص جاءت كنتيجة مشاهدة الإنسان للقمر. والاحتمالات جاءت كنتيجة لبعض الألعاب التي كان يمارسها الإنسان الأول .وقد استعان الإنسان عبر التاريخ عند العد بالحصى وبالعيدان وبأصابع اليدين والرجلين وغيرها ,والمفاهيم الرياضية بالنسبة إلى الأطفال والبدائيين .لا تفارق مجال الإدراك الحسي لديهم ,وان ما يوجد في أذهانهم وأذهان غيرهم من معان رياضية ما هي إلا مجرد نسخ جزئية للأشياء المعطاة في التجربة الموضوعية.
نقد الأطروحة الثانية
لا يمكننا أن نسلم أن المفاهيم الرياضية هي مفاهيم تجريبية فقط لأننا لا يمكننا أن ننكر الأفكار الفطرية التي يولد الإنسان مزود بها.وإذا كانت المفاهيم الرياضية أصلها حسي محض لاشترك فيها الإنسان مع الحيوان.
التركــــــــــــــــــيب
إن أصل المفاهيم الرياضية يعود إلى الترابط والتلازم الموجود بين التجربة والعقل فلا وجود لعالم مثالي للمعاني الرياضية في غياب العالم الخارجي ولا وجود للأشياء المحسوسة في غياب الوعي الإنساني .والحقيقة أن المعاني الرياضية لم تنشأ دفعة واحدة ,وان فعل التجريد أوجدته عوامل حسية وأخرى ذهنية

الخاتمة
إن تعارض القولين لا يؤدي بالضرورة إلى رفعهما لان كلا منهما صحيح في سياقه , ويبقى أصل المفاهيم الرياضية هو ذلك التداخل والتكامل الموجود بين العقل والتجربة .ولهذا يقول العالم الرياضي السويسري غونزيث (في كل بناء تجريدي ,يوجد راسب حدسي يستحيل محوه وإزالته .وليست هناك معرفة تجريبية خالصة ,ولا معرفة عقلية خالصة.بل كل ما هناك أن أحد الجانبين العقلي والتجريبي قد يطغى على الآخر ,دون أن يلغيه تماما ويقول" هيجل" "كل ما هو عقلي واقعي وكل ما هو واقعي عقلي
 
رد: من فضلكم اخوتي ...

وهذي مقالة حول
هل يمكن تطبيق المنهج التجريبي على العلوم الإنسانية؟
المقدمة:
إن العلوم الإنسانية هي مجموع الاختصاصات التي تهتم بدراسة مواقف الإنسان وأنماط سلوكه , وبذلك فهي تهتم بالإنسان , من حيث هو كائن ثقافي , حيث يهتم علم النفس بالبعد الفردي في الإنسان ويهتم علم الاجتماع بالبعد الإجتماعي ويهتم التاريخ بالبعدين الفردي والاجتماعي معا في الماضي لدى الإنسان وعليه فالعلوم الإنسانية تهتم بكل ما يتعلق بالإنسان ولقد كان هناك إختلاف بين المفكرين و الفلاسفة حول إمكانية تطبيق المنهج التجريبي على العلوم الإنسانية فمنهم من يرى أنه بإلإمكان تطبيق المنهج التجريبي على العلوم الإنسانية ومنهم من يرى أن لهذه العلوم خصوصياتها التي تميزها عن العلوم الفيزيائية و عليه يستحيل إخضاعها للمنهج التجريبي،والإشكال الذي نطرحه :هل يمكن تطبيق المنهج التجريبي على العلوم الإنسانية؟
الموقف الأول: لا يمكن تطبيق المنهج التجريبي على العلوم الإنسانية .
لا يمكننا تطبيق المنهج التجريبي على العلوم الإنسانية و ذلك لوجود العديد من العوائق التي تقف أمام الباحثين في هذا المجال و يمكن تلخيصها في نقاط هي:
عائق الموضوعية: إن أكبر عائق يواجه الباحث في العلوم الإنسانية هو عائق الموضوعية ذلك أن موضوع العلوم الإنسانية هو الإنسان في حد ذاته فهي مرتبطة به أشد الارتباط ما يجعلها عرضة لذاتيته فيضفي عليها ميوله و عواطفه و رغباته فمثلا في علم التاريخ نجد أن المؤرخ الفرنسي مثلا لو أراد التأريخ للفترة الاستعمارية في الجزائر لطمس العديد من الحقائق ،و المجازر المخزية التي قامت بها بلاده في الجزائر و هذا طبعا راجع لميوله و إديولجيته و عواطفه، و الشيء نفسه نجده في ،والشيء نفسه أيضا في علم الإجتماع فالباحث في علم الإجتماع يخضع لميوله و عواطفه و عادات و تقاليد مجتمعه فلو طلبنا مثلا من عالم إجتماع جزائري البحث في إيجابيات و سلبيات مجتمعه مقارنة بالمجتمع التونسي مثلا لحاول إبراز الإيجابيات التي تميز عادات و تقاليد و أخلاق مجتمعه مقارنة بالمجتمع التونسي و تناسي سلبياته لأنه خاضع لذاتيته بالضرورة، والشيء نفسه نجده في علم النفس فالحادثة النفسية حادثة داخلية لا يحس بها إلا صاحبها و عليه من الصعب إخضاعها للموضوعية ، وعليه يعد عائق الموضوعية من أهم العوائق التي تقف أمام الباحث في دراسة العلوم الإنسانية و هذا ما يؤكده جون ديوي من خلال قوله:" تناول الباحثين للمشكلات الإنسانية من ناحية الاستهجان والاستحسان الخلقيين ومن ناحية الخبث والطهر عقبة في طريق الدراسات التاريخية"
عائق الملاحظة : ثاني عائق يواجه الباحث في العلوم الإنسانية عائق الملاحظة ،والملاحظة العلمية تتميز بالدقة و اليقين و الشمولية و هذا ما يبدو متعذرا في العلوم الإنسانية لأنه تختلف درجة إدراك الظاهرة الطبيعية عن الظاهرة الإنسانية، لأن الأولى تقدم نفسها للباحث شيئاً مستقلاً عنه، تتيح له حرية الملاحظة الخارجية، بوصفها ظاهرة مادية، لها بناء داخلي، يغير من شكلها ومظهرها، ويتفاعل مع المحيط الخارجي الذي توجد فيه، فالباحث في هذه الحالة، يتعامل مع هياكل معينة مجردة من الشعور والتفاعل، أما الظواهر الإنسانية فدرجة تعقيدها أكثر، وهي لا تقدم نفسها على نفس الشكل من البساطة، وليست هياكل ميتة ومجردة عن كل حركة، إنها تتمتع ببناء داخلي خاص، حيث أن الباحث الذي يتعامل مع الظواهر الإنسانية يجد نفسه داخل نظام من العلاقات والتفاعلات ففي علم التاريخ مثلا: الحادثة التاريخية تتميز بأنها فريدة من نوعها و تحدث في زمان و مكان معينين و عليه لا يمكن ملاحظتها ملاحظة مباشرة فمثلا لا يمكننا ملاحظة حادثة المروحة مثلا، و لا ملاحظة معركة 20 أوت 1955 في الشمال القسنطيني،... وهذا ما يؤكد ه عبد الرحمان الصغير في قوله:" النظرية العلمية تشترط ملاحظة الوقائع من أجل اكتشاف القوانين فالحادث البيولوجي يمكن ملاحظته أما الحادث التاريخي فلا يمكن بلوغه"، و الشيء نفسه في علم الإجتماع فالظاهرة الإجتماعية ظاهرة مركبة تتداخل فيها الأسباب النفسية مع الإجتماعية وحتى مع الفيزيولوجبة فالسرقة مثلا قد تكون إما بسبب الفقر أو بسبب سوء التربية أو بتشجيع المجتمعات لها أو بسبب ضعف الوازع الديني أو بسبب دوافع نفسية لا شعورية ، أو بسبب هذه العوامل كلها ،وعليه لا يمكن إخضاعها للملاحظة، و هو ما يواجهنا في علم النفس فالظاهرة النفسية ظاهرة باطنية داخلية لا يعيها إلا صاحبها و لا يشعر بها إلا هو نفسه و عليه لا يمكن ملاحظتها و لا معرفة درجة تأثيرها على نفسية الفرد.
عائق التجريب: ثالث عائق يواجه الباحث في العلوم الإنسانية هو عائق التجريب، و المعروف بأن العلم بإمكانه القيام بالتجربة مباشرة على الظواهر الجامدة عن طريق نقلها إلى المختبر و إعادة إصطناعها في شروط إصطناعية ،و الوصول إلى وضع القوانين التي تحكم في هاته الظاهرة مثلا،و هذا ما نجده متعذرا في العلوم الإنسانية، فالباحث في علم التاريخ لا يمكنه إخضاع الحادثة التاريخية للتجربة فهي أحداث كانت في الماضي ،فالمؤرخ مثلا لا يستطيع التجريب على الحرب العالمية الثانية، و لا الثورة الجزائرية،والشيء نفسه في علم الإجتماع فلا يمكن إخضاع ظاهرة الإنتحار مثلا للتجربة أو ظاهرة الطلاق للتجربة،و هو ما ينطبق في علم النفس ذلك أن الظاهرة النفسية في حد ذاتها ظاهرة كيفية يمكن وصفها و لا يمكن قياسها فكيف بالباحث إخضاعها للتجربة وهذا ما يؤكده جون دلايير من خلال قوله:" إذا حاول الإنسان أن يجعل من الفعل البشري موضوعا حسيا ماديا كما في الفيزياء فإنه لا يحصل إلا على هيكل فارغ".
عائق التعميم: إن منهج العلوم الطبيعية يمكنه إعادة التجربة في ظروف مختلفة زمانياً ومكانياً ووضع قوانين لتعميمها على جميع الظواهر المتشابهة "كأن نقوم بتجربة على الحديد نجده يتمدد بالحرارة فنقول كل المعادن تتمدد بالحرارة"، بينما تتسم العلوم الإنسانية بحركيتها، وتغيرها، وعدم ثباتها، ومن ثم فهي ظواهر انفرادية لا تتكرر تحت نفس الشروط، وليس بإمكان الباحث أن يعيد تركيبها، إنها تاريخية تجسد لحظة تاريخية معينة و لا يمكن تعميم نتائجها فمثلا في علم التاريخ لا يمكن تعميم أسباب الثورة الجزائرية 1954 ،على باقي الثورات التحريرية في العالم العربي "تونس أو المغرب،.." و في علم الإجتماع لا يمكن تعميم أسباب السرقة أو العنف من من فرد إلى فرد فلكل فرد أسبابه و دوافعه، و الشيء نفسه في علم النفس فلا يمكن تعميم سبب مرض شخص بالهيستريا على بقية الأشخاص فلكل فرد أسباب و عوامل أدت إلى مرضه .
عائق الحتمية: الظواهر الإنسانية لا تخضع للحتمية الذي تخضع له الظواهر الفيزيائية فتكرر نفس الأسباب يؤدي في الفيزياء حتما إلى تكرر نفس النتائج و الوصول إلى التنبؤ بالمستقبل،بينما على العكس تماما بالنسبة للظواهر الإنسانية فالظاهرة التاريخية لا تخضع للتكرار فتوفر مثلا نفس الأسباب لا يؤدي دائما إلى نفس النتائج فتوفر الأسباب التي أدت بالإحتلال الفرنسي للجزائر عام 1830 حاليا لا تؤدي إلى معاودة الاحتلال و والشيء نفسه في علم الإجتماع فتوفر الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق مثلا بين زوجين لا تؤدي حتما إلى طلاق أسرة تتوفر فيها هاته الشروط، والشيء نفسه في علم النفس فليس بالضرورة و حتما الأسباب التي أدت إلى إصابة شخص ما بالهستيريا تؤدي إلى مرض أ\خاص آخرين إلى الإصابة بنفس المرض، وبالتالي العجز عن وضع قوانين تفسر الظواهر الإنسانية كما هو الحال في الظواهر الفيزيائية.
النقد:
إنه مما لا شك فيه أن هذه الاعتراضات لها ما يبررها من الناحية العلمية خاصة غير أنه ينبغي أن نؤكد بأن هذه الاعتراضات لا تستلزم الرفض القاطع لعملية دراسة العلوم الإنسانية لأن كل علم له خصوصياته المتعلقة بالموضوع وبالتالي خصوصية المنهج المتبع في ذلك الموضوع فهناك بعض المؤرخين و الباحثين في علم الإجتماع و علم النفس استطاعوا أن يكونوا موضوعيين إلى حد ما وان يتقيدوا بشروط الروح العلمية، و يبتكروا مناهج جديدة تتماشى مع موضوعات العلوم الإنسانية.
الموقف الثاني: يمكن تطبيق المنهج التجريبي على العلوم الإنسانية .
في المقابل ذهب بعض المفكرين إلى القول بأنه بالإمكان تجاوز هذه العقبات و دراسة الظواهر الإنسانية دراسة علمية و إخضاعها للمنهج التجريبي بنفس الكيفية و السهولة التي تطبق في المادة الجامدة و هذا من خلال تجاوز مجموع العوائق التي تقف أمام الباحثين في هذا المجال.
تجاوز عائق الموضوعية: حاول الباحثون في مجال العلوم الإنسانية التخلص من الذاتية و تحقيق الموضوعية في أبحاثهم، فالباحث في العلوم الإنسانية يمكنه الوصول إلى تحقيق الموضوعية شريطة أن يحرص الباحث على ذلك وأن يلتزم الحيطة و الحذر أثناء التفسير للظواهر الإنسانية،فلقد إستطاع العديد من الباحثين من دراسة الظواهر الإنسانية دراسة موضوعية و جردوا أبحاثهم من الذاتية و تركوا الوقائع هي التي تتكلم ففي علم التاريخ نجد المؤرخ التونسي ابن خلدون في كتابه المقدمة، و في علم الاجتماع في كتابه العبر،و كذا بعض الأبحاث التي قام بها علماء النفس،باتباعهم مناهج بعيدة عن الذاتية.
تجاوز عائق الملاحظة: تجاوز الباحثون في مجال العلوم الإنسانية عائق الملاحظة ففي علم التاريخ أصبح المؤرخون يستعملون في بحوثهم منهجا خاصا بهم وهو يقترب من المنهج التجريبي ويقوم على خطوط كبرى هي كالآتي:أ* جمع المصادر والوثائق: فبعد اختيار الموضوع يبدأ المؤرخ بجمع الوثائق والآثار المتبقية عن الحادث فالوثائق هي السبيل الوحيد إلى معرفة الماضي وفي هذا يقول سنيويوس:" لا وجود للتاريخ دون وثائق , وكل عصر ضاعت وثائقه يظل مجهولا إلى الأبد"،ب* نقد المصادر والوثائق: فبعد الجمع تكون عملية الفحص والنظر و التثبت من خلو الوثائق من التحريف والتزوير , وهو ما يعرف بالتحليل التاريخي أو النقد التاريخي وهو نوعان: خارجي ويهتم بالأمور المادية كنوع الورق والخ، وداخلي يهتم بالمضمون،ج* التركيب الخارجي: تنتهي عملية التحليل إلى نتائج جزئية مبعثرة يعمل المؤرخ على تركيبها في إطارها الزمكاني فيقوم بعملية التركيب مما قد يترتب عن ذلك ظهور فجوات تاريخية فيعمل على سدها بوضع فروض مستندا إلى الخيال والاستنباط ثم يربط نتائجه ببيان العلاقات التي توجد بينهما وهو ما يعرف بالتعليل التاريخي ، وبواسطة هذا المنهج أستطاع المؤرخون في علم التاريخ تجاوز هائق الملاحظة و التجربةمعا والشيء نفسه في علم الإجتماع فلقد استطاع علماء الإجتماع تجاوز عائق الملاحظة وإخضاع الظاهرة الاجتماعية للدراسة العلمية من خلال التعامل معها ك"أشياء" أو موضوعات لها وجودها الخارجي المستقل عن الذات، قابلة للملاحظة، وهو ما ستطاع علم النفس أيضا تجاوزه ففي الإمكان ملاحظة سلوك الأطفال اتجاه الألعاب التي تقدمها لهم في فترة زمنية طويلة تسجل خلالها ملاحظاتنا لتدرس ما يحدث لسلوكهم اتجاه تلك الألعاب من تغيرات، ونحاول تفسيرها. كذلك يمكن التأثير على الآخرين بمؤثرات معينة مفزعة أو مفرحة أو محزنة، وملاحظة ما يحدث تبعاً لذلك.
تجاوز عائق التجريب: وتجاوز الباحثون أيضا عائق التجربة وأصبح بإمكانهم إخضاع العلوم الإنسانية إلى التجربة،ففي علم التاريخ يمكن القيام بالتجربة على الظواهر التاريخية من خلال المقارنة بين الأحداث التاريخية و النقد الخارجي للمصادر وهذا بواسطة التحليل الكيميائي ومثل ذلك استعمال كربون 14 للتأكد من العمر الزمني للوثيقة و بالتالي إخضاعها للتجربة، والشيء نفسه في علم الإجتماع من خلال الأبحاث التي قام بها دوركايم في كتابه "قواعد المنهج في علم الإجتماع" من خلال تحديده خصائص الظاهرة الإجتماعية و هي "تلقائية يجدها الفرد عند و لادته، و جبرية يفرضها عليه المجتمع و الخروج عنها يؤدي به إلى العقاب و جماعية وضعها و اتفق عليها كل افراد المجتمع "الضمير الجمعي على حد تعبير دوركايم""و عليه يمكن إخضاعها للتجربة ، أما فيما يخص علم النفس فلقد أستطاع و بفض التطور الكبير الذي و صل اليه العلم من اخضاع الظواهر النفسية الى المنهج التجريبي، فلقد استخدم علماء النفس المنهج التجريبي على نطاق واسع في الدراسات النفسية، وبعض التجارب يجريها علماء النفس في معامل خاصة، مجهزة بأدق الأجهزة حيث أمكن إجراء التجارب على الراشدين والأطفال و الحيوانات، فلقد تنوعت وسائل القياس منذ منتصف القرن التاسع عشر، فإما أن تقاس الظاهرة النفسية بواسطة اختبارات لفظية وعملية كاختبارات الذكاء، والقدرات العقلية مثلاً عن طريق الأجهزة المختلفة كأجهزة الارجوجراف التي تقيس التعب العضلي والتنفس من خلال سرعة النبض ودقات القلب، وجهاز كشف الكذب هذا بالإضافة إلى المناهج العديدة المستعملة في هذا المجال كالتنويم المغناطيسي،التداعي الحر،الاستبطان.
تجاوز عائق التعميم: لقد استطاع العلماء و الباحثون في مجال العلوم الإنسانية تجاوز عائق التعميم و الوصول للتعميم في مجال الظواهر الإنسانية وهذا عن طريق البحث في الأسباب الرئيسية للظاهرة و ليست الثانوية فلو نظرنا مثلا إلى الحروب في مجال التاريخ نجد هناك أسباب رئيسية مشتركة بينها فالثورة المصرية الأخيرة و الثورة التونسية لهما نفس الأسباب مثلا و هي تعفن النظام السياسي الحاكم، وغياب الديمقراطية،...، والشيء نفسه في علم الاجتماع فلو نظرنا مثلا إلى ظاهرة الانتحار مثلا فنجد أن هناك أسباب مشتركة مثلا كنقص الوازع الديني، اضطرابات نفسية،...، و الشيء نفسه في علم النفس .
تجاوز عائق الحتمية: لقد استطاع الباحثون في العلوم الإنسانية تجاوز عائق الحتمية والوصول إلى وضع قوانين تمكنهم من التنبؤ بالمستقبل ففي علم التاريخ إستطاع العلامة ابن خلدون وضع قانون أطوار الدولة"سبب نموها و سبب سقوطها و إنحلالها" وفي علم الاجتماع إعتبر علماء الإجتماع الظواهر الإجتماعية - مثل ظواهر الطبيعة - وتخضع لقوانين ثابتة يمكن الكشف عنها بداية مع أوجست كونت الذي سماها بالفيزياء الإجتماعية ،ووصولا إلى دوركايم الذي إستطاع وضع قانون للانتحار في قوله:"إن الميل إلى الإنتحار يزداد مع قلة الروابط التي تربط الفرد بالمجتمع"، و الشيء نفسه في علم النفس فهناك بعض الإختصاصات في علم النفس نجحت بطريقة نسبية في صياغة بعض القوانين في شكل معادلات رياضية مثل علم نفس الذكاء "الذكاء= السن العقلي/السن الحقيقي*100، وكذلك بعض السلوكين كقانون المنعكس الشرطي لبافلوف.
النقد:
انه مما لا شك فيه أن العلوم الإنسانية قد تجاوزت الكثير من الصعوبات التي كانت تعوقها وتعطلها ولكن رغم ذلك لا يجب أن لا نبالغ في اعتبار الظواهر الإنسانية تستطيع أن تكون موضوعا لمعرفة علمية بحتة , كما لا يجب التسليم بأن الدراسات الإنسانية قد بلغت مستوى العلوم الطبيعية بل الحادث الإنساني يبقى حادث إنساني له شروطه و مميزاته لا يستوف كل شروط العلم،كما أن كثرة المناهج في ميدان العلم الواحد دليل على عجز هذه العلوم في تطبيق المنهج التجريبي .
التركيب:
إن للحادثة الإنسانية خصائصها مثلما للظاهرة الحية أو الجامدة خصائصها وهذا يقتضي اختلافا في المنهج وهذا جعل من العلوم الإنسانية علوما من نوع خاص ليست علوما إستنتاجية كالرياضيات وليس استقرائية كالفيزياء و إنما هي علوم تبحث عن الوسائل العلمية التي تمكنها من فهم الظواهر الإنسانية و تفسيرها وعلى هذا الأساس فإن القول بأن العلوم الإنسانية علوم على منوال العلوم الطبيعية أمر صعب،ولكن رغم كل هذه العوائق التي تواجه العالم في هذا المجال إلا أن هذا لا يمنع من محاولة دراستها دراسة علمية مع المحافظة على خصائصها و مميزاتها .
وحسب رأيي الشخصي فإنه يمكن تطبيق المنهج التجريبي على العلوم الإنسانية لكن ليس بنفس الكيفية التي تطبق في المادة الجامدة لأن هذه الأخير تختلف كل الإختلاف عن العلوم الإنسانية التي لديها خصوصيتها و طبيعتها التي تجعلنا نحاول وضع منهج تجريبي يتلاءم مع طبيعة كل موضوع منها سواء في علم التاريخ أو الاجتماع أو النفس
خاتمة:
العلوم الإنسانية تواجه صعوبة في تطبيق المنهج التجريبي لكونه أصلا وضع لدراسة العلوم الطبيعية وقد استعارته العلوم الإنسانية ، مما دفع البعض من العلماء و الباحثين إلى التشكيك في إمكانية تطبيقه على الظواهر الإنسانية المعنوية المتغيرة المشوبة بالذاتية وغير الخاضعة للحتمية إلا الواقع أثبت أنه يمكن تطبيق على كثير من هذه الظواهر في علم النفس والاجتماع وعلم التاريخ لهذا حاولت هذه العلوم تقليد هذا المنهج وتكييفه مع الظواهر الإنسانية للوصول إلى نتائج معتبرة


 
رد: من فضلكم اخوتي ...

ألف شكر لكم
جزاكم الله كل خير وبارك الله فيكم
تحياتي
 
رد: من فضلكم اخوتي ...

ألف شكر لكم
جزاكم الله كل خير وبارك الله فيكم
تحياتي
العفو اختي
امين وفيك بارك الله
اذا احتجت اي شيء نحن هنا للمساعدة باذن الله
بالتوفيق
 
رد: من فضلكم اخوتي ...

وصلت متاخرة
مليح كي وصلتك
المساعدة
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top