هكذا هزموا الفشل واليأس.......قصص واقعية (حلقات)

CHAMEKH

:: في ذمة الله ::
أحباب اللمة

إلى كل من قضّ مضجعه الهم، ونال منه الحزن والغم، وأظلمت عليه الدنيا، وأغلقت في وجهه الأبواب....

إلى كل من ابتلي بعاهة ومرض، أو فقد عزيزا ومحبا، أو خسر مالا وجاها،
أو انتهك له عرضا وشرفا، أو خلع من منصبه ومعاشه، أو فشل في دراسته ومستقبله، أو انتكس في التزامه وإيمانه....

أردت أن أبعث برسالة صادقة لكل إنسان استسلم لليأس والفشل حتى ما عاد يرى بصيصا من الأمل يدعوه للتفاؤل والمضي قدما في هذه الحياة!!

أردته أن يتأمل قصص هؤلاء العظماء وكيف تغلبوا على لحظات القنوط والظلام ... وأن أمنحه شيئا من الأمل الذي أطمع أن يتسلل إلى نفسه المتشائمة فيمحو عنها شيئا من لحظات اليأس التي أحالت أيامه إلى حلكة معتمة لا بصيص لخيوط النور فيها!!

أردت أن أخبره بأن اليأس حين يتحكم في النفس فإنه يقتلها ويفقدها لذة السعادة والحياة فتستسلم له بانهزام ليسحبها فيما بعد من عنفوان الحياة ودفئها إلى حيث برودة الأحلام الموءودة والأماني المذبوحة بسلاحه البغيض.

ويجب أن تعلم أخي الكريم أختي الكريمة بأن العظماء ليس شرطا أن يكونوا ممن رست سفن التاريخ على موانئ حياتهم ذات يوم... بل إنني أعتقد جازما بأن كل إنسان حارب اليأس والفشل وسجل أسطورة نجاحه بكل إرادة وتصميم فإنه حريّ به أن يكون عظيما حتى وإن كان إنسانا بسيطا في نظر الآخرين.

أتمنى أيها الأخ الكريم والأخت الكريمة أن تجدا بين ثنايا هذه القصص الواقعية شيئا من الأمل الذي يجعلك تؤمن تماما بأن الإنسان الناجح لا يستسلم أبدا لأعاصير اليأس والفشل.

عش أخي الكريم أختي الكريمة بأحاسيسك مع قصص هؤلاء العظماء... استشعر بعمق تلك اللحظات البائسة من الفشل واليأس التي كانت تحاصرهم بكل قسوة وشدة وكيف حطموها حين آمنوا بالمواجهة ولم يرضوا بالاستسلام!!...واقطف من بساتين الحكماء رحيق تجاربهم وصدق أقوالهم التي صقلها أعاصير المعاناة فسكبوها لنا بكل أمانة في كؤوس بلورية من الحكمة وصدق القول...

أردت من خلال هذه القصص أن تدخل السعادة إلى نفسك وتبدد أي حزن قد سكن بها إما بسبب فشل أو إخفاق أمطرت غيومه السوداء فوق رياضك الجميلة ذات يوم...تذكر أن لا شيء يستحق أن تتوقف عنده طويلا أو أن تعلن انهزامك واستسلامك من أجله... لأن الفاشلين فقط هم يفعلون!!

أخيرا أردت من هذه القصص أن تصل إلى نفسك الحبيبة لتدرك أن الفشل لا يعني نهاية العالم... بل ربما كان هو الخطوة الأولى نحو درب النجاح... وبالله التوفيق.

ـ يتبع ـ

( للامانة منقول )
 
(1)

يا صبر .... أيوب!!!!


هذه القصة تضرب المثل الأعظم في الصبر وعدم اليأس من رحمة الله تعالى، تلك الفضيلة التي تظهر ساعة المحن، ونبي الله أيوب يضرب به المثل في الصبر، عندما تعرض لبلاء شديد، فأعطى درسا عظيما في الصبر والاحتساب والرضا بقضاء الله تعالى، ليصفه المولى عز وجل بقوله: (إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب).
أيوب عليه السلام كان يعيش مع زوجته في نعيم مقيم ببلاد الشام، وكان كما يقول علماء التفسير والتاريخ كثير المال، بر تقي رحيم، يحسن إلى المساكين ويكفل الأيتام والأرامل ويكرم الضيف، ويشكر الله سبحانه وتعالى على نعمائه ويؤدي حق الله في ماله، كانت زوجته ترفل في هذا النعيم شاكرة المولى عز وجل على ما رزقها من البنين والبنات وعلى ما أوسع على زوجها من الرزق.

وجاءت بداية الابتلاء بأن مات كل أهله إلا زوجته، وابتلي في جسده بأنواع عدة من الأمراض، ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه يذكر بهما المولى عز وجل، وهو في ذلك كله صابر محتسب، يذكر الخالق في ليله ونهاره وصبحه ومسائه، ثم طال مرضه وانقطع عنه الناس، ولم يبق أحد يحنو عليه سوى زوجته التي ضعف حالها وقل مالها، حتى باتت تخدم في البيوت بالأجر لتطعم زوجها المريض، تفعل ذلك وهي الزوجة الصابرة المحتسبة، وكلما زاد الألم بأيوب زاد صبره وحمد الله وشكره على قضائه.

أما الزوجة الوفية فقد عاشت مع زوجها محنته طوال ثمانية عشر عاما، فكانت مثالا للمرأة البارة بزوجها الحانية عليه، وهكذا ورغم المرض الشديد والابتلاء القاسي الذي تعرض له نبي الله أيوب عليه السلام، إلا أنه كان ذو قلب راض وصابر، ولم يسخط لحظة واحدة، ولذلك وصفه المولى عز وجل بقوله: (إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب) أي تواب رجّاع مطيع، وسئل سفيان الثوري عن عبدين ابتلي أحدهما فصبر وأنعم على الآخر فشكر، فقال: كلاهما سواء لأن الله تعالى أثنى على عبدين أحدهما صابر والآخر شاكر ثناء واحدا، فقال في وصف أيوب: (نعم العبد أنه أواب)، وقال في وصف سليمان (نعم العبد إنه أوّاب).

وبعد كل هذه المعاناة توجه أيوب إلى ربه بالدعاء، يطلب منه كشف ما به من بلاء (أنّي مسني الضر وأنت أرحم الراحمين) و (أني مسني الشيطان بنصب وعذاب)، واستجاب الله دعاءه، وكشف عنه بلاءه، بقدرته سبحانه التي لا حدود لها، الذي يقول للشيء كن فيكون، عندئذ جاء الفرج الإلهي بوصفة ربانية بقوله تعالى: (اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب)، فلقد أمر الله نبيه عليه السلام أن يضرب برجله الأرض، التي نبع منها الماء العذب، فشرب منه ليشفى من كل الأمراض التي في بطنه، ثم اغتسل فشفاه الله من كل ما كان يعانيه من ظاهر جسده.

رجع أيوب إلى زوجته يمشي على قدميه، وهو في حالة من الصحة والنشاط، فلما رأته الزوجة الصابرة لم تعرفه، رغم أنها رأت فيه شبها لزوجها قبل أن يفتك به المرض، فسألته: هل رأى زوجها الرجل المريض المبتلى؟ وذكرت له ما لاحظته من شبه بينهما أيام كان صحيحا، فقال لها نبي الله إنه هو أيوب، وأن الله شفاه من كل ما أصابه، ثم أفاض الله عليه ومن نعمائه بقوله تعالى: (ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب)، فأرغد الله سبحانه وتعالى على أهله العيش فزاد نسلهم حتى بلغ عددهم عدد من مضى، فكان له ضعف ما كان، وكما رد عليه عافيته وصحته رد عليه ضعفي المال الذي فقده، وضعفي ما كان عنده من الأولاد.

فانظر أيها اليائس وتفكر هل أصابك من الضر مثل ما أصاب أيوب عليه السلام؟
هل فقدت جميع أولادك وبناتك؟
هل فقدت كل مالك؟
هل فقدت صحتك وعافيتك؟
هل تنكر كل الناس لك؟
هل لبثت في الاتبلاء سنين وراء سنين صابرا محتسبا مثل أيوب عليه السلام؟
أما آن لك أيها اليائس البائس أن ترفع يديك بالدعاء إلى ربك أن يعفو عنك حين قنطت من رحمته ويئست من فرجه ويسره.....!!!!! ارفع عينيك إلى السماء وقل يا رب.... امنحني الأمل وفرج كربي فأنت وحدك القادر على ذلك.... وقل كما قال أيوب عليه السلام: (أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين).

ـ يتبع ـ
 
2)
الطفل البليد...!!

(( اثنان بالمائة من وحي الإلهام وثمان وتسعون بالمائة جهد واجتهاد ))

ولد توماس أديسون سنة 1847 في مدينة بولاية أوهايو الأمريكية ولم يتعلم في مدارسها الابتدائية إلا ثلاثة أشهر فقد وجده ناظر المدرسة طفلا بليدا متخلفا عقليا!! فتم طرده من المدرسة ولم يسمح له بمواصلة الدراسة فيها!!

إن هذا الطفل البليد الذي حكم عليه التفكير المدرسي بالبلادة والعجز والتخلف قد سجل (10093) براءة اختراع ومازال هذا الرقم هو الرقم القياسي المسجّل لدى مكتب براءات الإختراع في الولايات المتحدة الأمريكية.

حين حرمته المدرسة من مواصلة التعليم أدركت أمه أن حكم المدرسة على ابنها كان حكما جائرا وخاطئا فعلمته بالمنزل فأظهر شغفا شديدا بالمعرفة وأبدى نضجا واضحا.

أديسون كان أكثر نضجا وأنفذ بصيرة من المدرسة بمديرها ومعلميها الذين ضاقوا بكثرة أسئلته فاستنتجوا بأن كثرة الأسئلة دليل على قصور الفهم وأنه برهان على الغباء رغم أن العكس هو الصحيح فكثرة الأسئلة تدل على يقظة العقل واستقلال التفكير، ولقد كادت تجاربه في مجال الكيمياء أن تذهب بحياته فقد اشتعل المختبر وهو غارق فيه وكادت النيران أن تلتهمه وانتهت هذه الواقعة بإصابته بشيء من الصمم.

كان اختراع الحاكي (المسجل) هو أول اختراع يحصل على براءة اختراعه وقد باعه بمبلغ أربعين ألف دولار وهو مبلغ ضخم في ذلك الوقت وبذلك ودّع أيام الجوع واستغنى عن النوم في الأمكنة الخلفية القذرة واستطاع أن يتفرغ للاختراع وأن ينشئ معملا كبيرا في نيويورك كان فاتحة المعامل والمختبرات للشركات والمصانع في العالم...

وكان جراهام بل قد توصل إلى إمكانية نقل الكلام بواسطة التيار الكهربائي لكنه لم يتمكن من اختراع جهاز يمكن من تحويل هذا الاكتشاف الهام إلى هاتف يتيح الاستخدام على نطاق تجاري فطلبت شركة وسترن يونيون من أديسون أن يحاول صناعة هاتف قابل للإستعمال العام وبعد بضعة أشهر تمكن أديسون من تسجيل هذا الإختراع وباعه على الشركة المذكورة بمبلغ مائة ألف دولار وكانت الشركة تريد أن تدفع له المبلغ كاملا مرة واحدة لكنه طلب منها أن تدفع له القيمة أقساطا موزعة على سبعة عشر عاما ليضمن راحة البال خلال هذه السنوات لأنه خشي أن يغامر بالمبلغ في مشاريع خاسرة كما أنه أراد أن يؤمن مستقبله بهذه الطريقة..

ورغم أنه سجل أكثر من ألف اختراع وهو رقم قياسي لم يسجله أحد قبله ولا بعده، إلا أن الفتح الأكبر كان اختراعه المصباح الكهربائي وإقدامه على إنشاء محطة لتوليد الكهرباء وإقامة شبكة لتوزيعه على المنازل والمحلات، فلقد كان الناس في كل الدنيا منذ وجودهم على هذه الأرض يعيشون ليلا في ظلام حالك وبهذا الإختراع تحولت المدن والبيوت والمحلات إلى أنوار ساطعة، كان توماس أديسون سابقا لعصره لذلك لقي الكثير من السخرية حين أعلن بداية عصر الكهرباء وانتهاء عصر الأتاريك والسرج والظلام.

إن قصة توماس أديسون تعتبر من أروع القصص العصامية الكفاحية، وفيها دروس باهرة ودلالات كبيرة تبرهن على أن الإنسان النبيه إذا توقد اهتمامه فإنه قادر على تعليم نفسه بنفسه والوصول إلى أرفع الذرى في العلم والابتكار.

وقد فسر أديسون سر نجاحه ( بأن اثنان بالمائة من وحي الإلهام وثمان وتسعين بالمائة جهد واجتهاد) لذا استحق أن يسجل اسمه كواحد من أبرز الخالدين في التاريخ فقط لأنه لم يستسلم لليأس يوما!!، ولم ينزو بكل تشاؤم في دهاليز الظلام ليبتعد عن أعين الفضوليين التي كانت تتفرس بشكل رأسه الغريب ولم يتوقف طويلا عند نعتهم له بالمتخلف البليد، ولأنه تحدى اليأس فقد استحق ما وصل إليه بجدارة.


فهل نتعلم شيئا من قصة هذا المخترع الذي لم يحن رأسه لأعاصير اليأس القاتلة رغم اشتداد رياحها في سماء حياته أحيانا كثيرة.


ـ يتبع ـ
 
(3)

حارب اليأس... فأصبح أغنى الرجال في العالم!!


يعتبر بيل غيتس مؤسس ما يكروسوفت من أشهر وأغنى الرجال في العالم وتعد شركته من أشهر الشركات في إنتاج برامج الكمبيوتر وكالعديد من الشركات تأسست مايكروسوفت من فكرة لكن هذه الفكرة كانت بمثابة حلم أو رؤية بعيدة المدى فقد كان الكمبيوتر غير معروف في أواسط السبعينات، وقد ولد بيل غيتس في سياتل في الولايات المتحدة، من عائلة غنية ولكنه رفض أن يستخدم دولارا واحدا في بناء نفسه وإمبراطوريته وكان شغوفا بالرياضيات والعلوم، أرسله أهله إلى مدرسة ليك سايد وكانت مدرسة خاصة بالذكور.


في عام 1968 اتخذت المدرسة قرارا غير مجرى حياة بيل غيتس البالغ من العمر حينها 13 عاما، فقد تم جمع تبرعات خاصة من الأهالي وذلك لتتمكن المدرسة من شراء جهاز كمبيوتر مع برنامج معالج البيانات وقد كان ثلاثة من الطلاب الأكثر اهتماما به وهم بيل غيتس وايفانس وبول ألن الذي كان أكبر من غيتس بسنتين وأسس معه بعد ذلك مايكروسوفت، وكان الثلاثة يجلسون مسمرين أمام الكمبيوتر في أوقات فراغهم، حتى أنهم أصبحوا يفهمون بالكمبيوتر أكثر من أساتذتهم مما سبب لهم مشكلات عدة مع الأساتذة، وكانوا يهملون دراستهم بسبب هذه الآلة الجديدة.

انغمس بيل في عالم الكمبيوتر أكثر فأكثر، وكان يعمل لساعات طويلة ويبدأ نهاره الساعة الرابعة فجرا، وقد جاءت نقطة التحول لعصر الكمبيوتر الشخصي حين انكب بيل غيتس وزميله بول آلن لمد 8 أسابيع على تصميم برنامج basic فكان هذا الأمر نقطة تحول بالنسبة إلى عالم الكمبيوتر الشخصي، وهو السبب الرئيسي لولادة شركة microsoft التي كان شعارها:

( اعمل بكد وجهد، طور في منتجاتك، واربح )


قرر بيل غيتس وشريكه أن ينقلا مكاتب الشركة إلى مكان أكبر لاستيعاب العمل المتزايد، وكان قدوة لكل الموظفين في العمل الجاد والمتواصل، وكان يعتقد بأن أي صفقة أفضل من لا صفقة أبدا، وكان يأكل البيتزا الباردة ويبقى طوال الليل في المكتب، وكان عدد موظفي مايكروسوفت 13 موظفا عندما جمعت أول مليون دولار.

جمع بيل غيتس ثلاثين مبرمجا من أفضل المبرمجين وقضوا عامين، مع عمل ساعات إضافية، في محاولة لاختراع ويندوز، النتائج كانت مخيبة للآمال، لكنهم لم يستسلموا!! وهنا يكمن سر نجاحهم!!

ويندوز الذي بين أيدينا الآن استغرق اختراعه جهد عامين كاملين متواصلين من العمل الشاق ليل نهار وثلاثون مبرمجا بارعا ورغم الإخفاقات التي تعرض لها بيل غيتس ومجموعته إلا أنه لم ييأس ولو فعل واستسلم لما كنا الآن نحظى بهذا الإختراع المدهش الذي وفر علينا الكثير من الوقت والجهد.

بلغت ثروة بيل غيتس مايقرب من 46 مليار دولار، ولا يزال، وللسنة الثانية عشرة على التوالي يتصدر لائحة الرجال الأكثر ثراء في العالم.
إذن بدأ غيتس من مجرد فكرة آمن بها ورغم توالي الصعوبات عليه إلا أنه لم ييأس ولم يتخلى عن فكرته التي ناضل بشدة لتحقيقها رغم كل العوائق!!.

ـ يتبع ـ
 
(4)
متوقد... رغم سكون الجسد


في فجر الاثنين غرة صفر 1425هـ الثاني والعشرين من مارس 2004م حط المجاهد رحاله، وسلم راية الجهاد عالية خفاقة إلى الأجيال المجاهدة من أجل تحرير فلسطين.


كان موعد تسليم الراية هو موعد إسلام الروح الطاهرة، إلى بارئها في وقت مبارك، هو صلاة الفجر، وفي مكان طاهر هو بوابة المسجد.. صلى الشهيد البطل بإذن الله (أحمد ياسين) الفجر، وما إن انتهى حتى كان موعده مع الشهادة في سبيل الله، التي طالما تمناها وطلبها.


رجل مشلول شللا رباعيا... لا يتحرك منه سوى رأسه وفؤاد صادق يخفق بين أضلعه الباردة
لا يجلس إلى على كرسي متحرك ولا يأكل إلا بمساعدة الآخرين فحتى شربة الماء قد يموت عطشا وهو ينظر إليها إن لم يساعده الآخرون في رفعها إلى فمه.

ابتلاء عظيم من الله سبحانه وتعالى وهكذا هم المؤمنون يحبهم الرحمن فيبتليهم عجز تام وشلل يجعل العالم من حولك يتوقف تماما حيث توقفت!!


فهل فعل الشيخ أحمد ياسين هذا؟ هل حطم اليأس روحه؟ هل استسلم لطوفانه المدمر؟ هل انكفأ على ذاته وهو يرقب تلك النظرات المشفقة التي تحيط به؟

سبحان الله!! انظروا إلى أرواح المؤمنين حين تحارب اليأس... حين تستسلم لقضاء ربها بنفس مطمئنة وقلب راض، لكنها لا تستسلم لروح الخنوع والإستكانة والانهزامية أبدا!!

الشهيد أحمد ياسين مثال عظيم لرجل مناضل أثبت لنا أن عزيمة الإنسان المؤمن بصدق قضيته لا يمكن أن يوهنها جسد مقعد وكرسي متحرك،
فمن فوقه قاد قوافل المجاهدين ولم تهتز شجاعته ولم يستسلم للراحة التي يحتاجها مريض مثله:

وإذا كانت النفوس كبارا******* تعبت في مرادها الأجسام

لم ييأس حين غُيّب في ظلمات السجون لأنه يعلم أن نور المؤمن يتدفق من أعماقه ولا يمكن لسلاسل السجانين أن تصل إليه أبدا.


إن الشيخ الشهيد يمثل ظاهرة معجزة في تاريخ النضال الوطني على امتداد العالم... فلم يعرف التاريخ رجلا قاد كفاح شعب، وهو مشلول بالكامل ما عدا رأسه، سوى الشيخ المجاهد الشهيد (أحمد ياسين) لم يقد كفاح شعبه فقط، وإنما خطط وأبدع وبنى بفضل الله منظومة جهادية استشهادية ضمت تحت لوائها خيرة أبناء الشعب الفلسطيني.


عاش مناضلا موقنا أن الشلل الحقيقي والعجز التام إنما يسكن في سكون اليائسين القانطين من رحمة الله، فلا يجتمع في قلب مؤمن يأس من روح الله وإيمان به.


كان الشهيد منطلقا بروحه إلى آفاق الكون الرحبة... لم يجزع من وصول أيدي الأعداء له فهو لا يستطيع الهرب إن أراد...


لأنه يعلم أن الهرب قد ترك للجبناء... اليائسين الذين لا يستطيعون مواجهة الواقع، انظروا إلى الرضا بقضاء الله والهمة العالية كيف يجعلان من رجل مقعد أسطورة من أساطير النضال والجهاد، كثيرون هم أصحاء الذين عاشوا قبله ومعه وبعده، ولكن من كان منهم قادرا أن يجعل التاريخ يسطر اسمه في أوراقه الخالدة مثلما فعل الشهيد أحمد ياسين!!


عاش مناضلا... مؤمنا بقضيته ومات شهيدا، تلك هي الحياة وربى التي لم يعشش في زواياها اليأس يوما...


فاقرأ أيها اليائس سيرة هذا الرجل وقل... سبحان الله!!

ـ يتبع ـ


 
(5)
كان أغبى طالب في الفيزياء...

حصلت هذه القصة في جامعة كوبنهاجن بالدنمارك، وفي امتحان الفيزياء، كان أحد الأسئلة كالتالي:

كيف تحدد ارتفاع ناطحة سحاب باستخدام البارومتر؟

(البارومتر جهاز قياس الضغط الجوي) والإجابة الصحيحة كانت بديهية وهي: قياس الفرق بين الضغط الجوي على الأرض وأعلى ناطحة السحاب، كانت إجابة أحد الطلبة مستفزة لأستاذ الفيزياء لدرجة أنه أعطاه صفرا دون إتمام إصلاح بقية الأجوبة وأوصى برسوبه لعدم قدرته المطلقة على النجاح، وكانت إجابة الطالب كالتالي: (أربط البارومتر بحبل طويل وأدليه من أعلى الناطحة حتى يمس الأرض ثم أقيس طول الخيط).


قدم الطالب تظلّما لإدارة الجامعة مؤكدا أن إجابته صحيحة مائة في المائة وحسب قانون الجامعة عين خبير للبت في القضية، وأفاد تقرير الخبير أن إجابة أن إجابة الطالب صحيحة لكنها لا تدل على معرفته بمادة الفيزياء وقرر إعطاء الطالب فرصة أخرى وإعادة الإمتحان شفهيا وطرح عليه الخبير نفس السؤال، فكر الطالب قليلا ثم قال: (لدي إجابات كثيرة لقياس ارتفاع الناطحة ولا أدري أيها اختار)، فقال له الخبير: (هات كل ما عندك)، فأجاب الطالب: (يمكن إلقاء البارومتر من أعلى الناطحة ولا يقاس الوقت الذي يستغرقه حتى يصل إلى الأرض وبالتالي يمكن معرفة ارتفاع الناطحة إذا كانت الشمس مشرقة، أو يمكن قياس طول ظل البارومتر وطول ظل الناطحة فنعرف طول الناطحة من قانون التناسب بين الطولين وبين الظلين، وإذا أردنا أسرع الحلول فإن أفضل طريقة هي أن نقدم البارومتر هدية لحارس الناطحة على أن يعلمنا بطولها، أما إذا أردنا تعقيد الأمور فسنسحب ارتفاع الناطحة بواسطة الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض وأعلى الناطحة باستخدام البارومتر).


كان الخبير ينتظر الإجابة الأخيرة التي تدل على فهم الطالب لمادة الفيزياء، بينما الطالب يعتبرها الإجابة الأسوء نظرا لصعوبتها وتعقيدها، بقي أن تعرف أن اسم الطالب هو: نيلز بور.


وهو لم ينجح فقط في مادة الفيزياء بل إنه الدنماركي الوحيد الذي حاز جائزة نوبل للفيزياء...


فإن أخبرك يوما أحدهم بأنك غبي وأنت ترى في نفسك غير ذلك فلا تصدقه بل كن واثقا بذاتك.


فمن يدري فلربما حزت يوما على جائزة نوبل مثل نيلز الذي لم تهتز ثقته بنفسه أبدا!!!.



ـ يتبع ـ
 
(6)
سارقو الأحلام....


هناك أناس سيحاولون إقناعك بالتخلي عن رؤيتك، سيخبرونك بأنك مجنون وبأنه من غير الممكن تحقيق تلك الرؤية، وسيكون هناك آخرون يضحكون عليك ويسخرون منك ويحاولون النزول بك إلى مستواهم، مونتي روبرت يسمي هؤلاء الناس (سارقو الأحلام) فلا تنصت إليهم.

فعندما كان مونتي طالبا في المدرسة العليا، أعطى المدرس طلاب الصف مهمة الكتابة عما يرغبون في عمله عندما يكبرون، كتب مونتي أنه يرغب في امتلاك مزرعة على مساحة هائلة من الأرض يربي فيها العديد من خيول السباقات، أعطاه المدرس درجة ضعيف جدا، وبرر ذلك بأن الدرجة تعكس اعتقاده بأن الهدف كان بعيدا عن الواقعية.


فما من غلام فقير يعيش في البر على ظهر شاحنة يمكنه بأي حال من الأحوال أن يجمع مالا يكفي لشراء مزرعة على مساحة هائلة من الأرض، وشراء الخيول وأدواتها ومتطلبات تربيتها، وأيضا دفع أجور العاملين في المزرعة.


وعندما عرض المدرس على مونتي فرصة إعادة كتابة ورقته من أجل الحصول على درجة أعلى، قال له مونتي: (احتفظ أنت بالدرجة وسأحتفظ أنا بحلمي!!!!).


واليوم أصبح مونتي يمتلك مرزعته المقامة على مساحات شاسعة من الأرض في كاليفورنيا، يربي فيها خيل السباق ويدرب المئات من مربي الخيول...


لأنه فقط لم يدع أحدا يسرق حلمه....!!!


ـ يتبع ـ
 
(7)
سعيد رغم إعاقته...!!!

أحد السلف كان أقرع الرأس...أبرص البدن...أعمى العينين...مشلول القدمين واليدين، وكان يقول: ( الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا من خلقه، وفضلني عليهم تفضيلا)، فمر به رجل فقال له: مما عافاك؟؟ أعمى وأبرص وأقرع ومشلول... فمما عافاك؟ فقال: ويحك يا رجل، جعل لي لسانا ذاكرا، وقلبا شاكرا، وبدنا على البلاء صابرا، اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر، قال تعالى: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين)....

ـ يتبع ـ
 
(8)
بيبسي كولا...



من منا لم يتذوق طعم البيبسي؟؟!!

هذا الشراب المرطب الذي دخل إلى أفواه الملايين، ولم يترك زاوية من دون أن يغزوها في 195 دولة في مختلف أنحاء كوكب الأرض، فكرة بسيطة انطلقت من رأس صيدلي كان يحاول أن يركب دواء لمعالجة سوء الهضم، وإذا به يكتشف شرابا لذيذا ومرطبا غير من نمط الأكل والشرب في العالم، وصار يطلبه الصغير قبل الكبير كيف توصل كليب براد هام إلى هذا الاكتشاف؟


لقد بدأ من خلال عمله في الصيدلية بمزج الوصفات الطبية والأدوية ووظف خلال عمله مساعدا له ليستطيع التفرغ إلى مزج خلطة من شراب بنكهة الفواكه مع ماء الصودا، وفي يوم صيف حار ورطب سنة 1898 اكتشف براد هام والبالغ من العمر 22 سنة شرابا لذيذا ومرطبا يقدمه إلى زبائن الصيدلية لينجح هذا الشراب المرطب نجاح غير متوقع.


قرر هام أن يسمي شرابه المميز باسم بيبسي كولا لأنه كان في رأيه يعالج مرض سوء الهضم والذي يعرف بـ
dyspepsia.

حظي شراب بيبسي بشعبية عارمة مما دفع براد هام إلى الإعلان عن هذا الشراب الغازي والمرطب، وتدافع الناس على طلبه، وبدأت المبيعات بالارتفاع إلى درجة اقتنع بها كليب بأن يفتح شركة لتسويق شرابه المميز.


أسس عام 1902 شركة بيبسي كولا من الغرفة الخلفية في صيدليته، وتقدم ببراءة اختراع ليسجل اختراعه كماركة مسجلة، في البداية كان يخلط الشراب ويبيعه من خلال ماكينات مياه الصودا، ولكن بما أن الحاجة هي أم الاختراع قرر براد هام أن يبيع بيبسي في قوارير صغيرة ليستطيع أن يشربها أيا كان وفي أي مكان، تطور العمل بشكل كبير وفي 16 يونيو 1903 حصلت البيبسي كولا على ماركتها المسجلة من مكتب تسجيل الماركات والعلامات التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية، وخلال السنة نفسها باع كاليب 7968 جالونا من بيبسي، وكانت دعايته تقول: (منعش، قوي، مهضم).


ثم بدأ ببيع حقوق امتياز لتعبئة بيبسي في العلب المعدنية والزجاجات، وارتفع العدد من فرعين عام 1905 إلى 15 فرع عام 1906، وإلى 40 فرع في عام 1907، ومع نهاية العام 1910 أصبح لدى بيبسي كولا فروع في 24 ولاية، وكان هذا الإنجاز من أهم ما فعله براد هام، وزادت مبيعات شركته على 100000 جالون من الشراب في السنة.


بعد 17 عام من النجاح جاءت الحرب العالمية الأولى، وانتكست بيبسي متأثرة بما يجري حولها، وتقلبت أسعار السكر بشكل خطير مما أثر في إنتاج بيبسي كولا، وكان براد هام مجبرا على المخاطرة ببعض الصفات حتى يستطيع الاستمرار إلى أن اضطر في النهاية وبعد 3 سنوات مرهقة أن يعلن إفلاسه بعدما خزن السكر بكميات هائلة وهبط سعره بشكل مفاجئ عشرات المرات، وكان ذلك من سوء حظه، ولم يبق من مصانع بيبسي سوى اثنين عام 1924.


عاد براد هام إلى صيدليته ووضع اسم بيبسي برسم البيع، وبالفعل باعه إلى روي ميجار جيل، والذي تعاقب بعده أربع مالكين للإسم، فشلوا جميعا في إيصال بيبسي إلى بر الأمان وإلى التحليق عاليا إلى أن جاء مُصنّع شوكولا ناجح يدعى شارلز غوث، كان هذا الشخص بمثابة المنقذ لبيبسي حيث استفادت الشركة من أفكاره ومن خبراته، وبعد 15 سنة من الفشل ومن تاريخ إفلاس براد هام والذي توفي عن عمر يناهز 58 أي بعد عشر سنوات من تاريخ إفلاسه وقفت الشركة على قدميها مرة ثانية، وخلال الحرب العالمية الثانية عادت الشركة إلى الوراء وعانت من الركود والوضع الاقتصادي المتأزم، وكان الناس لا يدفعون 5 سنتات مقابل مشروب مرطب، إلى أن ضاعف روث حجم البيبسي مقابل السعر نفسه منافسا بذلك شركات المرطبات الأخرى، وعادت بيبسي للإقلاع من جديد بعد الحرب العالمية الثانية بأفكار جديدة وشعارات جديدة وإعلانات متميزة، وتعتبر بيبسي اليوم من أفضل الشركات في العالم وترتيبها 21 في الشركات الخمسمائة في الولايات المتحدة الأمريكية.


فكرة بسيطة ورغبة متواضعة اكتشفت شرابا أسود اللون، وصل إلى كل زاوية من الكرة الأرضية، وطافت مياهه السوداء بكميات تستطيع أن تملأ الأنهار...


إنه التصميم على النجاح رغم الفشل والعثرات!!!!
 
(9)
هيلين كيلر...أعجوبة التحدي!!



ولدت هيلين كيلر في مدينة (تسكمبيا) بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1880م، وقبل أن تبلغ الثانية من عمرها أصيبت بمرض أفقدها السمع والبصر، وبالتالي عجزت عن الكلام لانعدام السمع.
سمعت والدتها إلى تعليمها استعمال يديها في عمل إشارات تفصح بها جزئيا عما تود قوله، ثم وضعها والدها في معهد للعميان، وطلب من رئيس القسم أن يرشدها إلى معلمة لها، فأرشدها إلى آن سوليفان التي كانت قد أصيبت أول عمرها بمرض أفقدها بصرها، ودخلت معهد العميان في الرابعة عشرة من عمرها، وبعد حين عاد إليها بصرها جزئيا.
وقد التقت بعد انتهاء دراستها بهيلين كيلر لتبدأ معها رحلة طويلة مثيرة هي أشبه بالأعجوبة وتمثل في الحقيقة أورع إنجاز تم في حقل تأهيل المعوقين.
رحبت أسرة كيلر بالمعلمة سوليفان ترحيبا حارا، وكانت هيلين آنذاك في حوالي السادسة من عمرها، بدأت سوليفان تعلمها الحروف الأبجدية بكتابتها على كفها بأصابعها واستعملت كذلك قطعا من الكرتون عليها أحرف نافرة، كانت هيلين تلمسها بيديها وتدريجيا بدأت تؤلف الكلمات والجمل بنفسها.
وبدأت المعلمة الجديدة مهمة تعليمها الكلام، بوضع يديها على فمها أثناء حديثها لتحس بطريقة تأليف الكلمات باللسان والشفتين.
وانقضت فترة طويلة قبل أن يصبح باستطاعة أحد أن يفهم الأصوات التي كانت هيلين تصدرها، ولقد أتقنت هيلين الكتابة وكان خطها جميلا مرتبا.
ثم التحقت هيلين بمعهد كمبردج للفتيات، وكانت الآنسة سوليفان ترافقها وتجلس بقربها في الصف لتنقل لها المحاضرات التي كانت تلقى وأمكنها أن تتخرج من الجامعة عام 1940م حاصلة على بكالوريوس علوم وهي في سن الرابعة والعشرين.
ذاعت شهرة هيلين كيلر فراحت تنهال عليها الطلبات لإلقاء المحاضرات وكتابة المقالات في الصحف والمجلات.
بعد تخرجها من الجامعة عزمت على تكريس كل جهودها للعمل من أجل المكفوفين، وشاركت في التعليم وكتابة الكتب ومحاولة مساعدة هؤلاء المعاقين قدر الإمكان.
وفي أوقات فراغها كانت هيلين تخيط وتطرز وتقرأ كثيرا، وأمكنها أن تتعلم السباحة والغوص وقيادة المركبة ذات الحصانين، ثم قفزت قفزة هائلة بحصولها على شهادة الدكتوراة في العلوم والدكتوراة في الفلسفة.
في الثلاثينات من هذا القرن قامت هيلين بجولات متكررة في مختلف أرجاء العالم في رحلة دعائية لصالح المعوقين للحديث عنهم وجمع الأموال اللازمة لمساعدتهم، كما عملت على إنشاء كلية لتعليم المعوقين وتأهليهم، وراحت الدرجات الفخرية والأوسمة تتدفق عليها من مختلف البلدان، وانتخبت من أهم عشر سيدات في العالم.
ألفت هيلين كتابين، وكانت وفاتها عام 1968م عن ثمانية وثمانين عاما.

من أقوالها:
ـ قالت: ( إن الذين يراقبوني من شرفة وجودهم المعافى، يرثون لحالي ولكن مهما بدا طريقي مظلما في أعينهم فإني أحمل نورا عجائبيا في قلبي، فالإيمان ينير كل سبيل أسلكه ).
ـ في حين صرحت هيلين كيلر وهي العمياء والصماء والبكماء بقولها: ( لقد استمتعت بمباهج الحياة ونعمت بجمالها !! ).
ـ وقالت وهي الصماء البكماء العمياء: ( لا تحني رأسك لمشاكلك ولكن أبقها عالية، وحينها سترى العالم مستقيما أمامك ).

وأظن أن كل يائس سيشعر بالخجل كثيرا حين يقرأ قصة هذه الأعجوبة التي تحدّت كل إعاقتها الجسمية وفوق ذلك ترى من جمال الحياة ومباهجها ما لا يراه اليائس المحبط الذي يملك السمع والبصر والنطق!!.

فسبحان الله!!
 
(10)
وحيدة في الصحراء..!!

هناك.. في صحراء مكة القاحلة.. حيث لا زرع ولا ماء.. ولا أنيس ولا رفيق.. تركها زوجها هي ورضيعها.. ثم مضى في طريق عودته بعد أن ترك لهم شيئا يسيرا من الماء والزاد،
فنادته زوجته قائلة: يا إبراهيم!! أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي، الذي ليس فيه أنيس؟! فلم يلتفت إليها الزوج، وكأنه على يقين من وعد الله الذي لا يتخلف ولا يخيب، فقالت الزوجة وكأنها أدركت أن أمرا ما يمنع زوجها من الر عليها: ألله أمرك بهذا؟
فيرد الزوج: نعم،
فتقول الزوجة التي آمنت بربها، وعرفت معنى اليقين بصدق وعد الله، وفهمت كيف تكون معينة لزوجها على طاعة ربها، في غير تردد ولا قلق: إذن لا يضيعنا.

وانصرف إبراهيم عليه السلام وهو يدعو ربه ويقول: (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء) (إبراهيم 37ـ 38).

ونفد الماء والزاد، والأم لا تجد ما تروي به ظمأ طفلها، وقد جف لبنها فلا تجد ما ترضعه، والطفل يتلوى جوعا وعطشا، ويصرخ ويتردد في الصحراء والجبال صراخه الذي يدمي قلب الأم الحنون.


وتسرع وتصعد على جبل الصفا، لعلها ترى أحدا ينقذها هي وطفلها من الهلاك، أو تجد بعض الطعام أو الشراب، ولكنها لا تجد فتنزل مسرعة وتصعد جبل المروة، وتفعل ذلك سبع مرات حتى تمكن منها التعب، وأوشك اليأس أن يسيطر عليها، فيبعث الله جبريل عليه السلام فيضرب الأرض بجناحه، ولتخرج عين ماء بجانب من مائها، وتحاول جاهدة إنقاذ فلذة كبدها، وتقول لعين الماء: زُمِّي زُمِّي، فسميت هذه العين زمزم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم لكانت زمزم عينا معينا) (البخاري).


إنها هاجر أم إسماعيل وزوجة إبراهيم خليل الله رضي الله عنها، عرفت في التاريخ بأم العرب العدنانيين،
وهبها ملك مصر إلى السيدة سارة زوج إبراهيم الأولى، عندما هاجرا إلى مصر، ولما أدركت سارة أنها كبرت في السن، ولم تنجب وهبت هاجر لزوجها ليتزوجها، عسى الله أن يرزقه منها الولد.

وتزوج إبراهيم عليه السلام السيدة هاجر، وبدت عليها علامات الحمل، ثم وضعت إسماعيل عليه السلام ووجدت الغيرة طريقها إلى قلب السيدة سارة، فكأنها أحست أنها فقدت المكانة التي كانت لها في قلب زوجها من قبل، فطلبت منه أن يأخذ السيدة هاجر بعيدا عنها، فأخذها سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى صحراء مكة بأمر من الله ولحكمة يريدها عز وجل، وحدث ما حدث لها ولرضيعها.


ومرت الأيام بطيئة ثقيلة، حتى نزل على هاجر وابنها إسماعيل بعض أناس من قبيلة جُرْهُم وأرادوا البقاء في هذا المكان، لما رأوا عندها الماء، فسمحت لهم بالسكن بجانبها، ومشاركتها في الشرب من ماء زمزم، واستأنست بهم، وشب الطفل الرضيع بينهم، وتعلم اللغة العربية منهم، ولما كبر تزوج امرأة منهم.


هذه هي هاجر أم الذبيح، تركت لنا مثالا رائعا للزوجة المطيعة، والأم الحانية، والمؤمنة القوية، فقد أخلصت النية لله تعالى، فرعاها في وحشتها، وأمنها في غيبة زوجها، ورزقها وطفلها من حيث لا تحتسب لأنها لم تيأس من رحمة ربها.


وقد جعل الله تعالى سبحانه ما فعلته السيدة هاجر رضي الله عنها من الصعود والسعي بين الصفا والمروة من أعمال الحج فسبحان الله الرحمن الرحيم ألا تتفكر أيها المؤمن كيف يفرج الله الكرب ويزيل الهم والضيق!!.





 
(11)
هل تعرف... لويس برايل؟؟


في عام 1809 ولد لويس برايل وكان طفل ذا عينين جميلتين يحسده كل من رآه وكان على درجة من الذكاء وعنده حب استطلاع كبير بالنسبة لسنه كطفل صغير، وأحيانا يساعد والده في عمله الذي كان عبارة عن تصنيع سرج الخيل واللجام.


وذات مرة وبينما هو يعمل مع والده أخذ إبرة كبيرة ومطرقة وقطعة من الجلد ووضع قطعة الجلد على الأرض وثبت عليها الإبرة وأخذ يطرق عليها بالمطرقة محاولا إدخال الإبرة في الجلد، وكان يجد مقاومة كبيرة من الجلد لدرجة أن الإبرة أفلتت من يده وللأسف جرحت عينه جرحا عميقا ووقع على الأرض يبكي ويصرخ من الألم وتسبب الجرح بسرعة في التهاب العصب البصري، وفقد البصر بعينه اليسرى، ولما بلغ 3 سنوات أصاب الالتهاب عينه الأخرى وأصبح كفيفا تماما، وسأل نفسه لماذا يحدث كل ذلك لي أنا بالذات؟ وشعر بالحزن والوحدة.

ومرت الأيام وأرسله والده لأخذ دروس في عزف البيانو، وأصبح مولعا بالعزف عليه وأصبح أيضا ماهرا جدا في ذلك، ولما بلغ سن 8 سنوات أصبح مشهورا في المعهد القومي للعميان في باريس وكان نابغا في الموسيقى والرياضيات والعلوم والجغرافيا، وكانت طريقة تدريس القراءة في المعهد هي بلمس حروف كبيرة من المعدن كانت تقطع وتلصق على الورق وكان الأطفال يتعلمون لمس الحروف المعدنية بالأصابع ويتعرفون على أشكالها، وفي اعتقاد لويس أن هذه الطريقة كانت غير عملية لأن طول الحرف كان يبلغ حوالي 3 بوصات بالإضافة إلى أنها كانت ثقيلة جدا مما دفعه إلى أن يقضي وقتا طويلا يفكر بينه وبين نفسه أنه لابد من أن يكون هناك طريقة أفضل من ذلك.


وحين بلغ العشرين من عمره تم تعيينه مدرسا في المعهد، وفي عام 1829 نجح في تكوين حروف الكتابة باستخدام ست نقاط فقط وبدأ في تجربتها واستخدامها في المعهد، وفي عام 1839 نشر طريقته حتى يطلع العالم على اكتشافه.


وواجه مقاومة كبيرة من الجميع بما فيها المعهد نفسه، وألف أول كتاب له يحتوي على ترجمة قصائد لشاعر الإنجليزي الأعمى جون ميلتون، وحتى يمكنه الكتابة استعمل إبرة كبيرة مشابهة لتلك التي تسببت في إصابته بالعمى في البداية، ورغم هذا الاكتشاف إلا أنه لم يكن مقبولا ولا معترفا به، ولم يستسلم وظل مداوما على تعليم طريقته لتلاميذه وحاول مرات عديدة أن يقدم مشروعه للأكاديمية الفرنسية ولكن مشروعه كان يقابل دائما بالرفض.


وفي أحد الأيام كانت إحدى تلميذاته تقوم بالعزف على البيانو في أحد أكبر مسارح باريس ولما انتهت من العزف صفق لها الحاضرون بإعجاب شديد ونهض الجميع وقوفا معبرين عن تقديرهم لأداء هذه التلميذة فاقتربت من الجمهور وقالت:


( لست أنا التي أستحق كل هذا التقدير ولكن الذي يستحقه هو الرجل الذي علمني عن طريق اكتشافه الخارق وهو الآن يرقد على فراش المرض وحيدا منزويا بعيدا عن الجميع )

فبدأت الجرائد والمجلات حملة قومية تعضد لويس برايل وتؤيد وتدعم طريقته وكان من نتيجة هذه الدعاية المكثفة أن اعترفت الحكومة الفرنسية باكتشافه وجرى أصدقاؤه يبلغونه بالأخبار الجميلة وقال لهم برايل والدموع تملأ عينيه:


( لقد بكيت 3 مرات في حياتي أولهما عندما فقدت بصري، والثانية كانت عندما اكتشفت طريقة حروف الكتابة، وهذه هي المرة الثالثة، وهذا يعني أن حياتي لم تذهب هباء )

وفي عام 1825 توفي برايل بمرض السرطان ولم يتعد عمره 43 عاما.


حارب الآخرون اكتشافه وقابلوا فكرته بالرفض لكنه أكمل ما بدأه لأن هدفه كان واضحا أمامه رغم تهكمات الآخرين وتجاهلهم لاختراعه العظيم.





 
(12)

نجاح رغم الفشل...!!




إبراهام لنكولن فشل في الأعمال الحرة عندما كان عمره 21 عاما...

ثم خسر في الانتخابات عندما كان عمره 32 عاما...

وفشل مرة أخرى في الأعمال الحرة عندما كان عمره 34 عاما...

وتوفيت خطيبته عندما كان عمره 35 عاما...

وأصيب بانهيار عصبي عندما أصبح في 36 عاما من عمره ...

ثم خسر الانتخابات وعمره 38 عاما...

وخسر انتخابات الكونغرس حين كان عمره 43 عاما...

وخسر مرة أخرى عندما كان عمره 46 عاما...

ثم خسر سباقا للفوز بلقب سيناتور...

وفشل في أن يكون نائبا للرئيس وعندما أصبح عمره 52 عاما أصبح رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية


ما أعجب الإصرار على النجاح رغم الإخفاقات المتتالية التي تعرض لها...

إنه الانتصار على اليأس وتحويله من قوة سلبية ضاغطة إلى قوة إيجابية دافعة للأمام!!
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته, شكرا أخي بارك الله فيك والله لقد شددت من عزيمتي في هذا الصباح البارد جدا وأنا ذاهبة إلى الجامعة للدراسة أحييت في نفسي عزيمة قوية ورغبة فائقة...
بوركت وأتمنى أن تنيرنا بمثل هاته المواضيع البناءة شكرا وتقبل مروري أخي في الله.
اللهم أنصر إخواننا في غزة ودمر أعداءهم آمين يا رب.
 
بارك الله فيك اخي واثابك على الجهد الذي فيه
من العبر والمواعض لكل من قلت عزيمته
وتمكن منه اليأس .لكي يفكر من جديد .
 
ما اروع هذه القصص وما تحمله من معاني مفيدة
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom