«مَاكَتْبَتْشْ» !!!

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

أم أنس الموحّدة

:: عضو متألق ::
أوفياء اللمة
في حكم عبارة: «مَاكَتْبَتْشْ» المتداولة ( للشيخ محمد علي فركوس )



السـؤال:



انتشر على ألسنةِ كثيرٍ من الناسِ عبارة «مَاكَتْبَتْشْ»، أي: لم يُكتب هذا الأمرُ عنده سبحانه، فهل هذه العبارة صحيحة؟ أم أنَّها مُناقِضة لعقيدة الإيمان بالقضاء والقدر؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.



الجواب :



الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:


فاعلم أنَّ عِلْمَ اللهِ بكلِّ شيءٍ قبل وجوده أَزَلِيٌّ، ويعلم بأعمال العِباد قبل أن يعملوها، وقدَّرها لكلِّ كائنٍ تقديرًا عامًّا شاملاً، وهو المكتوبُ في اللوح المحفوظ، لذلك يجب الاعتقاد الجازم بأنَّ الله تعالى قد كتب في اللوح المحفوظ مقاديرَ كلِّ شيءٍ إلى أن تقوم الساعة، وليس فيه شيء غير مكتوب، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ﴾ [الحج: 70]، وقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «أَوَّل مَا خَلَقَ اللهُ القَلَمَ، قَالَ لَهُ: اكْتُبْ، قَالَ: وَمَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ»(١- أخرجه أبو داود في «السنة»، باب في القدر: (4700)، والترمذي في «القدر»: (2155)، وأحمد في «مسنده»: (22197)، والبيهقي في «السنن الكبرى»: (21475)، من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «صحيح الجامع»: (2018)).



وللتقدير العامِّ تقديرٌ مُفصَّلٌ كالتقدير العُمُري أو الكتابة العُمُرية: التي تكون للجنين في بطن أُمِّهِ يُكتب له أجلُه ورزقُه وعملُه وشقاوتُه أو سعادتُه كما ثبت ذلك من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، والتقديرُ الحوليُّ: وهو ما يقدَّر في ليلة القدر من حوادث السَّنَة ووقائع العام، قال تعالى: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ، أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ﴾ [الدخان: 4-5]، والتقدير اليومي: وهو ما يقدَّر من وقائع اليوم من مرض ومعافاةٍ وموتٍ وحياةٍ، وعزٍّ وذُلٍّ ونحو ذلك، قال تعالى: ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ [الرحمن: 29]، وتفريعًا عليه، فالواجب على المسلم الإيمان الجازم بما قَدَّره اللهُ على جهة العموم وعلى جهة التفصيل، فمن أنكر شيئًا من ذلك لم يكن مؤمنًا لاختلال ركن من الإيمان الخاصِّ، ومَن آمن ولم يجحد وجب عليه تصحيح الخطأ في العبارة بما يتماشى وإيمانه بالقدر جُملة وتفصيلاً، فلا يجوز له أن يتلفَّظ بهذه العبارة «ماكتبتش» لما فيها من مساسٍ بعقيدة الإيمان بالقضاء والقدر.


والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.




الجزائر في: 30 من ذي القعدة 1428ﻫ


الموافق ﻟ: 10 ديسمبر 2007م





--------------------------------------------------------------------------------




١- أخرجه أبو داود في «السنة»، باب في القدر: (4700)، والترمذي في «القدر»: (2155)، وأحمد في «مسنده»: (22197)




، والبيهقي في «السنن الكبرى»: (21475)، من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني




في «صحيح الجامع»: (2018).

 
جزاك الله ألف خير أختي أم أنس السلفية على التنبيه و النصح

شكرا لك و جعله الله في ميزان حسناتك
 
فهمت من الكلام . ان العمل و الزواج و المرض و ... للانسان مكتوب من قبل ...

يعني هدا . ان الانسان قبل ولادته . يكتب له العيش سعيد او تعيس ...

ادن ما فائدة الدعاء و العمل الصالح و ...و ... . ادا كان كلش مكتوب ...

انا ما فهمت والو ...
 
فهمت من الكلام . ان العمل و الزواج و المرض و ... للانسان مكتوب من قبل ...

يعني هدا . ان الانسان قبل ولادته . يكتب له العيش سعيد او تعيس ...

ادن ما فائدة الدعاء و العمل الصالح و ...و ... . ادا كان كلش مكتوب ...

انا ما فهمت والو ...

أختي الفاضلة إنسانة

أولا : أن الدعاء عبادة لقوله تعالى:

<< وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ>> {غافر:60}


وفي الحديث الذي أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح:

الدعاء هو العبادة، ثم قرأ رسول الله الآية.

وإذا كان كذلك وجب التعبد لله بالدعاء حتى ولو لم تتوفر

الأسباب المادية الظاهرة، فقد ظل زكريا وإبراهيم يدعوان الله في

رزق الولد حتى أخذهم الكبر وانقطعت الأسباب المادية الظاهرة،

ثم استجاب الله تعالى لهما ووهبهما الذرية الصالحة.

الثاني: أن الدعاء دافع للبلاء جالب للخيرات والأرزاق، فقد ثبت

في الأحاديث البالغة حد التواتر استعاذة رسول الله صلى الله

عليه وسلم من الشرور والفتن والأمراض، وثبت أنه دعا في

الاستسقاء فنزلت الأمطار الكثيرة المباركة، وثبت أنه دعا لأحد

أصحابه بالبركة فرزق ذلك في تجارته وفي صفقة يمينه

فكل هذه الأحاديث تدل على أن الدعاء يزيد في الرزق لأن الله

تعالى وعد من دعاه بالإجابة، وكفى برسول الله صلى الله عليه

وسلم قدوة. أما التوغل في السؤال عن الكيفيات مع أن الرزق

مقدور ثابت في اللوح فلم يكن من هدي رسول الله صلى الله

عليه وسلم ولا الصحابة، بل دعوا كما أمرهم الله ولم يتكلفوا ما

لم يكلفهم الله.
 

(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ).

جزاك الله الخير كله و لك الشكر على ما اخترت
 
بارك الله فيكي اختي وجعلها في ميزان حسناتكي
 
وعليكم والسلام ورحمة الله وبركاته

والله موضوع مميز كثرة الله من امثالك على ما تقدمينه

حفظك الله ورعاك وحفظ الله الشيخ محمد علي فركوس
 
توقيع ابو رحيل المهاجر
بارك الله فيكي يا ناصرة السنة
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

المواضيع المشابهة

العودة
Top Bottom