بسم الله الرحمن الرحيم
الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة ، فنحن بقدر ما نعيش فيها سعداء لابد من يأتي يوم مرير أسود قد ينسينا تلك الأيام التي سعدنا فيها ، و خاصة عند رحيل شخص عزيز عليك إلى دار الآخرة . فكل لحظة تتفكره فيها تحتقر الدنيا هاته و تتيقن بأنها حقا زائلة و لا تساوي شيئا ، فما أحقرك يا من تعبد الدنيا و نسيت آخرتك ، ما أغباك يا من تعلم أنك لن تخلد فيها و تشيد القصور و تجمع الأموال من غير حلال لتترك كل شيء لغيرك يتقاتلون عليه، ما أتفهك يا من تخسر غيرك من أجل شيء تافه و نسيت أن الدنيا كلها تافهة ولا تساوي جناح بعوضة .
بعد معاناة و لسنين طويلة مع المرض و إحساس بآلام تقطع الجسم ، جاء خبر نزل على العائلة كالصاعقة يؤكد أن المعني بالأمر مرضه خبيث و أنه كان مصاب به منذ حوالي 20 سنة ، فهلعت العائلة و كلهم يبكون من طبيب إلى طبيب ، فكانت نتيجة التحاليل الأخيرة أن المعني لم يتبقى له سوى شهر و يرحل إلى دار الآخرة ، فقد استفحل الداء الخبيث في جسمه و كان في آخر نشاطه.
تكتم كبار العائلة عن الصغار و الباقي حتى لا يعلموا بالخبر و تكون كارثة ، يوم وراء يوم و العائلة تصلي و تدعوا الله باكية أن يشفي المعني بالأمر ، و كانوا آنذاك في شهر رمضان المعظم ، فكان أحزن شهر صاموه في حياتهم ، لأنه لم يسبق لهم أن جربوا معيشة وقائع وفاة شخص من عائلتهم لأكثر من ثلاثين سنة ، حتى أنهم قرروا إرسال المعني بالأمر إلى الخارج للعلاج لكن للأسف لا جدوى من ذلك فقد تأخر الوقت .
جاء عيد الفطر ، و بعده بأيام قليلة فقط طلب المعني بالأمر و هو طريح الفراش من ابنه الذي كان قد عقد القران على بنت الحلال و لم يتسنى له الوقت نظرا للظروف بالتحضير لمراسم الزفاف و العرس ، طلب منه أن يدخل بالفتاة و يقوم بالعرس في اليوم الموعود و كان الاثنين ، رفض في الأول الابن لكن كان المعني بالأمر يلح طالبا منه ذلك حتى يفرح مع ابنه و هو حي ، بين رفض الابن و إلحاح المعني بالأمر اتفق كبار العائلة على تلبية طلب المعني بالأمر و يكون العرس يوم الاثنين .
اجتمع كل أفراد العائلة من شتى أنحاء الوطن و بدؤوا بتحضير كل ما يلزم للعرس ، الذبح و الطعام (الكسكسي) و دعوة الناس للعرس .... إلخ .
.
.
.
.
.
.
.
.
ليلة الأحد ( يوم واحد قبل العرس) كان أحد أفراد العائلة ببيته لوحده يفكر شاردا ، رن هاتفه الخلوي ليجد أن المتصل والده يطلبه للحضور حالا فالمعني بالأمر قد توفي و رحل عن هذه الدنيا ، صدم الشخص و ضن أن والده يمازحه فقط حتى يسرع في الذهاب إلى دار المعني بالأمر ، فكان يسير و هو مذهول يفكر و غير مصدق بل يدعوا من الله أن تكون كذبة من طرف والده لأنه لن يحتمل الخبر و الموقف ، ما إن وصل إلى بيت المعني بالأمر شاهد أناس كثر واقفين أمام المنزل ، تأكد من صحة الخبر لكن رغم كل شيء لم يقتنع مادام لم يرى المعني بالأمر بعينيه ، يدخل البيت ليسمع شريط عبد الباسط عبد الصمط و يجد العائلة في حزن كبير و كلهم يبكون و يترحمون على المعني بالأمر .
كان أحزن و أذهل يوم في حياة الشخص هذا ، فلأول مرة يبكي منذ أكثر من 15 سنة ، يبكي لأنه رحل عليه أعز شخص في حياته .
.
.
.
.
.
.
.
.
ليلة الأحد ( يوم واحد قبل العرس) كان أحد أفراد العائلة ببيته لوحده يفكر شاردا ، رن هاتفه الخلوي ليجد أن المتصل والده يطلبه للحضور حالا فالمعني بالأمر قد توفي و رحل عن هذه الدنيا ، صدم الشخص و ضن أن والده يمازحه فقط حتى يسرع في الذهاب إلى دار المعني بالأمر ، فكان يسير و هو مذهول يفكر و غير مصدق بل يدعوا من الله أن تكون كذبة من طرف والده لأنه لن يحتمل الخبر و الموقف ، ما إن وصل إلى بيت المعني بالأمر شاهد أناس كثر واقفين أمام المنزل ، تأكد من صحة الخبر لكن رغم كل شيء لم يقتنع مادام لم يرى المعني بالأمر بعينيه ، يدخل البيت ليسمع شريط عبد الباسط عبد الصمط و يجد العائلة في حزن كبير و كلهم يبكون و يترحمون على المعني بالأمر .
كان أحزن و أذهل يوم في حياة الشخص هذا ، فلأول مرة يبكي منذ أكثر من 15 سنة ، يبكي لأنه رحل عليه أعز شخص في حياته .
شاءت الأقدار أن يكون عرس الابن هذا هو يوم جنازة ، تحول العرس إلى جنازة و تحول الفرح إلى حزن ، تحول طعام الوليمة و العرس إلى الوضيمة و الحزن ، تحول المدعوون للعرس إلى مشيعين للجنازة .
توفي المعني بالأمر رحمة الله عليه و هو يستمع للقرآن ، توفي المعني رحمة الله عليه يوم الاثنين (خير الأيام) ، توفي المعني بالأمر رحمة الله عليه في راحة دون عذاب و آلام ، توفي المعني رحمة الله و كل أفراد العائلة محيطة به و بجنبه ، توفي المعني بالأمر رحمة الله عليه و هو يشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله .
الحمد لله على حسن الخاتمة ، الحمد لله على كل شيء ، الحمد لله على نعم الله و على كل ما يصيبنا في هذه الدنيا التي لا تساوي جناح بعوضة .
* * في ذكراك يا غالي كتبت هذه الكلمات بدموع الحزن و الحنين لأيام عشتها معك * *
فرحمة الله عليك يا أعز شخص عشت معه حياتي كلها ، أدعوا من الله عز و جل أن يغفر لك و أن يرحمك و أن يسكنك فسيح جناته.
لا إله إلا الله محمد رسول الله
لا إله إلا الله محمد رسول الله
