التفاعل
17
الجوائز
617
- تاريخ التسجيل
- 14 فيفري 2009
- المشاركات
- 2,568
- آخر نشاط
الوطن في القلب
لم نعد''اذراري''..لقد كبرنا !
اعتمد الرئيس الكوري الجنوبي''بارك'' في سياسته الرشيدة للنهوض باقتصاد بلاده في نهاية السبعينيات على الفلسفة البوذية التي يُلخصها قول بوذا الشهير:'' لاتعطيه السمكة وإنما علمه أن يصطادها''. والنتيجة؟ كل الجزائريين، من أغباهم إلى أثقفهم، يرونها ويلمسونها في سيارات'' هيونداي'' الأكثر رواجا في بلادنا وفي الإنتاج الالكتروني لشركاتي'' سامسونغ'' و''ألجي'' اللتين لا تقلان تقنية ودقة في صناعتهما عن شركة'' هيونداي'' أو''كيا'' مثلا.
لكن من يسمع خطب مرشحينا الستة لرئاسيات 09 أفريل 2009 يحتار، بل'' يدوخ''! إنهم يعدون الشعب الجزائري بأن'' يعطوه'' مزيدا من السكنات، أن يقسموا عليه'' أيوزّعوا على'' الزوالية''( الفقراء)، ريع البترول بالعدل والمساواة، أن يرفعوا هذا الأجر أو ذاك حتى'' يترفه'' المواطن المغبون.. الخ.
إنه لأمر محيّر فعلا! من أين جاءت هذه'' الفهامة'' لزعمائنا؟ هل الشعب الجزائري مجموعة من ''الطلابين'' (المتسولين) أم سرب من ''اذراري'' (الأطفال)؟ هل يتطلب مستقبل أمتنا سياسة ''لا تعطيه السمكة وإنما علمه أن يصطادها'' أم يتوقف على سياسة ''الهفّ'' وانتخب عليّ أعطيك سمكة''؟
إن الغريب، كل الغريب في أمر سياستنا أن يديروا ظهورهم لتجارب الأمم العظيمة التي تقدمت بالعمل، وما أدراك ما العمل، وأن يعتمدوا ''هفّة'' الرهان الرياضي الجزائري الشهيرة شهرة هذه الحملة الانتخابية التي نعيش أحداثها اليوم أي ''حك تربح''!
لقد كسدت تجربة الرهان الرياضي الجزائري فتقلّصت مداخيله لأن الجزائريين ''حكتهم جيوبهم'' فتفطنوا ''للهفّة''. لم يعودوا ''يلعبون'' أو بالأحرى لم يعودوا ''يحكون'' كما في السابق!
فشل سياسة الرهان ''حك تربح'' دليل على وعي الشعب الجزائري. فمن أين ينبع إصرار مترشحينا على توظيف هذه الفكرة الفاشلة لربح كرسي الرئاسة؟ تحضرني هنا حكاية ابنة الملك لويس 16 التي أيقظها ضجيج المتظاهرين الغاضبين أيام الثورة الفرنسية (1789)، فأطلت من شرفة ''قصر أبيها'' مندهشة وسألت ''لماذا يصرخون هكذا''؟ فأجابتها مربيتها ''إنهم جوعى، يطلبون الخبز''، فما كان من ابنة الملك إلا أن قالت بكل براءة:''أعطوهم الكعك brioches''! ''المسكينة''! كانت حين تعاف الخبز الطري تعطيها مربيتها ''الكعك اللذيذ''! مسؤولونا ''المساكين'' يعيشون في قصور من زجاج لا تقل رفاهية عن قصر الملك لويس .16 لكم هم بعيدون عن الشعب الجزائري! لكم هم فاشلون ويريدون نقل ''تدليل ريع البترول'' لسلوكاتهم الصبيانية (أم الجشعة؟) إلى روح الشعب الذي كره ''حك جيوبه الفارغة''! إن مطالب الجزائريين أبعد ما تكون اليوم عن وعود ''المسح'' و''العطاء'' و''التوزيع''. إنهم يريدون ''العمل''! يريدون صناعة مزدهرة وفلاحة مثمرة وعلما يستنفعون به.. إنهم يعرفون ''كوريا الجنوبية'' التي كانوا في مستواها سنة 1980 فطارت وبقوا هم، بسبب فشل مسؤوليهم، يرقبونها مندهشين من على صخورهم التي تدمي أقدامهم الحافية!
لم نعد''اذراري''..لقد كبرنا !
اعتمد الرئيس الكوري الجنوبي''بارك'' في سياسته الرشيدة للنهوض باقتصاد بلاده في نهاية السبعينيات على الفلسفة البوذية التي يُلخصها قول بوذا الشهير:'' لاتعطيه السمكة وإنما علمه أن يصطادها''. والنتيجة؟ كل الجزائريين، من أغباهم إلى أثقفهم، يرونها ويلمسونها في سيارات'' هيونداي'' الأكثر رواجا في بلادنا وفي الإنتاج الالكتروني لشركاتي'' سامسونغ'' و''ألجي'' اللتين لا تقلان تقنية ودقة في صناعتهما عن شركة'' هيونداي'' أو''كيا'' مثلا.
لكن من يسمع خطب مرشحينا الستة لرئاسيات 09 أفريل 2009 يحتار، بل'' يدوخ''! إنهم يعدون الشعب الجزائري بأن'' يعطوه'' مزيدا من السكنات، أن يقسموا عليه'' أيوزّعوا على'' الزوالية''( الفقراء)، ريع البترول بالعدل والمساواة، أن يرفعوا هذا الأجر أو ذاك حتى'' يترفه'' المواطن المغبون.. الخ.
إنه لأمر محيّر فعلا! من أين جاءت هذه'' الفهامة'' لزعمائنا؟ هل الشعب الجزائري مجموعة من ''الطلابين'' (المتسولين) أم سرب من ''اذراري'' (الأطفال)؟ هل يتطلب مستقبل أمتنا سياسة ''لا تعطيه السمكة وإنما علمه أن يصطادها'' أم يتوقف على سياسة ''الهفّ'' وانتخب عليّ أعطيك سمكة''؟
إن الغريب، كل الغريب في أمر سياستنا أن يديروا ظهورهم لتجارب الأمم العظيمة التي تقدمت بالعمل، وما أدراك ما العمل، وأن يعتمدوا ''هفّة'' الرهان الرياضي الجزائري الشهيرة شهرة هذه الحملة الانتخابية التي نعيش أحداثها اليوم أي ''حك تربح''!
لقد كسدت تجربة الرهان الرياضي الجزائري فتقلّصت مداخيله لأن الجزائريين ''حكتهم جيوبهم'' فتفطنوا ''للهفّة''. لم يعودوا ''يلعبون'' أو بالأحرى لم يعودوا ''يحكون'' كما في السابق!
فشل سياسة الرهان ''حك تربح'' دليل على وعي الشعب الجزائري. فمن أين ينبع إصرار مترشحينا على توظيف هذه الفكرة الفاشلة لربح كرسي الرئاسة؟ تحضرني هنا حكاية ابنة الملك لويس 16 التي أيقظها ضجيج المتظاهرين الغاضبين أيام الثورة الفرنسية (1789)، فأطلت من شرفة ''قصر أبيها'' مندهشة وسألت ''لماذا يصرخون هكذا''؟ فأجابتها مربيتها ''إنهم جوعى، يطلبون الخبز''، فما كان من ابنة الملك إلا أن قالت بكل براءة:''أعطوهم الكعك brioches''! ''المسكينة''! كانت حين تعاف الخبز الطري تعطيها مربيتها ''الكعك اللذيذ''! مسؤولونا ''المساكين'' يعيشون في قصور من زجاج لا تقل رفاهية عن قصر الملك لويس .16 لكم هم بعيدون عن الشعب الجزائري! لكم هم فاشلون ويريدون نقل ''تدليل ريع البترول'' لسلوكاتهم الصبيانية (أم الجشعة؟) إلى روح الشعب الذي كره ''حك جيوبه الفارغة''! إن مطالب الجزائريين أبعد ما تكون اليوم عن وعود ''المسح'' و''العطاء'' و''التوزيع''. إنهم يريدون ''العمل''! يريدون صناعة مزدهرة وفلاحة مثمرة وعلما يستنفعون به.. إنهم يعرفون ''كوريا الجنوبية'' التي كانوا في مستواها سنة 1980 فطارت وبقوا هم، بسبب فشل مسؤوليهم، يرقبونها مندهشين من على صخورهم التي تدمي أقدامهم الحافية!