هل تاخر سن زواج اسبابه اقتصادية فقط ,,,,,

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

حكيك

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
22 مارس 2009
المشاركات
8,009
نقاط التفاعل
3,211
النقاط
351
هل تأخر سن الزواج أسبابه اقتصادية فقط

salam11.gif

المشكلة الكبرى أن ينظر لتأخر سن الزواج من
منظور واحد، أو أن يفسر على أساس سبب واحد، وإنما تعدد الأسباب وترابطها وتشابكها هو ما يزيد المشكلة تعقيدًا ويمكن إجمالها في:

أسباب اجتماعية ، أسباب نفسية، أسباب اقتصادية ، أسباب سياسية ، أسباب تربوية ، وأسباب ثقافية وفكرية.

أولا : الأسباب الاجتماعية:
وتتمثل في:

> غياب المفهوم الصحيح للزواج كسكن ومودة ورحمة.. قبل أن يكون شكليات ومظاهر.

> غياب دور الأسرة في توعية أبنائها، وتربيتهم على تحمل المسؤولية، وتفهم معنى الزواج، وإعداد أبنائها وبناتها للقيام بهذا الدور.

> غياب دور المؤسسات الاجتماعية والهيئات غير الحكومية في محاولة إيجاد حلول عملية واقعية تتناسب مع كل بيئة ومجتمع في مجتمعاتنا.

> الاستسلام والانسياق وراء ما يبثه الإعلام من مفاهيم مغلوطة عن الأسرة والزواج ومتطلباته.

ثانيا: الأسباب الاقتصادية:
وهي نوعان:

> واقعي وحقيقي: يتمثل في الارتفاع الفعلي في تكاليف الزواج خاصة مع ازدياد معدلات البطالة، وعدم وجود فرص عمل حقيقية أمام الشباب، وانخفاض مستوى الدخل خاصة في الدول غير النفطية.

> نوع صنعناه نحن بأنفسنا، ثم فرضناه كأمر واقع.. وهو المغالاة في المهور واستعدادات الزواج؛ حيث غابت فكرة الأسرة التي تبدأ بحياة بسيطة، ثم تنمو تدريجيًا، وتستكمل كل ما ينقص من أساسيات وكماليات مع النمو الطبيعي لدخل الأسرة، ومع مفهوم جميل غاب عنا وهو الصبر واليقين بالله تعالى، وحل محلها مفهوم جديد، وهو البيت الذي يبدأ مستكملاً كل أساسيات وكماليات الحياة العصرية، والغريب أن هذا النوع من المشاكل الاقتصادية يكاد يكون ممثلا بدرجة متساوية في الدول الغنية والدول الفقيرة.

ثالثا: أسباب سياسية:

> حيث إن الحكومات في بلادنا لم تأخذ الأمر بجدية، ولم تشعر بحجم المشكلة أو تأثيرها السلبي على المجتمع، وربما توارت المشكلة خلف ركام من المشاكل السياسية الأخرى، وهذا أدى إلى غياب دور أساسي كانت الدولة منوطة به، ويشمل توفير فرص عمل حقيقية للشباب، وتيسير المشروعات الصغيرة، وتشجيع الشباب المقبل على الزواج المبكر بشقة بأسعار مناسبة ومشاريع توفر لهم احتياجاتهم في حدود طاقاتهم.

> كما غاب دور الدولة في تشجيع الزواج المبكر والدفع في هذا الاتجاه إلا في بعض الدول التي استشعرت خطورة الأزمة مثل الإمارات والكويت؛ وذلك بإنشاء صندوق الزواج. أما بقية الدول فبالعكس أحيانًا يكون هناك اتجاه لرفع سن الزواج.

> إن ما وصل إليه حالنا كدول عربية وإسلامية من غياب للقيمة والهدف من حياتنا وحالة الإحباط العامة التي تسود بلادنا جميعًا والخوف دائمًا مما سيحدث غدًا لا بد أن يكون سببًا غير مباشر في عزوف الشباب عن الزواج، وعدم تحمسهم لبدء حياة جديدة كلها أمل وتفاؤل.

رابعا : أسباب تربوية:

حيث إن الدراسة بالمدارس تجعل الفتى والفتاة حتى دخول الجامعة ليس لهم همّ إلا النجاح والحصول على أعلى الدرجات، ثم فجأة يجدون أنفسهم في مواجهة الحياة، وقد خلت كل المناهج الدراسية مما يساعد الفتاة على أن تكون زوجة وأما وربة أسرة، لم يحدثها أحد عن معنى الزواج وتبعاته، وكذلك الفتى لم يتعلم معنى المسؤولية، ومعنى أن يكون رب أسرة، ومعنى الرجولة.. حتى معنى السعي وتكسب الرزق الحلال غاب عن شبابنا.

خامسا : أسباب ثقافية وفكرية:

حيث إن كل ما يساهم في بناء وصياغة فكر وعقل المجتمع إما تجاهل المشكلة تمامًا، أو على العكس كان سببًا في تفاقمها، سواء كانت وسائل الإعلام خاصة التليفزيون والصحف والمجلات أو الكتاب والمفكرين، أو كما ذكرنا طريقة التربية في المدارس وفي داخل الأسرة نفسها. ولكن أعجب مَن تجاهل المشكلة هم علماء الدين والفقهاء.. فكيف تخلو الخطب والدروس الدينية من تناول للظاهرة وأسبابها وطرق العلاج، بالرغم من أننا كشعوب إسلامية عندما تتضح أمامنا الأبعاد الدينية للمشكلة تختلف طريقة تعاملنا معها؟
الواقع أن غياب البعد الديني ساهم كثيرا في تفاقم المشكلة، وأعني هنا النظرة الدينية الواعية التي تهتم بدراسة الأرقام والإحصاءات وكل ما يعتري المجتمع الآن من تغيرات واتجاهات، وليست مجرد مجموعة من الفتاوى المتفرقة الجامدة التي لا تتفاعل مع المجتمع.

سادسا: أسباب نفسية:

وهذه جاءت نتيجة لتفاعل كل الأسباب السابقة.. فمنذ 20 سنة كانت كل الأفلام - التي كما هي عامل مؤثر في ثقافة الشعوب هي أيضا نافذة تعبر عما يجري داخل هذا المجتمع- تعبر عن قصص النجاح والحب الذي يتحدى العقبات وينتصر، الشاب والفتاة اللذان يحلمان بأن يبدءا حياتهما بأبسط الإمكانات ليكبرا مع الأيام. أما اليوم فهذا الجيل منهزم من داخله لم يحاول أن يتحدى العقبات ويهزمها، ولكنه هرب من المواجهة؛ فالخوف من المستقبل وعدم تحمل المسؤولية والتمسك بل التقيد بكل أسباب الرفاهية والكماليات.. كل هذا هزم روح التحدي داخلنا، وكأن كل ما مرّ بنا من يأس وانهزام على كافة الأصعدة قد انتقل إلى داخلنا.

اتمنى ان الموضوع ينال اعجابكم و شكرا







 

اين ردودكم يا احبائيييييي
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top