ولد الشيخ يتخلى عن الرئاسة لتشكيل حكومة وحدة بموريتانيا
الرئيس المعزول سيدي ولد الشيخ عبد الله
نواكشوط - العربية - وكالات
استقال الرئيس الموريتاني الذي كان أطيح به في انقلاب عسكري في 6 أغسطس/آب 2008 سيدي ولد الشيخ عبد الله، مساء الجمعة بنواكشوط، ووقع مرسوما يقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية مكلفة بالإعداد للانتخابات الرئاسية في 18 يوليو/تموز.
ووقع الرئيس المخلوع الوثيقة أمام أعضاء المجلس الدستوري، وفي حضور الرئيس السنغالي عبد الله واد؛ الذي يقود الوساطة الدولية.
وبعد التوقيع، صفق الحاضرون بحرارة للرئيس. ونظم الاحتفال في قصر المؤتمرات في العاصمة الموريتانية في حضور أطراف الأزمة وأعضاء مجموعة الاتصال حول موريتانيا.
ورحبت فرنسا، ليل الجمعة السبت 27-6-2009، بتشكيل حكومة وحدة وطنية في موريتانيا، معتبرة أنها تشكل "مرحلة مهمة في عملية الخروج من الأزمة".
وأضاف بيان الخارجية الفرنسية أن "فرنسا تظل مستعدة لأن تقدم مع شركائها الدوليين دعمها الكامل لاستمرار تطبيق الاتفاق".
وكان تشكيل حكومة وحدة بالتساوي من مؤيدي الانقلاب ومعارضيه منصوصا عليه في اتفاق الخروج من الأزمة، الذي تم التفاوض في شأنه في دكار، ووقع في نواكشوط في الرابع من يونيو/حزيران، لكنه لم يطبق بسبب الخلافات بين مختلف الأطراف.
وأثر توقيع المرسوم قال الرئيس المخلوع سيدي ولد الشيخ عبد الله إنه "يتخلى طوعيا عن منصب رئيس الجمهورية"؛ بهدف "تحصين البلاد من مخاطر الحظر الاقتصادي والتمزق السياسي والانفجار الاجتماعي".
وأضاف، في خطاب بثته الإذاعة مباشرة، "أغادر كما جئت بقلب خال من كل كراهية تجاه أي كان"، ودعا الشعب الموريتاني إلى "الوحدة لمنح الأمل" للبلاد "من خلال انتخابات شفافة".
وإثر ذلك قبل المجلس الدستوري استقالة الرئيس المخلوع.
وجاءت استقالة سيدي ولد الشيخ عبد الله بعد أن حصل على قرار من المجلس الأعلى للدولة (المجلس العسكري) ينص على تحوله إلى مجلس أعلى للدفاع يهتم فقط بقضايا الدفاع والأمن، ويخضع لسلطة الحكومة الانتقالية.
وكان حبيب كباشي أحد الوسطاء الدوليين أعلن الجمعة التوصل إلى اتفاق تام بين أطراف الأزمة في موريتانيا.
وربط الرئيس الموريتاني المخلوع استقالته بحل المجلس العسكري، الأمر الذي رفضه هذا الأخير.
وأضاف الوسيط "ستجرى الانتخابات في 18 يوليو/تموز والجميع موافق على ذلك، باتفاق لا تحفظ فيه، وانخراط من المجتمع الدولي".
وتم هذا الإعلان إثر اجتماع الرئيس السنغالي وكبير المفاوضين عبد الله واد، والرئيس السابق للمجلس العسكري والمرشح للانتخابات الرئاسية الجنرال محمد ولد عبد العزيز.
وكان واد وصل الخميس إلى نواكشوط، والتقى سيدي ولد الشيخ عبد الله وقائد المعارضة أحمد ولد داداه.
وجرت من الأحد إلى الثلاثاء الماضيين مباحثات بين الأطراف الموريتانية في دكار، دون أن تحرز نجاحا بسبب خلاف عن وضع المجلس العسكري، قبل الانتخابات الرئاسية.
غير أن إعلان الخروج من الأزمة في الميدان السياسي ترافق مع مخاوف جديدة في المجال الأمني.
فقد تبنى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الجمعة اغتيال مواطن أمريكي في نواكشوط يوم الثلاثاء الماضي، وذلك في بيان نقلته مؤسسة سايت لرصد المواقع الإسلامية.
وأكد التنظيم مسؤوليته عن اغتيال الأمريكي كريستوفر لوجيست أمام مؤسسة لتعليم اللغة والمعلوماتية يديرها في نواكشوط، متهما إياه بأنه كان يمارس "نشاطات تبشيرية".