التفاعل
73
الجوائز
317
- تاريخ التسجيل
- 5 أوت 2009
- المشاركات
- 1,622
- آخر نشاط
- تاريخ الميلاد
- 14 سبتمبر 1990
- الوظيفة
- استاذة رياضيات

سيستمر الفلسطينيون في البحث عن أسباب اليأس والإحباط الذي وصلوا إليه ،
ومن المتسبب في وصولهم إلى هذه الحال المزرية من عدم المبالاة والحزن، والسكون في انتظار مصيبة أخرى تلم بهم ونزيد من إحباطهم ويأسهم من دون أن يحركوا ساكناً.
وسيكتب التاريخ بالدم أن حركتي "فتح وحماس" هما السبب في انشغالهم سنوات طويلة بالبحث عن أسباب اليأس والإحباط والحال الذي وصلوا إليه، وسوف يستمرون لسنوات طويلة في البحث هويتهم الوطنية، والبحث عن روابطهم الثقافية والجغرافية وآفاقها، والعمل للارتباط من جديد جراء حال الانقسام السياسي والجغرافي ليس بين طرفي الوطن المسلوب فقط، بل في أرجاء الدنيا وأينما تواجدوا.
وعلى رغم ما ألم بهم من إحباط ويأس ومصائب وانقسام وانتكاسات وانكسارات ، ستطرح عليهم الأسئلة، والعمل بشكل فوري للعودة إلى الوحدة التي أصبحت بعيدة المنال، التي ينطلقون منها للخروج من الأزمة التي يعيشون تفاصيلها وهمومها يومياً.
وستظل تطرح عليهم الأسئلة مجدداً في كل وقت وفي كل مرة يتطلب منهم أن يبدأوا من الصفر، وكأن قدرهم في فشل قياداتهم الذين فقدوا المسؤولية والرؤية والبوصلة بالتوصل إلى إستراتيجية وطنية تعيد بناء ما خسروه ، وتعيد بناء روابطهم السياسية والثقافية والاجتماعية والتاريخية والجغرافية.
وما السريالية الفلسطينية الجديدة التي رسمها فاروق قدومي من اتهامات للرئيس محمود عباس بالتورط مع شارون وموفاز في تسميم الرئيس الراحل ياسر عرفات، هي من القسوة والإهانة للفلسطينيين جميعاً، والدخول في حال جديد من الإحباط والفوضى والردح الإعلامي، وكأن الساحة الفلسطينية ينقصها سريالية سوداء جديدة كتلك السائدة منذ عامين.
سريالية قدومي ما هي إلا تعميق لأزمة الفلسطينيين، وحال جديد من الانقسام، وما تبقى لهم من حقوق، وإذا ما تداركوا ذلك سريعاً فإنهم سوف يساهمون في صرف الأنظار عما يرسم لهم من إسرائيل واستمرارها في تهويد القدس والمدن الفلسطينية ومحاولات ضرب عرب 48 المستمرة، والاستمرار في بناء المستوطنات والاعتقالات في الضفة الغربية، وحصار قطاع غزة، وسيستمرون في ضرب مقومات الصمود الفلسطيني والتنكر لحقوقهم.
فإذا ما تأمل الفلسطينيون حالهم فإنهم سيجدون أنفسهم يعانون ليس من استمرار الاحتلال وعجزهم في التصدي لمشاريعه فقط، بل يعانون من انقسام وانكسارات ، ووطن مقسم بسبب بعضهم ، وبعض الأخر صامت أو عاجز عن التقدم بخطوات تخلصهم من الحال السيئ، فالضفة الغربية الوضع على حاله لم يتغير سوى تقديم بعض التسهيلات لبعض المسؤولين، الحواجز كما هي والاعتقالات والتنسيق الأمني لم يتوقف تنفيذا للبند الأول من خارطة الطريق، ولم يتغير شيء سوى استمرار الاستيطان.
أما الجزء الآخر من الوطن ، قطاع غزة الذي يتشبث أصحابه بمشروعهم من دون التراجع خطوات تكسر حال الانقسام والشرذمة وضياع المشروع الوطني ، ويتقدمون بنموذج صالح وعدوا الناس فيه بالإصلاح والتغيير والأمن والأمان ، ويعاني سكانه الحصار الخانق والظالم، والفقر والبطالة وانعدام الحد الأدنى من الحياة، الاحتلال سبب رئيس فيه، وهم سبب أيضاً، من دون عمل شيء يعزز من صمود الناس الذين يعيشون كل يوم تفاصيل البؤس والشقاء والخوف والقلق من القادم المجهول.
سيبقى الفلسطينيين يعانون الاحتلال والانقسام، والفقر والبطالة والخوف والقلق، واستجداء قيادة لم تتحمل بعد المسؤولية، وسيبقى الحصار مفروضاً على قطاع غزة والمعابر مغلقة، ولن ترفع حواجز أو تحد من غول الاستيطان المتعاظم، وسيطول انتظار الفلسطينيين في التوصل إلى اتفاق يخلصهم من حال الانقسام.
وعلى القيادة الفلسطينية المتسبب في استمرار الحال السيئ والمقيت، العودة إلى روح الشعب الفياضة بالأحلام والآمال والحزن والآلام، وعليهم التكاتف مع بعضهم بعضا للتأسيس لخيارات الشعب المسلوب الحرية المنتظر منهم تخليصه من الانقسام، وإلا سوف يستمر الحال كما هو عليه من سريالية جديدة مشوهة مجبولة بالدم، والتنكر لروح الشعب الحقيقة