من الأشياء التي يتهاون فيها الناس : الطهارة والاطمئنان في الصلاة !

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

صهيب الرومي

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
28 جانفي 2008
المشاركات
3,616
نقاط التفاعل
18
النقاط
157
الجنس
ذكر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


فضيلة العلامة محمد بن صالح العثيمين

رحمه الله تعالى

الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين ، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد : فنتكلم في هذا اللقاء على أشياء يتهاون بها الناس ، ولكنها مهمة جدًا ، فمنها ما يتعلق بالصلاة . فإن كثيرًا من الناس يتهاونون في الطهارة ، ولا يبالي أتوضأ على الوجه المشروع أم لم يتوضأ ، ولا يبالي أطهر ثوبه وبدنه وبقعته من النجاسة أم لم يطهر ، ولا يبالي أصلى صلاةً يطمئن فيها ويأتي فيها بما يجب من قراءة وذكر أم لم يفعل .

أما الطهارة فإنه لا شك أنه من شروط الصلاة التي لا تصح إلا بها : أن يتوضأ الإنسان من الحدث الأصغر وأن يغتسل من الحدث الأكبر ، دليل ذلك قول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ) . [ المائدة : 6 ] . هذا الوضوء .

وأما الغسل فقال : ( وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ) . [ المائدة : 6 ] . يعني : طهروا جميع البدن . ثم إن الله - عز وجل - خفف على العباد في ما إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يتوضأ أو يغتسل بالماء إما لمرض ، وإما لفقد الماء ، رخص للعباد أن يتيمموا ، وذلك بأن يضربوا الأرض بأيديهم ويمسحوا بها وجوههم وأكفهم ، قال الله تعالى : ( وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْه ) . [ المائدة : 6 ] .

ومن الناس من يتهاون في الطهارة من النجاسة ، تجد الرجل يبول ثم يقوم من بوله دون أن يستقصي في تطهيره ، أما في الماء فتطهيره سهل يغسل الإنسان رأس الذكر حتى يغلب على ظنه أنه تطهر ، وهذا سهل ، لا تظن أن الأمر صعب ، فلو أن نقطة بول وقعت على أرض ملساء وصببت عليها الماء ، فإن هذا البول سيجري في أول دفعة من الماء أو قل في ثاني دفعة . كذلك البول على رأس الذكر لا يحتاج إلى كبير عناء ، ربما في ثلاث مرات أو أربع مرات يغلب على ظنك أن المحل نظف ، أما ما يفعله بعض الناس من كونه يتزحر ويتكلف ويتشدد حتى يخرج آخر بوله ، فهذا غلط ؛ لأن هذا مما يسبب سلس البول في الإنسان .

وكذلك بعض الناس تجده يمسح قناة الذكر من أصلها إلى رأس الذكر بحجة أنه يريد أن يخرج البول الباقي في القناة ، وهذا غلط - أيضًا - لا الأول ولا الثاني ، كلاهما من البدع ومن التعمق في دين الله - عز وجل - ، وما أكثر الذين يبتلون بالوسواس أو سلسل البول إذا فعلوا مثل هذا الفعل .

الأمر سهل ، إذا غلب على ظنك أنك طهرت رأس الذكر من البول انتهى الأمر فلا حاجة إلى أن تعصره ولا أن تتحمل في إخراج ما بقي .

وتجد بعض الناس يتهاون في الصلاة ، من جهة الطمأنينة لا يطمئن ، يسرع إسراعًا لا يتمكن فيه من الاستقرار والطمأنينة ، وهذا غلط ، يجب أن تطمئن في الركوع ، والرفع من الركوع ، والسجود ، والجلوس بين السجدتين ؛ لأن الطمأنينة ركن من أركان الصلاة لا تصح الصلاة إلا به ، وهنا يشكو بعض الناس من بعض الأئمة الذين لا يمكنهم معهم أن يقيموا الطمأنينة ، يقول الرجل : إمامنا لا يمكنني أن أقرأ الفاتحة ، فماذا أصنع !؟ لا يمكنني أن أطمئن في السجود ماذا أصنع !؟

نقول : إذا كان كذلك فلا تصل خلفه ؛ لأنك بين أمرين : إما أن تترك الطمأنينة وتتابعه ، وإما أن تأتي بالطمأنينة ولا يمكنك المتابعة ، وكلاهما غلط ، فإذا علمت من إمامك أنه لا يمكنك من قراءة الفاتحة أو من الطمأنينة في الركوع والسجود فلا تصل خلفه ، ولكن وجه النصيحة إليه أولاً ، وقل له : اتق الله فإنك لا تصلي لنفسك إنما تصلي لمن خلفك ، اتق الله فيهم ، مكنهم من الطمأنينة ، مكنهم من قراءة الفاتحة ، مكنهم من الذكر والتسبيح والدعاء .

ومن الناس من يتهاون بالصلاة على وجه أقبح وأطم وأعظم ، لا يقوم لصلاة الفجر إلا إذا جاء وقت العمل ، بل ويقول لأهله : لا توقظوني إلا إذا جاء وقت العمل . فماذا ترون في هذا الرجل الذي لا يقوم إلا إذا جاء وقت العمل ثم يقوم ويصلي !؟ أترون صلاته صحيحه !؟

هذا الرجل صلاته غير صحيحة ، ولا مقبولة ولا مكفرة لسيئاته ، ولا رافعة لدرجاته بل هي مردودة عليه ، يضرب بها وجهه - والعياذ بالله - الدليل : قول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) . يعني : مردوداً ، وإذا كان مردودًا فعمله هباءً منثورًا لا يقبل منه .

وعليه فنقول لهذا الرجل : إنه فعلاً لم يصل صلاة الفجر ، لا يصلي في اليوم إلا أربع صلوات ؛ لأن صلاة الفجر التي تعمد ألا يقوم إلا إذا جاء وقت العمل فيصليها غير مقبولة منه .


منقول
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top