نورالدين 100
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 25 سبتمبر 2008
- المشاركات
- 419
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 6


المكتوب : المشجب الذي نعلق عليه خطايانا.

مهما أتيح لك أن تبحث وأن تفتش فلن تجد مفهوما أو كلمة تحمَّلت من الظلم والجور الكبيرين ككلمتي الدهر و "المكتوب": نلصق بها كل خطايانا بل هي المشجب المثالي الذي نعلق عليه فشلنا وإنتكاساتنا المتوالية.

ترى السائق منا يقود سيارته بسرعة جنونية فإذا ما تعرض لحادث مرور جراء ذلك قد يوحي بحياة أبرياء أوعز ذلك للمكتوب دون حياء ولا خجل.
وترى أبا من الآباءيجبر بنته على الزواج ممن لا تريده ولا ترضاه بعلا لها وكسلاح أخير لإقناعها يؤكد لها ببرودة : إنه مكتوبك وتعود إليه بعد مدة قصيرة من زواجها ليخرج لها من جعبته نفس المبرر : إنه مكتوبك.
لقد بلغ الأمر أن أضحينا نفسر الجرائم البشعة
والشنيعة كالإنتحار مثلا بأنها قدر محتوم .

نتعمد تحويل أفراحنا إلى أقراح ونجاحاتنا المحتملة إلى فشل ذريع ثم ننسبه للمكتوب لأننا أعجز ما نكون عن توفير أسباب النجاح المثلى
أو على الأقل تحمل مسؤولية الخيبة والأخطاء.
قد يكون تهاونا فظيعا أو عجزا مريعا أو ...
ولكن النتيجة دوما واحدة تهرب من مواجهة الأسباب الحقيقية بمبررات واهية.

لماذا هذا التعنت في عدم تحمل مسؤولية أخطائنا وفشلنا؟
ولماذا نلقي المسؤولية على الزمن تارة والمكتوب تارة أخرى؟