ماهو الفرق بين الرقم والعدد

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

المحترف 12

:: عضو مُشارك ::
إنضم
30 ماي 2009
المشاركات
353
نقاط التفاعل
4
النقاط
7
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اليكم هذا الموضوع الذي قراته في احد المواقع فاحببت
نقله اليكم
تعريف الرقم والعدد

الرقم والأرقام ليست عدداً أو أعداداً وإنما هي أشكال تكتب بها رموز الأعداد، والأرقام محدودة وعددها عشرة وهي 9-8-7-6-5-4-3-2-1- 0 لكن الأعداد لا ينتهي عدها – أي ليس لها آخر – فلا يوجد عدد نقول عنه أكبرالأعداد قاطبة . فرمز العدد سبعة يتكون من رقم واحد هو 7 . ورمز العدد سبعة وعشرين يتكون من رقمين هما الرقم 7 ، والرقم 2 .

في عملياتنا الحسابية لا نقول – الرقم 27 – بل نقول – العدد 27 – وهذا يعني العدد الذي رمزه 27 . كما أننا نجد أحياناً تعبيراً كالآتي – مجموع أرقام العدد 527 يساوي 14 – ليعني – مجموع الأعداد التي رموزها أرقام العدد527 يساوي 7+2+5 = 14 ، وهذا التعبير فيه تجاوز يسمح به للتسهيل وسوف نتبعه في هذا الموقع . وعليه فالرقم يشير إلى عدد من الأعداد ، ومن المعتقد أن الأرقام العربية والأعداد الرومانية ترجع هيئتها إلى استعمال أصابع اليد . والعدد يشير إلى تعداد بضعة أشياء أو مجموعها ، أو إلى مواقعها في قائمة مرتبة .

وتقوم الرياضيات الحديثة والتي نعيش جميعنا في ظلها الآن على مفهوم العدد ، والعدد الكامل بصورة خاصة .

وهكذا صارت لدينا الأعداد العقلانية التي تكتب على شكل كسور , وهناك الأعداد اللاعقلانية ، والأعداد المركبة ، والأعداد المفرطة في تعقدها ، والأعداد الكاترينيونية .... إلخ . وعلى هذا النحو يتحول الحساب إلى ميدان وأوسع منه بكثير ميدان الجبر الذي يدرس كل الأعداد والعلاقات العامة فيما بينها .

من الإعجاز العددي في القرآن الكريم ما ثبت من الدراسات القرآنية أن كل لفظ ورد في القرآن بقدر محدود
ومقصود ، ولحكمة يعلمها الله تعالى . فبعض الألفاظ تأتي ضعف نقيضها أو تتناسب مع غيرها الذي يؤدي المعنى نفسه ، فمثلاً : تكرر لفظ الدنيا 115 مرة تكرار لفظ الآخرة ، وتكرر ذكر الشياطين 88 مرة وهو عدد مرات ذكر الملائكة ، وتساوى عدد مرات ذكر المحبة بعدد مرات ذكر الطاعة 83 مرة ، وتكرر ذكر الشدة مثل الصبر ، كل منها تكرر 103 مرات ، بينما تكررت المغفرة 234 مرة أي ضعف الجزاء الذي تكرر 117 مرة ، وكذلك تكرر ذكر الرحيم سبحانه وتعالى 114 بعدد سور القرآن الكريم .

وضع إخوان الصفاء صورة كاملة للعالم بنيت على الأرقام من 1 إلى 9 ، إذ العشرة عودة إلى الصفر في
نظرهم .
 
لكل عدد من الأعداد التسعة الأولى علامة يعرف بها ، وعلامات الأعداد تدعى أرقاماً وتكتب الأعداد
بواسطتها . أما الصفر فيدل على فراغ أو على لا شيء ، وهو لا قيمة له إلا إذا أسند إلى عدد .

الأعداد الأولى تدعى أعداداً بسيطة لأن كلاً منها يتألف من رقم واحد ويعبر عنه بكلمة واحدة . والأعداد
الأصلية هي 1 ، 2 ، 3 ، .... إلخ ، تمييزاً لها عن الأعداد الترتيبية أي الأول والثاني والثالث ..... إلخ . والعدادة دراسة لمعاني الأعداد السحرية أو التنجيمية .

أسهم العرب في الرياضيات بنقل علم الحساب الإغريقي وتبسيطه وجعله أداة طيعة للاستعمال اليومي عن
طريق اصطناع الأرقام العربية والنظام العشري واختراع علم الجبر في مفهومه المعروف في العصور الحديثة ووضع أسس حساب المثلثات وبخاصة الكروية منها .

خواص الأعداد

العدد 1 هو أصل العدد ومنشأه وهو يعد العدد كله ، الأزواج والأفراد جميعاً.
العدد 2 هو أول العدد مطلقاً وهو يعد نصف العدد الأزواج دون الأفراد .
العدد 3 هو أول عدد الأفراد وهو يعد ثلث الأعداد وتارة الأفراد وتارة الأزواج .
العدد 4 هو أول عدد مجذور – أي تربيع .
العدد 5 هو أول عدد دائري ويقال كروي .
العدد 6 هو أول عدد تام .
العدد 7 هو أول عدد كامل .
العدد 8 هو أول عدد مكعب .
العدد 9 هو أول عدد فرد مجذور – وإنه آخر مرتبة الآحاد .
العدد 10 هو أول مرتبة العشرات .
العدد 11 هو أول عدد أصم .
العدد 12 هو أول عدد زائد .
 
أصل الأرقام وتاريخها

حاول أحد الباحثين إعادة التنقيب عن الأصل الحقيقي للأرقام , فرأى أن الأبجدية الفينيقية هي أصل الأرقام ، ثم أخذت هذه الأرقام في التحسن . وتطورت الأرقام من الشكل المعروف في العصر الجاهلي إلى السياق ثم الغبار ثم اختزلت الحروف في عهد الوليد بن عبد الملك .

وأصل التسمية - الغبار – لا يرجع كما يقول بعضهم إلى نشر الدقيق أو الرمل والكتابة فوقه , وإنما هو مشتق من غبر بمعنى مضى ، ولهذا يسمى خط الغبار أو خط الجناح .

وفي العهد الفاطمي ابتكر الوضع العمودي للأرقام بعد أن كان أفقياً يأخذ حيزاً مما يعوق الحساب . والخط الغباري هو المستعمل في المغرب العربي .



والخط السياقي هو المستعمل في المشرق العربي ويسميه القلقشندي الخط الهندي وأيضاً الأرقام الهوائية وهي الأرقام التي تستعمل حالياً في كافة منطقة الخليج والجزيرة العربية ، وهو خط عربي أصيل كما يوضح المويلحي .
 
أما الصفر ، فهو الشيء الخالي ، ورمز له بحرف الصاد ، وهو كالحلقة الصغيرة ، والصفر بكسر الصاد وسكون الفاء في اللغة هو الشيء الخالي . كما يذكر في التاريخ أنه قدم إلى بلاط الخليفة المأمون عام 772 م فلكي من الهند اسمه كنكه يحمل معه كتاباً لمؤلفه براهما جوبتا ، أمر المنصور بترجمته إلى العربية ، تحت عنوان سند هند ، ومن هذا الكتاب عرف العرب نظام الأرقام والأعداد الهندية . وشرح الخوارزمي في كتاب له طريقة استخدام نظام الأعداد والأرقام الهندية ، وترجم كتابه إلى الأسبانية واللاتينية في القرن الثاني عشر الميلادي ، وبذلك علم الخوارزمي الغرب كتابة الأرقام والأعداد والحساب . والجدير بالذكر أن الخوارزمي هو أول من استعمل كلمة الجبر ، كما استعمل الحروف مكان الأرقام ، واستعان بالمعادلات الجبرية المتنوعة لحل المسائل الحسابية . كما أنه أظهر للأرقام قيمتها ، ولولاه لبقيت الأرقام رموزاً مفردة لا قيمة عملية لها . وقد نقل عنه الأوربيون قيمة الأرقام وسموها – ألغورثموس .
 
والصفر كذلك من الأرقام ، وقد أخذه الأوربيون من الخوارزمي باسمه العربي ، وكان الإنكليز يلفظونه – صايفر . كما عرف الخوارزمي الأعداد السالبة وجعلها في معادلاته ، وتنبه إلى الكميات التخيلية . ولولا الصفر لما استطعنا حل كثير من المعادلات الرياضية بسهولة ، ولما تقدمت فروع الرياضيات التقدم الذي نشهده اليوم . وأول من أدرك قيمة الصفر في الحساب كان الخوارزمي .
 
وقد ذكر أبو الريحان البيروني أن صور الحروف وأرقام الحساب تختلف في الهند باختلاف المحلات ، وأن العرب أخذوا أحسن ما عندهم وهذبوا بعضها وكونوا من ذلك سلسلتين عرفت إحداهما بالأرقام الهندية ، وهي التي تستعملها أكثر الأقطار الإسلامية والعربية – المشرق العربي ومصر والسودان – وعرفت الثانية بالأرقام الغبارية ، وقد انتشر استعمالها في بلاد المغرب والأندلس ، وعن طريقها دخلت إلى أوربا باسم الأرقام العربية .

وهكذا فكلا الصورتين الهندية – وهي المشرقية ، والغبارية – وهي المغربية ، ما هي إلا ابتكارات عربية . وفي الواقع ، وصلت الأرقام العربية إلى الأوربيين عام 800 م ، وكانت قد وصلت إلى العرب من الهند عام 600 م .
 
وعليه فقد وجدت الأعداد الهندية الحالية ، وأعداد المشرق العربي – خط هوائي – والأعداد المستعملة في المغرب العربي – خط غباري – والأعداد الأوربية المقتبسة من العربية ، والأعداد الأوربية الحديثة ، وأعداد الكمبيوتر . كما أنه توجد أرقام كتبتها حضارات عديدة من المسمارية ، والمصرية ، والإغريقية ، والرومانية – كان الرومان يرمزون إلى الأرقام بسبعة أحرف وهي : -

واحد i – خمسة v - عشرة x – خمسون l – مئة c – خمسمئة d – ولا تزال تستعمل إلى يومنا هذا ، وأيضاً أرقام المايا ، والأرقام الصينية .
 
الأنظمة الشائعة للأعداد

النظام العشري : النظام العشري هو استعمال العدد – 10 – كأساس للعد والعمليات المختلفة على الأعداد ، ومن المعتقد أنه بدئ بالعد على الأصابع في أوائل الحضارات ، واستعمال اليدين باعتبارهما عدادا مريحاً . ولقد حاول الإنسان منذ القدم أن يعرف العدد ، فاعتمد البابليون والآشوريون النظام الستيني ، واعتمدت الكسور على أساس هذا النظام ، كما نفعل اليوم في قياس الزمن ، حيث نقسمه إلى ساعات وقد استعمل الهنود النظام العشري في الحساب والترقيم ، وجاء المسلمون وأخذوا بالحساب العشري ، وذلك لأن القرآن الكريم ذكر الحساب في بعض آياته – والفجر وليال عشر - ... – من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها - .... إلخ ، وتوجد إشارة لطيفة إلى اتخاذ العشرة الكاملة كمقياس وذلك من الآية – تلك عشرة كاملة – والآية – قل فأتوا بعشر سور مثله – والآية – ما بلغوا معشار ما آتيناهم - .... إلخ . وهكذا يعطي القرآن الكريم العدد عشرة ومضاعفاته أكبر وزن ، كل ذلك أنزل في زمن لم يقدر فيه أحد بعد الحساب العشري أو قيمته . وقد طبق النظام العشري على معظم العملات المختلفة . وتؤكد الدراسات أن التحويل إلى النظام العشري في حساب الوقت سوف يصبح ضرورة حتمية في السنوات القادمة لكي نواجه مقتضيات العصر ، وذلك باعتبار اليوم 10 ساعات ، والساعة 100 دقيقة ، والدقيقة 100 ثانية ، وقد حاولت الثورة الفرنسية تغيير النظام الستيني من باب العناء للكنيسة الكاثوليكية إلى النظام العشري ولكن ألغي بعد سنوات .

وجمشيد أول من أدخل علامة الكسر العشري في علميات الحساب وله أعماله الخالدة في موضوع الحساب العشري .

النظام الثنائي : وهو نظام يستخدم الرمزين 0 و 1 – الأساس = 2 ..... وهذا النظام يستعمل في صناعة الأجهزة الإلكترونية مثل الكمبيوترات

ثنائي عشري ثنائي عشري ثنائي عشري ثنائي عشري
1100 12 1000 8 100 4 0 0
1101 13 1001 9 101 5 1 1
1110 14 1010 10 110 6 10 2
1111 15 1011 11 111 7 11 3
وهو نظام يقوم على النظرية 2 / 1011011 = 91 في النظام العشري . .
 
حساب الجمل

وهو حساب الأحرف الهجائية المقروءة من الواحد إلى الألف ... - وهي طريقة يستعملها المنجمون لقراءة الطالع خاصة وعمل الأحجبة والأعمال السحرية - ونستبدل فيها الحروف بالأرقام – عمل علماء الفلك العرب عكس ذلك فاستخدموا الأرقام بالحروف في الزيجات والحسابات – وإليك بيان ذلك

قيمة الحرف الحرف قيمة الحرف الحرف قيمة الحرف الحرف قبمة الحرف الحرف
400 ت 60 س 8 ح 1 أ
500 ث 70 ع 9 ط 2 ب
600 خ 80 ف 10 ي 3 ج
700 ذ 90 ص 20 ك 4 د
800 ض 100 ق 30 ل 5 ه
900 ظ 200 ر 40 م 6 و
1000 غ 300 ش 50 ن 7 ز


ومثال لذلك – شمط = ش + م + ط = 300 + 40 + 9 = 349

وكذلك يستعمل هذا الحساب للدلالة على تاريخ حدث معين كالولادة والوفاة أو تشييد بناء .منقول
 
الرَّقْم - بسكون القاف - معناه في أصل اللغة الوَشْي أي العلامات والرسوم التي توضع على الثياب، كما في الحديث ( إلا رقما في ثوب ).
ثم استعير بعد ذلك للدلالة على الكتابة والخط والنقط.
ثم استعمله المعاصرون للدلالة على علامات الأعداد الحسابية ( 1 - 2 - 3 .... )
وهو بالسكون قولا واحدا كما في معجم الأخطاء الشائعة للعدناني ( برقم 417 )
 
السلام عليكم


شكرا اخي على المعلومات وفقك الله
 
علم العدد
يؤكد علم العدد أن الصدفة لا وجود لها في الحياة ,
وما من شيء يخرج عن نظام الطبيعة في هذا الوجود .
من هنا , اعتبر الباحثون علم العدد فلسفة قائمة بذاتها,
وحقيقة واقعية, وركيزة أساسية في بنيان الإنسان
والكون .

نظرية فيثاغوروس

كان فيثاغوروس شديد الاهتمام بعلم العدد وكيفية
نشوئه, كثير البحث عنه وعن خواصه ومراتبه ونظامه,
وكان يقول: " إن في معرفة العدد وكيفية نشوئه
من الواحد الذي قبل الاثنين, معرفة وحدانية الله,
عز وجل, وفي معرفة خواص الأعداد, وكيفية
ترتيبها ونظامها, معرفة موجودات الباري تعالى,
وعلم مخترعاته وكيفية نظامها وترتيبها,
وإن علم العدد مغروس في النفس يحتاج إلى
أدنى تأمل ويسير من التذكار حتى يستبين
ويعرف بلا دليل".

ولم تكن الفيثاغورية مدرسة فلسفة وحسب,
بل كانت أيضا مدرسة دينية أخلاقية على نظام
الطرق الصوفية. ومن أبرز معتقدات هذه
المدرسة أن كل شيء هو العدد, وقد صيغ
هذا القول في صيغتين مختلفتين: الأولى
هي أن كل الأشياء أعداد, بمعنى أن الأشياء
نفسها في جوهرها أعداد, أو بعبارة أخرى
أن الأعداد هي التي تكون جوهر الأشياء؛
والثانية هي التي تذكر أن الأشياء تحاكي
الأعداد, ومعنى ذلك أن الأشياء صيغت
على نموذج أعلى هو العدد. ووصل فيثاغوروس
إلى فكرة العدد بحسبانه أصل الوجود, وفوق الظواهر
الحسية, من تأمله في الانسجام بين النغمات, وفي
مواضع الأجرام السماوية وحركتها.

من ناحية أخرى, لا حظ الفيثاغوريون, من عنايتهم
بالموسيقى, أن النغمات أو الهرموني تقوم على
الأعداد: فالنغمات الموسيقية تختلف الواحدة منها عن
الأخرى تبعا للعدد ويلاحظ من ناحية أخرى أن اكتشاف
الفيثاغوريين للانسجام الموجود في الكون قد أدهشهم,
وجعل من الطبيعي لديهم أن يمتد هذا الانسجام إلى
الكون كله حتى يصبح هذا الانسجام جوهر الأشياء ؛
ولما كان الانسجام يقوم على العدد, كان من الطبيعي
أن يقال إن جوهر الأشياء هو العدد.

قسم الفيثاغوريون العدد قسمين: العدد الفردي والعدد
الزوجي, وقالوا إن العدد الفردي هو المحدود,
والزوجي هو اللامحدود, لأن الفردي لا يمكن أن ينقسم
قسمين, بل يقف عند حده؛ بينما العدد الزوجي ينقسم,
فهو غير محدود . ثم ربطوا بين المحدود واللامحدود,
وبين المذاهب الأخلاقية, فقالوا إن المحدود هو الخير,
واللامحدود هو الشر .

واختلف الفيثاغوريون فيما بينهم حول هذا التقسيم للعدد
بين فردي وزوجي, فقال عدد منهم إن الأصل في الأعداد
هو الوحدة, ومن هذه الوحدة تنشأ الثنائية . أما أصحاب
الرأي الآخر فيقولون إن الأصل هو هذه الازدواجية بين
الوحدة وبين الثنائية أو الكثرة, وينشأ الكون بانفصال
الواحد عن الآخر, وعلى هذا يتكون الكون عن طريق
الصدور .

بدأ الفيثاغورين بأن نسبوا إلى الأعداد صفات هندسية,
فقالوا إن الواحد يناظر النقطة, والاثنين يناظر الخط,
والثلاثة تناظر السطح, والأربعة تناظر الجسم, فهناك
إذا تناظر واتصال بين الأعداد وبين الأشكال الهندسية .

ونسب الفيثاغوريون إلى الأعداد صفات أخلاقية, فقالوا
مثلا إن الخمسة مبدأ الزواج, لأنه حاصل الجمع بين
العدد الذي يدل إلى المذكر والعدد الذي يدل إلى المؤنث .
كذلك الحال في السبعة, فهو العدد الذي من طريقه
تنقسم الحياة الإنسانية . والعشرة أكمل الأعداد ،
وهو الوحدة الرئيسية التي تشمل كل الأشياء الأخرى ،
خصوصا إذا ما لاحظنا أن أن العشرة حاصل جمع
الأعداد الأربعة الأولى . ولهذا ارتفع به الفيثاغوريون
– كما ارتفع به لاحقا الأفلاطونيون الذين اتجهوا
اتجاها فيثاغوريا – إلى مرتبة الآلهة لأن هذا العدد
هو أصل الوجود . اعتبر فيثاغورس علم الأعداد
من المعارف المقدسة ، فكان يلقّن دروس الأعداد
شفهيّا لتلاميذه المختارين ، لئلّا تتسرب المعلومات
خارج جدران مدرسته . وقد تبنّت الفلسفة الإيلية ،
ومن أبرز فلاسفتها برمنيدس ، نظرية
الفيثاغوريين في العدد .

في المدرسة الفيثاغورية ألف نيقوماخوس الأردني ،
أحد تلامذة فيثاغورس ، كتاب " المدخل إلى علم العدد " ،
ويدور الكتاب على فكرة أساسية هي أن العدد أساس
كل العلوم ، وأن الأشياء في جوهرها أعداد . والعدد
ليس مفارقا للموجودات ، بل هو ملتصق بها . ولما
كانت الأعداد منسجمة ، فقد ظهر الانسجام في
الوجود ، الذي هو في جوهره عدد . وينتهي بأن
علم العدد هو أشرف العلوم ، لأنه علم أزليّ سابق
على بقية العلوم ، وإلى أن الله لما خلق الأشياء
فعلى مثال العدد .
 
نظرية أفلاطون

يقول أفلاطون إن الأعداد تكون جوهر الأشياء بوصفها صورة . ويفرق افلاطون بين نوعين من الأعداد : الأعداد الرياضية والأعداد المثالية ، فيقول إن الأعداد بوصفها وحدات مقابلة للأشياء الحسية هي الأعداد الرياضية ، أما الأعداد بحسبانها مبادئ الأشياء ، ومن طريقها نستطيع أن نستخلص بقية الوجود ، فيمكن أن تسمّى باسم الأعداد المثالية أو الأعداد كصور . والفرق بين فيثاغوروس وأفلاطون هو أن الأعداد ، لدى أفلاطون ، لها مكانة وسط بين الوجود الحسّي والوجود العقلي ، بينما ، لدى فيثاغوروس ، وجود الأعداد هو الوجود المحسوس .

نظرية أرسطو

يفرّق أرسطو بين العدد عند أفلاطون ، والعدد عند فيثاغوروس ، فيقول إن الفيثاغوريين لا يجعلون الأعداد مفارقة للأشياء التي هي نموذج لها - كما فعل أفلاطون حينما جعل الصّور أو المثل مفارقة للأشياء التي تشاركها في الوجود – وإنما هم يجعلون الأعداد متّصلة وغير منفصلة عن الأشياء . وهذا يبين لنا الطريق الصحيح الذي علينا أن نسلكه من أجل بيان ماهيّة الأعداد من حيث صلتها بالأشياء .

ونقل عن أرسطو قوله للإسكندر الكبير وقد سأله أن يوصيه : " لا صديق أشرف من حكيم ولا علم أشرف من الحكمة وأشرف فنونها كما علمت أيها الملك هو علم أسرار الحروف والأعداد " .

نظرية إتسلر

يقول إتسلر إن الأعداد صورة وهيولى معا للأشياء .

عند المسيحيين

أعطى الشرق القديم أهمية كبرى لرمزية الأعداد . لكن الكتاب المقدس لا يعتبر أي عدد مقدسا في ذاته ، إلا أننا في مقابل ذلك ، وبناء على بعض الاصطلاحات العرفية ، أو نتيجة التأثير الجانبي من بعض الحضارات المجاورة ، نجد فيه الكثير من الاصطلاحات الرّمزيّة . وقد اهتم آباء الكنيسة بعلم العدد ، فتبنّى القدّيسان إيريناوس ويوستنيانوس الفلسفة الفيثاغورية ، ودرس القدّيس أمبروسيوس علم العدد في ضوء النعمة الإلهية . وقال القدّيس أغوسطينوس إن الإنسان يستطيع أن يتعرّف إلى الله بواسطة العدد . ودافع القدّيس إيرونيموس عن العدد باعتباره سبيلا لاهوتيّا ، وأيّده في نظريّته القدّيسان سيريلوس ويوحنّا فم الذهب .

عند العبرانيين
يقول سفر الحكمة في التّوراة " إن الرّب الإله رتّب كل شيء بمقدار وعدد ووزن " . - 11 : 21 – وذكر يشوع بن سيراخ آية تقول : " وحيث تكون الأيدي الكثيرة أقفل ومتى قسّمت فبالعدد والوزن " – 42 : 7 - .

عند أخوان الصّفا

يقول الإخوان إن الأرطماطيقي هو معرفة خواصّ العدد وما يطابقه من معاني الموجودات . وأول ما ينظر في هذه العلوم الفلسفية الرياضيات وأول الرياضيات معرفة خواصّ العدد لأنه أقرب العلوم تناولا . ومن بين رسائل الإخوان ، تأتي رسالة العدد في الطليعة ، والغرض المراد من هذه الرسالة هو رياضة أنفس المتعلمين للفلسفة ، المؤثرين للحكمة ، الناظرين في حقائق الأشياء ، الباحثين عن علل الموجودات بأسرها . وفيها بيان أن صورة العدد في النفوس مطابقة لصور الموجودات في الهيولى ، وهي أنموذج من العالم الأعلى ، وبمعرفته يتدرج المرتاض إلى باقي الرياضيات والطبيعيات . وإن علم العدد جذر العلوم ، وعنصر الحكمة ، ومبدأ المعارف .

وعلى طريقة الفيثاغوريين ، يعتبر الإخوان العدد أصل الموجودات ، فرتّبوه على الأمور الطبيعية والروحانية . واعتقد الإخوان " أن الموجودات بحسب طبيعة العدد وخواصّه ، فمن عرف طبيعة العدد وأنواعه وخواصّ تلك الأنواع . تبيّن له إتقان الحكمة وكون الموجودات على أعداد مخصوصة " .

في بابل

جاء في رقيم مسماريّ أن مقاييس برج بابل وضعت استنادا إلى الأعداد المقدسة . كذلك الأمر بالنسبة إلى مدينة بابل نفسها .

في مـصـر

اعتقد المصريون أن العدد يحكم الإنسان ويسيطر عليه لأنه يتجاوز مستواه المنطقي والفكري ، وهو وسيلة من وسائل التعبير عن التناغم الكوني .

وقد ازدهر علم العدد في العام 3000 ق. م. لا سيّما عندما مهر العلماء المصريون في استعمال المعادلات الرقمية في فن بناء الأهرام . وتعامل المصريون بالكسور ، وعرفوا العمليات الحسابية الأربع – جمع ، ضرب ، طرح ، قسمة – وبسّطوا عمليات الحساب فأجروا الضرب على أساس الجمع ، والقسمة على أساس الطرح .

في الـيـونـان

يعتبر تفسير الأعداد من بين العلوم الرمزية الأكثر قدما . وفي اليونان أرجع طاليس أصل الأشياء إلى الماء ، وأنكسمندريس إلى الجوهر اللامحدود ، وأنكسمانس إلى الهواء ، والإيليّون إلى الوجود بما هو موجود ، أما فيثاغوروس فقد أرجع أصل الوجود إلى العدد ، ورأى فيه الدرجة الأعلى للمعرفة وجوهر التناسق الكوني .
 
في فـارس

تم تصميم النظام العددي في الديانة المانويّة لمساعدة الإيداع في الذاكرة . وقد تخيّل ماني – على غرار النمط الفيثاغوري المحدّث – وجود أسرار خاصة في العلاقة المتبادلة بين الأعداد .

في الهند : اعتنى علماء الهند بالأعداد وعظّموا هذا العلم .

في الـصـيـن

ترى الصين إلى العدد مفتاح التناسق الكوني وتطابق الأرض مع القوانين السماوية . ويقول المؤرخ بان كو – إن عائلتي هي وهو من سلالة مينغ – تانغ قد اهتمتا كثيرا بعلم العدد .

في المكسيك

ترتدي الأعداد لدى الأ زتيك أهمية كونية ، فكل عدد يرتبط بإله ولون ونقطة في الفضاء ، وبمجموعة تأثيرات جيّدة أو سيّئة .

في أفريقيا : تعتقد قبائل أفريقية كثيرة أن العدد خدعة الغموض .

عند النّصيريّين

يقول النّصيريّون " إن السيد محمد أوّل الأعداد ، وهو الواحد ، والأعداد بدؤها منه وعودها إليه . وإن عليّ بن أبي طالب لا ينقسم ولا يدخل في عدد .

عند الإسماعيليين : يحيّي الإسماعيليون الإله بالأسماء والأعداد .

عند الماسونيين : ترى الماسونية إلى العدد على أنه من أكثر الأشياء حكمة .

في الـفـكـر

يقول لايبنيتز " Leibnitz " فيلسوف ألماني " إن علم العدد يحتوي على أسرار كبيرة . وكتب الشاعر الفرنسي فيكتور هوغو : " الإنسان ، الرقم المختار ، الرّأس المهيب للعدد " . وقال بالزاك : " كل شيء لا يوجد إلا بالحركة والعدد . والحركة هي العدد الفاعل " ورأي الشاعر بويسيوس " Boece " أن المعرفة السّامية تمر في الأعداد . وكتب نيقولا دو كيو أن الأعداد تمثل الطريقة الفضلى للاقتراب من الحقائق الإلهية . وقال دو ميتر " De Maitre " في حياتي ، لم أدرس إلا العدد ، إنه الحركة ، إنه الصوت ، إنه كلمة الفكر . وبما أنه موجود في كل مكان ، فإنّي أراه في كل مكان " . ورأي لاميراندول أنه ، من خلال العدد ، نستطيع أن نجد طريقا لتفسير كل الأشياء .

ثـابت بن قـرّه

ترجم ثابت بن قرّة كتاب " المدخل إلى علم العدد " لنيقوماخوس ، أحد تلامذة فيثاغوروس . يدور الكتاب على فكرة أساسية وهي ، أن العدد أساس كل العلوم ، وأن الأشياء في جوهرها أعداد . والعدد ليس مفارقا للموجودات ، بل هو ملتصق بها .

ولعدم التطويل نختصر بذكر النقاط فقط فنقول : أنه ذكر بان الأعداد على نوعين : " الأعداد المفردة وتسمّى المحدودة لأنها لا تنقسم " والأعداد المزدوجة وتسمّى اللامحدودة لأنها تنقسم " .

كما بين أهمية العدد في عدة مجالات حيوية مثل الحساب والمقايضات والهندسة وبناء المدن والملاحة وغيره الكثير ، وينتهي إلى أن علم العدد هو أشرف العلوم ، لأنه علم أزلي سابق على بقية العلوم ، وإلى أن الله لما خلق الأشياء فعلى مثال العدد . وقسم الأشياء الموجودة إلى ذوات عدد ، وذوات مقدار ، وإن العدد والمقدار غير متناهيين . وقام بتقسيمها إلى عدة أقسام وتفرعات عديدة ، فالأشياء التي هي أعيان الموجودات فبعضها متصل مختلط مثل الحيوان ، والشجر ، وبعضها منفصلة منقسمة ، متجاورة ، مثل القطيع والأمة ، . كما تعرض إلى الأعداد المتحابّة " يقال للعددين أنهما متحابّان إذا كان مجموع أجزاء أحدهما يساوي الثاني ، ومجموع أجزاء الثاني يساوي العدد الأول مثال :

" 220 و 484 " . وتكلم عن النسبة وهي المساواة بين كميات مختلفة الحدود . وشرح خواصّ الأعداد : " فالشّيء الأصغر الذي من اجتماعه يكون قوام شيء ما ، هو مبدأ تكوين الأشياء كلها . ويأتي إلى التّوسطات ، وهي قياس حدين أحدهما إلى الآخر ، وتركيبها يحتاج إلى ثلاثة حدود يتلو بعضها بعضا على تساو من الاختلاف والبعد بينهما . وينتهي بذكر ثلاث نسب أو توسّطات كانت معروفة لدى اليونان وهي :

- التناسب العددي . 2- التناسب الهندسي . 3- التناسب التأليفي .

عند المسلمين

دعوة القرآن إلى العد والحساب
إن ذكر القرآن الكريم للأعداد الحسابية ... والعلامات والأرقام العددية إنما يستهدف أن يستخدمها الإنسان فيما يحقق الغرض من خلق الله لها ... وتعليم الإنسان بها ... وتوجيهه إليها ... وعلاوة على ذلك فلقد وجه القرآن الكريم نظر الإنسان إلى العد والحساب في آيات كثيرة ...

فلقد وجه الله سبحانه وتعالى نظر الإنسان إلى العد ... على أنه حقيقة واقعة في حياة الإنسان فيقول تعالى :

" وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون " الحج 47 .

ويوجه الإنسان إلى عناصر الزمن التي بحسابها يصل إلى الساعات والأيام والشهور ثم السنين ... فيقول تعالى :

" هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب " يونس 5 .

ويقول كذلك في النص الشريف :

" وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب " الإسراء 12 .

وليس من تشريف للإحصاء والعد قدر ما يقرر القرآن الكريم أن الله جل شأنه قد أحصى كل من في السموات والأرض وعدهم عدا وذلك بالنص الشريف :

" إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا . لقد أحصاهم وعدهم عدا " مريم 93 ، 94 .

وعن الحساب يقول الله سبحانه وتعالى أن الشمس والقمر ... خلقهما وأمرهما وحركتهما إنما بحساب دقيق ... وذلك بالنص الكريم : " الشمس والقمر بحسبان " الرحمن 5 .

وحتى يقف الإنسان على بعض قدر الحساب وأهميته ... فقد أطلق الله سبحانه وتعالى على يوم القيامة يوم الحساب بالنص الشريف : " هذا ما توعدون ليوم الحساب "سورة ص 53 .

والله سبحانه وتعالى هو الحسيب ، وذلك بالنص الكريم : " وكفى بالله حسيبا " النساء 6 .

بل إنه جل شأنه لا تغيب عنه أية إثارة من ذرة . إذ يقول سبحانه وتعالى : " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين " الأنبياء 47 .

وإنه سبحانه وتعالى أسرع الحاسبين ... إذ لا يأخذ منه أمر الحساب شيئا ، فيقوا القرآن الكريم :

" ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين " الأنعام 62 .
 
والحساب إنما يشمل العديد من مختلف العمليات والاستخدامات الرقمية ففيه الجمع والطرح والضرب والقسمة ، ومثلها مما لا نعلم ... والحساب عند الله فيه أيضا ما لا نعلم . ولذلك فإن القرآن الكريم إنما يدعونا إلى ممارسة ما نعلم من الأنشطة الحسابية والدراسات العددية ، على أسس من الأعداد التي ذكرها والتي يتكون منها كل الأرقام ... ويتم بها كل الترقيم . وإذا ما استخدم الإنسان الأعداد والأرقام والحساب ... وتأملها وتدبرها في القرآن الكريم ... لوجد فيضا من الإعجاز المبين ... يثبت بلغة العصر ... ولسان الجيل ... وبالرقم العددي ... والترقيم الحسابي ... إنه وحي الله سبحانه وتعالى لخلتم المرسلين والنبيين .

الأعداد في القرآن الكريم

كما أورد القرآن الكريم كل أصول وحقائق العلوم المختلفة ، فقد أورد كذلك الأعداد باعتبارها أصول علم الحساب ، وأساس الأرقام ... وعلامة الترقيم ... وإليك الآيات القرآنيةالتي تذكر الأرقام والأعداد صراحة :

" قل إنما هو إله " واحد " وإنني بريء مما تشركون " الأنعام 19 .

" وقال الله لا تتخذوا إلهين " اثنين " إنما هو إله واحد " النحل 51 .

" ولا تقولوا " ثلاثة " انتهوا خيرا لكم " النساء 171 .

" فسيحوا في الأرض " أربعة " أشهر " التوبة 2 .

" ويقولون " خمسة " سادسهم كلبهم رجما بالغيب " الكهف 22 .

" إن ربكم الذي خلق السموات والأرض في " ستة " أيام " الأعراف 54 .

" لها " سبعة " أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم " الحجر 44 .

" ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ " ثمانية " " الحاقة 17 .

" وكان في المدينة " تسعة " رهط يفسدون في الأرض " النمل 48 .

" تلك " عشرة " كاملة " البقرة 196 .

هذه هي أصول الأعداد كلها ... وأسس المحاسبات جميعها ... ولكن كما يهدف القرآن الكريم دائما إلى توجيه نظر الإنسان إلى مزيد من البحث والدراسة ... وحفزه إلى الواسع من العلم والعميق من المعرفة . فقد أورد بعض الاعداد المركبة من رقمين حتى تتسع أمام الإنسان رقعة التفكير في العمل الحسابي ... والاستمرار في الاستخدام العددي .

الأعداد المركبة

" إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت " أحد عشر " كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين " يوسف 4 .

" إن عدة الشهور عند الله " اثنا عشر " شهرا في كتاب الله " التوبة 36 .

" عليها " تسعة عشر " " المدثر 30 .

" إن يكن منكم " عشرون " صابرون يغلبوا مائتين " الأنفال 65 .

" وحمله وفصاله " ثلاثون " شهرا " الأحقاف 15 .

" وإذ واعدنا موسى " أربعين " ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون " البقرة 15 .

" ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا " خمسين " عاما " العنكبوت 14 .

" فمن لم يستطع فإطعام " ستين " مسكينا " المجادلة 4 .

" ثم في سلسلة ذرعها " سبعون " ذراعا فاسلكوه " الحاقة 32 .

" فاجلدوهم " ثمانين " جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا " النور 4 .

" إن أخي له تسع " و تسعون " نعجة ولي نعجة واحدة " سورة ص 23 .

وأورد القرآن الكريم أيضا بعض الأعداد المركبة من ثلاثة أرقام كالتالي :

" قال بل لبثت " مائة " عام " البقرة 259 .

" إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا " مائتين " " الأنفال 65 .

" ولبثوا في كهفهم " ثلاث مائة " سنين وازدادوا تسعا " الكهف 25 .

وأورد كذلك الأعداد المركبة من أربعة أرقام كالتالي :

" وإن يكن منكم " ألف " يغلبوا " ألفين " بإذن الله والله مع الصابرين " الأنفال 66 .

" إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم " بثلاثة آلاف " من الملائكة منزلين " آل عمران 124 .

" بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم " بخمسة آلاف " من الملائكة مسومين " آل عمران 125 .

بل أورد القرآن الكريم العدد المركب من خمسة أرقام كقوله تعالى :

" وأرسلناه إلى " مائة ألف " أو يزيدون " الصافات 147 .

وعلاوة على ذلك وبالإضافة إليه ... فلقد أورد القرآن الكريم كسور الأعداد كالتالي :

" ولكم " نصف " ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد " النساء 12 .

" إن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه " الثلث " " النساء 11 .

" فإن كان لهن ولد فلكم " الربع " مما تركن " النساء 12 .

" واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله " خمسه " " الأنفال 41 .

" فإن كان له إخوة فلامه " السدس " النساء 11 .

" فإن كان لكم ولد فلهن " الثمن " مما تركتم " .

" وما بلغوا " معشار " ما ءاتينهم" سبأ 45 .

ووردت الصفات العددية والترتيبات الرقمية في القرآن الكريم كالتالي :

" قل إني أمرت أن أكون " أول " من أسلم " الأنعام 14 .

" إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا " ثاني " اثنين " التوبة 40 .

" إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا " بثالث " فقالوا إنا إليكم مرسلون " سورة يس 14 .

" ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو " رابعهم " " المجادلة 7 .

" " والخامسة " أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين " النور 7 .

" ويقولون خمسة " سادسهم " كلبهم رجما بالغيب " الكهف 22 .

" ويقولون سبعة " وثامنهم كلبهم " " الكهف 22 .

وهكذا يذكر القرآن الأعداد للإنسان ... وإن فيما أورده ... إنما يتكون منه كل ما يمكن أن يستخدمه أو يصل إليه الإنسان من أرقام ... وحتى إلى نهاية الزمان .
 
العدد في اللغه



العدد واللغة
العدد في اللغة هو الكمية : وقد عرفت اللغة السامية – كغيرها من اللغات - جميع التعبيرات الدالة على الكمية : - فهذا الشيء قليل أو كثير أو كثير جدّا . وهذه الأغنام واحدة لونها أبيض وواحدة لونها أسود وواحدة لونها أحمر . وهكذا .

هكذا بدأت معرفة الأعداد لدى الإنسان وتطورت حتى أصبحت العصب الرئيسي .

ظهور الأعداد في اللغات الأجنبية

كانت الأعداد في اللغات مقصورة على : واحد واثنين وكثير . كما يتضح ذلك في اللغة العربية في المفرد والمثنى والجمع ، وكما ورد في لغات أخرى عن كلمة " كثير " التي أصبحت تعني العدد ثلاثة الآن ، فمثلا كلمة (Very) في اللغة الإنجليزية هي أصل الكلمة (Three) ، وكلمة (Tree) في الفرنسية هي أصل الكلمة (Trois) ، ( لعل كلمة “Tree” التي تحولت من معنى كثير إلى معنى ثلاثة في اللغات الأوربية أصلها لفظ العدد اثنين – ترين – في اللغة الآرامية ) . وكذلك الحال في الكلمة اللاتينية (Ter) والكلمة الإغريقية (Tris) فجميعها تحول من معناه القديم : كثير ، إلى المعنى الحديث : ثلاثة ، وأضحت العبارة : (Tree good) تعني حديثا : (Very good) أي ( جيّد ثلاث مرّات ) .

وقد عرف الإنسان العدد اثنين من ثنائيات أعضائه ، كاليدين والعينين . . . وغيره ، وبذلك ظهرت فكرة التضعيف ، ثم ظهرت فكرة التثليث بإضافة واحد إلى الاثنين ، وعن هاتين الطريقتين جاءت الأعداد ، أربعة وستة وثمانية وتسعة ، كما أنه عن طريق عدّ أصابع اليد الواحدة ، وباستخدام طريقة التضعيف ظهر العددان خمسة وعشرة ، وكان آخر الأعداد وضوحا في ذهن الإنسان هو العدد سبعة : وذلك عندما ابتدأ يضيف أعدادا إلى أعداد أخرى مخالفة لها ، بعد فكرة التضعيف والتثليث .

وأول ظهور للعدد في نصوص اللغات السامية كان في عبارات دينية مثل : ( تشاور موسى مع " يهوا " على جبل سيناء أربعين يوما وأربعين ليلة ) و مثل ( ظلّ بنو إسرائيل أربعين عاما مشردين في الصّحراء ) .

وكان العدد 40 ينذر بالشؤم عند العبريين ، ثم ورث علم اللاهوت المسيحي العدد سبعة مثل : السبعة أخطاء القاتلة / السبع فضائل / سبع متع للعذراء مريم / سبعة شياطين خرجت من المجدل . ( يبدو أن التسبيع كان سمة من سمات الديانات القديمة ، فقد تحدث البابليون عن الكواكب السبعة ، والأيام السبعة ، وجعلوا التسبيع سمة من سمات الخليقة الإلهية ) .

وقد دلت المقارنة بين اللغات على أن القواعد اللغوية في العدد ، من حيث الإفراد والتركيب ، والتذكير والتأنيث ، والمخالفة فيهما من ثلاث إلى تسع للمؤنث ، ومن ثلاثة إلى تسعة للمذكر – تكاد تجتمع على نظام واحد في جميع اللغات السامية – وذلك راجع إلى أن العدد من العناصر اللغوية القديمة التي احتفظت بها لغات الفصيلة الواحدة ، وهذه العناصر لا يصيبها إلا قليل من التغيير رغم مرور الزمن عليها ، وهو مما يرجح الرأي القائل : إن اللغة العربية هي اللغة الأم لجميع اللغات السامية لما اشتملت عليه من آثار لغوية قديمة ، تقرب كل القرب من اللغة الأصلية في الخواص والألفاظ والتراكيب

مـادة الـعـدد ومـعـناه

نجد في العدد في اللغات القديمة ألفاظ العدد : واحد ، اثنان ، ثلاثة ، أربعة . . . الخ ، قد ظهرت في هذه اللغات قبل أن تعرف كلمة (عدد) نفسها ، مثلها في ذلك مثل كلمة (لون) ، حيث وجد في لغات بدائية كثيرة كلمات تدل كل منها على لون من ألوان (الطيف) ولكن تنقصها كلمة (لون) ذاتها .

وما يهمنا في هذه المقدمة الموجزة هو العد وهو الإحصاء ، قال تعالى : ( وأحصى كل شيء عددا) . وقال تعالى : (ولتعلموا عدد السنين والحساب) . فالعدد في معناه العام يتضمن الإفراد والتثنية والجمع ، وما يضاف من نحو : بعض وكلّ وأيّ ، وما يأتي من نحو : كثير وقليل ، وهذا يتمشى مع الوصفية الأولى للعدد في اللغات القديمة . ويجب ان نفرق بين كلمتين هما : العدد واسم العدد ، فالأول عند جميع النحاة هو الكمية ، والألفاظ الدالة على الكمية بحسب الوضع تسمى أسماء العدد . ومعنى هذا أن العدد فكرة يدلّ عليها باسم العدد . وأن لفظ عدد يطلق ويراد منه اسم العدد تجاوزا . وتجدر الإشارة هنا إلى لفظ (رقم) وهو كل رمز من الرموز التي تمثل الأعداد كالرمز (7) مثلا ، فهو لاحق بالنسبة لاسم العدد ، ولعل كلمة رقم تعني الكتابة .

أسـمـاء الـعـدد

أصول هذه الأسماء (كما ذكر صاحب المفصل) اثنتا عشرة كلمة : هي : واحد / اثنان / ثلاثة / أربعة / خمسة / ستة / سبعة / ثمانية / تسعة / عشرة / مائة / ألف .

وتأتي على ثلاث مراتب :

الواحد فما فوقه إلى التسعة .
والـعـشـرة .
والمائة والألف .
وما عداها من أسماء العدد فمتشعب منها ، وذلك لأن كل مرتبة من المراتب الثلاث فيها تسع درجات ، فالآحاد تسع ، والعشرات تسع ، والمئات تسع – والآلاف مأخوذة من المراتب الثلاث – فهي آحاد ألوف ، وعشرات ألوف ، ومئات ألوف ، وألوف ألوف ، إلى ما لا نهاية .

وقد ذكر المبرّد أن الأعداد الأصلية ما بين الواحد إلى العشرة ، وذلك لأن الأعداد الأخرى ترجع إليها عن طريق الجمع أو التضعيف .

وتعتبر اللغة الإنجليزية الأعداد الأصلية أربعة عشر اسما هي :

One / Two / Three / Four / Five / Six / Seven / Eight / Nine / Ten / Eleven / Twelve / Hundred / Thousand .

وذلك لأن الأعداد العشرة الأولى : وهي التي تسمى أرقاما أحيانا لا يزال لها في اللغة الإنجليزية معنى الإصبع لليد أو القدم ، فالكلمة (Digits) وهي تعني أرقاما ، لا يزال لها معنى الأصابع ، كما أن (Fingers) التي تعني أصابع تطلق على الأرقام كثيرا . ولعلّ كلام ابن يعيش في تفسير الأعداد الأصلية يتمشى مع هذا التفسير الحديث للأعداد في اللغة الإنجليزية .

أدناه تجدون بعض رؤوس المواضيع ، ومن يرغب التوسع في المعرفة فعليه البحث من خلال كتب الأعداد واللغات .

مشتقات العدد

الأفعال المشتقة من العدد :
أفعال مجردة .
أفعال مزيدة .
صورة للاشتقاق من أسماء العدد في اللغات السامية .
الأسماء المشتقة للعدد :
1- اسم الفاعل (العدد الوصفي أو الترتيبي) وبناءه مع الأعداد .

2- العقود (الأعداد المضاعفة) واشتقاقاتها (مرتبة العشرات) .

3- فعال ومفعل (الأعداد التوزيعية) .

4- صيغ أخرى .

ما يلحق بالمشتق من العدد :
1- المصغر من الأعداد الأصلية والمركبة والأعداد التوزيعية والعقود .

2- المنسوب إلى الأعداد الأصلية والعقود .

فـــائـــدة :

العقود هي الأعداد المضاعفة ما كان من مرتبة العشرات (وهي عشرون . . . . . . . تسعون) واشتقاق هذه العقود جاء عن طريق المضاعفة للأعداد الأصلية التي تناسبها ، فالثلاثون مثلا مضاعف العدد ثلاثة (عشر مرات) وهكذا إلى التسعين .

أما لفظ عشرين وهي مشتقة من الاثنين فالمفروض أن نقول (اثنون) إلا أنهم ذكروا في ذلك تعليلات مختلفة .

دلالات الأعــداد

في اللغة العربية : ويقصد بها الدلالة البيانية لا الحقيقة العددية النصية ، ومثال ذلك : (سأل ابن عباس رضي الله عنه عن رجل تتابع عليه رمضانان ، فسكت ، ثم سأله آخر ، فقال : " إحدى من سبع ، يصوم شهرين ، ويطعم " قال ابن الأثير في النهاية : " يريد به إحدى سني يوسف عليه السلام المجدبة ، فشبه حاله بها في الشدة . أو من الليالي السبع التي أرسل الله فيها العذاب على عاد " .
وقول امرىء القيس في صاحبته :
وما ذرفت عيناك إلا لتقدحي * بسهميك في أعشار قلب مقتّل
في القرآن الكريم :
في القرآن الكريم ورد ذكر الأعداد ومشتقاتها في مواضع كثيرة ، وفي مناسبات مختلفة منها :

في التشريع أو بيان الحكم : قال تعالى : ( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء) وقال تعالى : (الزاني والزانية فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة) .
في التفريق والجمع (الفذلكة) : قال تعالى ( . . . . . . . فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة) .
في رفع التوهم : نحو قوله تعالى : (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه ، فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما) .
في الفتنة أو الاختيار : وذلك معنى عام في جميع آيات العدد في القرآن الكريم .
في المبالغة والتضعيف : وهنا لا يراد حقيقة العدد ، والأصل في ذلك قوله تعالى : (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبّة أنبتت سبع سنابل في كلّ سنبلة مائة حبّة والله يضعف لمن يشاء والله وسع عليم) .
في البيان العلمي : في القرآن إشارات علمية لطيفة في العدد .
آيات العدد في القرآن الكريم

وتنقسم إلى قسمين – الأعداد الصريحة ، والأعداد غير الصريحة - .

أولا الأعـداد الـصـريحـة

الأعداد التي ورد ذكرها في القرآن الكريم هي :

واحد / اثنان / ثلاثة / أربعة / خمسة / ستة / سبعة / ثمانية / تسعة / عشرة / أحد عشر / إثنا عشر / تسعة عشر / عشرون / ثلاثون / أربعون / خمسون / ستون / سبعون / ثمانون / تسعة وتسعون / مائة / مائتان / ثلاثمائة / ألف / ألفان / ثلاثة آلاف / خمسة آلاف / خمسون ألفا / مائة ألف .
 
والأعداد الصريحة حسب تقسيم النحاة للعدد خمسة أقسام :

الأعداد المفردة : وهي واحد واثنان فقط .
الأعداد المضافة : وهي من ثلاثة إلى عشرة .
الأعداد المبنية : وهي من أحد عشر إلى تسعة عشر .
الأعداد المضاعفة : وهي العقود ، سواء من مرتبة العشرات أو المئات أو الألوف ، ويدخل فيها – كحكم من أحكامها – العطف على النيف .
الأعداد المطلقة : وهي غير المقيدة بمعدود ، وتستعمل كأسماء أصوات أو أسماء أعلام للأجناس .
في ما يلى بيان مختصر عن هذه الأعداد بالقرآن :

مادة (وحد) وردت في 70 آية .
مادة (ثنى) وردت في 28 آية .
مادة (ثلث) وردت في 32 آية .
مادة (ربع) وردت في 22 آية .
مادة (خمس) وردت في 8 آيات .
مادة (ست – سدس) وردت في 13 آية .
مادة (سبع) وردت في 27 آية .
مادة (ثمن) وردت في 8 آيات .
مادة (تسع) وردت في 7 آيات .
مادة (عشر) وردت في 19 آية .
مادة ( مأي) وردت في 10 آيات .
مادة (ألف) وردت في 14 آية .
ثانيا الأعداد غير الصريحة

وتنقسم إلى قسمين :

الألفاظ الدالة على مقدار عددي معين مثل : النواة والأوقية .
الألفاظ الدالة على مقدار عددي مبهم مثل : كم ، كأيّن ، كذا .
وتسمى النصوص الغير صريحة (وتسمى كنايات العدد) ففي القرآن :

· (كم) وردت في 20 آية / (كأيّن) وردت في 7 آيات / (بضع) وردت في آيتين .

· أما ما يلحق بالنصوص غير الصريحة مثل (كذا) و (نيف) و (كيت وذيت) .

· والمقادير نحو : ( قدر) و (ملء) و (مثل) .

· أما مادة (عدد) نفسها فقد ذكرت في القرآن في 36 موضعا .

العدد في الحديث الشريف

كما سبق في القرآن الكريم . ذلك أن من الأحاديث الشريفة ما جاء للتشريع وبيان الحكم ، مثل أحاديث التثليث في الوضوء ، والتثنية في الصلاة ، وأحاديث التسبيع في التسبيح والتكبير والطواف والسعي ، وكذلك أحاديث الأنصبة في المواريث ، وأحاديث الكفارات ، وغير ذلك من الأحاديث التي تضمنتها كتب السنة الصحيحة ، وكان العدد فيها تشريعا أو تأكيدا أو رفعا لتوهم أو بيانا للكثرة والتضعيف . . . الخ .

جـنـس الـعـدد

ينقسم العدد من حيث الجنس إلى ثلاثة أقسام :

القسم الأول : ما يطابق العدد فيه المعدود تذكيرا وتأنيثا .

القسم الثاني : ما لا يراعى فيه الجنس ، فيجيء بلفظ واحد للمذكر والمؤنث .

القسم الثالث : ما تجب فيه المخالفة بين العدد والمعدود ، وهي الأعداد من ثلاثة إلى عشرة ، سواء أكانت مفردة أم مضافة أم مركبة أم معطوفا عليها ، باستثناء لفظ "عشرة" في حالة التركيب .
 
الأعداد مع العربية القديمة ولهجاتها
واحد

في الجبالية (ط د) (ط ت) والمهرية (ط د) (طِ ت) والقتبانية (ط د) ومن المرجح أن مؤنث العدد واحد في القتبانية هو (ط ت) وهذا ما يؤكده النقش الذي اكتشف في مدينة (تمنع) كما هو الحال في لهجات العربية القديمة الجبالية ، والسبئية تختلف عن القتبانية ولهجات الأحقاف إذ أن العدد واحد يكتب في السبئية (ء ح د) (ء ح د ت) ونستطيع القول أن السبئية ومن خلال العدد (ء ح د) أكثر تطورا أو بمعنى آخر أنها أقرب إلى الفصحى ، ومن المرجح أن الهمزة قلبت إلى واو وفي مراحل لاحقة ومن بعد ذلك أضيفت الألف بين الواو والحاء ليأخذ العدد واحد شكله الذي نعرفه عليه الآن .



اثنان – اثنتان

في الجبالية (ث رُ ه) (ثُ رُ ت) وفي المهرية (ث رْ ِ ه) (ثْ ر ِ ت) ، في السبئية (ث ن ي) (ث ت ي) ، وهناك احتمال أن (ث ن ي) السبئية تطورت عن (ث ر ه) وذلك بعد أن قلبت الراء التي في (ث ر ه) إلى نون فأصبحت (ث ن ه) . وفي تطورات الطور السبئي حلت الياء محل الهاء وكأن هناك اتجاها أو مسارا تندفع من خلاله العربية لتصل إلى صورتها الحالية ، ومن ثم أضيفت الألف إلى بداية الكلمة (ء ث ن ي) ومن ثم أضيفت نون إلى العدد ليأخذ شكله النهائي (اثنان) أو (اثنين) .



ثلاث – ثلاثة

في الجبالية (شُ2 ل×ثْ ِ ت) ، (شْ2 ه ل ِْ ث) ، واللام في شُ2 ل×ث ت) مدغمة بحيث لايكاد السامع أن يتبينهابيد أنها تنطق بجلاء في (ش2 ه لْ ث) وقد تدغم اللام في حالة المذكر إلى درجة اقترابها من الغين في المهرية ، وتظهر بوضوح في حالة التأنيث (ش2 ل ث ِْ ت) (ش2 ه لِ ث) ، وفي السبئية ترد في النقوش (ش2 ل ث ت) (ش ل ث) .

وهكذا كانت تكتب في المساند السبئية القديمة وكذلك المساند الحضرمية والمساند القتبانية ، أما في المساند السبئية الحديثة فنرى أن الثاء حلت محل الشين2 الجانبية فأصبحت (ث ل ث ت) (ث ل ث) . ومن هنا نرى اقتراب نطق العدد ثلاثة في المساند الحديثة العهد من طور الفصحى ومن النطق الذي نعرفه الآن للعدد ثلاثة وهذا دليل آخر على حركة التطور في العربية ، كما يعطينا استعمال الحرف (ش2) الذي في (ش2 ل ث ت) دليلا آخر على تطابق نطق الحرف المسندي مع الشين الجانبية التي نراها في المهرية والجبالية في نطق العدد ثلاثة (شُ2 ل×ث ت) ، وسبق وأشرنا إلى ذلك والدليل أيضا على أن هذه اللهجات لا زالت تحتفظ بأقدم صورة للعربية بين طياتها .



أربع – أربعة

في الجبالية (ء ر ب عُ ت) (ءُ ر بَ ع) وكذلك الحال في المهرية وفي ، السبئية (ء ر ب عُ ت) (ءُ ر بَ ع) .



خمس - خمسة

في الجبالية (خُ م" ش) (خُ م" ش) (خ ِ م ِ" ش) وفي المهرية (خ مُ ه) (خ ِ مْ ه) والسبئية (خ م ش ت) (خ م ش) .

ونرى أن لهجات الأحقاف تخالف قاعدة التذكير والتأنيث في العدد – خمسة ، خمس – فقط ، وتبقى القاعدة ثابتة في باقي الأعداد .



ست – ستّة

في الجبالية (ش ت ِ ْ تْ) (شَ تْ) وفي المهرية (هَ ت ِْ ت) (ه ت) وفي نقوش العهد القديم من السبئية (ش د ث ت) (ش د ث) . وفي النقوش السبئية الأحدث عهدا (ش ث ت) (ش ث). ومن المرجح أن العدد ستّة كان ينطق قديما (ش د ث ت) سواء في لهجات الأحقاف أو السبئية ، ولكن الذي حدث لاحقا أن الألسن استثقلت النطق القديم (ش د ث ت) فاستبعدت الدال في مراحل لاحقة فأصبحت الكلمة (ش ث ت) وما أقرب (ش ث ت) من (شُ2 ل×ث ت) التي تعني العدد ثلاثة في العهد السبئي القديم ولهجات العربية القديمة الجبالية والمهرية ، فالعدد ستّة هو ضعف العدد ثلاثة ، وفي مراحل متقدمة استبعدت (الثاء) وحلت بدلا عنها (التاء) وهذا ما نراه في لهجات الأحقاف (ش تْ ت) ، وفي الطور الأخير حلت السين محل الشين فأصبحت (س ت هَ) – ستّة - .

وهناك ملاحظة لابد من الإشارة إليها وهي أن التا في لفظ {ستّة} يبدو وكأنه دال مدغمة مذكرا بجذوره الأولى ، ويتجلى لنا ذلك واضحا إذا نظرنا إلى ما يتميز به هذا العدد من بين أعداد العربية عند تسمية كسور الأعداد فنقول مثلا (سدُس) ولا نقول (ستُس) وهو ما ميز هذا العدد عن بقية الاعداد ، ولا بد من تعليل ذلك التميز الذي يرجح أنه تأثر بماضي العدد (ستّة) في العهود القديمة حينما كان ينطق (س د ث ت) ، إذ أن الدال استبعدت في نطق العدد ولكنها ظلت مستخدمة في كسور العدد .



سبعة – سبع

في الجبالية (ش ب ع ت) شُ بُ×ع) ولباء في حالة التانيث لا تكاد تسمع وذلك بتأثير صوت المد الذي يرافق نطق الشين إذ أن الشين تنطق مضمومة في حالة التأنيث ويؤثر هذا الصوت على نطق الباء فلا تكاد تُسمع بل يطغى ذلك الصوت على كيان الكلمة ، وهذا الأمر قد يصادفنا كثيرا في الجبالية .

وعود على بدء ففي المهرية (ه ب عْ ِ ت) (هٌ ب ع) وفي السبئية (ش ب ع ت) (ش ب ع) .



ثمانية – ثماني

في الجبالية (ثِ م" ن ي ت) (ثُ مُ" ن ي) وفي المهرية (ث م ن ي ت) (ث م ن ي) وفي النقوش السبئية القديمة (ث م ن ي ت) (ث م ن ي) أما في العهد السبئي الحديث فهي كالتالي : (ث م ن ت) (ث م ن) ، ومن خلال المقارنة ترى تطابقا بيّنا في تلفظ العدد ثمانية في كل من المهرية والعهد السبئي القديم (ث م ن ي ت) (ث م ن ي) .

ونرى أن العهد السبئي الحديث أقرب إلى الفصاحة من العهد السبئي القديم والمهرية .



تسعة – تسع

في الجبالية (س عْ ِ ت) (سُ عْ) في المهرية (س ع ت) (س ع) وفي السبئية (ت ش ع ت) (ت ش ع) .

ونرى هنا ان (ت ش ع ت) تمثل طورا أكثر فصاحة من (س عْ ِ ت) التي في لهجات الأحقاف ، إذ أن التاء أضيفت إلى العدد قبل أن تقلب شينه إلى سين كما نراه في الفصحى ، ونرى أيضا أن لهجات الأحقاف تأثرت بهذا التطور ولو بشكل يسير حيث قلبت الشين التي أرجح أنها كانت مستخدمة في فترات قديمة في لهجات الأحقاف قلبت إلى سين فأصبحت (س ع ت) ، ولكن التاء لم تضف إلى بداية العدد كما هو الحال في الفصحى وحال دون ذلك عدم انسجام نطق (ت س ع ت) مع السياق القديم والبدائي لتلك اللهجات .



عشرة – عشر

في الجبالية (ع ِ2 ر) وكذلك الحال في المهرية وفي السبئية (ع ش2 ر ت) (ع ش2 ر) .



أحد عشر - إحدى عشرة

في السبئية (ء ح د/ع ش2 ر) ، (ء ح د ت/ع ش ر) ، في القتبانية (ط د/ع ش2 ر) ، وفي الجبالية (ع ش ِ2 رْ ت/طَ د) – (عُ ش2 ر/طِ ت) وكذلك الحال في المهرية .



إثنا عشر – إثنتا عشرة

في السبئية (ث ن ي/ع ش2 ر) ، في الجبالية (ع ش ِ رْ ت/ث رُ ه) (عُ ش2 ر/ث رُ ت) وكذلك الحال في المهرية .



ثلاثة عشر – ثلاث عشرة

في السبئية (ش2 ل ث ت/ع ش2 ر) "العهد السبئي القديم" (ث ل ث ت/ع ش2 ر) "العهد السبئي المتوسط والحديث" . في لهجات العربية القديمة (ع ش ِ2 ر ِْ ت/شُ2 ل×ث ت) ، (ع ش2 ر/ش2 ه ل ث) .



أربعة عشر – أربع عشرة

في السبئية (ء ر ب ع ت/ع ش2 ر) ، (ء ر ب ع/ع ش2 ر) ، وفي لهجتي الأحقاف (ع ش ِ2 رْ ِ ت/ء ر ب عُ ت) ، (عُ ش2 ر/ءُ ر بَ ع) .



خمسة عشر – خمس عشرة

في السبئية (خ م ش ت/ع ش2 ر) ، وفي الجبالية (ع ش2ِ رْ ِ ت/خُ مُ" ش) (ع ش2 ر/خِ م"ِ ش) وفي الهرية (ع شِ2 رْ ِ ت/خ مُ ه) (ع ش2 ر/خ يِ م ه) . وهنا نرى أن المهرية أحلت الهاء محل الشين والتي تغيرت أي (الشين) في تطورات لاحقة إلى سين ،(خمسة) .



ستة عشر – ست عشرة

السبئية في العهود القديمة (ش د ث ت/ع ش2 ر) ، أما في العهود المتوسطة والحديثة (ش ث ت/ع ش2 ر) . في الجبالية (ع ش2ِ ر ِ ت/ش تِْ ت) (عُ ش2 ر/شَ ت) ، وفي المهرية (ع شِ2 ر ِت/ه تِ ت) (ع ش2 ر/ه ت) . وهنا نرى أيضا حلول الهاء محل الشين التي في الجبالية ولغات النقوش .



سبعة عشر – سبع عشرة

في السبئية (ش ب ع ت/ع ش2 ر) . في الجبالية (ع ش2ِ رْ ِ ت)ش ب عْ ِ ت) (ع ش2 ر/شُ بُ×ع) . وفي المهرية (ع ش ر ت/ه ب ع ِ ت) (ع ش2 ر/هُ بَ ع) .



ثمانية عشر – ثماني عشرة

لم ترد لها شواهد في المراجع التي تمكنت من العثور عليها ، وأعتقد أنها لن تكون بعيدة في مبناها عما سبق وذكر . أما في الجبالية (ع ش2 ر ت/ثِ م"ِ ن ي ت) (ع ش2 ر/ثُ م"ُ ن ي) ، وفي المهرية (ع ش2 ر ت/ث م ن ي ت) (ع ش2 ر/ثُ م ن ي) .



تسعة عشر – تسع عشرة

في السبئية (ت ش ع ت/ع ش2 ر) . في الجبالية (ع ش2 رت/س ع ت) (ع ش2 ر/س ع) وهنا نرى بدائية لفظ العدد (تسعة) الذي في الجبالية حيث أنه لم يبق على اكتماله إلا إضافة التاء إلى أوله (س ع) – (ت س ع) . وفي المهرية (ع ش2ِ رْ ِ ت/س عْ ِ ت) (ع شُ2 ر/سُ ع) .



ومن خلال ما سبق وما ذكر نجد أن لهجات الأحقاف تعتمد ترتيبا يخالف لغات النقوش والفصحى ، وفي هذا دليل على بدائية وقدم هذه اللهجات .

فنرى مثلا أن لهجات الأحقاف تعتمد ترتيبا بدائيا وهو كالتالي : (عشرة واحد) – (عشرة وثلاثة) – (عشرة وأربعة) هذا في حالة المذكر (والواو) لا تنطق وإنما هي مفترضة في الذهن ، أما في حالة التأنيث فهي كالتالي : (عشر وواحدة) – (عشر وثلاث) – (عشر وأربع) ، ويفهم من هذا أن هذه اللهجات كانت تستخدم هذا الأسلوب القديم أو البدائي والذي يمثل الطور الذي سبق طور الأعداد المركبة الذي نعرفه في الفصحى والذي نراه كذلك في بعض النقوش . ونرى أيضا أن التاء تنطق في حالة التذكير مقترنة بالعدد وبالعشرة التي تليه ، أما في حالة التانيث فنجد أن التاء تختفي كحرف مضاف إلى العدد لتميزه . وخلاصة هذا القول أن هذه اللهجات قد تمثل بحق أقدم طور عرفته العربية .



عقود العشرات

نجد ان عقود العشرات في العربية الفصحى لا تختلف في شيء عن العربية القديمة إلا بإضافة النون إلى آخر اللفظ فمثلا (ع ش2 ر ي) يصبح عشرين – (ء ر ع ي) أربعين .

ولهجات الأحقاف تنطق عقود العشرات كما تنطق في الفصحى ، ولم يعد من الصيغ القديمة سوى ، عشرين ، ثلاثين ، (عَ ش2 ر ي) (ش2 ه لُ ُ ث) وبخصوص (ثلاثين) في المساند فقد ورد (ش2 ل و ث/ه ج ر ن) ، في نقش على سور مدينة معين والتي كانت تسمى (ق ر ن و) قديما داخل البوابة الغربية ، وقد تحير المفسرون في معنى (ش2 ل و ث) ، ويرون من المحتمل أنه يمت بصلة إلى (ش2 ل ث) أي ثلاثة ، وإذا عدنا إلى (ش2 ه لُ ُ ث) التي تعني ثلاثين في الجبالية يتضح المعنى الذي تحمله كلمة (ش2 ل و ث) في النقش .



المـئـات

في الجبالية ( م و ت) تعني مئة (م ي ن) تعني مئات . وفي المهرية (م يّ ت) وتعني مئة ، وهذه الطريقة نجدها في بعض اللهجات العربية الحديثة فنقول مثلا (ميت درهم) . وفي السبئية (م ء ت) تعني مئة (م ء ن) وتعني مئات أو مئين ، ويتضح لنا أن الأحرف الهوائية – الواو التي في الجبالية والياء التي في المهرية والهمزة التي في السبئية والفصحى قد تبادلت المواقع خلال أطوار ومراحل مختلفة .



الألـــــف

في الجبالية (ء ل ف) وكذلك المهرية ، وفي حالة الجمع (ءِ ل"ِ ف) ، وفي الجبالية تنطق اللام ثقيلة مفخمة ، وفي المهرية (ءِ لِ ف) ولام كالتي نعرفها في الفصحى مثال ذلك : (ء ر ب عُ ت/ءِ لِ ف) أي أربعة آلاف .

وفي السبئية (ء ل ف) والجمع (ء ء ل ف) و (ء ل ف) ، ومن المرجح أن هناك حركة ما على أحد الحروف للتميز بين المفرد والجمع ، وقد يكون التميز الذي نراه في لهجات الأحقاف والذي يتمثل في كسر الهمزة واللام في (ءِ لِ ف) لتميزها عن المفرد (ءَ ل ف) هو المعمول به في السبئية .

يتبع
 
الأرقام السحرية

إنسا بلسكاتشيوسكاسا

rrr5.jpg

rrr2.jpg



rrr4.jpg


rrr1.jpg

هاتفي في بكين ينتهي بالرقم 4. لعلك تسأل: وما الغريب في هذا؟ باحترام جم،

كان ذلك شأني عندما قدمت إلى الصين أول مرة؛ لم أستطع أن أفهم دهشة أصدقائي الصينيين لعدم مبالاتي بالرقم 4، ولكن الصين تعطيك اكتشافات جديدة كل يوم. الآن أعرف أن الصينيين لديهم سبلهم للحفاظ على يسر ورغد عيشهم، ويرون أن تجنب الرقم 4 طريقة جيدة للأمان. باحترام جم،

الرقم 4 الذي ينطق سه في الفصحى الصينية، الماندرين، يشبه في نطقه الكلمة الصينية التي تعني الموت، وعليه يعتبر رقما غير مبارك. المستشفى رقم 4 في بكين تم تغيير اسمها مؤخرا لأن الناس تكره أن تأخذ مرضاها إلى مكان يجمل هذا الاسم المميت. على الجانب الآخر، إن لم تكن هبت إلى الصين من قبل فإنك سوف تجد العديد من السلع وعليها السعر 168 يوان، لماذا، تسأل صديقك أو مرشدك لتعلم أن تتابع نطق الأرقام 1(ياو)،6 (ليو) و8 (با) يأتي بالسعادة؛ لأن ياو، ليو، با، تشبه في نطقها عبارة ياوليوبا، والتي تعني الطريق القويم إلى الرخاء. باحترام جم،

لكل ثقافة أرقامها وبشائرها المباركة، فالعديد من أبناء وطني يعتبرون الرقم 7 محظوظا، ولكنهم يحذرون من الرقم 13، ويتجنبونه بأي ثمن. في الثقافة الغربية المسيحية الرقم 666 معادل لفظي للشيطان، ولكنني أرى هذا الرقم مكتوبا على الكثير من البنايات وعناوين الشوارع في بكين وشانغهاي. في الصين الأرقام 6، 8 و9 تعتبر مباركة، ورقم الهاتف النقال الذي يشتمل على أي من هذه الأرقام يكون أغلى كثيرا من الأرقام الأخرى. باحترام جم،

تعود جذور علم الأعداد الصيني إلى التقاليد الطاوية، وموضح تماما في كتاب التغيرات. وفقا للعادة الأعداد الوترية ترمز للذكورة المتألقة، يانغ، والأرقام الشفعية، ترمز للأنوثة الغير محددة المظلمة، ين. باحترام جم،

الصفر يرمز إلى اللاوجود، التمام، والألوهية التي لا بداية لها ولا نهاية، أبدي، ومن ثم يركز له بدائرة. باحترام جم،

الواحد يمثل الشرف، القيادة والتنمية الدائمة. باحترام جم،

الاثنان تعني الازدواج، وهو رقم التعاون والتوازن بين ين ويانغ، المرأة والرجل. ومن الأقوال الصينية الشائعة أن "السعادة تأتي ثنائية". ومقطع الكتابة المرتبط بالزواج والارتباط وهو شي يُكتب مرتين: سعادة مزدوجة. باحترام جم،

العدد ثلاثة يجعل كل شيء ممكنا. إنه العدد المرتبط بالحظ والنجاح. وهو أيضا عدد روحاني، فوفقا لكتاب التغيرات، الثلاثة توحد السماء والأرض والإنسان. عندما يذهب الصينيون إلى المعبد وينحنون احتراما يرددون الدعاء ثلاث مرات. باحترام جم،

العدد الصيني أربعة يمثل أمورا زائلة. أساسه الأرض وسقف المستدير هو السماء. ويعتقد الصينيون أن هذا العدد يعزز التوازن بين السماء والأرض. باحترام جم،

العدد خمسة شائع في الثقافة الصينية، لأنه الموقع الوسط بين الواحد والتسعة، أيضا بسبب الخمسة عناصر الفلسفية؛ الماء، المعدن، الخشب، النار، والتراب. وهناك خمس بركات، العمر المديد، الرخاء، الصحة، الحياة الطاهرة والموت الطبيعي. باحترام جم،

وكما ذكرت آنفا، نطق العدد 6 في اللغة الصينية يشبه كلمة الرخاء ومن ثم فإنه عدد محظوظ للغاية. باحترام جم،

السبعة رقم جيد عالميا، ولأسباب عديدة في الصين. نطقه يشبه نطق كلمة الضمان وفي العقيدة البوذية يوجد 7 تناسخات و 7 أسابيع حداد بعد الموت. وقد اعتقد الصينيون على مدى قرون أن العدد 7 من سمات حياة المرأة. وفقا لهم، المولدة الأنثى تظهر أولى أسنانها وعمرها سبعة شهور، وفي سن السبعة تظهر سنتها الثانية، ووفي سن الرابعة عشرة، أي سبعة مزدوجة تبدأ الطمث، وفي سن 49 شهرا، أي سبع سبعات، تكون سنوات قدرتها الإنجابية قد ولت، بشكل عام. باحترام جم،

كلمة 8 في الصينية تُنطق مشابهة للكلمة التي تعني التضاعف، والثروة، وفي فنغشوي (الريح والماء) رمز الرسم الثلاثي (باقوا) في كتاب التغيرات يرمز إلى الحماية. وكما أن 7 تعتبر ذات مغزى للمرأة 8 ذات أهمية كبيرة للرجل. الولد تظهر أولى أسنانه وعمره 8 شهور ، وتستبدل وعمره 8 سنوات، ويصل البلوغ في سن 16 سنة، وفي سن 64 (ثمانية مريعة) تفارقه قدرته الجنسية. باحترام جم،

التسعة هي أفضل الأعداد لأنها تحمل سمات كل الأعداد الأخرى. إنها كاملة ولا تحتاج إلى أرقام أخرى لتكون كاملة، كونها المرحلة الأخيرة لكل شئ. بالنسبة للقدماء الصينيين كانت التسعة أكثر الأعداد المرتبطة بشئون الإنسان، باعتبار أن العشرة وما فوقها تنتمي إلى السماء. من هنا كان العدد 9 لاستخدام الإمبراطور وحده، وكان إذا وجد أي مسؤول بالبلاط يرتدي ملبسا مطرزا بتسعة تنانين يحكم عليه بالإعدام فورا، هو وعائلته! في المدينة المحرمة 9999 غرفة، وخط المقابض على رقم أي باب، رأسيا أو أفقيا، بالضبط تسعة. باحترام جم،

لقد أمضيت عطلتي الشتوية في بلدي روسيا البيضاء، وهناك اكتشفت كيف أصبحت حساسة للغاية تجاه الأرقام، على الطريقة الصينية طبعا. الآن أعتبر 7، 8، و9 أعز أصدقائي. لقد قال العالم الشهير نيلز بور يوما عن حدوة الحصان "إنها تأتي بالحظ حتى لمن لا يؤمنون بالقوة" هذا القول يفسر لماذا التأثير الصيني جعلني أعامل الأرقام باحترام جم، فربما.
 
واخيرا موسيقي الارقام

موسيقى الأرقام : البحث عن حل لأكبر معضلة في الرياضيات

11.jpg

كتاب:The Music of the Primes: Searching to Solve the Greatest
*تأليف: Marcus du Sautoy
*الناشر: Perennial, (May 2004)

رغم أن كل فرد عاقل على وجه الأرض يستخدم الحساب لتسيير حياته اليومية، إلا أن هناك تساؤلاً مستمراً لا توجد له أي ردود معقولة، وهو كيف نجعل الرياضيات العليا في متناول الأشخاص العاديين، وهل هذا أمر صعب وخيالي مثل محاربة طواحين الهواء؟
يحاول ماركس دو ساوتوي عالم الرياضيات في أكسفورد الإجابة على هذا التساؤل، إن المعضلة التي يحاول ساوتوي تقديمها للقارئ العادي هي (فرضية رايمان) التي وضعها العالم الألماني برنارد رايمان (18261866)، والتي تربط بين الأعداد الأولية والأرقام التحليلية والمنحنيات الجيبية معا والتي أدت إلى قضاء أكبر علماء الرياضيات 144 سنة في محاولات لتقديم برهان مقنع يفسرها. إن الأرقام الأولية هي تلك الأرقام التي لا تقبل القسمة إلا على الواحد الصحيح أو على نفسها فقط مثل الأرقام 12357111317.. وهكذا، ولقد حاول الرياضيون إيجاد معادلة توضح موقع هذه الأرقام على خط الأعداد إلا أن الأعداد الفاصلة بينها لا تتخذ أي شكل منتظم يساعد على وضع متوالية أو تحديد هيكل لها إذ أن هذه الفواصل تظهر على النحو التالي: 123 فاصل 5 فاصل 7فاصل فاصل فاصل 11 فاصل فاصل 13 فاصل فاصل فاصل 17 وهكذا.. وبذلك فهي تتحدى أي توقع للموقع التالي للعدد الأولي.
وفي عام 1859 استطاع عالم الرياضيات الألماني برنارد رايمان إماطة اللثام عن المفتاح الظاهري للتوصل إلى هذا الهيكل إلا انه لم يستطع أن يقدم برهانا رياضيا يؤكد صحة هذه الفرضية وإمكانية تطبيقها على أي رقم مهما كان كبيرا وبذلك لم تصل إلى درجة النظرية التي تحتاج دائما إلى برهان.
إن نتائج هذه الفرضية يمكن أن ترتبط بعشوائية الكم في تشفير بيانات، كما أن المنحنيات الجيبية قد تشكل تشابها جزئيا مع الموسيقى الغنية، لذلك فإن فرضية رايمان ونتائجها الطبيعية صعبة الفهم للغاية على القراء غير الدارسين للرياضيات العليا، وبالتالي فقد تعثر دو ساوتوي في مناقشته لهذه الفرضية وفضل أن يتراجع عنها إلى مناقشة المفاهيم الرياضية الأسهل وتقديم نبذات عن علماء الرياضيات الآخرين وعن أعمالهم.


مع تحياتي الخالصه
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top