من يقف وراء التنصير في منطقة القبائل في الجزائر!

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

youyou16dz

:: عضو مُشارك ::
إنضم
6 جويلية 2007
المشاركات
274
نقاط التفاعل
0
النقاط
6
وكانت هذه الارساليّات تأخذ عناوين المواطنين في هذه المنطقة وغيرها وبعد أقل من أسبوع يتلقى هؤلاء الناس الأناجيل ودورات دراسيّة في العقيدة المسيحية تستمر لسنوات ومع دعوات لزيارة كنائس فرنسية, ويستمر اشراف هذه المؤسسات الدراسيّة التنصيرية على متلقي التعليم الكنسي عن طريق المراسلة، وكل ذلك بتنسيق مع الارساليات, ويضاف الى ذلك قنوات اذاعية تنصيرية موجهّة الى منطقة القبائل باللهجة الأمازيغية


في 05 تموز يوليو من عام 1830 وعندما توجّهت القوات الفرنسيّة لاحتلال الجزائر عبر المنفذ البحري سيدي فرج وعقب تحطّم الأسطول الجزائري الذي كان يحمي ظهر الأسطول العثماني في معركة لافارين على مقربة من الميّاه اليونانيّة , اصطحب قائد الحملة الفرنسية على الجزائر دوبونياك وبتوصيّة من دائرة ماعرف بالأراضي الفرنسية في الخارج — دائرة الاستعمار — التابعة لوزارة الخارجيّة 14 شخصا من أبرز القساوسة الفرنسيين الذين كانوا يعتقدون وينقلون هذا الاعتقاد الى الجنود الفرنسيين بأنّ الهلال — لفظ كان يطلقه الفرنسيون على الاسلام — يجب أن يندحر في الجزائر لتعود الجزائر الى أحضان الصليب , ولذلك المهمة في الجزائر ليست سياسيّة استعماريّة بقدر ماهي دينيّة مقدسّة كما كان يروّج هؤلاء القساوسة .

وقام الفرنسيون بتحويل معظم المساجد الجزائرية التاريخية الى كنائس والبعض الأخر الى اصطبلات لخيول الجنود الفرنسيين , كما قاموا بالغاء معاهد التعليم الديني واللغوي التي كانت سائدة في الجزائر والتي كانت نسبة المتعلمين فيها وحسب احصاءات فرنسية 90 بالمائة وذلك قبل احتلال فرنسا للجزائر . وتفيد بعض المعلومات الدقيقة التي أوردها بعض المؤرخين الجزائريين من قبيل توفيق المدني وحتى الفرنسيين أنّ فرنسا وقبل احتلالها للجزائر كانت قد أوفدت عشرات العيون — الجواسيس — الى الجزائر والذين عادوا بتقارير كاملة عن كافة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحتى التقسيم الجغرافي والجهوي . و بعد تمكّن القوات الفرنسية من بسط سيطرتها على الجزائر توجّه القساوسة الفرنسيون وبعد أن أستقدموا أخرين الى منطقة القبائل الجزائرية , وحتى لا يحيطوا أنفسهم بالشبهات فقد ارتدوا ما كان ولايزال يعرف في بلاد القبائل بالبرنس الأبيض وهو عبارة عن عباءة بيضاء من الصوف , وعرفوا بالأباء البيض - Les peres blancs — وقد أخفوا صفتهم الكهنوتيّة وراحوا ينشرون بين الناس الأميين والبسطاء أنّ الاسلام هو السبب في القضاء على العرق البربري والعرب الغزاة الذين جاءوا من مكة والمدينة صادروا أراضي البربر ودمرّوا لغتهم وعبثوا بمقدراتهم , وحاول الأباء البيض الربط بين العرب الفاتحين وعرب اليوم في محاولة للايحاء أنّ الفاتحين الأوائل كانوا في فساد عرب اليوم وهي مغالطة معروف مقصدها ! والأكثر من ذلك فانّ المؤسسة الكنسية الفرنسية والتي كانت تتحرّك في خطّ واحد مع المؤسسة السياسية والعسكريّة الفرنسية كانت توحي للقبائليين بأنّ عنصرهم آري وهو نفس العنصر العرقي الذي تنتمي اليه أوروبا وفرنسا الكاثوليكيّة .

وقد تصدّى رجالات الاصلاح والعلم في الجزائر لهذه الفرنسة الدينية والسياسية وجعلوا تحرير عقول القبائل وعقول الجزائريين من شبهات الكنسيين الفرنسيين ضمن أولوياتهم تماما كأولويّة تحرير الجزائر من الاحتلال الفرنسي . وحسب تقارير كنسية فرنسية فانّ فكرة الظهير البربري وتنصير المنطقة البربريّة استراتيجية لا محيد عنها . وتنفيذا لها الغرض بنيت العديد من الأديرة والكنائس في هذه المنطقة وتجدر الاشارة الى أنّ كل الكنائس الموجودة في الجزائر وعلى امتداد كل الولايات الجزائرية تشرف عليها فرنسا ويديرها قساوسة فرنسيون .

وبعد استقلال الجزائر في 05 تموز — يوليو 1962 بقيت هذه الكنائس على حالها اللهمّ الاّ بعض المساجد التاريخية التي تحولّت الى كنائس كمسجد كتشاوة في الجزائر العاصمة والذي عاد الى رحابة التوحيد بعد استقلال الجزائر. وبعد استقلال الجزائر عام 1962 ظلّت فرنسا تتعامل مع الجزائر بنفس الاستراتيجية التي جاءت بها فرنسا الى الجزائر عام 1830 ..

غاية ماهناك فقد أعادت فرنسا صياغة هذه الاستراتيجية في ضوء المستجدات الراهنة بعد الاستقلال , فأوعزت الى اقامة الأكاديميّة البربريّة سنة 1963 والتي أسندت رئاستها الى الكاتب القبائلي والفرانكفوني مولود معمري والتي اضطلعت بكتابة الانجيل بالتفانيغ أي الأحرف الأبجديّة الأمازيغية في أوقات لاحقة , وظلّت البعثات اليسوعيّة تتحرك بشكل صامت في معظم مناطق الجزائر مع تركيز كامل على منطقة القبائل , وكانت السلطات الجزائرية تغضّ الطرف عن هذه النشاطات لأسباب عديدة منها :

- عدم احراج فرنسا لأنّ الكنائس الجزائريّة والمراكز الثقافيّة الفرنسية وغيرها من المؤسسات كانت مرتبطة بالسفارة الفرنسية في الجزائر والتي كانت بدورها مرتبطة بالدولة الفرنسية .

- انشغال الجهات الرسمية في الجزائر بالمعارضة الشيوعيّة والاسلامية وغيرها .

- دعم الطبقة الفرانكفونيّة التي كانت في دوائر القرار الجزائري لهذه الارساليّات والتي كانت ترى فيها ظاهرة ايجابية , وليست خطيرة كالاسلام الأصولي في نظرهم .

- بعض الجهات الفرنسية كانت ترى ضرورة التعامل بالمثل , حريّة المساجد الجزائرية في فرنسا , مقابل حريّة الكنائس الفرنسية في الجزائر .وكانت الارساليّات في منطقة القبائل تقدم دعما ماديّا للمعوزين والفقراء والذين نشأ لديهم تصوّر واعتقاد بأنّ الحكومة العربية والاسلامية في الجزائر العاصمة هي السبب وراء بلائهم وجوعهم وحرمانهم السياسي , تماما كما كان العرب القدامى سببا في القضاء على المجد الأمازيغي . وعندما اندلعت الفتنة الجزائريّة تكثفّ نشاط الارساليّات في المناطق القبائليّة وذلك من خلال بناء كنائس والتي بدورها أخذت تقدّم دروسا في العقيدة المسيحية الأمر الذي أنجرّ عليه تنصّير مئات الشباب القبائليين الساخطين على الواقع السياسي والاجتماعي , وكان هؤلاء بعد تنصرهّم يتلقون مساعدات ماليّة وحتى رواتب شهريّة , وكانت هذه الارساليّات تأخذ عناوين المواطنين في هذه المنطقة وغيرها وبعد أقل من أسبوع يتلقى هؤلاء الناس الأناجيل ودورات دراسيّة في العقيدة المسيحية تستمر لسنوات ومع دعوات لزيارة كنائس فرنسية, ويستمر اشراف هذه المؤسسات الدراسيّة التنصيرية على متلقي التعليم الكنسي عن طريق المراسلة وكل ذلك بتنسيق مع الارساليات , ويضاف الى ذلك قنوات اذاعية تنصيرية موجهّة الى منطقة القبائل باللهجة الأمازيغية(1)* , ويجري الترويج للانجيل في المنطقة القبائلية بشكل فظيع وتوزّع مئات ألاف النسخ باللغة الفرنسيّة والقبائليّة , والأكثر من ذلك فانّ مسجدا في منطقة تيزي وزو وتحديدا في قرية حسناوة تحوّل الى شبه مقهى ونصبّ بعض الناس الهوائي المقعّر — البرابول — على المئذنة المرتفعة وبهذه الطريقة يتم تلقي الاستقبال الجيّد في نظرهم , علما أنّ القنوات الفرنسية تتعمّد بث أفلام خلاعية موجهة الى سكان المغرب العربي بشكل خاص .

وللأسف فانّ بعض التيارات السياسية وتحديدا التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية بزعامة سعيد سعدي تغذي هذه الظاهرة التبشيرية وفي نظرهم فانّ هذا من شأنه أن يحدّ من الأصوليّة والعوربة . ولم يجهر بعض سكان القبائل بالارتداد عن الاسلام واعتناق المسيحية فحسب بل جاهر البعض بفتح مطاعم تقدم لحوم الخنزيز الذي يتمّ اصطياده في مناطق القبائل بشكل كبير .
وتقصير المؤسسات الاسلامية في الجزائر بتكوين خطباء ودعاة يتكلمون اللغة القبائليّة وينشرون مبادئ الاسلام في هذه المنطقة زاد في مفاقمة الأزمة , والبربر الذين قدموا للحضارة العربية والاسلامية أعظم الانجازات تريد منهم فرنسا وجهات فرانكفونيّة في الداخل الجزائري أن يكونوا رأس حربة ضدّ الاسلام والمسلمين في الجزائر والعالم العربي والاسلامي !!!(1)* لقد قررت شخصيّا أن أخوض هذه التجربة في الجزائر , وأبحث عن خيوط التنصير في الجزائر وقدمت عنواني لهذه الجهات وصدمت عندما تلقيت عشرات الأناجيل والدروس الانجيليّة التي استمرت سنوات وربطوني باذاعة تبث من فرنسا وهي اذاعة تبشيرية تعطي توجيهات معينة لمستمعيها . وكانت نتيجة هذا الانخراط هذه الدراسة وغيرها من الدراسات والمقالات التي نشرتها في الجزائر وبيروت ولندن وستوكهولم .
 
السلام عليكم

24.gif


اللهم منزل الكتاب
مجري السحاب
هازم الأحزاب
اهزم أعداءك وأعداء دينك
اللهم انصر عبادك المستضعفين على الجبابرة المتكبرين
آمين


w6w20050420220333b64f6155.gif


جزاك الله خيرا وبارك الرحمن فيك
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top