السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
غربــة الــروح!
--------------------------------------------------------------------------------
إنَّ أشد أنواع الغربة إيلاماً، وإيغالاً في القسوة والبرودة؛ هي غربة الروح، غربتها في عالم غريب عنها، لم تألفه ولم تتعود على برودته وصقيعه، وهي التي جبلها الله على الدفء والانسياب الرقيق في جداول القلوب الخافقة بالحب والحنان.
الروح للقلوب كالماء للزهور، يجري في عروقها فيمدها بطراوتها ورونقها الحلو الجذاب، والروح هي التي تسري في عروق الجسد فتنيره وتضيء محياه بنور قدسي لا يراه إلا أصحاب الروح الواحدة، فهو من المتحابين الغرباء في هذا العالم.
غرباء الروح قلة قليلة في هذا العالم، إنهم لا ينتمون له، ولذا تجدهم كصغار الطيور تحلق معاً وتأوي معاً إلى عشٍ واحد، يجمعها الحب والوفاء والحنان، ويجري في عيونها دوماً دموع الوداع، وينتزع منها دوماً ورقة الخريف المتساقطة في كل لحظة، فهي طيور مهاجرة دائماً للنور، ذلك العالم القدسي الذي تحلم به وتحلق إليه، وتخفق قلوبها له.
غرباء الروح "اللامنـتمينَ" لجمهور الناس، تجدهم دائماً غرباء في كل شيء، في إحساسهم المرهف، في تفكيرهم المختلف، في حبهم القدسي المفارق للأرضيات، إنهم قوم مختلفون كلياً، هم بقية باقية من أقوام سلفوا أقاموا مدن النور، وجسور المحبة، ثم رحلوا بعيداً إلى بلادهم خلف تلك الشموس الذهبية البعيدة، ولم يبق منهم إلا آثار مهجورة، وبقايا جسور مهدمة، ورسومات مندثرة، وبقي منهم –أيضاً- غرباء الروح الذين يصارعون غربتهم بألمهم ودموعهم وبحثهم عن بعضهم بحثاً مضن، طمعاً في الانعتاق عن الجسد سجن الأرواح، والتحليق في سماء الحرية الفسيح، عالم الأرواح الذي لم تولد فيه الفواصل والسدود والحدود.
غربة الروح، غربة عن الوطن، غربة عن الأهل، غربة عن الأفراخ الصغيرة، غربة عن الأحباب والخلان والأصحاب، غربة عن الحياة بمواقفها الجميلة، وضحكات أحبابك، وجلسات سمارك، ونظرات خلانك.
قطرات دموع..
أوراق الربيع المتساقطة..
أسراب الطيور المهاجرة..
كل هذه ألوان ورسوم في لوحة كبيرة زيتية أسمها "الغربة"!
غربــة الــروح!
--------------------------------------------------------------------------------
إنَّ أشد أنواع الغربة إيلاماً، وإيغالاً في القسوة والبرودة؛ هي غربة الروح، غربتها في عالم غريب عنها، لم تألفه ولم تتعود على برودته وصقيعه، وهي التي جبلها الله على الدفء والانسياب الرقيق في جداول القلوب الخافقة بالحب والحنان.
الروح للقلوب كالماء للزهور، يجري في عروقها فيمدها بطراوتها ورونقها الحلو الجذاب، والروح هي التي تسري في عروق الجسد فتنيره وتضيء محياه بنور قدسي لا يراه إلا أصحاب الروح الواحدة، فهو من المتحابين الغرباء في هذا العالم.
غرباء الروح قلة قليلة في هذا العالم، إنهم لا ينتمون له، ولذا تجدهم كصغار الطيور تحلق معاً وتأوي معاً إلى عشٍ واحد، يجمعها الحب والوفاء والحنان، ويجري في عيونها دوماً دموع الوداع، وينتزع منها دوماً ورقة الخريف المتساقطة في كل لحظة، فهي طيور مهاجرة دائماً للنور، ذلك العالم القدسي الذي تحلم به وتحلق إليه، وتخفق قلوبها له.
غرباء الروح "اللامنـتمينَ" لجمهور الناس، تجدهم دائماً غرباء في كل شيء، في إحساسهم المرهف، في تفكيرهم المختلف، في حبهم القدسي المفارق للأرضيات، إنهم قوم مختلفون كلياً، هم بقية باقية من أقوام سلفوا أقاموا مدن النور، وجسور المحبة، ثم رحلوا بعيداً إلى بلادهم خلف تلك الشموس الذهبية البعيدة، ولم يبق منهم إلا آثار مهجورة، وبقايا جسور مهدمة، ورسومات مندثرة، وبقي منهم –أيضاً- غرباء الروح الذين يصارعون غربتهم بألمهم ودموعهم وبحثهم عن بعضهم بحثاً مضن، طمعاً في الانعتاق عن الجسد سجن الأرواح، والتحليق في سماء الحرية الفسيح، عالم الأرواح الذي لم تولد فيه الفواصل والسدود والحدود.
غربة الروح، غربة عن الوطن، غربة عن الأهل، غربة عن الأفراخ الصغيرة، غربة عن الأحباب والخلان والأصحاب، غربة عن الحياة بمواقفها الجميلة، وضحكات أحبابك، وجلسات سمارك، ونظرات خلانك.
قطرات دموع..
أوراق الربيع المتساقطة..
أسراب الطيور المهاجرة..
كل هذه ألوان ورسوم في لوحة كبيرة زيتية أسمها "الغربة"!
