صراع الحضارات هذا المصطلح الجديد المتداول هذه الأيام والذي يحاول البعض تسويقه لخلق صراعات وتصادمات بين الشعوب والمجتمعات وفق مفاهيم خاطئة تصنع أسباب وهمية لا أساس لها، تزرع الفـتـن والحروب !
فإذا تأملنا في هذا المصطلح " صراع الحضارات " يتضح جليا ذلك التناقض والجمع الخاطئ بين الصراع والحضارة ! فالصراع مـيزة من جنس التخلف والانحطاط ، في حين أن الحضارة من القيم الإنسانية السامية ! فأين مجال التقاطع بين ما هو ســلبي وما هو إيجابي ؟؟
بالإضافة إلى ذلك فالحضارة هي واحدة تميز الإنسانية جمعاء ولا وجود لعدة حضارات ! فقط هناك عدة وجوه و مظاهر للحضارية تدخل في إطار مفهوم " الجوانب الحضارية " التي تختلف من مجتمع إلى أخر. فـلكل مجتمع مظاهر حضارية تميز جانبا أو عدة جوانب حضارية معينة .
فإذا كان المقصود بالحضارات هي تلك الجوانب المتعددة للحضارة ، فهنا أيضا تطرح علامة استفهام أكبر؟... ! فالجوانب الحضارية بتعددها هي قيم سامية من الرقي والتطور، وبالتالي فهي تتكامل فيما بينها من أجل بعت الحياة الحضارية. فأين محل كلمة " الصراع " من الإعراب هنا.
فالجوانب الحضارية بالنسبة للحضارة كمثل الأجهزة في الجسم الحي ، تتكامل كل حسب وظيفته المعينة لتحرك الحياة في الجسم ! فلا يمكنني أن أتصور صراع بين الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي أو باقي الأجهزة للتحكم المفرد في الجسم وتوجيهه !
...... فـمــن أين جاء الصراع إذا ؟؟؟؟؟ ....
أمـــا إذا كان المقصود هو التصادم والتباين بين الحضارة والتخلف فهنا أمر أخر.
فالاختلاف هنا من الضروري حسمه بالأسلوب الحضاري أيضا ، وذلك بتوسيع المجالات الحضارية فـيـتـقـلـص مجال التخلف والانحطاط أوتوماتيكيا .
فلا توجد حاجة أصلا إلى الصراع لأنه من جنس التخلف ولا يزرع ســوى التخلف والانحطاط !
ومـــا يزيد في الأمر إلا أتساعا لمجال التخلف .
..............ولله فــــــــي خلــقــه شــؤون !..........