السعودية وحرب صعدة بقلم "عبد الباري عطوان "

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

hanan66

:: عضو مُشارك ::
إنضم
26 أكتوبر 2009
المشاركات
377
نقاط التفاعل
0
النقاط
6
العمر
38
السعودية وحرب صعدة بقلم "عبد الباري عطوان "

يتواصل صدور بيانات التضامن مع الحكومة السعودية (وليس مع اليمن) في حربها ضد الحوثيين من قبل معظم الدول العربية، بما في ذلك السلطة الفلسطينية في رام الله، ولكن هذه البيانات لن يكون لها الا تأثير معنوي شكلي، لأن أزمة المملكة العربية السعودية اعمق بكثير مما يتصوره حلفاؤها العرب، بمن في ذلك وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، الذين طار بعضهم الى الدوحة لبحث هذه الأزمة وتداعياتها.
وربما لا نبالغ اذا قلنا ان الحرب الدائرة حالياً بين الحوثيين اليمنيين والقوات السعودية في جنوب المملكة اخطر كثيراً من ازمة اجتياح القوات العراقية للكويت صيف عام 1990، ومن الحرب اليمنية السعودية التي اندلعت بعد ثورة عبد الله السلال عام 1962 واطاحت بالحكم الإمامي في صنعاء، وفتحت الباب على مصراعيه لدخول القوات المصرية في مواجهة مع نظيرتها السعودية.
ما يميز هذه الحرب انها حرب طائفية اولاً، وسياسية ثانياً، واجتماعية ثالثاً، ومرشحة لأن تتحول بسرعة الى حرب اقليمية تدخل فيها اطراف عديدة تحت عناوين مختلفة، يظل البعد الطائفي ابرزها، فالتصريحات التي ادلى بها منوشهر متقي وزير الخارجية الايراني وقال فيها 'ننصح بشدة دول المنطقة، والدول المجاورة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن، لأن من يختارون صب الزيت على لهب الصراع سيحترقون بنيرانه'، هذه التصريحات التي هي بمثابة تحذير شديد اللهجة للحكومة السعودية ليست الا مؤشرا على بدء مرحلة استقطاب طائفي واقليمي ربما تغير شكل المنطقة وخريطتها السياسية، وتهدد استقرارها.

' ' '
عندما نقول ان هذه الحرب ربما تكون الاخطر على المملكة من الحروب والأزمات السابقة التي واجهتها منذ تأسيسها قبل ثمانين عاماً تقريباً، فذلك لأسباب عديدة نوجزها في النقاط التالية:
' أولا: حرصت القيادة السعودية طوال العقود الماضية على تطبيق استراتيجية ثابتة، ملخصها اضعاف جميع القوى الاقليمية المحيطة، وخوض حروب ضدها خارج أراضي المملكة بقدر الامكان، وهذا ما حصل عندما حاربت الثورة الناصرية على أرض اليمن، والثورة الخمينية على أرض العراق، من خلال التحالف مع النظام العراقي السابق وتحريضه على خوض حرب استغرقت ثماني سنوات، انتهت بإضعاف البلدين معاً، واخيراً استخدام خطأ اجتياح الكويت لتدمير القوة الاقليمية العراقية المتنامية تحت قيادة الرئيس الراحل صدام حسين.
الحرب الحوثية الحالية تدور حالياً على ارض المملكة، او جزء منها، يعتبر الاكثر وعورة، وفي مناطق تعاني من الاهمال وضعف التنمية، وتضم نسبة كبيرة من السكان اتباع المذهب الاسماعيلي الشيعي غير المعترف به من قبل المؤسسة الدينية الوهابية المتحالفة مع النظام السعودي.
' : يوجد داخل المملكة اكثر من مليون يمني، بعضهم يحملون الجنسية السعودية، والبعض الآخر ما زال محتفظاً بجنسيته اليمنية، وبعض هؤلاء يؤيد الحوثيين، ويمكن ان يشكل على المدى المتوسط، تهديداً للأمن الداخلي.
' : الحدود السعودية اليمنية تمتد لأكثر من 1500 كيلومتر، اما الحدود اليمنية على البحر الاحمر الممتدة من عدن الى صعدة فتصل الى حوالى 400 كيلومتر. ومعظم هذه الحدود غير مسيطر عليها بسبب ضعف امكانيات الحكومة اليمنية، مما يجعل عمليات التهريب للاسلحة والبشر ميسّرة للغاية، خاصة عبر سواحل البحر الاحمر. وعلينا ان نتذكر ان اريتريا التي يقال انها باتت قاعدة لتهريب اسلحة الى الحوثيين استطاعت احتلال جزر حنيش اليمنية قبل عشر سنوات بقاربين مسلحين فقط، بسبب ضعف سلاح البحرية اليمني.
' : تثبيت استقرار المملكة من خلال الحفاظ على أمنها الداخلي، هو ابرز انجازات الاسرة الحاكمة، واهتزاز هذا الامن، جزئياً على الأقل، من خلال حرب استنزاف طويلة في الجنوب، ربما يؤدي الى اضعاف النظام، خاصة اذا استغل تنظيم 'القاعدة' الذي بدأ يكثف وجوده في اليمن، الفوضى الحدودية لإحياء ومن ثم تعزيز وجوده، داخل المملكة، واستئناف هجماته ضد اهداف حيوية، مثلما كان عليه الحال قبل خمس سنوات.
' : من المفارقة ان السلطات السعودية ومن خلال 'اللجنة الخاصة' التي انشأتها للتعاطي مع الملف اليمني منذ 'ثورة السلال'، برئاسة الامير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد، استخدمت سلاح المال لشراء ولاء شيوخ قبائل المناطق الحدودية الذين انقلب معظمهم عليها الان، واضعاف الحكومة المركزية في صنعاء حليفتها الحالية، وارتكبت خطأ استراتيجيا اكبر عندما دعمت حرب الانفصال عام 1994 بقوة، فوضعت اللبنة الاولى لتحويل اليمن الى دولة فاشلة، تواجه حراكا انفصاليا في الجنوب، وحربا حوثية طائفية في الشمال، وانشطة داخلية متصاعدة لتنظيم 'القاعدة'.

' ' '
عندما شكلت الثورة الخمينية تهديدا وجوديا للمملكة ودول الخليج الاخرى، وجدت القيادة السعودية في الرئيس العراقي صدام حسين ونظامه سندا قويا للتصدي لها، ومنع وصولها الى الساحل الغربي للخليج العربي، وعندما اجتاحت القوات العراقية الكويت، استغاثت بالولايات المتحدة وقواتها لاخراجه منها، وانهاء الخطر الصدامي نهائيا بغزو العراق واحتلاله لاحقا، والى جانب ذلك كان مجلس التعاون الخليجي موحدا خلفها في الحربين ضد العراق وضد ايران.
الصورة الان تبدو مختلفة كثيرا، فصدام حسين ليس موجودا للتصدي للتدخل الايراني في حرب الحوثيين، والقوات الامريكية مشغولة في حربين دمويتين خاسرتين في افغانستان والعراق، اما مجلس التعاون الخليجي فلم يعد موحدا بالقدر الكافي خلف المملكة في حربها هذه.
السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان حرص على زيارة طهران قبل شهرين لتأكيد تضامنه مع رئيسها احمدي نجاد والمرشد الاعلى للثورة السيد علي خامنئي، بعد اخماد ثورة الاصلاحيين مباشرة. والعلاقات السعودية ـ الاماراتية متوترة منذ الخلاف بين البلدين على شريط العيديد البحري، وكيفية تقسيم انتاج حقل الشيبة النفطي. وزاد هذا التوتر اخيرا على ارضية رفض السعودية طلبا اماراتيا باستضافة مقر البنك المركزي الخليجي الموحد في ابوظبي، وانعكس في اغلاق الحدود لعدة اسابيع، ومنع الاماراتيين من دخول المملكة بالبطاقة الشخصية. ولوحظ ان الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية الامارات لم يكن بين زملائه الخليجيين الذين شاركوا في اجتماع الدوحة التضامني . اما العلاقة ما بين المملكة وقطر فتبدو غامضة، رغم ما هو ظاهر على السطح حاليا من زيارات ومجاملات. فالسلطات القطرية تضع رجلا في طهران واخرى في الرياض. اما الكويت فمشغولة بأزمتها الداخلية، والفتنة الطائفية التي حذر منها أميرها ما زالت تحت الرماد، والشيء نفسه يقال عن البحرين ايضاً.
نخلص الى القول من كل ما تقدم ان المملكة العربية السعودية وقعت في مصيدة طائفية وعسكرية على درجة كبيرة من الخطورة، او اثارت على نفسها 'عش دبابير' طائفيا قد يصعب الفكاك من لسعاته القاتلة، رغم التفوق الكبير في ميزان القوى لصالحها. وعلينا ان نتذكر ان القوة العسكرية الامريكية الجبارة اطاحت نظامي صدام وطالبان، ولكنها تترنح في حرب الميليشيات التي انفجرت بعد ذلك.
 
شكرااا اختى حنان ان عبد البارى عطوان كاتب فلسطيني يعيش بالمهجر يكتب في مجلة القدس العربي وله افكاره المميزة والرائعة ومعروف عنه شدة النقد وعدم المجاملة كثيراااا..........
ان موضوعه هذا قد حللل الكثير من الاشياء التى غابت عنى وللمرة الالف شكرااا على الموضوع الرائع.....................
 
شكرا الاخت الفاضلة : حنان
على الموضوع
الخوف كل الخوف ان يتم جر السعودية
الى حرب طائفية قد تيتمر طويلا
ولن تخدم هذه الحرب الا الصهاينة
السلام عليكم
 
آخر تطورات حرب صعدة اليمنية ...
الحوثيون وحربهم ضد السعودية
رأي القدس


05/12/2009

04qpt99.jpg

من يتابع تطورات الحرب بين القوات السعودية وجماعة الحوثيين في صعدة يخرج بانطباع اولي، مفاده ان هؤلاء الحوثيين 'قوة عظمى' وليسوا مجموعة صغيرة متمردة.
فالحكومة اليمنية تخوض حربا منذ عامين تقريبا، استخدمت فيها كل ما لديها من اسلحة ثقيلة وطائرات، ومع ذلك استمر هؤلاء في الصمود والحاق خسائر كبيرة في صفوف اعدائهم.
دخول المملكة العربية السعودية بقواتها الضخمة المسلحة بشكل جيد بأحدث الطائرات والدبابات والعتاد الغربي المتطور جعل هذه الحرب تدخل مرحلة جديدة، توقع الكثير من المراقبين ان تنتهي بانتهاء التمرد الحوثي في فترة زمنية لا تتعدى بضعة اسابيع.
فالمجموعة الحوثية تخوض حاليا حربا ضد دولتين، الاولى قوة اقليمية عظمى هي المملكة العربية السعودية، والثانية حكومة يمنية قوية تملك جيشا خاض حروبا عديدة وانتصر فيها، وآخرها حرب الانفصال عام 1994.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو كيفية صمود هذه المجموعة كل هذه الاشهر، وهي شبه مقطوعة عن العالم الخارجي، بفعل الحصار المفروض على طرق امداداتها، سواء داخل اليمن او عبر السواحل البحرية القريبة من منطقة صعدة حيث تدور المعارك؟
فاللافت ان المجموعة الحوثية نجحت في فتح جبهة جديدة ضد المملكة العربية السعودية في منطقة الجوف الواقعة شرق اليمن وفي مقابل مدينة نجران، حيث توجد كثافة ديموغرافية للطائفة الاسماعيلية الشيعية ايضا، مما يعطي انطباعا بان هناك خطة محكمة لتأليب هذه الجماعة ضد حكومة الرياض، خاصة انها اقدمت على احداث عنف قبل عامين احتجاجا على اوضاعها الاقتصادية المتدهورة، وعدم وصول مشاريع التنمية بالشكل المأمول الى مناطقها.
صمود الحوثيين طوال هذه الاشهر، وفشل الحرب التي تشنها الحكومتان السعودية واليمنية ضدهم بشراسة غير معهودة ربما يعودان الى سببين رئيسيين، الى جانب اسباب اخرى ثانية:
الاول: عجز الجيشين السعودي واليمني، رغم ضخامة تسليح الجيش الاول، والخبرة القتالية الميدانية للجيش الثاني، واتضح هذا العجز في نجاح الحوثيين في نقل المعركة الى داخل الاراضي السعودية، مما دفع حكومة الرياض الى اخلاء حوالى 250 قرية حفاظاً على ارواح السكان.
الثاني: وصول امدادات عسكرية من الخارج، وخاصة من ايران الى الحوثيين، عبر اريتريا والحدود اليمنية التي تمتد حوالى ثمانمئة كيلومتر من عدن حتى صعدة على البحر الاحمر، و1500 كيلومتر تقريباً من عدن حتى الحدود العمانية على بحر العرب والمحيط الهندي بالتالي.
واذا صحت الانباء التي ترددت في الايام الاخيرة عن طلب الحكومة السعودية من دول مثل المغرب والاردن والبحرين والباكستان ارسال قوات خاصة لمساعدتها في حربها ضد الحوثيين، وهي أنباء صحيحة فيما يبدو، فلم يصدر أي نفي سعودي رسمي لها حتى الآن، فان هذا يعني ان أمد هذه الحرب قد يطول، وان المجموعة المتمردة تكتسب قوة وخبرة ربما تغري جماعات اخرى في الانضمام اليها.
فتح جبهة جديدة مع المملكة العربية السعودية، في منطقة الجوف، كمقدمة لفتح جبهات اخرى، مثلما هدد السيد عبد الملك الحوثي زعيم المتمردين، يعني ان حرب هؤلاء باتت مع حكومة الرياض بالدرجة الاولى، وبهدف توريطها اكثر في حرب استنزاف، مما يؤكد الاتهامات السعودية التي تقول ان اطرافاً خارجية، في اشارة الى ايران، هي التي تصب الزيت على نار هذه الحرب، في اطار مخطط ايراني مدروس لزعزعة استقرار المنطقة.
اطالة أمد هذه الحرب ربما ستؤدي الى تبعات خطيرة على امن المملكة العربية السعودية واستقرارها، ناهيك عن امن اليمن واستقراره، لان المنطقة الحدودية بين اليمن والسعودية ذات الطبيعة الجغرافية الجبلية الوعرة تتحول تدريجياً الى منطقة فاشلة خارج نطاق السيطرة الرسمية، الامر الذي يشجع جماعات وحركات اخرى للتسلل اليها، مثل تنظيم 'القاعدة' وفرعه في الجزيرة العربية الذي يتخذ من اليمن مقراً له.
ولعل ما هو اخطر من كل ذلك محاولة الحوثيين تحويل الحرب من حرب بين جماعة متمردة على السلطة في صنعاء، الى حرب بين اليمن والمملكة العربية السعودية، واذا نجح هذا التوجه، فان علينا ان نتوقع حالة من الفوضى، وربما الحرب الاهلية الطائفية التي قد تستمر لسنوات.



 
شكرا الاخت حنان على الموضوع
اليمن دولة هشة
واهل الجنوب يريدون الانفصال عن الشمال
والتيارات السياسية في اليمن جد متنافرة
والسلطة في اليمن كما يقول ابن خلدون قد شاخت
اي وصلت عهد الشيخوخة
هذه الامور كلها في صالح الحوثيين
ما نتمناه ان يكون الحوثيين ليسوا ورقة
بيد قوى اقليمية او دولية
السلام عليكم
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top