التفاعل
527
الجوائز
183
- تاريخ التسجيل
- 10 سبتمبر 2009
- المشاركات
- 1,280
- آخر نشاط
- الجنس
- ذكر
- الأوسمة
- 3
بينا الأمير جالس - يعني الحجاج - إذ استأذنت ليلى، فقال الحجاج: ومن ليلى؟ فقيل: الأخيلية قال: صاحبة توبة، أدخلها. فدخلت امرأة طوالة، دعجاء العين، حسنة المشية، حسنة الثغر إلى الفوه ما هي، فسلمت فرحب بها الحجاج، فدنت فقال الحجاج: وراءك، ضع لها وسادة يا غلام، فجلست، فقال: ما أعملك إلينا؟ قالت السلام على الأمير، والقضاء لحقه، والتعرض لمعروفه. قال: كيف خلفت أهلك؟ قالت: تركتهم في حالة خصب وأمن ودعة. أما الخصب ففي الأموال والكلأ، وأما الأمن فقد آمنهم الله بك، وأما الدعة فقد خامرهم من خوفهم ما اصلح بينهم. ثم قالت: ألا أنشدك أيها الأمير؟قال: إذا شئت. فقالت:
أحجاج لا يُفْلَلْ سلاحك إنما ... المنايا بكف الله حيث يراها
إذا هبط الحجاج أرضاً مريضةً ... تتبَّع أقصى دائها فشفاها
شفاها من الداء العُضال الذي بها ... غلام إذا هز القناة سقاها
سقاها فروّاها دماء غزيرةً ... دماء رجال حيث قال حَشاها
ويروى: فراوها بصوب سجاله دماء رجال. وشرب سجال، وقال: يقيل.
إذا سمع الحجاج صوت كتيبة ... أعدَّ لها قبل النزول قِراها
ويروى:
وإن سمع الحجاج زحف كتيبة ... أعدَّ لها قبل الصباح قراها
أعدَّ لها مصقولة فارسيَّة ... بأيدي رجال يحلبون ضَراها
أحجاجُ لا تعط العداة مناهمُ ... ولا الله لا يعطي العداة مناها
ولا كل خطَّاف تقلَّد بيعة ... بأعظم عهد الله ثم شراها
فما ولد الأبكار والعَوْن مثله ... ببحرٍ ولا أرض يجفُّ ثراها
فقال الحجاج ليحيى بن منقذ: لله بلاؤها ما أشعرها. قال: ما لي بشعرها علم. قال: علي بعبيد بن موهب. وكان حاجبه قال: أنشديه، فأنشدته، فقال: هذه الشاعرة الكريمة " قد " وجب حقها. قال: ما أغناها عن شفاعتك! يا غلام. مر لها بخمسمائة درهم واكسها خمسة أثواب، أحدها كساء خز، وأدخلها على ابنة عمها هند بنت أسماء بن خارجة وقل لها: صليها. فقالت: أصلح الله الأمير أضر بنا العريف في الصدقة وقد جربت إبلنا وتكسرت قلوبنا، واخذ خيار المال. قال: اكتبوا لها بن الحكم بن أيوب فليتبع لها خمسة أجمال، وليجعل أحدها نجيباً، واكتبوا إلى صاحب اليمامة يعزل العريف. قال: ابن موهب: أصلح الله الأمير أأصلها؟ قال:نعم. فوصلها بأربعمائة درهم، ووصلتها هذه بثلاثمائة درهم، ووصلها محمد بن الحجاج بوصفين. قال الهيثم بن عدي: ولم أسمع أنادي من حماد. قال: لما فرغت ليلى من شعرها أقبل الحجاج على جلسائه فقال: أتدرون من هذه؟ قالوا: لا والله ما رأينا امرأة قط أفصح ولا أبلغ ولا أحسن إنشاداً منها. فمن هي؟ قال: ليلى الأخيلية صاحبه توبة بن حمير ثم أقبل عليها، فقال: بالله يا ليلى أرأيت من نوبة أمراً تكرهينه أو سألك شيئاً يعاب؟ قالت: لا، والذي أسأله المغفرة ما كان ذلك منه. فقال: أما إذا لم يكن فيرحمنا الله وإياه.
إذا هبط الحجاج أرضاً مريضةً ... تتبَّع أقصى دائها فشفاها
شفاها من الداء العُضال الذي بها ... غلام إذا هز القناة سقاها
سقاها فروّاها دماء غزيرةً ... دماء رجال حيث قال حَشاها
ويروى: فراوها بصوب سجاله دماء رجال. وشرب سجال، وقال: يقيل.
إذا سمع الحجاج صوت كتيبة ... أعدَّ لها قبل النزول قِراها
ويروى:
وإن سمع الحجاج زحف كتيبة ... أعدَّ لها قبل الصباح قراها
أعدَّ لها مصقولة فارسيَّة ... بأيدي رجال يحلبون ضَراها
أحجاجُ لا تعط العداة مناهمُ ... ولا الله لا يعطي العداة مناها
ولا كل خطَّاف تقلَّد بيعة ... بأعظم عهد الله ثم شراها
فما ولد الأبكار والعَوْن مثله ... ببحرٍ ولا أرض يجفُّ ثراها
فقال الحجاج ليحيى بن منقذ: لله بلاؤها ما أشعرها. قال: ما لي بشعرها علم. قال: علي بعبيد بن موهب. وكان حاجبه قال: أنشديه، فأنشدته، فقال: هذه الشاعرة الكريمة " قد " وجب حقها. قال: ما أغناها عن شفاعتك! يا غلام. مر لها بخمسمائة درهم واكسها خمسة أثواب، أحدها كساء خز، وأدخلها على ابنة عمها هند بنت أسماء بن خارجة وقل لها: صليها. فقالت: أصلح الله الأمير أضر بنا العريف في الصدقة وقد جربت إبلنا وتكسرت قلوبنا، واخذ خيار المال. قال: اكتبوا لها بن الحكم بن أيوب فليتبع لها خمسة أجمال، وليجعل أحدها نجيباً، واكتبوا إلى صاحب اليمامة يعزل العريف. قال: ابن موهب: أصلح الله الأمير أأصلها؟ قال:نعم. فوصلها بأربعمائة درهم، ووصلتها هذه بثلاثمائة درهم، ووصلها محمد بن الحجاج بوصفين. قال الهيثم بن عدي: ولم أسمع أنادي من حماد. قال: لما فرغت ليلى من شعرها أقبل الحجاج على جلسائه فقال: أتدرون من هذه؟ قالوا: لا والله ما رأينا امرأة قط أفصح ولا أبلغ ولا أحسن إنشاداً منها. فمن هي؟ قال: ليلى الأخيلية صاحبه توبة بن حمير ثم أقبل عليها، فقال: بالله يا ليلى أرأيت من نوبة أمراً تكرهينه أو سألك شيئاً يعاب؟ قالت: لا، والذي أسأله المغفرة ما كان ذلك منه. فقال: أما إذا لم يكن فيرحمنا الله وإياه.
