*·~-.¸¸,.-~*حمير الإسفنج! *·~-.¸¸,.-~*
---------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا مقال أعجبني موضوعه لأنه يعالج التقليد الأعمى دون تفكير .
شاركوني رأيكم ....
وما أكثر عدد حمير الإسفنج!
هل تذكرون حكاية الحمار الذي يحمل كتلة من الإسفنج فرأى زميلاً له يحمل أكياس ملح وقد
هبط إلى النهر بهدف تخفيف ما على ظهره من حمولة عن طريق ذوبان الملح في مياه النهر،
حيث فعل حمار الإسفنج كما فعل زميله حمار الملح، من باب التقليد دون تفكير وبلا روية فدفع
ثمن حماقته عندما ثقلت حمولته أكثر بعد أن «شفط» الإسفنج الماء حتى استوى وكاد يسقط
حامله في قاع النهر، كانت تلك الحكاية المتداولة على نطاق واسع بين العديد من شعوب
الأرض، مجرد حكاية رمزية لتجسيد مغبة التقليد الأعمى للآخرين دون تفكير أو علم باختلاف ا
لمواهب والظروف والقدرات بين الشخص المُقلِّد والشخص المقلَّد، وإلا فإنه لا يوجد حمار في ا
لأرض يملك الذكاء المزعوم المنسوب إلى حمار الملح ولا إلى حمار غبي التفكير يفعل ما فعله
حمار الإسفنج!، ولكن دعونا من الحمارين وحكايتهما الرمزية لنقف على أحوال بعض البشر
العقلاء أو الذين يفترض أنهم كذلك!، حيث سنجد من يقوم بدور حمار الإسفنج عن طريق
مسارعته في تقليد غيره في حياتهم العملية والعلمية، ثم يكتشف بعد خراب مالطة وما حولها أن
تقليده لم يكن مبنياً على قرار سليم، وإنما مجرد تقليد لا أكثر ولا أقل!
ولو أردنا ضرب الأمثال للقراء لأوردنا ما يقوم به بعض الطلاب من اقتداء بأصدقائهم وزملائهم
عند اختيار الكليات الجامعية، مع أن اختيار أولئك الأصدقاء والزملاء لكلية معينة ربما يكون
مبنياً على مستوى قدراتهم الفردية ورغباتهم في نوع معين من التخصصات يتفق مع طموحاتهم
وخططهم بالنسبة لسوق العمل، أما المقلدون فليس في رأسهم شيء من ذلك ولكنهم رأوا
زملاءهم سجلوا في الكلية ففعلوا مثلهم حتى يكونوا معهم متوسدين بمعصم وبساعد ولو كان ذلك
على حساب مستقبلهم وتكون النتيجة إخفاقاً من المقلدين بلا تفكير ولا بصيرة وندماً حيث لا نفع
للندم!
الوسط التجاري ابتلي بآفة التقليد فإذا نجح محل حلاقة تحول الشارع إلى حلاقين وإذا تفوق
مطبخ أو مطعم قلدوه وإذا فُتح محل لبيع المواد الكهربائية تكهرب القوم وإذا فتح الله على أحد
الناس في مجال المقاولات أو بيع السيارات أو العقارات سعى من حوله وغيرهم إلى الاقتداء به
حتى لا تفوتهم المكاسب والغنائم وآخر حمير الإسفنج الذين دخلوا أسواق الأسهم بعد أن سمعوا
عن مكاسب غيرهم فكان دخولهم وبالاً عليهم وعلى الآخرين وباء الجميع بالخسران المبين ولم
يفز في هذه «الغشنة» إلا بعض الهوامير والسواطير!!
محمد الحساني- صحيفة عكاظ
---------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا مقال أعجبني موضوعه لأنه يعالج التقليد الأعمى دون تفكير .
شاركوني رأيكم ....
وما أكثر عدد حمير الإسفنج!
هل تذكرون حكاية الحمار الذي يحمل كتلة من الإسفنج فرأى زميلاً له يحمل أكياس ملح وقد
هبط إلى النهر بهدف تخفيف ما على ظهره من حمولة عن طريق ذوبان الملح في مياه النهر،
حيث فعل حمار الإسفنج كما فعل زميله حمار الملح، من باب التقليد دون تفكير وبلا روية فدفع
ثمن حماقته عندما ثقلت حمولته أكثر بعد أن «شفط» الإسفنج الماء حتى استوى وكاد يسقط
حامله في قاع النهر، كانت تلك الحكاية المتداولة على نطاق واسع بين العديد من شعوب
الأرض، مجرد حكاية رمزية لتجسيد مغبة التقليد الأعمى للآخرين دون تفكير أو علم باختلاف ا
لمواهب والظروف والقدرات بين الشخص المُقلِّد والشخص المقلَّد، وإلا فإنه لا يوجد حمار في ا
لأرض يملك الذكاء المزعوم المنسوب إلى حمار الملح ولا إلى حمار غبي التفكير يفعل ما فعله
حمار الإسفنج!، ولكن دعونا من الحمارين وحكايتهما الرمزية لنقف على أحوال بعض البشر
العقلاء أو الذين يفترض أنهم كذلك!، حيث سنجد من يقوم بدور حمار الإسفنج عن طريق
مسارعته في تقليد غيره في حياتهم العملية والعلمية، ثم يكتشف بعد خراب مالطة وما حولها أن
تقليده لم يكن مبنياً على قرار سليم، وإنما مجرد تقليد لا أكثر ولا أقل!
ولو أردنا ضرب الأمثال للقراء لأوردنا ما يقوم به بعض الطلاب من اقتداء بأصدقائهم وزملائهم
عند اختيار الكليات الجامعية، مع أن اختيار أولئك الأصدقاء والزملاء لكلية معينة ربما يكون
مبنياً على مستوى قدراتهم الفردية ورغباتهم في نوع معين من التخصصات يتفق مع طموحاتهم
وخططهم بالنسبة لسوق العمل، أما المقلدون فليس في رأسهم شيء من ذلك ولكنهم رأوا
زملاءهم سجلوا في الكلية ففعلوا مثلهم حتى يكونوا معهم متوسدين بمعصم وبساعد ولو كان ذلك
على حساب مستقبلهم وتكون النتيجة إخفاقاً من المقلدين بلا تفكير ولا بصيرة وندماً حيث لا نفع
للندم!
الوسط التجاري ابتلي بآفة التقليد فإذا نجح محل حلاقة تحول الشارع إلى حلاقين وإذا تفوق
مطبخ أو مطعم قلدوه وإذا فُتح محل لبيع المواد الكهربائية تكهرب القوم وإذا فتح الله على أحد
الناس في مجال المقاولات أو بيع السيارات أو العقارات سعى من حوله وغيرهم إلى الاقتداء به
حتى لا تفوتهم المكاسب والغنائم وآخر حمير الإسفنج الذين دخلوا أسواق الأسهم بعد أن سمعوا
عن مكاسب غيرهم فكان دخولهم وبالاً عليهم وعلى الآخرين وباء الجميع بالخسران المبين ولم
يفز في هذه «الغشنة» إلا بعض الهوامير والسواطير!!
محمد الحساني- صحيفة عكاظ