فتاوي غريبة عجيبة 04

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

youyou16dz

:: عضو مُشارك ::
فتاوي غريبة من علماء الحكومات
 
فتاوي غريبة من علماء الحكومات

فتاوي غريبة من علماء الحكومات
فوجئنا بالفتوي التي أصدرها رئيس هيئة الافتاء في المملكة العربية السعودية ويشكك فيها بالعمليات الاستشهادية التي ينفذها أنصار حركات المقاومة الاسلامية في الأراضي العربية المحتلة ضد أهداف إسرائيلية، ويعتبرها بطريقة غير مباشرة شبيهة بعمليات قتل النفس التي حرمها الله. فقد توقعنا من سماحته، وكل علماء المسلمين أن يساندوا الجهاد الفلسطيني، وأن يكونوا أدوات تحريض لحكوماتهم وشعوبهم، لوقف الظلم الواقع على شعب عربي شقيق يواجه المجازر الاسرائيلية بصفة يومية، ولكن يبدو أن علماء السلطة منشغلون بأشياء أخري، يعتقدون أنها أكثر أهمية من الدفاع عن المقدسات في فلسطين المحتلة، مثل الافتاء في أمور الحيض والجماع والنجاسة وغيرها. نحمد الله أن في هذه الأمة علماء من أمثال الشيخ يوسف القرضاوي يقف دائما في خندق المقاومة، وكل ما يعلى شأن الأمة ويعيد إليها كرامتها وعزتها. ولهذا لم يتردد لحظة في القول بأن الجهاد بالنفس هو أرقي أنواع الجهاد وأقربها الى الخالق جل وعلى . ويصعب على نا أن نفهم أسباب هذا الموقف من قبل المؤسسة الدينية الرسمية في المملكة العربية السعودية تجاه المجاهدين في فلسطين، فقبل هذه الفتوي، خرج على نا البنك الاسلامي الذي تشرف على عملياته الحكومة بفتوي مالية أخري، حول فيها المنح التي تقررت في القمة العربية قبل الأخيرة لدعم الانتفاضة الى قروض بشروط ميسرة. فالذين يضحون بأرواحهم دفاعاً عن الأقصي لا يستحقون الدعم، وإنما فقط قروض قابلة للسداد.
ومن يقرأ الشروط التعجيزية التي عرضها البنك الاسلامي على السلطة الفلسطينية قبل الافراج عن الأموال يدرك أن شروط المصارف الربوية العالمية، ربما تبدو أكثر رحمة وتفهماً. ولا نعرف ما إذا كان المسؤولون في البنك الإسلامي، ومن يقف خلفهم، يتابعون الممارسات الإرهابية التي يمارسها الجيش الإسرائيلي يوميا في حق أبناء الأرض المحتلة، مثل نسف البيوت وتجريف المزروعات وقلع الأشجار وقتل الأطفال، فنظرة واحدة على ما خلفته القوات الاسرائيلية من تدمير في بلدتي خان يونس وبيت حانون تكفي لإسقاط كل هذه الشروط التعجيزية، والتعامل مع الشعب الفلسطيني بطريقة ترتقي الى درجة تضحياته.
العلماء الحقيقيون هم الذين يصدرون الفتاوي التي تدين التقاعس الرسمي العربي عن نصرة المرابطين حول الأقصي، يدافعون عنه بدمائهم، ويفضحون الفساد في بلدانهم، وينحازون الى مشاعر الشعب التي تتطلع الى الشهادة دفاعاً عن مقدساتها. فمن أسباب بلاء هذه الأمة وذهاب ريحها هو تقدم العلماء الرسميين الذين يدافعون عن الحكومات ومفاسدها، وتراجع الشجعان منهم الى السجون والمعتقلات لأنهم يريدون مجتمعاً صالحاً، وحاكماً عادلاً، وبلدانا مستقلة فعلاً، وجيوشا تحارب لنصرة القضايا الاسلامية وليس الحفاظ على كرسي الحاكم وحمايته. الشعب الفلسطيني اختار المقاومة، مثلما اختار العمليات الاستشهادية، بعد أن وجد نفسه وحيدا يواجه الدبابات والطائرات الاسرائيلية، بينما الجيوش العربية تراقب الأمر من بعيد وكأنه يحدث في قارة أخري.
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top Bottom