آثار السياسات العامة على الطلب

المرشد

:: عضو منتسِب ::
من الناحية النظرية، تتحكم قوى العرض والطلب في الكميات المنتجة من أية سلعة، حتى تصل إلى النقطة التي تتوازن فيها الكميات المطلوبة مع الكميات المعروضة، فيتحقق الاستقرار في السوق. وبالطبع يكون "جهاز الثمن" هو الآلية الأساسية التي يتحقق ذلك من خلالها. ولكن هناك حالات أخرى يمكن أن تؤثر في السوق بخلاف جهاز الثمن، ويكون ذلك من خلال تدخل الحكومة بسياسة عامة للتأثير في السوق بطريقة معينة. فإذا ما رغب صانعو السياسة العامة في تقليل كمية السجائر التي يدخنها المواطنون على سبيل المثال، فإننا نجد أن هناك وسيلتين يمكن للسياسة العامة تحقيق هذا الهدف بهما:
أولى هاتين الوسيلتين لتقليل التدخين هي نقل منحنى الطلب على السجائر ومنتجات التبغ الأخرى. ولتحقيق هذا الهدف، فإن هناك عدة وسائل يمكن اللجوء إليها في هذا الشأن:
• وضع الصور المنفرة على علب السجائر: كأن تلزم وزارة الصحة الشركات المنتجة والمستوردة للتبغ بوضع صور منفرة للتدخين على الغلاف الخارجي لعلبة السجائر. وكانت وزارة الصحة المصرية قد وضعت صورة "حمدي بلالا" الذي يرقد على ظهره ويضع كمامة الأكسجين على فمه وأنفه وهو يتلقى العلاج من الأمراض التي أصابته بسبب التدخين. ثم قررت الوزارة تغيير هذه الصورة بأخرى تحمل إيحاءات جنسية مفادها أن التدخين يؤدي للإخلال بتلك الوظائف، تنفيرا للمدخنين من الاستمرار في التدخين.
• التحذيرات الطبية الإجبارية على علب السجائر: كأن تلزم وزارة الصحة أيضا الشركات المنتجة والمستوردة للتبغ بوضع عبارات تحذيرية على كل علبة سجائر، مثل: "التدخين ضار جدا بالصحة" أو "التدخين سبب رئيسي لسرطان وأمراض القلب والرئة والشرايين".
• حظر الإعلانات عن السجائر في التليفزيون أو غيره من وسائل الإعلام الأخرى مثل الصحف والمجلات.
• إصدار القوانين التي تحظر التدخين في الأماكن العامة أو المغلقة، لتقليل الفرص المتاحة أمام المدخنين للقيام بذلك.
ويعتبر كل ما سبق بمثابة سياسات عامة تهدف لتقليل كمية السجائر المطلوبة عند أي سعر معين. وإذا نجحت هذه السياسات في تحقيق أهدافها، فسوف تؤدي لنقل منحنى الطلب على السجائر إلى الشمال – كما في الشكل التالي:

شكل رقم (1): انتقال منحنى الطلب
183-1.gif


وبطريقة مشابهة، يمكن لصانعي السياسات العامة محاولة رفع سعر السجائر. وعلى سبيل المثال، إذا قامت الحكومة بفرض ضرائب على تصنيع السجائر، فسوف تقوم شركات السجائر بتمرير معظم هذه الضريبة إلى المستهلكين في شكل أسعار أعلى. وسوف يشجع السعر الأعلى المدخنين على تقليل عدد السجائر التي يدخنونها. وفي هذه الحالة، لن يتم تمثيل كمية التدخين التي تم تقليلها بانتقال منحنى الطلب. بل سوف يتم تمثيل ذلك بالحركة على نفس منحنى الطلب إلى نقطة أخرى ذات سعر أعلى ومستوى أقل من الطلب، كما في الشكل التالي:

شكل رقم (2): التحرك على نفس منحنى الطلب
183-2.gif

كم تستجيب كمية التدخين إلى التغيرات في سعر السجائر؟ حاول الاقتصاديون الإجابة على هذا السؤال بدراسة ما الذي يحدث حينما تتغير الضريبة على السجائر. وقد وجدوا أن زيادة السعر بمقدار 10% تؤدي إلى انخفاض الكمية المطلوبة بمقدار 4% فقط. كما وجد أن المراهقين أكثر حساسية بصورة خاصة لسعر السجائر: فزيادة السعر بمقدار 10% تؤدي إلى انخفاض تدخين المراهقين بمقدار 12%.
والدروس المستفادة مما سبق هي أن الاقتصاد علم سلوكي، بحيث يمكن التأثير في سلوك المستهلكين من خلال الدعاية والإعلان أو من خلال اتخاذ بعض السياسات العامة. على أن العيب الأساسي لتغيير السلوكيات هو أن تلك العملية تستغرق وقتا طويلا لكي تؤتي بالثمار المرجوة منها. أما إذا أردنا إحداث آثار أسرع، فيمكن أن يتم التدخل من خلال فرض الضرائب. ولكن هذه الضرائب من عيوبها أنها تؤدي لتشوه الأسواق وتعطيل آليات جهاز الثمن بها. فقد وجدنا أن الضريبة – بتمريرها إلى المستهلكين - سوف تؤدي إلى ارتفاع الأسعار، ومن ثم حدوث موجات تضخمية في الاقتصاد ككل. والسياسة الواعية هي التي تأخذ كل تلك الأمور في الاعتبار، فتأتي متوازنة، بحيث تعمل على تحقيق المصلحة العامة والرشادة الاقتصادية معا.
 
الف شكر لك اخي الفاضل : المرشد
على التحليل الاقتصادي
الاسواق عندنا يحكمها معطى ثالث
وهو المافيا التي تحتكر السلع
و تتحكم في اثمانها
نجد مثلا سلعة معينة ينخفض ثمنها في كل الاسواق الدولية
عدا الجزائر
والامثلة على ذلك كثيرة
مثل سوق السيارات شهد في السنوات الاخير
تراجعا كبيرا في الاسعار
اما عندنا فبقى الحال كما هو
وهناك سلع اخرى مثل السكر عندما يزداد في السوق الدولية
يزداد ثمنه في الجزائر
وعندما ينخفض ثمنه يبقى السعر على حاله عندنا
هل السوق الجزائرية تحت رحة البارونات
وهل توجد سوق جزائرية فعلا
طيب الله اوقاتكم
 
في الحقيقة هي فكرة أستاذ جامعي بولاية المسيلة وقد تم نشر هذا المقال في أحد المواقع ولكنه لم يتلقى ما يستحقه من المشاهدات والتعقيبات..الخ

وأعتقد أن الموضوع يقرر في محتواه عمليات النتقال في دولة متقدمة لا تعاني من الاحتكار (دول الخليج، الإتحاد الأوربي...الخ)
الجزائر مازالت خارج مجال التغطية (لا أزمات ولا موازنات)
 
العرض والطلب غالبا هو السائد في معايير الإقتصاد ولكن في دولنا العربية البغيضة كثيرا ما تكون هذه المعادلة في المراتب الدنيا فلا اعتبار لها أحيانا وأفضل رجال الإقتصاد في العالم هو نبينا صلى الله عليه وسلم الذي رفض التسعير وقال( دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض) أوكما قال صلى الله عليه سلم
وفي الإسلام فيصل في السلع هو الحلال والحرام
ومما لاشك فيه الإسلام يحارب السلع المحرمة ومنها الدخان(التبغ)
ولكن هذه الدول البغيضة (دول الشقاق والنفاق)تريد القضاء على شباب الإسلام وهذا ما حققته للأسف من خلال ترويج الدخان وإطلاق العنان لشركا ت الإفساد تعمل سكاكينها في المسلمين وبتشجيع منها ولكسب المال من وراء هذا الخبيث الدخان أفيون الشباب
ليس من قضاء عليه إلا مع وجود ولي أمر للمسلمين ناصح لهم وهو الأمر المفقود اليوم
عموما السجائر كلها اليوم بأنواعها تباع على بعد أمتار من الكعبة بيت الله الحرام لينعم الحجاج به تعال إلى حيث النكهة تعال إلى مالبورو (تعال إلى حيث النكبة تعال إلى مثبورو)
 
السلام عليكم

شكرا على الشرح الرائع
لكن الجزائر تبقى دائما حالة خاصة بمشاكلها وسياساتها

شكرا على الموضوع بارك الله فيك
 
تحليل إقتصادي قيم .... والله الإسلام واضح في مثل هذه الأمور وميسر في تطبيقه ولايحتاج لالمعادلات ولا غيرها مثلا التدخين مضر بالصحة إمنع نهائيا إسترادة وتصنيعه ...أما بما يخص المواد الأخرى فالاسلام يحذر من الاحتكار وفعلا إذا إبتعدت الأسواق على عملية الإحتكار من طرف فيئات قليلة فان السوق يستقيم .... تحياتي
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom