التفاعل
252
الجوائز
2.2K
- تاريخ التسجيل
- 9 سبتمبر 2008
- المشاركات
- 10,462
- آخر نشاط

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الكــذب .. عـادة أم مـرض اجتماعي ؟
أولاً: مفهومي الصدق والكذب:
الاعتقاد السائد أن الصدق هو مطابقة القول للواقع ولكن كثيراً ما يحدث ألا يكون القول مطابقاً للواقع ومع ذلك يعد الشخص صادقاً وأحياناً يحدث أن يكون القول مطابقاً للواقع ولكننا نعد الشخص كاذباً وما يهمنا في الصدق أن تكون النية متوفرة لمطابقة القول للواقع مطابقة تامة ويلاحظ في الكذب توفر النية لعدم المطابقة والتضليل وهناك استعدادان يهيئان الإنسان للكذب (قدرة اللسان ولباقته - خصوبة الخيال ونشاطه)
ثانياً: أسباب الاهتمام بموضوع الكذب:
يرجع اهتمام علماء الاجتماع بموضوع الكذب للأسباب التالية:
1)- أن الكذب يستغل في العادة للتستر على الذنوب والأعمال غير الصحيحة والجرائم المرتكبة
2)- وجدت علاقة بين خصلة الكذب وخصلتي السرقة والغش فهذه الخصال الثلاث تشترك في صفة واحدة هي عدم الأمانة
ثالثاً: أنواع الكذب وأقسامه:
يصنف الكذب عموماً للأنواع والأقسام التالية :
1- الكذب الخيالي: يصدر بكثرة عن الأطفال نتيجة اتساع الخيال وخصبه وهو يعد نوعاً من أنواع اللعب يتسلى به الأطفال ولكن عند كشف هذه القوة الخيالية الرائعة يحسن توجيهها والاستفادة منها وإذا لم تتح للطفل فرصة توجيه هذه القوة وإنمائها فلا داعي للقلق فالزمان وحده كفيل بمعالجة هذه الظاهرة ويمكن أن نبادر لسؤال الطفل بطريقة لطيفة بين حين وآخر إن كان متأكداً من صحة ما يقول ونجعله يحس من نبرات صوتنا بأننا نحب هذا النوع من اللعب ونشاركه فيه مشاركة فعلية فنبادله قصة بقصة وخيالاً بخيال ونشعره أيضاً بأن هذه القصص مسلية ولكنها مخالفة للواقع وربما لن تحدث
2- الكذب الإلتباسي: وسببه أن الشخص لا يمكنه التمييز بين ما يراه حقيقة وما يدركه في مخيلته فكثيراً ما يسمع حكاية خرافية أو قصة واقعية وسرعان ما تملك عليه مشاعره وتجده في اليوم التالي يتحدث عنها كأنها وقعت له بالفعل
وهذا النوع يتميز به الطفل أكثر من البالغ ويزول عادة من تلقاء نفسه إذا كبر الطفل ووصل عقله إلى مستوى يمكنه فيه أن يدرك الفرق بين الحقيقة والخيال ويجب ألا نتركه حتى يزول من نفسه فاللجوء إلى الإرشاد ومراعاة مستوى عقل الطفل يفيد فائدة كبيرة من الناحيتين الانفعالية والإدراكية ويمكن أن نسمي النوعين(1-2) من الكذب بالكذب البريء
3- الكذب الإدعائي: هذا الكذب موجه لتعظيم الذات وجعلها مركز الانتباه والإعجاب ومن أمثلته أن يبالغ الشخص في وصف تجاربه الخاصة ليحدث لذة ونشوة عند سامعيه وليجعل نفسه مركز إعجاب وتعظيم وتحقيق كل من هذين الغرضين يشبع النزوع للسيطرة فكثيراً من الأبناء يتحدثون عن مراكز آبائهم وكفاءاتهم وغير ذلك مما يخالف الواقع عادة فهذا الكذب ينشأ عادة من شعور الشخص بالنقص فتعظيم الذات عن طريق الكذب طريقة لتغطية هذا الشعور قد يتسبب هذا الكذب بعدم مقدرة الشخص على الانسجام مع من حوله ومن أنواعه أن الشخص قد يدعي المرض أو الظلم أو سوء الحظ ليحصل على أكبر قسط ممكن من العطف والرعاية من الآخرين ويجب علاجه منذ الصغر حتى لاينمو مع الشخص ويصبح معتاداً عليه
4- الكذب الغرضي (الأناني): إن دافعه الأساسي هو عدم توافر ثقة الشخص بالآخرين الذين يحيطون به نتيجة عدم توافر ثقته فيهم أو لوقوفهم في سبيل تحقيق رغباته وحاجاته وقد يكذب الشخص وخاصة الأطفال رغبة في تحقيق غرض شخصي وذلك سمي هذا النوع من الكذب بالكذب الغرضي أو الكذب الأناني
5- الكذب الانتقامي: يحدث كثيراً عند الشخص الذي يشعر بالغيرة من شخص آخر أو عند الشخص الذي يعيش في جو لا يشعر فيه بالمساواة في المعاملة بينه وبين غيره وغالباً ما يصدر عن فتيات في سن المراهقة فتدعي الواحدة منهن بمحاولة تقرب الفتيان منها والتحبب إليها بطريقة لا شعورية فيجب أن يكون الآباء والمربون في غاية الحرص إزاء هذا النوع من الاتهامات إذ أنها تكون أحياناً ليس لها أساس من الصحة والحقيقة
6- الكذب الدفاعي: وهو من أكثر أنواع الكذب شيوعاً فيكذب الشخص خوفاً مما قد يقع عليه من عقوبة وقد يكذب الشخص ليحتفظ لنفسه بامتياز خاص لأنه إن قال الصدق ضاع منه هذا الامتياز ومن أنواع الكذب الدفاعي كذب الإخلاص أو الكذب الوفائي وفي هذه الحالة يكذب الشخص عادة على الآخرين ليحمي شخصاً آخر من عقوبة قد توقع عليه لأن هذا الكذب مظهر من مظاهر الولاء للفرد أو الجماعة ويقوى في سن المراهقة ويكون عادة عند الذكور أكثر منه عند الإناث
7- كذب التقليد: كثيراً ما يكذب الشخص تقليداً للآخرين إذ يلاحظ في حالات كثيرة أن الوالدين نفسيهما يكذب الواحد منهما على الآخر أو على الآخرين فتتكون في الأولاد خصلة الكذب ويسمى أيضاً (كذب المظاهر) ومن أنواعه التقليد الأعمى
8- الكذب العنادي: يلاحظ عند الأطفال خاصة فأحياناً يكذب الطفل لمجرد السرور الذي ينشأ من تحدي من هو مسؤول عنه خصوصاً إن كانت سلطتهم شديدة الرقابة قليلة الحنان فيكذب الطفل على أحد والديه أو أخوته
9 ـ الكذب المرضي (المزمن): هذا النوع يصل عند الشخص أحياناً لدرجة أنه يكثر منه ويصدر عنه على الرغم من إرادته ويصبح الدافع للكذب دافعاً لا شعورياً خارجاً عن إرادة الشخص وحالات الكذب المزمن كثيرة ومنتشرة جداً وخلاصة القول أن الطفل إذا نشأ في بيئة تحترم الصدق ويفي أفرادها دائماً بوعودهم وإذا كان من حوله صادقاً فمن الطبيعي أن ينشأ أميناً في كل أقواله وأفعاله وإذا توافرت له أيضاً عوامل تحقيق حاجاته النفسية والاجتماعية من اطمئنان وحرية وتقدير وعطف وتشجيع وتوجيه دائم فإن الطفل لا يلجأ إلى التعويض عن نقص أو الانتقام من ظلم أو غير ذلك من الاتجاهات التي تجد في أنواع الكذب صوراً مناسبة للتعبير عن نفسها.
نتأسف أن هؤولاء .... محيطون بنا من كل حدب وصوب
لكنهم أغبياء يعتقدوننا غافلون عن كذبهم
أصلحهم الله و عافانا
تحيـــــاتي
و دعواتكم
ور الـــروح دة
الكــذب .. عـادة أم مـرض اجتماعي ؟
أولاً: مفهومي الصدق والكذب:
الاعتقاد السائد أن الصدق هو مطابقة القول للواقع ولكن كثيراً ما يحدث ألا يكون القول مطابقاً للواقع ومع ذلك يعد الشخص صادقاً وأحياناً يحدث أن يكون القول مطابقاً للواقع ولكننا نعد الشخص كاذباً وما يهمنا في الصدق أن تكون النية متوفرة لمطابقة القول للواقع مطابقة تامة ويلاحظ في الكذب توفر النية لعدم المطابقة والتضليل وهناك استعدادان يهيئان الإنسان للكذب (قدرة اللسان ولباقته - خصوبة الخيال ونشاطه)
ثانياً: أسباب الاهتمام بموضوع الكذب:
يرجع اهتمام علماء الاجتماع بموضوع الكذب للأسباب التالية:
1)- أن الكذب يستغل في العادة للتستر على الذنوب والأعمال غير الصحيحة والجرائم المرتكبة
2)- وجدت علاقة بين خصلة الكذب وخصلتي السرقة والغش فهذه الخصال الثلاث تشترك في صفة واحدة هي عدم الأمانة
ثالثاً: أنواع الكذب وأقسامه:
يصنف الكذب عموماً للأنواع والأقسام التالية :
1- الكذب الخيالي: يصدر بكثرة عن الأطفال نتيجة اتساع الخيال وخصبه وهو يعد نوعاً من أنواع اللعب يتسلى به الأطفال ولكن عند كشف هذه القوة الخيالية الرائعة يحسن توجيهها والاستفادة منها وإذا لم تتح للطفل فرصة توجيه هذه القوة وإنمائها فلا داعي للقلق فالزمان وحده كفيل بمعالجة هذه الظاهرة ويمكن أن نبادر لسؤال الطفل بطريقة لطيفة بين حين وآخر إن كان متأكداً من صحة ما يقول ونجعله يحس من نبرات صوتنا بأننا نحب هذا النوع من اللعب ونشاركه فيه مشاركة فعلية فنبادله قصة بقصة وخيالاً بخيال ونشعره أيضاً بأن هذه القصص مسلية ولكنها مخالفة للواقع وربما لن تحدث
2- الكذب الإلتباسي: وسببه أن الشخص لا يمكنه التمييز بين ما يراه حقيقة وما يدركه في مخيلته فكثيراً ما يسمع حكاية خرافية أو قصة واقعية وسرعان ما تملك عليه مشاعره وتجده في اليوم التالي يتحدث عنها كأنها وقعت له بالفعل
وهذا النوع يتميز به الطفل أكثر من البالغ ويزول عادة من تلقاء نفسه إذا كبر الطفل ووصل عقله إلى مستوى يمكنه فيه أن يدرك الفرق بين الحقيقة والخيال ويجب ألا نتركه حتى يزول من نفسه فاللجوء إلى الإرشاد ومراعاة مستوى عقل الطفل يفيد فائدة كبيرة من الناحيتين الانفعالية والإدراكية ويمكن أن نسمي النوعين(1-2) من الكذب بالكذب البريء
3- الكذب الإدعائي: هذا الكذب موجه لتعظيم الذات وجعلها مركز الانتباه والإعجاب ومن أمثلته أن يبالغ الشخص في وصف تجاربه الخاصة ليحدث لذة ونشوة عند سامعيه وليجعل نفسه مركز إعجاب وتعظيم وتحقيق كل من هذين الغرضين يشبع النزوع للسيطرة فكثيراً من الأبناء يتحدثون عن مراكز آبائهم وكفاءاتهم وغير ذلك مما يخالف الواقع عادة فهذا الكذب ينشأ عادة من شعور الشخص بالنقص فتعظيم الذات عن طريق الكذب طريقة لتغطية هذا الشعور قد يتسبب هذا الكذب بعدم مقدرة الشخص على الانسجام مع من حوله ومن أنواعه أن الشخص قد يدعي المرض أو الظلم أو سوء الحظ ليحصل على أكبر قسط ممكن من العطف والرعاية من الآخرين ويجب علاجه منذ الصغر حتى لاينمو مع الشخص ويصبح معتاداً عليه
4- الكذب الغرضي (الأناني): إن دافعه الأساسي هو عدم توافر ثقة الشخص بالآخرين الذين يحيطون به نتيجة عدم توافر ثقته فيهم أو لوقوفهم في سبيل تحقيق رغباته وحاجاته وقد يكذب الشخص وخاصة الأطفال رغبة في تحقيق غرض شخصي وذلك سمي هذا النوع من الكذب بالكذب الغرضي أو الكذب الأناني
5- الكذب الانتقامي: يحدث كثيراً عند الشخص الذي يشعر بالغيرة من شخص آخر أو عند الشخص الذي يعيش في جو لا يشعر فيه بالمساواة في المعاملة بينه وبين غيره وغالباً ما يصدر عن فتيات في سن المراهقة فتدعي الواحدة منهن بمحاولة تقرب الفتيان منها والتحبب إليها بطريقة لا شعورية فيجب أن يكون الآباء والمربون في غاية الحرص إزاء هذا النوع من الاتهامات إذ أنها تكون أحياناً ليس لها أساس من الصحة والحقيقة
6- الكذب الدفاعي: وهو من أكثر أنواع الكذب شيوعاً فيكذب الشخص خوفاً مما قد يقع عليه من عقوبة وقد يكذب الشخص ليحتفظ لنفسه بامتياز خاص لأنه إن قال الصدق ضاع منه هذا الامتياز ومن أنواع الكذب الدفاعي كذب الإخلاص أو الكذب الوفائي وفي هذه الحالة يكذب الشخص عادة على الآخرين ليحمي شخصاً آخر من عقوبة قد توقع عليه لأن هذا الكذب مظهر من مظاهر الولاء للفرد أو الجماعة ويقوى في سن المراهقة ويكون عادة عند الذكور أكثر منه عند الإناث
7- كذب التقليد: كثيراً ما يكذب الشخص تقليداً للآخرين إذ يلاحظ في حالات كثيرة أن الوالدين نفسيهما يكذب الواحد منهما على الآخر أو على الآخرين فتتكون في الأولاد خصلة الكذب ويسمى أيضاً (كذب المظاهر) ومن أنواعه التقليد الأعمى
8- الكذب العنادي: يلاحظ عند الأطفال خاصة فأحياناً يكذب الطفل لمجرد السرور الذي ينشأ من تحدي من هو مسؤول عنه خصوصاً إن كانت سلطتهم شديدة الرقابة قليلة الحنان فيكذب الطفل على أحد والديه أو أخوته
9 ـ الكذب المرضي (المزمن): هذا النوع يصل عند الشخص أحياناً لدرجة أنه يكثر منه ويصدر عنه على الرغم من إرادته ويصبح الدافع للكذب دافعاً لا شعورياً خارجاً عن إرادة الشخص وحالات الكذب المزمن كثيرة ومنتشرة جداً وخلاصة القول أن الطفل إذا نشأ في بيئة تحترم الصدق ويفي أفرادها دائماً بوعودهم وإذا كان من حوله صادقاً فمن الطبيعي أن ينشأ أميناً في كل أقواله وأفعاله وإذا توافرت له أيضاً عوامل تحقيق حاجاته النفسية والاجتماعية من اطمئنان وحرية وتقدير وعطف وتشجيع وتوجيه دائم فإن الطفل لا يلجأ إلى التعويض عن نقص أو الانتقام من ظلم أو غير ذلك من الاتجاهات التي تجد في أنواع الكذب صوراً مناسبة للتعبير عن نفسها.
نتأسف أن هؤولاء .... محيطون بنا من كل حدب وصوب
لكنهم أغبياء يعتقدوننا غافلون عن كذبهم
أصلحهم الله و عافانا
تحيـــــاتي
و دعواتكم
ور الـــروح دة