ماجاء في النهي عن القصص

أم أنس الموحّدة

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 جويلية 2008
المشاركات
3,463
نقاط التفاعل
67
النقاط
157

السلام عليكم ورحمة الله

اليكم ما جاء اخوتي اعضاء اللمة الجزائرية وزوارها عن حكم القصص

عن خباب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن بني إسرائيل لما هلكوا قصوا.


قال في النهاية: لما هلكوا قصوا أي اتكلوا على القول وتركوا العمل، فكان ذلك سبب هلاكهم، أو بالعكس لما هلكوا بترك العمل أخلدوا إلى القصص.

وقال الألباني : ومن الممكن أن يقال : إن سبب هلاكهم اهتمام وعاظهم بالقصص والحكايات دون الفقه والعلم النافع الذي يعرف الناس بدينهم فيحملهم ذلك على العمل الصالح ، لما فعلوا ذلك هلكوا .

قال أبو التياح رحمه الله: قلت للحسن: إمامنا يقص فيجتمع الرجال والنساء ويرفعون أصواتهم بالدعاء ويمدون أيديهم،

قال الحسن: رفع الصوت بالدعاء بدعة، ومد الأيدي بالدعاء بدعة، والقصص بدعة.


قال إبو قلابة رحمه الله: ماأمات العلم إلا القصاص، يجالس الرجل الرجل سنة فلايتعلق منه بشيئ ويجلس إلى العالم فلايقوم حتى يتعلق منه بشيئ.

 
اضافة بسيطة عما وجدته من بحثي

  • عن عمرو بن دينار رحمه الله: أن تميما الداري استأذن عمر رضي الله عنه في القصص، فأبى أن يأذن له، ثم استأذنه، فأبى أن يأذن له، ثم استأذنه، فقال: إن شئت وأشار بيده يعني: الذبح
  • قول علي رضي الله عنه للقاص (أنت أبو اعرفوني)
  • قول الإمام أحمد رحمه الله: (أكذب الناس القصاص والسؤال) لأنهم يريدون الشرف والشهرة بالقصص فيلجأون للكذب والغرائب حتى يلفتوا أنظار الناس إليهم، كما في أثر معاذ رضي الله عنه الشهير.
  • كان زياد النُميري من القصاص وكان يقول: عن قيام ليلة النصف من شعبان كقيام ليلة القدر، فقال ابن أبي مليكة: لو رأيته ومعي عصا لضربته بها. وفيه دلالة أن أغلب البدع والأحاديث الموضوعة والضعيفة إنما يروجها الشيطان ويشيعها في أمة محمد عبر إلقائها على ألسنة القصاص.

  • عن الحارث بن معاوية الكندي – رحمه الله – أنه ركب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسأله عمر رضي الله عنه: ما أقدمك؟ قال لأسألك على ثلاث خلال….، عن القصص فإنهم أرادوني على القصص، فقال: ما شئت. قال إنما أردت أن انتهي إلى قولك. قال أخشى عليك أن تقص فترتفع عليهم في نفسك، ثم تقص فترتفع حتى يخيل إليك أنك فوقهم بمنزلة الثريا، فيضعك الله تحت أقدامهم بقدر ذلك.
  • وقال الأعمش رحمه الله: اختلف أهل البصرة في القصص، فأتوا أنس بن مالك، فسألوه: أكان الني صلى الله عليه وسلم يقص؟ قال: لا.
  • وقال عقبة بن حريث رحمه الله: سمعت ابن عمر وجاء رجل قاص وجلس في مجلسه، فقال ابن عمر قم من مجلسنا، فأبى أن يقوم، فأرسل ابن عمر إلى صاحب الشرطة: أقم القاص، فبعث إليه فأقامه.
  • وقال أبو إدريس الخولاني رحمه الله: لأن أرى في ناحية المسجد نارا تتأجج أحب إلي من أن أرى قاصا يقص
  • قال ضمرة رحمه الله: قلت للثوري: نستقبل القاص بوجوهنا؟ قال: ولوا البدع ظهوركم.
  • وقال عاصم بن بهدلة رحمه الله: كنا نأتي أبا عبد الرحمن السلمي ونحنِ غِلْمة أيفاع، فيقول: لا تجالسوا القصاص. وقال: لا يجالسنا من يجالس القصاص. وقال: اتقوا القصاص.
  • عن خباب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن بني إسرائيل لما هلكوا قصوا. قال في النهاية: لما هلكوا قصوا أي اتكلوا على القول وتركوا العمل، فكان ذلك سبب هلاكهم، أو بالعكس لما هلكوا بترك العمل أخلدوا إلى القصص. وقال الألباني رحمه الله: ومن الممكن أن يقال: إن سبب هلاكهم اهتمام وعاظهم بالقصص والحكايات دون الفقه والعلم النافع الذي يعرف الناس دينهم، فيحملهم ذلك على العمل الصالح. لما فعلوا ذلك هلكوا.
  • قال أحمد بن حنبل رحمه الله: أكذب الناس القصاص والسُّؤَّال، وما أحوج الناس إلى قاص صدوق، لأنهم يذكرون الموت وعذاب القبر. قيل له: أكنت تحضر مجالسهم؟ قال: لا.
  • وقال مالك رحمه الله: وإني لأكره القصص في المسجد، ولا أرى أن يجلس إليهم، وإن القصص لبدعة، وليس على الناس أن يستقبلوهم كالخطيب، وكان ابن المسيب وغيره يتخلفون والقاص يقص.
  • وقال أبو المليح رحمه الله: ذكر ميمون بن مهران القصاص فقال: لا يخطي القاص ثلاثا: إما أن يسمن قوله بما يهزل دينه، وإما أن يعجب بنفسه، وإما يأمر بما لا يفعل.
  • دخل عوف بن مالك رضي الله عنه مسجد حمص فإذا جماعة على رجل قال: ما هذه الجماعة؟ قالوا: كعب يقص على الناس، قال: أيا ويحه أما بلغه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يقص إلا ثلاث، أمير أو مأمور أو مختال. وفي رواية أو مرائي وفي رواية أو متكلف وفي رواية أو أحمق. رواه أحمد وأبو داود بسند صحيح. فبلغ ذلك كعبا فما رُؤي يقص بعد ذلك. وعندما طلب أصحاب ابن سيرين أن يقص قال ابن سيرين: لست أميرا ولا مأمورا وأخاف أن أكون الأحمق.
  • مر عمر رضي الله عنه بقاص فخفقه بالدرة فقال: ما أنت؟ فقال: قاص، فخفقه قال: ما أنت؟ قال مذكر، قال: كذبت. ثم خفقه قال: ما أنت؟ قال: ما أدري ما أقول؟ قال: أنا أحمق مراء متكلف. رواه ابن شيبة.
  • عن غضيف الثمالي رحمه الله: أن عبد الملك بن مروان سأله عن القصص قال: إنها محدثة وقد حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أحدثت امة بدعة إلا أضاعت مثلها من السنة، قال: فالتمسك بالسنة خير من إحداث البدعة.
  • قال الزهري رحمه الله: أول من قص في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم تميم الداري. استأذن عمر فأبى عليه ثم استأذن عثمان فأذن له أن يذكر الناس يومين في الأسبوع، وقال غيره إنما حدث القصص لما قتل عثمان وكانت الفتنة وهذا أصح.
  • وقالت عائشة رضي الله عنها لقاص بالمدينة: ثلاث لتتابعني عليها أو لأناجزك قال: بل اتابعك. قالت: إياك والسجع في الدعاء فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون ذلك وقص على الناس كل جمعة مرة أو مرتين ولا تملهم ولا ألفينك تأتي القوم وهم في حديثهم فتقطعه عليهم وتغمهم، ولكن أنصت فإن حدوك وأمروك فحدثهم، وكذا قال ابن عباس لعكرمة كما في البخاري.
  • قال معاوية بن قرة رحمه الله: كنا إذا رأينا الرجل يقص قلنا هذا صاحب بدعة.
  • قال همام التيمي رحمه الله: لما قص إبراهيم التيمي رحمه الله، أخرجه أبوه من داره وقال ما هذا الذي أحدثت. القاص ينتظر مقت الله.
  • قال الأسود بن هلال رحمه الله: كان رجل يقص فأُتيَ ابن مسعود فقيل له، فجاء فجلس في القوم’ فلما سمع ما يقولون قام فقال: ألا تسمعون! فلما نظروا إليه قال: تعلمون أنكم لأهدى من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه أو أنكم لمسكون بطرف ضلالة.
  • قال ابن وضاح في القصاص رحمه الله: لا ينبغي لهم أن يبيتوا في المساجد ولا يتركوا أن يبيتوا فيها.
  • كان عبد الله مسلم بن جندب الهذلي قاصا لأهل المدينة وكان مجلس سعيد بن المسيب غير بعيد عنه فقال لو كان لي على هذا الأعرابي الجافي سلطان لم أزل أضربه حتى يخرج من المسجد.
  • استأذن تميم عمر رضي الله عنهم في القصص فقال: أنت تريد أن تقول أنا تميم فاعرفوني.
  • قال مالك رحمه الله: لا يجلس إليهم وإن القصص لبدعة. وليس على الناس أن يستقبلوهم كالخطيب. قال ونهيت أبا قدامة أن يقوم بعد الصلاة فيقول افعلوا كذا، افعلوا كذا.
  • قال سالم رحمه الله: كان أبي – ابن عمر رضي الله عنهما – يُلقى خارجا من المسجد فيقول: ما أخرجني إلا صوت قاصكم هذا.
  • قال مالك رحمه الله: كان رجل من المنافقين يقوم كل جمعة فيحض على طاعة رسول الله فلما كان يوم أحد انصرف بالناس عن قتال العدو ثم قام بعد ذلك في المسجد فأُخرِج منه فقال لا أبالي ألا أصلي في حش بني فلان يعني مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم- فما كل من وعظ الناس وتزين أمامهم صادق.
  • قال معاوية بن قرة رحمه الله قلت للحسن رحمه الله: أعود مريضا أحب إليك أو أجلس إلى قاص؟ قال: عد مرضك. قال: أشيع جنازة أو أجلس إليه؟ قال: شيع جنازتك. فمازال بي حتى جعله خيرا من مجالس الفراغ.
  • قال أو معمر رحمه الله: رأيت سيارا أبا الحكم يستاك على باب المسجد وقاص يقص في المسجد فقيل له يا أبا الحكم إن الناس ينظرون إليك. قال: إني في خير مما هم فيه، أنا في سنة وهم في بدعة.
  • انقطع عامر بن عبد الله بن قيس العابد الزاهد عن مجلس الحسن البصري فجاءه في بيته فسأله قال: إني خفت من هذه المجالس ووجدت البيت أخلى لقلبي أقدر لي على ما أريد. قال الحسن: إنها ليست مجالسنا هذه. إنما هي مجالس القصاص الذين يخلطون ويقدمون ويؤخرون
 
بارك الله فيك على الموضوع
 
و عليكم السلام ..
جزاكي الله خيرا عزيزتي على الافادة ..
دمتي بخير ..
 


شكرا اختي الكريمة ام انس علي اهتمامك بنا

جعلها الله في الميزان المقبول
تقبلي مروري
شششششششششكرا


http://i40.***********/sv2921.jpg​
 
بارك الله فيكي .. فما اكثر القصاصين في زمننا هذا ..
عافاني الله واياكم وهدانا الصراط المستقيم







قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه ....
لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلب
 

السلام عليكم

شكرا على الافادة
بارك الله فيك
 
و عليكم السلام ..
جزاكي الله خيرا عزيزتي على الافادة ..
دمتي بخير ..
بارك الله فيكي يا غالية ...شكرا


شكرا اختي الكريمة ام انس علي اهتمامك بنا

جعلها الله في الميزان المقبول
تقبلي مروري
شششششششششكرا


http://i40.***********/sv2921.jpg​
وعليكم السلام ..لا شكر على واجب ...حياكم الله
بارك الله فيكي .. فما اكثر القصاصين في زمننا هذا ..
عافاني الله واياكم وهدانا الصراط المستقيم







قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه ....
لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلب
وفيكم بارك الله....شكرا

السلام عليكم

شكرا على الافادة
بارك الله فيك
وعليكم السلام ...لا شكر على واجب...حياك الله
 
بارك الله فيكم أختنا, وجزاكم خير الجزاء
 
بارك الله فيك الاخت ام انس على هذا الموضوع المهم الذي تغفل عليه الناس واصبحت النات مملوءة بالقصص الكذوبة والمخترعة من قبل أناس لا يفهون دينهم
واسمحي لي ان اضيف الى موضوعم هذا موضوع كنت قد نشرته في احدى المنتديات




(( الدعوة إلى الله بالموعظة لا بالقصص ))



بسم الله الرحمن الرحيم

أنزل الله كل كتبه وأرسل كل رسله وشرع كل شرائع دينه موعظة لخلقه ؛ قال الله تعال عن رسوله موسى وكتابه التوراة : ) {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ }(لأعراف:145)،وقال الله تعال عن رسوله عيسى وكتابه الإنجيل : ) {وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} (المائدة:46) ، وقال تعالى عن خاتم رسله وكتابه القرآن : ) {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ } (البقرة:231) بعد ذكر أحكام الطلاق في سورة البقرة ؛ قال أكثر المفسرين الأوائل القدوة : الحكمة هي السنة ، وقال بعضهم : الحكمة الدين ، وقال آخرون : الحكمة الشرع والمعنى واحد .


وقال الله تعال في بيان كفارة الظهار : ){فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ } (القصص:3) وقال تعالى عن قول الإفك : {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (النور:17) وقال تعالى عن كل أمره ونهيه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ } إلى قوله : {يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النحل:90) وقال تعالى عن موعظة لقمان لابنه : {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} ،(لقمان:13) {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (لقمان:17) وكان الأمر بإفراد الله بالعبادة والنهي عن الشرك بالله في عبادته أول ما دعا إليه رسل الله ( صلوات الله وسلام وبركاته عليهم أجمعين ) في مواعظهم لأقوامهم استجابة لأمراً الله تعالى : {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } (النحل:36) ، ثم التزام ما أمر الله به من حقوق التوحيد ، واجتناب ما نهى الله عن مما هو دون الشرك كما قال الله تعالى : )إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ (النساء:48) .


وعلى هذه السنة ثبت فقهاء القرون المفضلة لا يرون الموعظة إلا الدعوة إلى الله على بصيرة من الكتاب والسنة تذكيراً بالله وحثاً على فعل ما أمر به ، ونهياً عما نهى عنه ، وتعليماً لأحكام شريعته في الاعتقاد أولاً ثم العبادات ثم المعاملات .


ثم خلقت من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون ؛ وبخاصة بعد أن ذرّ قرن الفكر الموصوف زوراً بالإسلامي بعودة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده من باريس ودعوتهما إلى (( تحرير الفكر من قيد التقليد )) ، وكانت بداية الانحراف – في هذا العصر – عن الوحي والفقه إلى الفكر والظن والعاطفة ، وهان على كثير من المسلمين – مهما كان مبلغهم من العلم وجوداً أو عدماً – القول على الله والحكم على شرعه حسب فكرهم واقتناعهم أي : حسب هواهم ، وقد حذّر الله عباده من سوء هذا المنقلب فقال تعالى { إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} (النجم:23) . وتبعاً لذلك تحول أكثر مشاهير شباب الدعاة عن منهاج النبوة في الدعوة إلى الله من الموعظة الحسنة بآيات الكتاب المبين والصحيح من سنة الرسول الكريم كما فهمها سلف الأمة المعتدَّ بهم (لتثبيت الاعتقاد وتعليم أحكام الإسلام ، وتحبيب الخالق إلى خلقه وترغيبهم في ثوابه وترهيبهم من عقابه )إلى ما أنتجه الفكر غير المعصوم من تلاعب بالألفاظ وتخيلات ظنّية لأخبار ظنّية عن الحوادث والطوارئ السابقة واللاحقة ، وتحولت الدعوة إلى الله موعظة شرعية للفرد أو الجماعة إلى (محاضرات)و(ندوات)و(مهرجانات) يختلط فيها الحق بالباطل والآية ( المحكمة والمتشابهة ) والحديث ( الصحيح والضعيف والموضوع ) بالقصص والشعر والأمثال والفكاهة وفنون اللغة الدّارجة ، يغلب عليها الاهتمام بالأدنى دون الأعلى وبالمهم (أو غير المهم ) قبل الأهم .


ولأن النّفس أمّارة بالسّوء إلاّ ما رحم ربي ، ولأن الشّيطان يجري من ابن أدم مجرى الدّم ، ولأن الأهواء تتجارى بالعواطف كما يتجارى الكلب بصاحبه ، ولأن أكثر الناس لا يؤمنون ولا يشكرون ولا يعلمون ولا يفقهون كما بين الخلق المعبود سبحانه وبحمده ، فإن أكثر المسلمين بعد أن غيّر الدعاة القصّاص فطرتهم – صاروا يقبلون عليهم وينفرون من الدّعوة على منهاج النبوة فازداد عدد القصّاص ونقص عدد الواعظين مما يذكّر بقول الله تعالى : {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} (الجـن:6)على الرّأيين في مرجع الضّمير في قوله : { فَزَادُوهُمْ } ، فالجناية على الدّعوة والجاني القاصّ والمعجبون به معاً وقد بدأ الانحراف من الواعظ إلى القصص مبكراً ،ولكن فقهاء الصحابة رضي الله عنهم ومن تبع منهاجهم وقفوا له بالجهاد وبيّنوا ضلاله ونهوا عنه ؛ تجد ذلك مفصّلاً في:

وإليك طرفاً مما تضمّنته هذه المؤلفات تعريفاً بالقُصّاص وتحذيراً منهم ورداً إلى الله : قال محقق (تحذير الخواص):القصص في الاستعمال من مخاطبة العامة بالاعتماد على القصّة ..وقد أشار ابن الجوزي إلى هذا فقال (فالقاص هو الذي يُتبع القصة الماضية بالحكاية عنها والشرح لها فقلت : وشرٍّ منها الحكايات الجديدة والإشاعات ، وأخبار وسائل الإعلام ، والشعر والتمثيل والفكاهة .


وروى ابن ماجة بسند حسن عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : (لم يكن القصص في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا زمن أبي بكر ولا زمن عمر )، ورواه أحمد والطبراني عن السائب بن يزيد بنحوه ، وفي رواية عن ابن عمر : (إنما كان القصص حيث كانت الفتنة ) وروى الطبراني بسند جيد عن عمرو بن دينار أن تميماً الدّاريّ استأذن عمر في القصص فأبى أن يأذن له (مرتين )، وفي الثالثة قال له (إن شئت ) وأشار أنه الذبح .


وروى الطبراني عن خباب بن الأرت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إن بني إسرائيل لمّا هلكوا قصّوا )).


وروى الطبراني عن عمر بن زرارة قال : وقف علىّ عبد الله بن مسعود وأنا أقص فقال : (يا عمرو ، لقد ابتدعت بدعة ضلالة ، أو أنك أهدى من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه )، قال عمرو : فلقد رأيتهم تفرقوا عني حتى رأيت مكاني ما فيه أحد .


وأخرج عبد بن حميد في تفسيره عن قيس بن سعد قال : جاء ابن عباس حتى قام على عبيد بن عمير وهو يقصّ ، فقال له : {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ }(مريم:41) {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ } (مريم:54) {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ } (مريم:56) ذكّر بأيام الله ، واثن على من أثنى الله عليه ).


وأخرج ابن أبي شيبة عن جرير بن حازم عن محمد بن سيرين قوله : (القصص أمر محدث أحدثه هذا الخلق من الخوارج ).


وأخرج أحمد في (الزهد) عن أبي المليح قال ذكر ميمون القُصّاص فقال : (لا يخطئ القاصّ ثلاثاً : إما أن يسمن قوله بما يهزل دينه ، وإما أن يُعجب بنفسه ، وإما أن يأمر بما لا يفعل ).


وقال ابن الحاج في (المدخل) : (مجلس العلم الذي يُذكر فيه الحلال والحرام واتّباع السلف رضي الله عنهم ، لا مجالس القُصّاص فإن ذلك بدعة ، وقد سئل مالك رحمه الله تعالى عن الجلوس إلى القُصّاص ، فقال : (ما أرى ان يجلس إليهم وإن القَصص لبدعة ) .


وروى عن يحيى بن يحيى ( عالم الأندلس في عصره ) : سمعت مالكاً يكره القَصص فقيل له : يا أبا عبد الله فإن تكره مثل هذا فعلام كان يجتمع من مضى ؟ قال : (على الفقه ).


وفي تاريخ ابن جرير في حوادث سنة 279 : نودي في بغداد : ألاّ يقعد على الطريق ولا في المسجد الجامع ينهى الناس عن الاجتماع إلى قاص ويُمنع القصاص من القعود ) اهـ .


وختم الحافظ العراقي كتابه : (الباعث على الخلاص من حوادث القصاص ) بقوله : (فيجب على ولاة أمور المسلمين منع هؤلاء من الكلام مع الناس ).


وذكر الحافظ ابن الجوزي في أول (كتاب القصاص والمذكرين ) من أسباب كراهية السلف القصص :


(1) أنهم إذا رأوا ما لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكروه .
(2) أن القصص لأخبار المتقدمين يندر صحته .
(3) أنه يشغل عما هو أهم من تدير القرآن ورواية الحديث والتفقه في الدين .
(4) أن في القرآن والسنة من العظة ما يغني عن غيره ممّا لا يُتيقن صحته .
(5) أن عموم القصاص لا يتحرون الصواب .
(6) اغترار العوام [وأشباههم من المثقفين والمفكرين والحركية] بما يسمعون من القصاص فلا ينكرون ما يقولون ، ويخرجون من عندهم فيقولون : قال العالم فالعالم عند العوام من صعد المنبر .
(7) أن القصاص يأخذون الحديث شبراً [بلا تمحيص] فيجعلونه ذراعاً.



قال محقق (تحذير الخواص ) – في مقدمته : (يتمثل تأثير القصاص السيئ على العامة في أن حقيقة الإسلام قد شوهت في أذهانهم فاعتقدوا البدعة سنة والسنة بدعة ، وأصبحت الأكاذيب عندهم ممزوجة بنصوص الدّين الثابتة ...فكان العوام ودعاة الابتداع أبداً معارضين لكل مصلح صادق من الدعاة والعلماء ...وآثر فريق من العلماء المسالة فسكتوا خوفاً من القصاص وسلطانهم [على العامة]وإيثاراً للعافية ...وترى القصاص رغبة في قبول السامعين لهم يسارعون في ابتغاء مرضاة العامة أكثر من حرصهم على تقويمهم وتعليمهم وأضحى القاص كالمغني [والممثل والمهرّج ]لا همّ له إلا إطراب السامعين . إن هؤلاء القصاص قوم مهمتهم الكلام وغايتهم أن يستحوذ على إعجاب السامعين ).


والواقع أن دعاة القصص والشعر والفكاهة والتهريج والتّهييج – وهم أشهر وأكثر الدعاة اليوم عفا الله عنا وعنهم – حوّلوا الموعظة بل وخطبة الجمعة المفروضة إلى ما يشبه برامج (ما يطلبه المستمعون ) في الإذاعات العربية لرغبة الأغلبية في الهزل ورغبتهم عن الجد فقدم القصاص لعامة الناس ما يرضيهم - لا ما ينفعهم مما شُرعت الموعظة لتحقيقه في مقابل شهرتهم و إذاعة صيتهم والإقبال على مجالسهم ، مما يذكّر بقول الله تعالى عن الضالين والمضلين من الإنس والجن : {رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ }(الأنعام:128)جنبنا الله وإياهم مصيرهم ، وردنا وردهم إلى منهاج النبوة في الدين والدعوة – رداً جميلاً .



وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله وخاتم رسله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومتبعي سنته .
2) عدد من مؤلفات ابن تيمية (ت 728) رحمه الله ، تصدّى للقصّاص فيها . 3) (كتاب الباعث على الخلاص من حوادث القصّاص ) للحافظ العراقي (ت806) رحمه الله 4) (كتاب تحذير الخواص من أكاذيب القصّاص ) للسيوطي (ت 911) رحمه الله .
1) (كتاب القصّاص والمذكرين )، لابن الجوزي (ت 597) رحمه الله .

وهذا كتاب
مهذَّب تحذير الخواص من أكاذيب القصاص، لجلال الدين السيوطي
التحميل من هنا
 
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا اخي عبد الرحمن على الاضافة الطيبة التي زادت من الموضوع اهمية

حماكم الله


جزاكي الله خيرا اختي قمة الاخلاق
 
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا اخي عبد الرحمن على الاضافة الطيبة التي زادت من الموضوع اهمية


حماكم الله


جزاكي الله خيرا اختي قمة الاخلاق

وفيكم بارك الرحمن أختنا .. أخ وليس أخت الله يجزاكم خير
 
بارك الله فيك اختي ام انس
 
get-5-2010-uhkgpg9t.gif
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top