طلب بحث من فضلكم

ام ميسون

:: عضو مُشارك ::
إنضم
13 أكتوبر 2009
المشاركات
343
نقاط التفاعل
10
النقاط
7
اريد بحث حوله
"نظام السقي في الجنوب (ادرار-فقارة)"
في اقرب وقت اذا امكن
 
نظام الري التقليدي في الجزائر​

الفقارة مصدر للحياة داخل الواحات

يتميز الجنوب الغربي الجزائري بميزة خاصة لجذب المياه عن طريق الفقاقير وهي أقدم مصدر مائي للسقي ساهم ومنذ قرون في إنشاء الواحات والقصور في منطقة تيميمون عاصمة إقليم قورارة أولى مدن ولاية أدرار من حيث السياحة، وثانيها من حيث الأهمية الاقتصادية حيث يمارس تسعون بالمائة من سكان المنطقة النشاط الفلاحي داخل الواحات القديمة وأراضي الاستصلاح الجديدة.​
وبفضل وجود هذه الواحات بفقاقيرها والقصور بتقاليدها، تم تصنيفها وطنيا في أواخر الثمانينيات كتراث مادي وجبت حمايته ولكن دون أن يكون لذلك ترجمة على أرض الواقع. أما عالميا تعد هذه الواحات ذات أصناف التمر التي تقارب المائتين والقصور ذات الفقاقير التي تتجاوز آلاف السنين من أهم المعالم التاريخية الأثرية والسياحية.​
ويبدو أن لفظ الفقارة حسب ما هو شائع مشتق من الفقرة لأن المظهر السطحي للفقارة هو تسلسل الآبار على شكل العمود الفقري، تنساب من المناطق المرتفعة في اتجاه المنحدر الأرضي حيث نقطة البدء تكون البئر الرئيسية ذات العمق الأكبر والتدفق الأقوى، إلى أن تصل إلى سطح الأرض مستفيدة من قانون الجاذبية ، وعندما يصل الماء إلى سطح الأرض يوزع وفق نظام خاص. كما أن هذا النظام ارتبط أساسا بالمناطق ذات الطبيعة القاحلة والجافة مما يفسر توسط الفقاقير للعالم القديم، آسيا، و إفريقيا. ويعود وجود الفقاقير بهذه المناطق إلى توفر العوامل التالية : تواجد المنخفضات الطبوغرافية الطبيعية، العوامل الهيدرولوجية المناسبة و اليد العاملة المتمكنة.​
ولقد لعبت الفقارة دورا هاما في ميدان استغلال المياه الجوفية. وساعدت طريقة الري هذه الحضارات على التطور اقتصاديا واجتماعيا وحتى سياسيا.​
وقد اهتدى أهالي هذه المناطق إلى تقنية جذب المياه الجوفية وتصريفها إلى السطح عبر قنوات أفقية تحت سطح الأرض والمسماة بالفقارة وذلك لتوفر العوامل الطبيعية السابقة الذكر. ويعود تاريخ ظهورها بالناحية حسب ما توصلت إليه أبحاث ابن المنطقة الأستاذ حمادي أحمد الحاج، إلى القرن الثاني عشر الميلادي ويضيف النقيب الفرنسي لو أن أنظمة ري شبيهة بنظام الفقاقير توجد في أفغانستان وتدعى الخيراص وفي إيران القناة، أما في اليمن الصهريج وفي جنوب تونس تحت اسم نقولة بينما في المغرب تعرف الخطارة، زيادة على مصر والمدينة المنورة.​
تحت الأرض بدأت حياة الفقارة

تتكون الفقارة من نفق أو قناة أفقية جوفية تحت سطح الأرض عرضها يتغير من 50 إلى 80 سم وعمقها يتراوح بين 90 إلى 150سم وسلسلة من الآبار الارتوازية حفرت عموديا للوصول إلى المياه الجوفية السطحية متباعدة بمسافة تتراوح ما بين 3 إلى 12 متر وذات عمق متغير ترتبط فيما بينها على مستوى القاعدة بالنفق أو القناة لتوصيل الماء بينها مع وجود انحدار بسيط يسمح بتدفق الماء عبر النفق ثم خروجه بواسطة ساقية ليوزع فيما بعد.​
يتغير طول النفق الكلي لمجموع الفقاقير من مئات الأمتار ليصل أحيانا إلى بعض الكيلومترات، أما بالنسبة لفتحة البئر فتكون محاطة بالركام الناتج عن الحفر حتى يكون حاجزا أمام تسرب الرمال.​
1642295_l.jpg
لعبت الفقارة دورا هاما في ميدان استغلال المياه الجوفية​
قـــواعد تقسيــم المـــاء​
مثال من الجنوب الجزائري​
أخبرني المرشد الذي رافقني في جولتي، ونحن عند مدخل أحد البساتين التي تشبه حدائق بغداد والتي بقيت تقاوم، أن الفقارة ملِلك مُشترك لهذا تتطلب أساليب عملية وقوانين شرعية من أجل ضمان توزيع عادل ودقيق للماء. فهي تعتمد على حساب منسوب الفقارة ليس فقط بعد إنجازها وإنما بعد كل تغيير يحدث في المنسوب الأولي.​
ويقوم كيال الماء أو الحاسب الذي يُختار من قبل أهل القصر نظرا لعلمه ونزاهته بتحديد نصيب كل بستان من الماء بواسطة أداة حساب تدعى الشقفة بمنطقة تيديكلت، وهي قطعة نحاسية تتميز بوجود ثقوب ذات فتحات مختلفة تجسد وحدة المنسوب.​
تدهور وزوال الفقاقير في العالم

الدارسون لتاريخ الفقارة كتراث عالمي يتفقون على أنه منذ قرن تقريبا بدأت الفقاقير بالتناقص من حيث العدد والإنتاج في العالم، هذا التناقص زاد في العشرية الأخيرة، فمثلا في الجزائر كان عدد الفقاقير معتبرا بين توات وقورارة وتدكلت بالجنوب الغربي الجزائري سنة 1904.​
وفي الفترة بين 2000 و2004، سجلت وزارة الموارد المائية موت 495 فقارة أي ما يمثل أكثر من 40 بالمائة من الشبكة القديمة. ومما تجدر الإشارة إليه أن معظم الفقاقير الميتة توجد في المناطق التي تكثر بها عمليات النقب التي تمر بالمناطق العمرانية.​
وتبين خريطة المياه الجوفية أن السبب الرئيسي لذلك يعود لآبار التنقيب الموضوعة بجوانب الفقارة.إذ تكشف القياسات التي تم تسجيلها خلال سنوات متتالية الإنخفاض الشديد المسجل في المنسوب ففي سنة 1998 كان 23 لتر في الثانية، أما سنة 2007 وصل إلى 4.5 لتر في الثانية.​
الأســـباب​
على ضوء المعاينات الميدانية التي قام بها كل من الباحثين الدكتور رميني بوعلام المتخصص في الري والدكتور محمد بن سعادة المتخصص في أنظمة الري التقليدية، فإن أسباب تدهور حالة الفقاقير عديدة يمكن حصرها في ما يلي:​
أولا : الهبوطات الطبيعية للطبقة المائية​
إن المناطق الصحراوية الجافة تحتوي على خزانات عظيمة من المياه تكونت في العصور الماضية ولندرة الأمطار، فإن هذه الخزانات غير متجددة.​
هذا من جهة ومن جهة أخرى تساهم كثرة المخارج في الطبقة المائية على مستوى الصحراء الشمالية الغربية والشمالية الشرقية، بقدر كبير في إحداث هبوطات متكررة ومعتبرة في الحوض.على اثر ذلك يلجأ ملاك الفقارة إلى تمديد الفقاقير لحفر آبار جديدة كما يلجئون إلى تعميق الأنفاق. ومن المعلوم أن البساتين تتوضع على مستوى أقل من مستوى الفقارة، فعندما يعمق فمن الضروري تخفيض مستوى البستان لكي تتم عملية السقي، بتكرار هذه العملية تقترب بعض البساتين من السبخة، أما البعض الآخر فتهمل أراضيه العلوية التي يتعذر سقيها عن طريق الفقارة.​
هذه الظاهرة تنقص تدريجيا المساحات الزراعية لانحصارها من جهتين: من الجهة السفلية بواسطة السبخة شديدة الملوحة ومن الجهة العلوية لعدم توفر شروط السقي وتراكم الكثبان الرملية.​
ثانيا: العوامل البشرية:​
ويقصد بها ندرة أعمال الصيانة، فمن المعلوم أن الفقارة تحتاج إلى يد عاملة كثيرة وجد متمكنة لكي تنفذ الصيانة على أحسن وجوهها، ومن غير المعقول حاليا إنجاز فقاقير جديدة وحتى صيانة تلك القديمة لقلة اليد العملة القادرة على ذلك.​
ويعود سبب قلة اليد العاملة المتمكنة إلى عدم توريث الخبرة والحرفة للأجيال الحديثة، وكذلك نزوح اليد العاملة الفلاحية نحو القطاعات الأخرى كقطاعات مثل البترول والبناء التي توفر عمل مريح ومعاش مضمون.​
زيادة إلى ما سبق ذكره زهد الأجور، فعمال الصيانة يعملون 8 ساعات في اليوم وفي ظروف جد خطيرة، بحيث سجلت عدة وفيات بسبب انهيار أجزاء من الفقارة ، ومقابل ذلك يقبضون أجورا متدنية وبدون ضمان إجتماعي.​
انهيار أجزاء من الفقارة

تكون الفقارة غير الملبَّسة من الداخل عرضة للانهيارات خصوصا في المواضع الرخوة أو على مستوى الآبار. ويعود سبب الانهيار إلى تشبع الجدران الداخلية بالماء ثم تفتتها وانجرافها بفعل التيار. حيث تشكل الانهيارات خطرا على المارة الذين يعبرون المنطقة. وقد أدى غياب المخططات المدروسة للنقل، وللتعمير ومختلف القطاعات إلى مزيد من الإنهيارات بسبب الضغط المسلط على الفقاقير التي لا يتم إصلاحها بل ما يصلح هو مسالك المياه فقط ، مما يؤدي إلى تكرار الإنهيارات.​
التقاطع مع شبكات مياه الصرف الصحي وشبكات المياه الصالحة للشرب

تؤدي غالبا أشغال وضع قنوات صرف المياه القذرة ومياه الشرب قرب الفقارة إلى انهيار أجزاء من هذه الأخيرة بسبـــب الحفر أو بسبب سد الأنفاق بالردم المتبقية. ويتعذر بعد ذلك تصليح الأنفاق لاختلاط الشبكات، ومن جهـــــة أخرى قد تتعرض قِطع الفقاقير التي تمر عبر المناطق السكنية إلى تسربات من شبكات تصريف مياه القذرة، ولوحظت هذه الظاهرة في المدن الجنوبية الكبرى مثل تيميمون، أدرار ورقان، بحيث لا يمكن في هذه المدن استعمال مياه الفقارة للشرب .​
مـــَن الأفضـــل؟​
يعتبر المتخصصون أن عملية النقب هي السبب الرئيسي في موت أكثر من ثلاثين بالمائة من الفقاقير، بحيث أن النُقب أصبح يضاهي نظام الفقارة عددا أما تدفقه فإنه أضعاف منسوب الفقارة ، لكن هذا ينتج عنه استغلال مفرط للأحواض المائية وتبديد لهذه الثروة الثمينة ممّا يُؤكد أن نظام السقي بالفقارة يظل الأنسب على مر العصور من حيث الإستغلال الرشيد للمياه خصوصا في وقت أصبحت فيه أزمة المياه ملف التحدي الأول.​
إن المسافة المقترحة من قبل ذوي الإختصاص بين النقب والفقارة يجب ألا تقل عن 3 كلم بينما يقترح أصحاب الفقاقير 10 كلم.​
مطلـــوب صيانة مستعجلة...​
كثير من المهندسين الذين زاروا المنطقة ضمن بعثات دراسية وعاينوا بأنفسهم الحالة المزرية التي آلت إليها الفقاقير، ومنهم أساتذة معهد الري بالبليدة أمثال الدكتور بوعلام رميني و محمد بن سعادة ومن اليابان الباحث اواو كويوري ، إذ يدافع هؤلاء حتى تستمر الفقاقير ك مصدر رئيسي لحياة الكثير من أهالي الواحات، وهذا نظرا لتعدد أبعادها الاقتصادية كتأمين معيشة حوالي 90 بالمائة من سكان المنطقة وسقي 7000 نخلة للفقارة الواحدة، وأيضا بعدها السياحية ، إذ تعتبر بمثابة إرث حضاري وثقافي يعطي طابعا خاصا للمنطقة. وأخيرا أبعادها الاجتماعية المتمثلة في تعزيز الروابط الإنسانية بين سكان القصور( التطوع الجماعي المعروف بالتويزة، العدالة في توزيع المياه).​
يُطلق أهالي الواحات اسم الفريضة على عملية الصيانة نظرا لأهميتها، حيث تتم العملية في فصل الصيف إذ يتفرغ لها معظم الفلاحين. وفي بعض الأحيان يتعذر على الفلاحين القيام بهذه المهمة فيلجئون إلى استئجار عمال بأجرة معينة، وحسب الجهات الإدارية والفلاحية بالمنطقة فإن كلفة صيانة 1 كلم من الفقارة تقدر بحوالي 143 دولار وذلك في ظرف 10 أيام وبواسطة 4 عمال، أجر كل واحد حوالي 4 دولار. وتشمل تعميق الأنفاق، وأيضا بناء وتلبيس الآبار المنهارة.​
وانطلاقا من أبعاد الفقارة والحالة المتدهورة التي آلت إليها، بات من المستعجل التفكير في إيجاد حلول تقنية وإدارية لإحياء وبعث الفقارة من جديد، لأن بإنقاذها سينقذ مصير سكان مناطقها وهم تجمعات استفحلت فيهم البطالة ليسجل أكثر من 14000 طلب شغل لدى الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب على مستوى ولاية أدرار، دون حساب الفلاحين كبار السن الذين لم يبقى لديهم سوى قلب الكفين حسرة على خيرات سادت ثم بادت.​
ويبقى التنبيه إلى أن الإنخفاظات الناجمة عن عمليات النقب هي في الحقيقة نتيجة قرارات سياسية تقنية ارتجالية لــــــم تراعي خصوصيات المنطقة ولا هشاشة الوسط، فكان المتضرر الرئيسي هم الفلاحين المستعملين للفقاقيـــــر.​
ويتواصل سيناريو الفقاقير التي تحتضر والعائلات التي تهجر أراضيها بالآلاف نازحة إلى مناطق أخرى زاد الضغط عليها، وقانون حماية الفقاقير الذي تأخر، و أمام كل هذا ، فإن الوقت لا ينتظر.​
1642296_l.jpg
عندما تجف المياه وتزحف الصحراء​
حماية الفقارة لحماية الإستدامة

أثر تغيُّر المناخ على الدورة الهيدرولوجية كما أثر النشاط الإنساني على الموارد المائية كمًا ونوعًا، ودخلت بعض البلدان في سباق مع الوقت حتى لا تقع في منطقة الفقر المائي، فلجأ بعضها إلى تحلية مياه البحر، وراح بعضها الآخر يطالب بحقه في المصادر المشتركة.​
وبين هذا وذاك زادت برامج التوعية لترشيد استهلاك الماء، وظل الاعتقاد بأن الوسائل الحديثة هي وحدها القادرة على ربح التحدي متناسين أن أنظمة الري التقليدية كالفقاقير استطاعت لقرون أن تثبت نجاعتها في بيئة كان الجفاف سمتها حيث حولت الصحاري إلى واحات تنبض بالحياة.​
المفارقة التي ختمت الأمور هي التوجه الجديد نحو تكثيف الإستصلاح الزراعي وتخصيص أغلفة مالية معتبرة لذلك أقلها 47 مليار سنتيم دون التفكير في تأمين مصادر مياه، فهل ستستمر الحياة بعد موت الفقاقير؟
















بالتوفيق اختي ..................
 
شطرا اختي بارك الله فيك
في انتضار المزيد من فضلكم
 
"نظام السقي في الجنوب (ادرار-فقارة)"
 
تعتبر تمنطيط من أقدم الواحات باٍقليم توات الجزائري ولهذا فدراسة تاريخ الفقارة في هذه المنطقة يعتمد على دراسة تاريخها في تمنطيط:
  • يشير بعض المؤرخين أمثال أشيلي" "J.cechalie وقوتي "E.f.gaitier " إلى أن اليهود ؛ هم أول من أدخل نظام الفقارة إلى تمنطيط عندما استوطنوها في القرن الرابع قـ ،هـ(1).
  • بينما يرجع القاضي سيدي محمد بن عبد الكريم البكراوي نشأة الفقارة للقبائل الزناتية التي إستوطنت المنطقة في القرن الرابع هجري.
  • ولصاحب القول البسيط وجهة نظرا مختلفة فبرأيه الأقباط المصريين الذين اغتادوا المنطقة في وقت مبكر؛ هم أصحاب نشأة أول فقارة وكان أسمها هنو، وعلى الرغم من انعدام الأدلة التاريخية التي تفصل في الأمر إلا أنه من المرجح أن يكون رأي صاحب القول البسيط هو الأصوب ففقارة هنو، مهندسة بطريقة فنية رائعة بحيث تنساب مياهها تحت مساكن قصر تايلوت وأولاد اهمالي من الجنوب لتتجه شمالا صوب الواحات ، وهي تقنية مماثلة لتلك التي كانت موجودة في قصر الفرعون في مصر وهو ما أشار أليه القرآن الكريم قال تعالى: أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي هذا من جهة، ومن جهة أخرى وبخلاف الفقارات الموجودة في تمنطيط ؛ ففقارة هنو لا يعرف منبع مياهها وحتى طريقة توزيع المياه فيها، مما يدل على أنها الأولى و الفقارات الأخرى كانت إقتباسا عليها وقد وجدنا في بعض الكتب التي تتحدث على الديانة المصرية القديمة ؛ بأن هنو هو اسم آلهة مصرية كانت عبادتها منتشرة بين المصريين قبل الميلاد، هذا ومن المحتمل أن تكون القبائل الزناتية هي المسؤولة ليس عن نشأة الفقارة وإنما عن تطورها والأستزادة منها لأن بعض الفقارات تحمل مسميات بربرية ، كأرمول ، مزز، تكرزيت ، التغجم ،قنباز، تزيقر، وتبقى فرضية اليهود هي الأضعف فالأدلة التاريخية تؤكد على أن يهود تمنطيط برعوا في قطاعي التجارة والصناعة وهيمنوا عليهما بشكل كبيرا وكان هذا هو سبب مزاحمة المغيلي لهم وأخراجهم من تمنطيط ، أما الزراعة فلم يكن لهم باع كبير فيها، ثم لو كانوا هم المسؤولون عن هندسة الفقارات فلما لا توجد ولو فقارة واحدة في تمنطيط تحمل أسما أو إشارة يهودية.
هندستها وآلية عملها
الفقارة هي عبارة عن سلسلة من الآبار مرتبطة ببعضها البعض تعرف محليا بالكراع ، تبعد كل واحدة عن الأخرى مسافة عشرة أمتار،أخذت شكل منحدر باتجاه الواحات ، وعند إقتراب المياه من الواحات تمر بآبار قريبة من السطح تدعى أغوسرو ومنها يتدفق الماء ليصل أخيرا إلى القسري ، وعلى حافته توجد العيون وهي الوحدات المستعملة لصرف المياه من القسري باتجاه البساتين، بعدما يحدد نصيب كل عين بدقة متناهية من طرف الكيال وهو الخبير بأسرار وحسابات مياه الفقارة، ويعتمد في تحديد نصيب كل عين على حجم مساهمة صاحب العين في الفقارة ؛ أي أن نصيب الماء يحدد بحسب عدد الأسهم ، فكلما كان عدد الأسهم كبيرا كلما كان النصيب من المياه أكثر والعكس صحيح، والقياس يكون باستخدام الحلافة وحدة القياس هي الحبة وتكون مجزأة إلى أربعة وعشرون قيراط والقيراط إلى أربعة وعشرون قيراط من القيراط ، فمثلا إذا كان نصيب الشخص أثنا عشرقيراط من القيراط فنصيبه يساوي 1/2 قراط ، وإذا كان له أربع قراريط من القراط فهو يملك 1/6 قراط فالتقسيم كان بشكل تنازلي من أكبر وحدة وهي الحبة إلى أصغر وحدة وهي قيراط من القيراط . بعد الانتهاء من توزيع حصص المياه تحفظ الحسابات في الزمام، وهو السجل الخاص بتقييد عمليات التوزيع والكيل، وبخلاف الفقارات المتبقية ؛ فإن مياه فقارة هنو توزع وفقا لعدد أيام الأسبوع ، فبعد إحصاء عدد المساهمين يوضع جدول زمني يحدد فيه يوم ووقت استفادة كل مساهم ؛ فمثلا يوم السبت يخصص لقبائل أولاد باعمر ، أولاد بابكر ، أولاد باعثمان ، آت صالح ، بحيث تبدأ وقت استفادة قبائل أولاد باعمرمن مياه الفقارة من وقت آذن الفجر حتى الضحى ،وأولاد بابكر من الضحى حتى الظهر ، ثم أولاد باعثمان من الظهر حتى المغرب وآت الصالح من المغرب حتى الفجر، وتحديد مدة الاستفادة يكون دائما مرتبط بحجم المساهمة . بعد الرحلة الطويلة يصل الماء أخيرا إلى البستان عبر الساقية ليستقر في الماجن، وهي حوض طيني تجتمع فيه المياه الآتية من الفقارة، وعند إمتلائها يفرغها صاحب البستان لتبدأ المياه رحلة جديدة ولكن هده المرة إلى المساحات المزروعة ، وأول خطوة يقوم بها البستاني هي نزع الصمامة ليبدأ الماء بالتدفق عبر الابادو إلى المطرق الذي يحتوي على عدد من القمون على أن تسقى كل وحدة على حدا ،فكلما أرتوت قمونة سد فاه بالتراب لينصرف المياه ودائما عبر أبدوا عبر الابادوإلى التي تليها ،وبهذه الطريقة الهندسية الرائعة ، كانت تسقى واحات النخيل في تمنطيط.


اتمنى ان يفيدك البحث
 
بارك الله فيكم على الجهد المبذول القائم على هدا البحث
شكرا
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top