يقول الأديب الانجليزي وليم شكسبير (أي شجاعة في ضرب جثة هامدة؟!).
ويقصد بها أي متعة ورفعة وزهو ذلك الذي يتملكنا حينما ننتصر على أشخاص مهازيل!، أو نفوز في معركة من طرف واحد.
إنها حينذاك تكون متعة زائفة كاذبة، فيها من الخسة أكثر مما فيها من الفخر، وفيها من دناءة الهمة أكثر مما فيها من نقاء المعدن ورفعة الأصل .
فإذا كان فخر المرء يقاس بنجاحاته وتفوقه فإنه يكون أيضا بقوة أعدائه، وعِظم معاركه، وخطورة الأودية التي يسلكها.
والمرء يا صديقي ينتقي أعدائه ويختارهم.. ولا عجب.
فإذا كان الواحد منا عالي الطموح، يقظ الهمة، يطلب معالي الأمور، كان المتربصين به على قدر همته، وأعدائه ليسوا بالتافهين السذج، ومعاركه صعبة، ونصره مؤزرا، وهزيمته مشرفة مهما فدحت.
أما إذا كان المرء بسيط الحاجة، متواضع المطلب، ضعيف الهمة والطموح، كان أعدائه صغار، ومعاركة محدودة، ونصره غير مدوي.
ليس للنصر البسيط سحر يا صديقي .. فلا تطلبه!.
إرم بناظريك بعيداً، واطلب معالي الأمور. تجهز لمقارعة رجال ذوي بأس وقوة، لا ترهبنك المعارك الضارية الشديدة.
عندها لن يمتعك نصر بسيط، ولن يثيرك تحد متواضع، وستعزف همتك أن تسير بعدها إلا على قضبان الرقي والطموح.
واسمع معي لقول أمير الشعراء شوقي إذ يطمئنك أن:
لا تعدمُ الهمةُ الكبرى جوائزَها... سيانِ من غلبَ الأيامَ أو غلبا
وكل سعيٍ سيجزي اللّهُ ساعيهُ... هيهاتَ يذهبُ سعيُ المحسنين هَبا
فمرحى بمعارك الحياة الضارية، ومرحبا بخصومها الشرسين.. وما دام في الحق جهادك.. فاضرب بعون من الله وتوفيقه.
صدقني.. السر في حصاد اعظم الثمار والحصول على اعظم النعم من الحياة هو أن تحيا دائماً في خطر.